يقوم مشروع النهضة الإسلامية على عدة أركان هي الوحدة والعدالة والحرية والمشاركة السياسية، ويصارع المسلمون منذ عقود من أجل تحقيق تلك الأهداف السامية، وقد نجحوا مؤخراً في إنجاز بعض ما طمحوا إلية، ولكنهم لا يزالون يعانون كثيرا من الإخفاق في بناء أنظمة سياسية عادلة ديمقراطية أو إقامة وحدة إسلامية متينة واسعة
فكرة الكتاب تدور حول نقطة واحدة: التشيع بدأ كحركة سياسية ترى أحقية أهل البيت في الأمر - أي الخلافة - فقط لا غير، بدون غلو في أمرهم، أو لعن مخالفيهم، وهكذا.
بعد أن أورد المؤلف، حركة التشيع كحركة سياسية، بدأ بعد ذلك في سرد للتشيع "الديني" الذي تم كتابته وتأليفه في القرن الرابع الهجري.
كيف تحول التشيع من حركة سياسية ترى أهل البيت لهم الأولوية في الخلافة إلى تشيع ديني، حول الإسلام بين السنة والشيعة إلى ما يشبه ديانتين مختلفتين حتى في الصلاة؟
من المسؤول عن هذا التحول من غلو وتشدد وأفكار غير منقطية؟
ما هو دور الأئمة - الإثنى عشرية - في كل هذه التحولات؟
هل فعلا كل ما ينسب إلى الأئمة من أقوال وأحاديث صحيح، وقالولها بالفعل؟
كيف تعامل البيت العلوي مع الشيعة الإثنى عشرية الذين يرون أن الخلافة من نصيب آل الحسين فقط بنص إلهي!
من هو المهدي آخر إمام إثني عشري؟
كل هذه الأسئلة وأخرى أجاب عنها الكتاب، بشكل مفصل، بحجة قوية.
كانت بداية تعرفي على الفكر الإسلامي الشيعي منذ أعوام بقراءة كتب الشهيد علي شريعتي ، وكنت في تقييمي لكتبه لا أكترث بالبعد المذهبي لقلمه (ليس لقناعتي بما يقول ولو كنت أبحث عما أقتنع به وأتبناه لما قرأت لمعظم أهل السنة وغالبية الشيعة ) ، ولو كنت أكترثت لهذا لإنشغلت بهذا الأمر عن الأفكار الرئيسة في كتبه ولقيمت كتبه كسائر القراء من أهل السنة بالنجمة والنجمتين ولجهزت القلم الأحمر قبل فتح غلاف الكتاب . طبعا المأساة أن القراء السنة يقيمون الكتب التي في صفهم تقييم عالي (مثل كتاب التشيع الصفوي والتشيع العلوي ) و عند قراءة الكتب الأخرى تخرج الأقلام الحمراء من الجيوب ..... وأخشى أن هذا الأمر قد ينطبق على كتب أحمد الكاتب أيضا ..... هذه هي ثقافة الإستحمار كما كان يعبر عنها شريعتي .
كنت قد أعجبت بالنفس الوحدوي في خطاب شريعتي ، ومحاولته إعادة التشيع إلى التشيع الأصيل التشيع العلوي كما سماه التشيع الأحمر التشيع الثوري ، وليس التشيع الصفوي التشيع الأسود . لكن أحمد الكاتب يأتي ويقول أن الأزمة لم تنشأ بالتشيع الصفوي وإنما أساسها هو التشيع الديني .
فكان يقول شريعتي رحمه الله :
((يمسك الشيعي بتلابيب السني ويعنفه بالقول أنك توالي من كسر ضلع الزهراء ويعيد السني الكرة إلى ملعب الشيعي ويقول له أنتم تعرضون بابي بكر وعمر والصحابة وعرض النبي ويعلو الصياح والضجيج ولا تنجلي غبرة المعركة الا عن قهقهة العدو معلنا انتصاره !!!!))
ملاحظة : فصة كسر ضلع الزهراء باطلة لدى علماء الشيعة أنفسم فهي ذكرت في كتاب سليم بن قيس الكتاب المعترف بدسه لدى الشيعة أنفسهم . .
((لا لوحدة التشيع والتسنن ونعم لوحدة الشيعي مع السني ان الاختلاف بين الشيعة والسنة هو كالمختلفين من مذهب واحد حول استباط حكم))
شريعتي لم يكن عالم في الدين والمذهب الإمامي فنظرته للإصلاح جاءت متوافقة مع نظرية الإمامة الإلهية ، وحتى فكره مرتبط بها نوعا ما ، أما أحمد الكاتب فلو لم أكن أعرف مذهبه مسبقا لما لاحظت ذلك أثناء القراءة فعليا هذا الكتاب ينسف نظرية الإمامة الإلهية من أساسها( وكسني أقرأ الكتاب هذه المسألة منتهية لدي مسبقا ) لكن ما يميز الكتاب أنه يعتمد على التراث الشيعي والتراث الشيعي فقط لا غير ، لكني قرأت الكتاب ليس تطفلا وإنما لإدراك مراحل تطور التشيع الديني من رحم التشيع السياسي ، الذي لو يدرك المسلمون مقدار ما خسرناه على الصعيد السياسي وعلى صعيد الوحدة الإسلامية بهذا الإنقلاب والتحول في الخط الشيعي ، فلو إستمر التشيع السياسي لما أختطفت الشورى كل هذا الوقت من أحضان المسلمين .
فمأساتنا سنة وشيعة ترجع إلى عاملين أساسيين من خلال تحصيلي المعرفي المتواضع والفقير جدا جدا جدا ، في من إغتال روح الشورى وبدأ نهج الملك العاض ، وفيمن تسبب في إنحراف التشيع السياسي وتحوليه إلى تشيع ديني وعقيدة .
بالرغم من إعجابي بفكر شريعتي ودعوته ، والتي أراها نوعا ما مراعية للواقع أكثر من دعوة أحمد الكاتب الذي وإن كنت أعتقد بأن أفكاره أكثر صحة ( لكني أراها حلما بعيد المنال ) .
إلا إذا كان لدينا جيش كامل مثل أحمد الكاتب ، ومع ذلك تبقى السياسة لها دور بارز في التأثير والدعم المادي له أثر كبير فأصوات دعاة الحق والوحدة لا تسلم من محاولات الكتم والتشويش حتى لا تصل لأحد . فالخلاف السعودي (أو الخليجي ) الإيراني له أثر كبير في نوعية الخطاب المتبنى من قبل الهيئات الإسلامية السنية والحوزات الشيعية .
قلم أحمد الكاتب جرئ ، وكلامه ثقيل ، ربما يقول البعض ماذا سيبقى من التشيع إذا أقتنع بما جاء في الكتاب ؟؟؟ سيبقى الكثير والكثير ، سيبقى الخط السياسي للإمام علي عليه السلام المتجسد بروح الشورى ستبقى كربلاء وفلسفة كربلاء سيبقى المذهب الفقهي للإمام جعفر الصادق عليه السلام . الذي يجب إبتداءا تنقيته من أثار وإنعكاسات نظرية الإمامة الإلهية .
فنظرية الإمامة الإلهية هي نظرية ميتة ولا وجود لها في الواقع ، كما يقول الكاتب ولكن الكاتب تطرق لها بسبب آثارها وانعكاساتها السلبية على التشيع .
مراجعة المحتوى تتطلب جهد كبير ووقت لست أملكه في هذه الفترة ربما في المستقبل أعيد قراءة الكتاب مرة أخرى بعد التوسع في الموضوع بالإضافة إلى أن المراجعة سوف تبتر الأفكار وربما تكون سببا في تشويهي لرسالة الكتاب .
أكتفي بالإشارة إلى الملحق وهو ما أسماه الكاتب البيان الشيعي الجديد ، الذي يختصر محتوى الكتاب .
اللهم لا تجعلها صيحة في واد ولا نفخة في رماد ، والسلام على من وعى وفهم .
كتاب جيد فى رصد معالم تبلور التشيع الدينى (الإمامى الالهى) فى رحم التشيع السياسى (المدنى) على أساس مرويات فرق الغلاة المتعددة .. عيب أحمد الكاتب فى هذا الكتاب هو اكثاره المفرط فى الاستشهاد بمروايات و احاديث الاخباريين الشيعة و لذلك أصبت بالملل فى العديد من المواضع
تحفة فنية هذا الكتاب سلمت يمينك يا مولانا الكاتب على هذا الكتاب...استمتعت كثيرا عند قراءتي لهذا الأطروحات وكما يذهب الكاتب في إحدى فصول الكتاب للقول "ولد المذهب الأثنا عشري ميتاً" وهذه الجملة تختصر إنتصار الكاتب للحق ولتشيع السياسي الثوري والتقدمي أمام التشيع الديني المتخلف الأسطوري.. والسلام عليكم
كتاب جيد يفند نظرية الامامة الالهية عند الشيعة و عصمة الأئمة وادعاء علمهم للغيب و صفات النبوة ، ويبين الكذب الذي دسه الغلاة في روايات أهل البيت ويستشهد بأحاديث من الكافي و الكتب المعتبرة عند الشيعة
اطلعت على اغلب محاضرات الاستاذ الكاتب على اليوتيوب قبل ان اقرأ كتابه هذا .. فربما لاجديد يذكر ، الكتاب صفعة قوية على وجه كل نائم لم يبحث عن موروثه ! . يكفي ان تقرأ البيان في نهاية الكتاب لتعرف كل شيء ، الكتاب متوفر pdf
لا شك ان الاستاذ احمد الكاتب بذل الكثير والكثير ليخرج للناس بهذه الرؤية الجديدة او المجددة ان صح التعبير، رغم ذلك ، هنالك غموض و روايات كثيرة لم تذكر و تضعيف و اهمال لروايات بلا داع ! على العموم كتاب جيد وصادم، وبالرغم من ذلك أجد في قلبي ريب .. والبحث ان شاء الله لن يقف
لا يوجد الكثير يمكن أن يقال بعد هذا الكتاب في مسألة التشيع عموما.. قرأت لعلي شريعتي من قبل ولكن محاولاته لإصلاح الصورة الحالية للمذهب كانت متصالحة مع فكرة الإمامة ووجود المهدي وغير ذلك، أما هنا فكان أحمد الكاتب أكثر جرأة أو ربما أكثر مسا لصلب الموضوع خصوصا في مرحلة زمنية تختلف كليا عن مرحلة شريعتي ومتطلباتها التعبوية. البعض قد يرى أنه لم يتبق شيء من مذهب التشيع بعد هذا الكتاب، ولكن بشفه السياسي فسيتبقى خط الإمام علي وانحيازاته الاجتماعية، وفي الشق الفقهي سيتبقى مذهب الإمام جعفر الصادق.. أما عقائديا وشعائريا فهناك الكثير مما سيسقط.. وبالنسبة لي فالمهم فعلا هو أن يكون الفرد مسلما لا شيعيا ولا سنيا، فتلك أسماء طارئة على صلب العقيدة القائمة على التوحيد ورسالة النبي محمد (ص) ولهذا أنا في أشد الإعجاب بهذا الكتاب