من مواليد 1940، في قرية قرشة في مدينة أسوان، وفي عام 1969 نشر أول قصة في مجلة "صباح الخير"، كما صدرت له عدة أعمال من بينها: "انفجار جمجمة" و"اللعب فوق جبال النوبة".
رواية مميزة وأسلوب جميل وساخر بالرغم من سوداوية الأحداث عن كاتب مثقف ومشاغب في خوف من الاضطهاد والملاحقة لجرأة كتاباته عن أحوال الواقع تعرض الرواية محاولات التصدي لتحالف القوة والسلطة والمصالح والفساد ومحاولة التمسُك بالمبادئ والقيم بعد هزيمة 1967
إدريس علي كاتب مصري من النوبة تأثرت كتاباته بأحداث وظروف حياته الصعبة وبالتجارب التي عاشها في حرب اليمن كمجند, وفترة عمله في ليبيا أواخر السبعينيات
أنهيتها أثناء خدمتي العسكرية، اليوم بالتحديد وأنا في حالة من القهر المتوحد مع قهر قناوي وبلال ، رواية فريدة ذات لغة حادة وبناء روائي بالغ التماسك والخصوصية، إدريس علي كاتب متمكن وروائي جبار ، أضعف الأجزاء هو الجزء الأول والذي قد يخدعك عن إكمال الرواية لكن تجاوزه سيضعك في لذةٍ لا تقاوَم.
• «..لأنك تعشق وطنا آخر غير الذى شيدوه بالأغانى، الأناشيد، الأكاذيب، الصوت الواحد، الزعيم المعجزة، وطنا جديدا جميلا لا يستند على ما كان، يعطى ظهره لأهرامات الرق وشواهد الفاتحين، وطنا ليس به شارع سليم الأول وطومان باى وكل همج التاريخ، وطنا يسع الجميع، لا فضل فيه لأحد على آخر، ويستفزونك حين يغنون: «المصريين أهمه.. فى الدنيا أحسن أمة»، طيب ولماذا التطبيل؟، بهذا السؤال المحرج تتوجه لمن يناقشك، تسأل: أين الأدلة لأنه يصعب اختزال الوطن فى ملاعب الكرة، ويستحيل الدمج بين أمن عدة أفراد وأمن الوطن كله.. أهذا هو الوطن؟! لكنك ستظل تبحث عن وطنك الخيالى حتى تفنى، مثلما فنى قبلك مئات الحالمين وسيلحق بك المئات»
الروائى الكبير الراحل إدريس على من روايته الجميلة (انفجار جمجمة) الصادرة عام 1997
انطباعات شخصية عن "انفجار جمجمة" لإدريس علي فكرة جيدة تفسدها المعالجة الزاعقة! لو حكى لي أحد الأصدقاء مسبقًا عن أحداث الرواية أو موضوعها قبل أن أقرأها، لتأكدت أني سأُعجب بالعمل بدرجة كبيرة؛ فالموضوع جذاب بالنسبة لي: فساد الدوائر العسكرية المصرية في فترة بعد النكسة، وتشريح طبيعة السلطة في مصر من خلال قصة عن فساد رجال عسكريين يعيثون فسادًا في المناطق الحدودية الليبية، بينما تمر البلاد بحرب طاحنة مع العدو من ناحية الشرق. لكن بالرغم من كل ذلك لم يكن انطباعي عنها جيدًا في المجمل. لا شك أني أُعجبت ببعض مناطق العمل، وبجرأته بالطبع. مثل هذه الرواية لا يُمكن أن تُنشر الآن على الإطلاق، فقد صارت هذه المنطقة محظورة تمامًا؛ الأمر الذي جعلني أبتسم كثيرًا وأنا أنظر إلى دار النشر الحكومية التي نشرت هذا العمل 🙂 في أي عمل روائي هناك إيقاع، وهذا تحديدًا ما أفسد هذه الرواية من وجهة نظري. طوال عمل أتصور الراوي شخصًا يقف أمام وجهي زاعقًا.... لا يفعل شيئًا سوى لزعيق. لا يمكن كتابة الروايات بهذه الطريقة. صحيح إن بعض المواضع بدت رائعة، خاصة مع استخدام الجمل القصيرة وتكثيف المشاعر واستخدام لغة درامية ساخنة، ولكن لا يمكن قراءة 200 صفحة بهذا الإيقاع الزاعق طوال الوقت. استخدم الكاتب ضمير المخاطب. هذا الاستخدام عادة يثير بعض التساؤلات وهو من أساليب الكتابة الصعبة نسبيًا؛ لأن أول تساؤل يطرحه أمام القارئ هو من الذي يتحدث؟ عادة يستخدم هذا الأسلوب في بعض المواضع التي تتضمن مواجهة مع الذات أو انقسامًا شديدًا، بحيث يُحدِّث الراوي نفسه، أو في جزء متصاعد أو متوتر جدًا. هنا الرواية كلها مروية بضمير المخاطب، حتى بعدما مات الراوي قبل نهاية الرواية ببضعة صفحات ظل ضمير المخاطب مستخدمًا، ولا يمكن في هذه الصفحات فهم الحكمة من هذا الأسلوب. عندما يستخدم الكاتب الراوي العليم، لا يتساءل القارئ عن شخصية الراوي الذي يُحلل أبطاله ويصدر أحكامًا على كل شيء... يبدو هنا الراوي بمثابة الإله داخل العمل السردي، لكن أن يستخدم الكاتب ضمير المخاطب ولا يتوقف للحظة عن إصدار أحكام على كل الشخصيات ودواخلها بصورة فجة؛ أمر سبب لي إزعاجًا شديدًا. الرواية مليئة بشخصيات غنية، لكن النبرة الزاعقة سطّحت جدًا المناطق الروائية الخصبة. البطل مثلا شخصية مركبة: كاتب وصف ضابط وقارئ متعمق وجد نفسه قد تحول إلى معارض سياسي يهدد النظام كله بلا رغبة في ذلك. مثل هذه المناطق كانت تتطلب من الراوي رسمًا متأنيًا، وصورة أكبر عن ماضيه، بدلا من التصوير الساذج للطفل الذي يكشف جرائم الجميع دون سبب. الجرأة لا تخلق عملا أدبيًا رائعًا، فمن الممكن لتقرير صحفي مثلا أن يحقق ذلك، لكن جمال الأدب يتطلب استخدام الأدوات الأدبية الملائمة للرؤية المطروحة في العمل. بالرغم من كل ذلك هناك مناطق قوية بالطبع في العمل، لكن انزعاجي من الأسباب السالة أفسد عليّ إلى حد كبير الإعجاب بهذه المناطق.
رجل مصرى جنوبى باصالة وسمرة بشرة الجنوب نزح من موطنه بعد مشروع الخزان بجنوب مصر شأنه شأن الكثير من ابناء موطنة اللذين شردوا وتشتتوا
بلاإنذار مسبق مسلوبى الإرادة فى إختيار موطنهم الجديد
يلتقى بإمرأة بحراوية ( وجهه بحرى ) ويتزوجها وتكون أما لابنهم ( بلال ). بلال هذا الشاب الخليط من جنوب مصر وشمالها ومحور الرواية والراوى أيضاً تتوالى احداث الرواية بلا ملل محدثة إنفحارات متتالية فى كل منطقة يتطرق لها الراوى.
شاب لم يهدأ عقله من التفكير ومن هدم كل ثوابت لا يقبلها عقله ويفكر فى الوطن وشكله الحالى ويتسائل عن كرهه للواقع ويجيب لنفسه " لأنك تعشق وطن آخر غير الذى شيدوه بالاغانى، الاناشيد، الصوت الواحد، الزعيم المعجزة، وطنا جديدا جميلاً لا يستند على ما كان، يعطى ظهره لأهرامات الرق وشواهد الفاتحين، وطن ليس به شارع سليم الاول وطومان باى وكل همج "التاريخ.
يسترجع ذاكرته وهو فى خريف العمر عن رحلته منذ طفولته وتنافره مع كل ما هو مألوف ممن اسماهم بال " الهمج"
همج بلحى وجلابيب قصيرة وهمج بباقات وافرولات وأسلحة مدججة بالذخيرة الحية، تطرق الأحداث لحرب اليمن واهوالها ومشاهدات لم رجعوا جثة هامدة أو بإعاقة ستلازمه طوال حياته ومن لم يعرفوا طريقا لجثته فربما تحللت على جبل من جبال اليمن السعيد أو اكلها حيواناته الجبلية، وعلى الجانب الآخر من عاد لمواطنه بالساعات الفاخرة والعطور والأجهزة الكهربائية والكثير من المال، وتنتقل الأحداث للحدود الغربية ظهور النفط بالجارة الغربية ومعها ظهر التهريب والمهربين وعلاقتهم بالهمج أصحاب الياقات المسلحين المحتكرين للوطن بدعوى أنهم حماته.
وتنتقل الأحداث طارة آخرى الحدود الشرقية حيث الجبهة الملتهبة ومآسى ٦٧ حتى ٧٣ وبطولات حقيقية لأفراد مجندين بعيدين اى ضوء.
تحمل الرواية العديد من العلاقات الإنسانية التى تعلو على اى تصنيفات دينية أو طبقية أو عرقية، ونقد ذاتى لاوساط المثقفين وأزماتهم .
لم تخلوا الرواية من الرمزية القوية الواضحة فى عرض الأزمات وتلميحات الراوى عن حلول قد تكون مجدية من وجهة نظر بطل روايته، كذلك تشخيصه للكثير من الظواهر المتصاعدة فى المجتمع والتطرف الدينى وكيفية فهم ما حدث بان هؤلاء الهمج أصحاب اللحى والجلابيب البيضاء والجنازير كانوا بشر عاديين بينهم فقراء وفلاحون وعامة ودراويش ..... لهم أمثالهم العريقة المتوارثة " تراعينى قراط اراعيك قراطين " لكنهم تركوهم مهملين ضحايا المحتالين بتفسيرات النصوص والحالمين الموهومين بالمجد الاسلامى الذى كان فى الماضى، ارهقهم الفقر والمرض ولصوص الوطن فأصبحوا فريسة سهلة لتجار الحلول الإلهية، وصور لهم جهلهم أنه بتمسكهم بنصوص قديمة وتفسيرات ووعود تجارها أنه سيتم الخير وينتشر العدل والرخاء : أضاعوا وضيعوا معهم المدن والبلاد ولطخوا الحاضر بالدماء وصار الغد مقلقاً.
ليست إنفجار جمجمة فقط بل هى إنفجارات متتلية فى وعى المصريين وتجاربهم وثقافتهم وتقاليدهم وموروثاتهم وكيفية إدارة بلادهم ومن يتحكم بمصائرهم .
رحمة الله على هذا الروائى العظيم صاحب الموهبة اللذة ثقيلة العيار هذا الرجل لايكتب بقلمه بل يكتب بقلبه المعذب يكتب بمشاعره الحزينة يتنفس اكتئابا ومن فرط اكتئابه تجلت بصيرته للتعبير عن الواقع اتألم عندما ترى اجيالا مسطحة للتعرف من هو ادريس على ولا تعرف قدره بينما ينتمون بمثل ارض زيكولا وانتيخريستوس زمن بائس