Jump to ratings and reviews
Rate this book

النهضة العربية والنهضة اليابانية: تشابه المقدمات واختلاف النتائج

Rate this book
ﻫﻞ ﻟﻌﺒﺖ المعتقدات الدينية ﺣﺘﻰ اﻷﺳﻄﻮرﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻴﺎﺑﺎن وﺗﺴﺮﻳﻊ ﻧﻬﻀﺘﻴﻬﺎ اﻷوﻟﻰ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ؟
ﻟﻦ أﺗﻮﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺴـﺆال المشروع, ﻟـﻜـﻦ ﻣـﻦ درس اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﺟﻴﺪا ﻳﻌﺮف أن ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺟﻴﺎل المتعاقبة ﻣﻦ اﻟﻴﺎﺑﺎنيين ما زالت تلقن ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻮت والمدارس والجامعات والمصانع والمزارع واﻟﺜﻜﻨﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜﻮﻛﻮﺗﺎي أو اﻷرض اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ المقدسة اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻄﺄﻫﺎ أﻗﺪام اﻟﻐﺰاة ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ, وﻻ ﻳﺠﻮز أن ﺗﻄﺄﻫﺎ ﺗﻠﻚ اﻷﻗﺪام; ﻷن ﻓﻴﻬﺎ اﻣﺘﻬﺎﻧﺎ ﻟﻜﺮاﻣﺔ ﻛﻞ ﻳﺎﺑﺎﻧﻲ حر ﻳﺮى ﻏﺎزﻳﺎ أﺟﻨﺒﻴﺎ ﻳﺤﺘﻞ أرﺿﻪ المقدسة ﻓﻴﻘﺎﺗـﻞ ﻋـﻦ أرﺿـﻪ ﺣﺘﻰ الموت ﻛﻮاﺟﺐ وﻃﻨﻲ ودﻳﻨﻲ ﻓﻲ آن واﺣﺪ. وﻟﻢ ﺗـﺴـﺘـﺴـﻠـﻢ اﻟـﻴـﺎﺑـﺎن ﻓـﻲ الحرب العالمية اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﺿﺮب اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮن ﺷﻌﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ وﺑﻌﺪ أن دﻋﺎ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر المقدس ﺑﺼﻮﺗﻪ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﻟﻼﺳﺘﺴﻼم ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺪﻣﺮ اﻟﻴﺎﺑﺎن وﻋﻠﻰ أﻣﻞ ﻧﻬﻮض ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺧﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ.
بدأ محمد علي تجربة تحديث مبكرة جعلت مصر من أقوى دول شرقي البحر المتوسط في النصف الأول من
القرن التاسع عشر, وهددت السلطة العثمانية في عقر دارها. وفي حين أدى تكتل الدول الأوروبية ضدها إلى تراجعها داخل حدودها, فإن سياسة التبذير والقروض بفوائد فاحشة, وتسريح الجيش الوطني المصري, وإغلاق المصانع, حول التحديث إلى تغريب حقيقي في عهد خلفائه, فسقطت مصر تحت الإحتلال البريطاني. بالمقابل, بنت اليابان نهضة ناجحة في نهاية القرن التاسع عشر, حمتها من مخاطر الإحتلال الغربي, وحولتها إلى أقوى الدول الإمبريالية الآسيوية. وقد بدأ اليابانيون نهضتهم بتحديث جيشهم الوطني ومصانعهم ومؤسساتهم, واستخلصوا العبر من تجربة مصر فتلافوا كثرة القروض, ورفضوا المحاكم المختلطة التي تنتقص من السيادة الوطنية.
لطالما تساءل الباحثون: "لماذا نجح اليابانيون في نهضتهم وفشل العرب؟". وتأخر الجواب عقودا طويلة, إذ لم تُدرس التجربة اليابانية بعمق لاستخلاص الدروس منها. ويأتي هذا الكتاب في سياق محاولات بحثية للإجابة عن هذا التساؤل. فقد أبرز تشابه المقدمات بين تجربتي مصر واليابان, لكن نتائجهما متباينة تماما.

378 pages, Paperback

First published December 1, 1999

12 people are currently reading
439 people want to read

About the author

مسعود ضاهر

22 books39 followers
المفكر وأستاذ التاريخ اللبناني، نال الدكتوراه من السربون، ويدرّس في الجامعة اللبنانية منذ عام 1973، كما عمل أستاذا زائرا في طوكيو، وجورج تاون (واشنطن)، وانتدب كذلك خبيرا للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة عام 2004. من أبرز مؤلفاته بالعربية: «الجذور التاريخية للمسألة الطائفية اللبنانية 1697-1861»، و«المشرق العربي المعاصر: من البداوة إلى الدولة الحديثة»، و«الدولة والمجتمع في المشرق العربي 1840-1990»، و«مشكلات بناء الدولة الحديثة في الوطن العربي»، و«النهضة العربية والنهضة اليابانية: تشابه المقدمات واختلاف النتائج»

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
12 (23%)
4 stars
24 (47%)
3 stars
9 (17%)
2 stars
4 (7%)
1 star
2 (3%)
Displaying 1 - 12 of 12 reviews
93 reviews42 followers
January 26, 2012
مبدئيا ، ده ختام لسلسلة مقارنات ودراسات قام بيها الكاتب عن عصر محمد علي وتجربته ، وعن محاولة الدولة العثمانية لتقليده ، وكذلك عن تطور نهضة اليابان

فكرة الكتاب الأساسية هي أن نهضة اليابان الأولى (عصر توكوجاوا) واوائل النهضة التانية(عصر مايجي)، ونهضة محمد علي في بينهم تشابه في الظروف المحيطة بيهم

أبرزها انهم كانوا في دولة ليها سلطة مركزية قوية (ده خد وقت كبير في اليابان مثلا)
والسبب التاني انهم اتحطوا في موقف "المواجهة" مع الاستعمار الخارجي المتمثل في الاتفاقيات التجارية المجحفة ع الأقل

الكتاب هيحسسك انك بتقرا كتابين منفصلين ، واحد متعمق في التاريخ الياباني وتطور المجتمع والدولة في اليابان ، والتاني عن نهضة محمد علي والظروف المحيطة بيها وبالخلافة العثمانية


طبعا النهضة المصرية انتهت بفرض الوصاية على مصر ، وتعيين وزراء اجانب في الحكومة المصرية ، وحفل افتتاح قناة السويس الساهر اللي تكلف معرفش كام مليون ، وأخييرا الاحتلال البريطاني لمصر ،

بينما النهضة اليابانية استمرت لفترة طويلة ، لغاية انكسارها في الحرب العالمية الثانية ، وعودة نهضتها مرة اخرى في مجالات العلوم والتكنولوجيا بدل العسكرة والتسليح

الكتاب مفيد فعلا ، لكنه "تاريخي" الى حد كبير ، فاللي بيبحث عن تنظير للنهضة وشروطها ووسائلها مش هيكون ده اختياره الأنسب ، يكون الأفضل لو قرأت لمالك بن نبي او جاسم سلطان مثلا

لو بتدور على نموذج عملي لنهضة ، والتأثير العملي لكل صغيرة وكبيرة في المجتمع عليها ، من أول الاقتصاد لغاية ثقافة الناس الشعبية ومصادر الدخل القومي والتركيب الاجتماعي والديني للبلد، فأظن ده هيبقى فرصة ممتازة ليك

ده تعليقي العام على الكتاب ، وفيما يلي ملخص سريع لمحتويات الكتاب وخط سيره
----------------------------------------------------------
بداية النهضة في اليابان كانت في مرحلة حكم أسرة توكوجاوا ، بعد استقرار السلطة المركزية في ايد حكومة واحدة ، بدل نظام حكام المقاطعات القديم
ابتدى يحصل تبادل تجاري مع الغرب ، وبالتالي تبادل معرفي ، وحركات تنصير
تم التصدي لكل ده بشدة ، ودخلت اليابان في مرحلة عزلة طوعية لفترة طويلة
منعت فيها معظم اشكال التبادل مع الغرب
لكن في الوقت ده انشغلت باصلاحات ادارية في البلاد ، وحصل تراكم مادي رهيب جدا بسبب ان مفيش اي استنزاف للثروات دي
وده مهم للمرحلة التانية من النهضة



وشوية هيبدأ يتكلم في فصل لوحده عن أحوال الدولة العثمانية ، وبداية المواجهة مع الاستعمار عن طريق الحملة العسكرية لنابليون
ثم فصل اخر ل محمد علي ومشروعه النهضوي في مصر ،
واستعانته بالفرنسيين لتحديث الجيش ، ومعه تحديث الصناعات اللي بتخدم الجيش
وكذلك البعثات العلمية ، لتكوين موظفين قادرين على ادارة الصناعات دي ، والتدريس في المدارس اللي فتحها باختلاف انواعها وتخصصاتها
فلسفة محمد علي كانت تقضي بأن السلطنة تتبع خطاه
ولما فشلت كل نصايحه للعثمانيين ، بدأ يفكر في أنه يحمي السلطنة بأنه يتولى حكمها ويحدثها بنفس طريقة تحديث مصر
وده الي هيفشل فيه بسبب الدول الاوروبية اللي كانت حاضرة في كل المواقف ، ومستعدة تتامر ضد اي حد عشان تقدر تقسم الدولة العثمانية "الرجل المريض"
المرحة دي بتنتهي بهزيمة محمد علي وارتداده لحدود مصر ، مع حفاظه على الحكم الوراثي ليها بين أولاده ، عكس باقي ولايات السلطنة



وبعدها هيرجع لليابان تاني ، ويوصف المرحلة الثانية من نهضتهم ، وهي انتقال السلطة للامبراطور"مايجي" ، اللي عمل اصلاحات اسطورية في اليابان ، واستفاد من التراكم المادي في مرحلة توكوجاوا
وبدأ يبني أساس صناعي قوي للبلد ، برضو مع نزعة عسكرية توسعية
وبدأ تحول لليابان لبلد صناعي من الطراز الاول ، نسبة التعليم وقتها كانت من اعلى النسب في العالم ، حتى اعلى من اوروبا نفسها
لكن كل ده يدور في فلك "التحديث" وليس "التغريب"
كان فيه اصرار من الجميع أن اليابان تستقدم احدث التيكنولوجيا ، وتحاول تقليدها بأسرع وقت ممكن ، وتطويرها محليا بما يناسب احتياجاتهم

التماسك الاجتماعي الياباني وصل لأعلى مستوياته وقتها ، نظرية "الكوكوتاي" بتقضي بأن "ارض اليابان مقدسة لا يجوز ان يدخلها محتل" ، والامبراطور بالنسبة لهم هو سليل الألهة ومعاه صلاحيات لكل شيء
كذلك ، الديانات السائدة في اليابان من اوائل نشاتها كانت بتدعو لاحترام كبير العيلة ، واحترام الطبقة الاجتماعية الأعلى (كان فيه 4 طبقات اجتماعية أهمهم طبقة الساموراي اللي كانوا بيمارسوا حكم القرى والمقاطعات)

بعد كدا تم الغاء نظام الطبقات الاجتماعية ده ، وتحولت الطاعة الى الامبراطور
كذلك ، الامبراطور تميز بحكمة شديدة ، استمدها من المجلس الاستشاري الضخم اللي كان بيضم قادة الساموراي اللي عندهم خبرات ادارية عميقة



بعدها ، ينتقل الكتاب للمرحلة الثانية من النهضة المصرية
وهي مرحلة خلفاء محمد علي"
على عكس مرحلة مايجي ، بدل ما تستفيد من الاصلاحات اللي عملها محمد علي ، المرحلة دي اتسمت ب"التغريب" بدلا من "التحديث"

دي النقطة المحورية الأهم ، اللي أدت لتنازلات عديدة في مجال التعليم والصناعة والجيش
وزاد الأمر سوءا ان مرحلة محمد علي كانت خالصة لخدمة الجيش ، ولم تقم ببناء مجتمع حقيقي في مصر يستفيد من الاصلاحات (كل الصناعة والزراعة كانت محتكرة بواسطة الدولة ، كل الشعب بيبيع للحكومة اجباريا)
فمحصلش مثلا التراكم المادي اللي حصل في اليابان في مرحلة (توكوجاوا) ، اللي غير شكل التركيب الاجتماعي والاقتصادي لليابان تماما

كذلك ، محمد علي وخلفاؤه لم يهتموا ابدا باللغة او الثقافة العربية ، كانوا منقطعين الصلة بالمجتمع المصري أصلا
وحتى الاصلاحات الديموقراطية كانت غير جادة ، صورية تماما في وقتها
حتى الجيش ، كان بيتم ترقية الأتراك وغير المصريين على حساب المصريين ، اللي أدى فيما بعد لثورة عرابي


الجزء الأخير من الكتاب هو الأروع
بيستخدم كل المعلومات اللي قريناها في الفصول الأولى ، وبيدمج في كلامه بين مصر واليابان ، أوجه التشابه والاختلاف ، ودواعي نجاح النهضة هناك وفشلها هنا
الجزء ده الأكثر امتاعا طبعا

لكن لو قريته لوحده مش هتكون اتعرفت على المجتمع المصري والياباني بالعمق الكافي اللي يخليك "تستفيد" منه

Profile Image for نجد.
423 reviews243 followers
April 16, 2020
في البداية، الأفضل لو كان اسم الكتاب: النهضة المصرية والتركية لا العربية لأن الكاتب ركز عليهما دون باقي المناطق العربية.

بعض الفوائد الواردة في الكتاب:

1- قد تم تكبيل اليابان باتفاقيات مجحفة طوال النصف الثاني من القرن ال19 ولم تستطع التخلص منها إلا ببناء دولة إمبريالية ذات نزعة عسكرية توسعية.

2- تجلى النجاح الأكبر للتجربة اليابانية في رفض اقتباس الثقافات الغربية التي تقود إلى التغريب في المسكن والمأكل واللباس على غرار مافعل المصريون والعثمانيون

3- تجمع الوثائق التاريخية على أن الضعف بدأ يدب بجسد السلطنة العثمانية بعد أن توقفت عن فتوحاتها داخل أوروبا التي سُرعان ما أخذت المبادرة للقيام بهجوم مضاد بهدف تفكيك السلطنة واقتسام ولاياتها.

4- لقد توهم الفرنسيون أن مسيحيي الشرق سينضمون على الفور لمشروع أوروبي قادم لتحريرهم من السلطنة العثمانية الإسلامية تحت ستار أن فرنسا هي الحامية الأولى للنصارى أو المسيحيين في هذه المنطقة إلا أن ذاكرة هؤلاء المسيحيين مازالت تحتفظ بالويلات الكبيرة التي لحقت بهم من جراء الحروب الصليبية.
وكانت غالبية المسيحيين الشرقيين تعادي علناً الصليبيين، وترفض ادعاء الدول الأوروبية بأنها حامية لهم.

5- كانت سياسة فرنسا ترمي بالدرجة الأولى إلى تشجيع محمد علي لإعلان استقلال مصر التام عن السلطنة والقيام بحملات عسكرية لإحياء الأمجاد العربية القديمة والتشديد على أن الخلافة الإسلامية هي من حق العرب أولاً.

6- انتصارات إبراهيم باشا السريعة على الجيش العثماني دفعت السلطان إلى مزيد من التنازلات للدول الأوروبية في محاولة منه لإنقاذ عرشه المنهار، وتم انتزاع هذه الاتفاقيات والامتيازات من السلطان العثماني لمصلحة المشاريع الاستعمارية الأوروبية تحت ستار الدفاع عن السلطنة ضد تمرد واليها.

7- أحد أبرز المبادئ الأساسية للبوذية التي تدين بها الغالبية الساحقة من اليابانيين : مبدأ الطاعة المطلقة للحاكم.

8- ليس من شك في أن 265 سنة من التراكم المستمر دون حروب ونزاعات داخلية كبيرة إبان مرحلة توكوغاوا كان لها الأثر البارز في نقل الاقتصاد الياباني من نمط الإنتاج ماقبل الرأسمالي إلى نمط إنتاج رأسمالي.
Profile Image for Baher Soliman.
494 reviews475 followers
October 23, 2018
الكلام عن نهضة مصرية بدأت قبل النهضة اليابانية ، ربما يكون من الأهمية بمكان لمعرفة بذور تخلفنا المعاصر من أين جاءت ؟! .

الكتاب يدرس النهضة المصرية في عهد محمد على باشا ، وما يقابلها من نهضة نشأت بعدها بقليل في اليابان ، لكن السؤال الذي أطرحه أنا على اطروحة دكتور مسعود ضاهر - التي هي جيدة بلاشك- هل كان محمد على فعليًا راغبًا في بناء نهضة حقيقية ؟! .

إن الدكتور مسعود يقول هنا أن تجربة نهضة اليابان في القرن التاسع عشر ، رغم انبهار العرب بها ، إلا أنها لم تسلم من النقد الصارم من جانب اليابانيين أنفسهم ..لماذا ؟ لأنها تجربة تحديث للعسكر ، وفي خدمة العسكر ، وهذا لا شك يصدق على تجرية محمد على باشا ، ولعل من الباحثين كالدكتور خالد فهمي في أطروحتيه " كل رجال الباشا " و " الجسد والحداثة " أوضح بما لا يدع مجالًا للشك أن ما فعله محمد على من انجازات كان في سبيل تدعيم المؤسسة العسكرية ، ويؤكد فليب مانسيل في " ثلاث مدن مشرقية " أن هدف محمد على باشا كان تكوين سلالة حاكمة .

إذا كانت هذه الأمور متشابهة بين التجربتين �� فلما اختلفت النتائج ؟ أعتقد أن إجابة هذا السؤال مطمورة بين ركام صفحات الكتاب ، الذي يؤكد مؤلفه أن نهضة اليابان الحالية هي نتاج لثورة التحديث الثانية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، ولا تعود للنهضة الأولى في القرن التاسع عشر ، إذن يمكن القول أن هناك تكملة لنهضة ،وهنا انتكاس لنهضة كادت أن تقوم .

في مقابل التمييع العقدي ، ومسخ الهوية الذي عمل في سبيله محمد على ، كان اليابانيون في عزلة طوعية ، ناتجة عن إحساسهم بخطر التدخل الأجنبي في اليابان ؛ لذلك اتخذت الحكومة اليابانية قرارًا صارمًا بمنع الديانة المسيحية في اليابان عام ١٦٣٧ ، وخاضت حرب تصفية دموية ضد اليابانين المتنصرين . كنت أود هنا من المؤلف أن ينقل الموقف المقابل لمحمد على الذي فتح الباب لإرساليات التنصير الأجنبية في البلاد ودعمها بكل قوة ، لنعرف أن قضية " الهوية " ليست بعدًا دينيًا عند المسلمين فقط ، بل وعند غيرهم الذين رأوا فيها بعدًا حضاريًا وتنمويًا أيضًا .

لقد وصف اليابانيون الأوروبيين " بالبرابرة" منذ عزلتهم الطوعية ، بينما كان محمد على يزرعهم زرعًا في قلب الدولة ، ويضفي عليهم الألقاب الرنانة ، رغم تشابه المقدمات ، نجح اليابانيون حيث فشل العرب والعثمانيون ، هذا ما يؤكده المؤلف ، ولكن الحق يُقال أن كمية الإستنزاف الصليبي للعثمانيين فاق بمراحل ما تعرضت له اليابان ، فالسلطنة العثمانية كانت تعيش هاجس الخوف من هجوم استعماري غربي منذ أواخر القرن الثامن عشر ، فموقعها على خط المواجهة المباشر مع القوى الأوروبية جعلها تتلقى الضربات العسكرية الأولى ، بينما العزلة الطوعية حمت اليابان من ذلك الهجوم كما يقول المؤلف ، لكن الحقيقة أن الذي حمى اليابان هو انشغال القوى الامبريالية بالكعكة العثمانية .

لا يعنى ذلك أن اليابان كانت بعيدة عن مطامع الأوروبيين ، فلم تسلم من الاتفاقيات المجحفة التي فرضها عليهم من أطلقوا عليهم " البرابرة " ، حتى رفع الامبراطور الياباني " مايجي" شعارًا واقعيًا " الحقوا بالغرب وتجاوزوه " ، ولم يتجرأ على إلغاء تلك الاتفاقيات المجحفة إلا بعد أن ضمن لليابان جيشًا قويًا ، ومع ذلك فإن التحديث للعسكر وبالعسكر كما يقول الكتاب أسقط اليابان في دائرة الأيديولوجيات القومية الشوفينية التي تقودها عسكرتاريا متعطشة للتوسع والسيطرة على دول الجوار .

الحقيقة أن الكتاب يغلب عليه الجانب التاريخي لاسيما في دراسته لفترة محمد على ، ووجود بذرة النهضة ، ثم التأريخ لعصور أبناءه الذين تنكبوا طريق الباشا ، وكذا جانب تاريخي لفترة النهضة اليابانية ، لكن أهم ما يمكن التركيز عليه هنا أن التحديث بالعسكر وللعسكر أنشأ عسكرتاريا متعطشة للدماء، انتهت بالهزيمة في الحرب العالمية الثانية في حالة اليابان ، بينما انتهى مجد الباشا وابنه إبراهيم بأفول مجد العسكرتاريا المصرية .
Profile Image for Golden Flower.
116 reviews54 followers
June 13, 2011
للأسف لم أجد في الكتاب ضالتي
الكتاب اوغل في ذكر الحوادث التاريخيه بشكل ممتاز ومقارنة تاريخ مصر والدولة العثمانيه في عصور الضعف بالتاريخ الياباني لكنه لم يركز على استنباط مقومات النهضه بشكل كاف
ذكر منها وقوع مصر في التغريب ومحافظه اليابان على تراثها ابعاد اليابان نفسها قدر الامكان عن الصدام الاوروبي بينما لم تسمح اهميه مصر الاستراتيجيه والتجاريه بذلك
الكتاب تاريخيا ممتاز
ربما ظلمت الكتاب لأني قارنته بمؤلفات د جاسم سلطان.....ربما
Profile Image for Nas Mhd.
Author 1 book9 followers
March 15, 2017
أتممت قراءته اليوم 15-03-2017 بحمد الله و انا متواجد باليابان ، كتاب مكثف مطروح بأسلوب علمي دقيق ذكر فيه المؤرخ اللبناني الدكتور مسعود ظاهر بدقة المجرى الزمني و الأحداث التي صاحبت و سبقت و تلت كل من تجارب النهضة العربية و بالخصوص النهضة المصرية بقيادة محمد علي باشا من جهة و من جهة أخرى النهضة اليابانية التي بدأت في عهد حكم الساموراي و توحيد اليابان و الدخول في العزلة الطوعية التي امتدت لقرنين و تلتها عهدة الإمبراطور ميجي و عصر النهضة الحديثة الأولى ، استند الكاتب في دراسته على مئات من المراجع و لعل أهمها الوثيقة التاريخية التي كتبها المؤرخ العربي شارل عيساوي وأسئلة النهضة اليابانية في مقالته «لماذا اليابان؟» سنة 1983 والتي نشرت أولاً باللغة الإنجليزية، ثم أعيد نشرها بالعربية في كتابه: «تأملات في التاريخ العربي»،و من المفارقات العجيبة أن مصر كانت في وضع أفضل مما كانت عليه اليابان في النصف الأول من القرن التاسع عشر. «ولو قدر لمصر أن تحكم في ذلك الوقت على يد حكومة وطنية ومستنيرة لكانت بزغت في القرن العشرين كصورة مصغرة لليابان». حسب ذات الكاتب.
طبعا لا يتسع المقام هنا و لا الوقت لشرح المزيد حول الكتاب لكن وثيقة عيساوي قد تكون كافية لأن يحيط القارئ بكل جوانب التجربتين ، في رأيي النقطة السلبية الوحيدة في الكتاب هي كثرة الإعادة و التفاصيل المرهقة التي لم استفد منها لكنه كتاب متكامل يستحق الاشادة و القراءة الدقيقة و يعتبر مرجع مهم لكل من يهتم بتاريخ اليابان ، و النتيجة التي خرجت بها من كل هذا هي أن دور القيادة السياسية و قوة ارادتها هي من تنهض بالأمم و ليس الشعب وحده، الإرادة السياسية تتبعها الإرادة الشعبية و ما نراه من انحطاط في بلداننا للأسف ما هو إلا نتاج حكومات ضعيفة لا تملك بعد نظر و لا تخطيط استراتيجي.......
Profile Image for Maha.
627 reviews
May 25, 2015
كتاب تاريخي مكتوب بأسلوب التكرار الممل. حدد النهضة العربيةًبحدود مصر الجغرافية ورآها غبرها! و ركز الكتاب على فترة ولاية محمد علي. كان من السهولة ان يختصر الكتاب الى النصف مع اضافة جداول للمقارنة ثم التوسع في شرحها. المقارنة بذاتها لم تكن مقنعة. الكلام عن اليابان كان مثير للاهتمام بعض الشي لأننا في بلاد العرب لم ندرس تاريخ جنوب شرق اسيا. كنت أتوقع من الكتاب اكثر فلم استسيغه.
Profile Image for Ali A..
406 reviews14 followers
August 20, 2020
الكتاب مهم جدًّا والدّكتور ضاهر يشرح ويشرّح أسباب فشل مشروع النّّهضة العربية الَّتِي بدأها محمّدعلي باشا في مصر، بينما نجح مشروع النّّهضة في اليابان.
اتمنّى ان يقرأَ هذا الكتاب مَن يعملون في السّياسة والتّربية والتّعليم وعلماء الاجتماع لأخذ العبر والحكم منه
لعلّ بلادنا تصبحُ ذلت يومٍ يابانيّة النّهضة والتّطور والنّجاح
ألف "شكرًا" للدكتور مسعود ضاهر على مجهوده المميّز في هذا الكتاب القيّم
Profile Image for Gabriel Fab.
1 review
March 10, 2017
الكتاب يحتوي مقارنة بين تجربتي التحديث المصرية واليابانية في نقاط محددة وواضحة إلا أنه يتفقد للخوض في تفاصيل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية المصرية واليابانية، ويحمل في جوانبه أفكاراً انطباعية للمؤلف غير مدعمة بتحليل واضح معتمد على المعطيات في بعض الأحيان، كما أهمل الكاتب بعض النتائج الواضحة نتيجة المقارنة بين عمليتي التحديث
Displaying 1 - 12 of 12 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.