هو واقف يحدق إلى المدخل بعتمته الخفيفة، ولج طاولة منزوية، فوقها لوحة من كشر العيش، ما تخلف من الخبيز، رآه عندما اقترب وقد خطر له أنه ربما استطاع أن يأخذ القليل منه ولن يرفض صاحب الفرن، أرغفة معوجة، وأخرى احترف جانب منها، الكسر كثيرة، أرغفة تسقط أثناء إخراجها من الفرن أو نقلها إلى الطاولات. مد يده وتناول لقمة، وجاء صوت من الداخل المعتم: خذ لوعايز... تعال اكنس الفرن واملأ حجرك.
أديب مصري معاصر، ولد عام 1937 في بلدة الجمالية المطلة على بحيرة المنزلة بمحافظه الدقهلية.
حصل على بكالوريوس التجارة عام 1960، وعمل مديرا عاما بالجهاز المركزي للمحاسبات، ورئيسا لتحرير سلسلة ''أصوات'' الأدبية التي تصدر في القاهرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وتدور معظم أعماله في جو الريف من خلال التفاصيل الدقيقة لحياة أبطالها المهمشين في الحياة الذين لا تهمهم سطوة السلطة أو تغيرات العالم من حولهم.
نشر البساطي أول قصة له عام 1962م بعد أن حصل على الجائزة الأولى في القصة من نادي القصة بمصر. من أهم أعماله: ''التاجر والنقاش'' (1976)، و''المقهى الزجاجي'' (1978)، و''الأيام الصعبة'' (1978) ،''بيوت وراء الأشجار'' (1993)، و''صخب البحيرة'' (1994)، و''أصوات الليل'' (1998)، و''ويأتي القطار'' (1999) ، و''ليال أخرى'' (2000)، و''الخالدية''، و''جوع'' والتي رشحت للفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الثانية.
وللكاتب عدة مجموعات قصصية منها: ''الكبار والصغار'' (1968)، و''حديث من الطابق الثالث'' (1970)، و''أحلام رجال قصار العمر'' (1979)، و''هذا ما كان'' (1987)، و''منحنى النهر'' (1990)، و''ضوء ضعيف لا يكشف شيئاً'' (1993)، و''ساعة مغرب'' (1996).
وحصل الأديب الراحل على جائزة أحسن رواية لعام 1994 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عن روايته ''صخب البحيرة''، كما حصل على جائزة ''سلطان العويس'' في الرواية والقصة لعام 2001 مناصفة مع السوري زكريا تامر.
حكايات بشرٍ قوت اليوم هو مجمل أمنياتهم و مبلغ همهم ..ما بين العروس سيئة الحظ و الأب ضيق الحال و عائلة صغيرة تجوع اكثر مما تشبع..
عن الأم عزيزة النفس التي تقترض الخبز من جاراتها لتسد جوع أولادها حتي يجئ زوجها الذي يعمل يوماً و لا يعمل دهراً بالمال..عن حرصها أن يكون أول ما تفعل عند توفر أي قدر من المال لها أن ترد ديونها من الخبز..
عن الزوج الذي يعمل أي عمل و كل عمل يعرض عليه..عن تساؤلاته الإيمانية المشروعة التي لم ينل من ورائها سوي علقة موت و اتهام بالكفر و جلّ ما كان يهتم به وقتها أن لا يتمزق جلبابه! (حاسب هتقطع الجلابية)
عن البيت الكبير و سكانه من أهل البندر التي تعمل الأم لخدمتهم و تصحب معها أطفالها،كانت من الأيام القليلة في حياة أطفالها التي تناولوا الطعام فيها يومياً،ربماأكثر من مرة في اليوم.تري هنا تساؤلات الطفل البريئة لأمه (هو احنا هناكل كدا كل يوم؟؟) و تراها تشيح بوجهها عنه و لا تجيب..
عن طفل هذه الأسرة عزيز النفس و صاحبه الذي يفرقهما أهل الثاني عنوة..
عن الفرّان شائه الوجه عاشق النار الذي يعطي للصبي الخبر الكسر بالمجان مقابل كنسه للفرن و سماع قصصه،عن قصصه و حكاياته للصبي عن النار و كب أنها تشعر و تحزن،نعم تحزن ف عندما ولّي عنها و لم ينتبه إليها لفحت وجهه و نصف جسده عقاباً له علي تجاهلها !
قصص عديدة متداخلة طابعها الرئيسي الجوع،بها الكثير من الرموز الغير مفهومة بعض الشئ ..بالرغم من كل هذا تستمتع بها جميعاً دون أن تترك لنفسك فرصة للتساؤل عن هدف الكاتب مما يقص علينا..فقط تستمتع. :)
رواية قصيرة فقط 112 صفحة تتحدث عن عائلة مكونة من 4 اشخاص اب وام وولدين. يعانون فقرا شديدا والاب يعمل اياما ثم يجلس في البيت او يمشي في الشوارع لفترات طويلة. الام مدبرة تستلف الارغفة من الجيران وعندما يفرجها الله ترد الارغفة. في البيت المقابل وفي مستودع الخزين تشحن الارزاق الى بيوت الاولاد في بيت لا يعيش فيه الا الاب والام فقط. مقارنة رائعة قدمها المؤلف من خلال فضول سكينة التي تملكها الفضول لترى البيت من الداخل. اعجبتني جدا والنهاية مستمرة لم يكن هناك حلا وكلما فتح باب فقط للاكل يغلق.
الاولاد لا مدارس ولا هم يحزنون حتى الرفقه الطيبة يحرمون منها.
يبدو لقارئ هذا العمل للوهلة الأولى فور الانتهاء منه أنّ الرواية منقوصة و الأحداث مقصوصة ، لا أرى ذلك صحيحًا ، أراه مقصودًا من الكاتب ، هكذا الحياة ، لا يستمرّ فيها فرح ، و لا يقتلُك فيها حزن ، الرواية واقعية إلى أقصى درجة ، و عليه ظهرت الأحداث منقوصة ، و كأنّ متعةَ السرد غائبة، و لا معنى البتّة في ألّا تنتهيَ الرواية بحلٍ للعُقدة( الفقر ) ، تنتهي بمعاناة و عذاب أكبر ، أحلامُنا يا سادة لا تكتمل في صحونا أو نومنا ، المتعة ناقصة ، الألم لا يقتل ، هي سنّة الوجود إذن ، ليس هناك شئٌ صافيَ السعادة أو خالصَ الكآبة ، في عزّ يأسهم يفرحون ، بأقل فُتاتٍ يشبعون ، و بأقل تسلية يستمتعون ، و رغم هذا و ذاك راضون !
الأب " زغلول " : يمص عود القش ، و الزوجة تخبئ العيش ( إن وُجد ) من ولديْها حتّى لا يُجهزا عليه ، الابن " زاهر " مقرفص ساندًا ظهره إلى حلق الباب ، الابن الآخر " رجب " تملأ جسده الدماملُ، و لا يهدأ إلّا عندما يستريح على فخذ أمّه ، حياة بائسة لعائلة فقيرة ، فعلًا الجوع كافر ( زي ما بيقولوا ) !
هذه الرواية وصلت للقائمة القصيرة للبوكر عام 2009 ، بالمناسبة هذه الرواية ضمن إصدارات مكتبة الأسرة ، و ما زالت تباع في الهيئة المصرية العامة للكتاب بجنيهيْن فقط .
الرواية بها عبق الطفولة ، رائحة الريف ، شجر التوت و الساقية و الغيط و الطفولة الجميلة ، جو القرى و وجوه الفلّاحين الكادحة ، عبق التراث و بساطة الفقراء ، هذا ما سيصلك من هذا العمل .
الرواية من بساطتها و جمال أسلوبها هتسمع صوت شخصياتها بيرنّ في ودانك ، الرواية دي سدّت نفسي عن الأكل ، و ده في حد ذاته شيء مستحيل لواحد أكول زي حالاتي !
رواية جيّدة ، و تستحق التواجد في القائمة القصيرة للبوكر ،رحم الله البساطي .
القائمة القصيرة لبوكر 2009 أعتقد أن كثير منا ان لم يكن (جميعنا) لم يعرف معنى الجوع , ولم يعشه , الجوع مش مجرد انك صحيت متأخر وطلبت غداء فانت مضطر انك تستنى نصف ساعه على ما يجهز , أو مثلا مسافر وبقالك كام ساعه فى الطريق ومكنتش عامل حسابك , اطلاقا : الشعور المؤقت بالجوع دا والراجع لطبيعة جسمك , دا منطقى جدا وكلنا بنمر به. لكن انك تعيش وانت مش لاقى اللقمة , أو انك مضطر تخدع أطفالك بأى شئ حتى فترة نومهم أو تدور تستلف رغيف العيش علشان تعرف تعيش! هل احنا كدا ؟ ما اعتقدش هل فى شريحة كدا ؟ طبعا هل الكاتب استطاع إنه يوصل للشريحة دى ويوصفها ويقدم لك مواقف من حياتهم ؟ اعتقد أنه قدر يعمل كدا فعلا. عمل جيد , جو القرية موجود فيه بشدة بلغتها بعادتها بتقاليدها. لغة معبرة ومواقف أكثر تعبيرا . وصف متميز للمواقف والظروف المختلفه . فى المجمل عمل جيد . ... العمل ب2 جنيه تبع اصدارات الهيئة .
رواية عن الجوع .. لكن من وجهة نظري الكاتب متكلمش عن الجوع الحقيقي اللى فى مصر...
لما الكاتب يكتب رواية عن أسرة فقيرة مش لاقية تأكل والسبب ان الاب مبيشتغلش وكسول ومبيعملش أى حاجة مفيدة فى الدنيا, ولما بيشتغل الأم بتلاقى أكل ليها ولعيالها ولجوزها وبتسد كمان الأكل الى استلفته من الجيران.. ولما الأم اشتغلت فترة فى بيت حالهم بردو اتحسن.. يعنى مش فاهم عايز يرمي جزء من سبب جوعهم لكسل الأب, يعنى الأب والعائلة هيا السبب مش أم الفساد اللى احنا فيه مثلا ..
انا افهم لم يكون عايزا يتكلم عن الجوع يتكلم عن راجل عجوز معدى الستين مثلا فى جراج مول بيأكل أكل وقع من طفلة فى الأرض ولما حد حاول يديله فلوس اتكسف ومشي وقال الإدارة مانعة حد ياخد فلوس:( ده مثال للجوع واحد بيشتغل طول عمره وممكن يقبض 400 او 500 جنيه مش عارف يعمل بيهم ايه ولا ايه.. يجيب أكل لعياله ولا مدرسة ولا هدوم ولا مواصلات ولا ايه..
مثال تانى اطفال بتأكل من الزبالة وأمثلة تانية كتير ...هو دا الجوع اللى فى مصر.. مش أب كسول !!! مش تقول أسباب فقر الأسرة ده وغيرهم ملايين وتخلينيى فى الرواية احاول الوم الأب بدل ما ألوم السبب الحقيقي اللى ورا فقر الرجل ده وغيره
منذ أكثر من عام كانت سر تسمية هذه الرواية "جوع" بالتنكير لا بالتعريف من أهم الأسباب التي استوقفتني منذ رأيتها وقبل التفكير في اقتنائها، بل شغلني الاسم في كل مرة أقف فيها أمام الحيز الذي شغلته من مكتبتي.
في "الجوع" لكنوت هامسون كان المراد من المعنى متحققًا، الجوع الذي يجعل البطل يربط على بطنه إزار ليكتم ألمه.
في "جوع" البساطي كان التنكير بلاغيًا، لتنوع معنى الجوع المراد، جوع للأكل، جوع للفكر، جوع للحب والجنس، الجوع في رواية البساطي أكثر عمقًا وأعظم أثرًا في النفس.
من ثلاث جوانب: الزوج، والزوجة، والابن.. يعرضنا الكاتب لمعنى أشمل للجوع، معنى أشمل للحياة عندما تقسو، رواية مكتوبة ببساطة وعذوبة بالرغم مما تحمل من ألم.
في ومضات سريعة يتنقل بنا الكاتب بين حياة التقشف، أحيانًا كان تنقله أسرع من اللازم، لكن مع هذا كانت حالة السرد هذه أهم ما وطد للتناغم العام في بنية الرواية.
أهوى الأكل أثناء القراءة ، ولكن مع السطور الأولى بـ "جوع" أُجبرت على إرجاع اللقمة للطبق .. خجلت من نفسي واهتز قلبي لما أقرأ ..
بينما نحن نتبارى في ماركة الهاتف ونوع السيارة ، ونتباهى بأسماء المطاعم التي نرتادها ؛ لا يجد زاهر ، الطفل ، ما يسد به جوعه غير كسرة خبز محترقة وحبة خضر معطوبة شحذها من بائع الفاكهة ، وربما نالته صفعة أو اثنتان كتعبير عن الإشمئزاز من آباء أصدقائه الأحسن حالًا ...
جبت كسرالعيش ده منين يا ولد؟ من فرن عباس ورضى يدهولك؟ اه..عبده الفران كان هناك وقالى اكنس الفرن واملأ حجرك أخذت كسره ومضغتها :والنبى طعمه حلو ... لو كنت يوم هلمحك وانتى بتوطى فى معركه مفيهاش ولا طيارات ولاجيش وانتى فى طابور العيش بتبوسى ايد الزمن ينولك لقمه من حقك المشروع سكينه وزوجها زغلول كانوا يبسون ايد الزمن من اجل كسره خبز ..من اجل شربه ماء ..اى قسوه واى بؤس هذا الذى ابتلى به زغلول واولاده
عن الجوع والألم محفوفه بالفقر والسواد موشحه بالاحتياج الكافر ..زغلول رب الاسره لايأكل الا نادرا ..صامت دائما.ويفكر كثيرا سكينه فى قعدتها على المصطبه تتامل البيوت المجاوره..من من سوف تستلف اليوم رغيف او اثنين لكى ياكله الاولاد الاولاد فى اغلب الاحيان يسقطون من شده الجوع وينامون من غير عشا..الصغير يضع رأسه على فخذ امه محاولا النوم والكبير يقرفص جنب حلق الباب يتجنب النظر اليها محدقا فى الفراغ
لا تلم الكافر فى هذا الزمن ..فالجوع ابو الكفار ..مولاى :أنا فى صف الجوع الكافر مادام الصف الأخر يسجد من ثقل الأوزار
أسلوب سرد سلس بسيط وممتع .. مزج بين الفصحى والعاميه فى فقرات السرد خرج بمنتهى الجمال ..راق لى كثيرا هذا الاسلوب محمد البساطى ..شكرا لك بعدد أسماك بحيرة المنزلة
عائلة فقيرة للغاية تعيش في قريةٍ، يقرصهم الجوع في بطونهم، وما إن عمل الرجل أو المرأة حتى يشبعون فيناموا هانئين.. بس كده؟ آه والله الرواية بتعيد وتزيد وتدور في نفس الدائرة المُغلقة.
1:السرد ضائع،لاحبكة، لا صراع، لا شئٍ.. 2: اللغة ..الحوار ..حدث ولا حرج .. " حد يفهمني..هو إيه العربي ده لما حد يتكلم يكتب" موش فاهم حاجة" هي إيه " موش" دي متصنفة تبع إيه..عامية ..فصحى!! 3: بعض المواقف والمشاهد التي لا أجدُ داعٍ لذكرها، أتقزز من إدخالها لمجرد الوجود!
وبالنهاية هي رواية ترغب في وصف الجوع؟ الفقر في البلاد؟، وكيف وللعائلة إن وجدت عمل شَبعت ..!
أُحدثك عن الفقر ياسيدي؟! مواطن يملك عائلة يبحث عن " معاشًا قانونيًا" فيخبرني بكل بساطة ٍ" يارب الأشعة تطلع فيها حاجة عشان ماألفش تاني وأخد 300 جنيه، انا معايا كومة لحم يادكتورة" بعيدًا عن أنه لا أحد يتمنى المرض، لكن هذا ياسيدي هو الفقر والعجز، اروي لك حكايات أخرى؟
الجوع وما أدراك ما الجوع، بدون لقمة العيش لا يحيى الإنسان جسديًا وروحيًا.
رواية صغيرة بدون تعقيدات أدبية، تصف جوع أسرة في الريف من المهمشين المعدمين، وبطالة الأب زغلول على الدوام وتسكعه هنا وهناك بحثًا عن عمل وما يلاقيه من مواقف وتحديات هو وأسرته، كما نرى الجوع مقترن بالجهل والتخلف وهوان النفس.
الجوع إهدار للكرامة الإنسانية؛ وواقعية نراها كل يوم في عيون المقهورين الذين يتحايلون على الجوع والهرب منه بكل طريقة ممكنة.
"حين يتناول العيش قبل أي حاجة تستريح بطنه ولا تزعجه، وحين يبدأ بالخضار أو الفاكهة تمور بطنه بالبقبقة طويلا".
جوع اه خدت بالي من الاسم جوع حلو ماله بقي بالرواية اه علشان العايلة فقيرة قوي وبتنام وهي جعانه ف سماها جوع يمكن دي حاجات كبيرة طبعا انا متأكد ان النوعية دي من الروايات اللي فيها رموز احنا ك متلقين اغبياء عمرنا ما هنفهما علشان مستوانا التفكيري ضحل لدرجة جوع
جملة واحدة مالهاش علاقة بالرواية كانت بتنط ف مخي
" اعيطك ميت بجرة وجوزني بنتك "
مش عارف ايه العلاقة بين دا و جوع
عائلة فقيرة زوج كسول بيعمل من وقت للتاني بس ميكنش الشغل او اللي مشغلينه يشتموه بالاهل والزوجة تروح تشغل ف بيت كبير كل ما يمسكوا شغل الناس اللي شغالين عندهم يموتوا اكيد فيه رمز ما عن ال جوع
لأنني أحب الموسيقى بالخصوص التراكات التي تدور في خلفية الأفلام أو المسلسلات ، كشئ يطيل الحزن أو الفرح إلى مدى أوسع ، هكذا أفتقدها في حياتي في مواقف حزينة أو سعيدة تمر بي أحتاج إلى شئ يكمل هذا الإحساس إلى مدى أبعد ، موسيقى كونية مثلا ، لذا الحدث حسب ظني يحتاج في الرواية اذا عددناها حياة ابطالها الى بعد اخر يغنيه ، فهنا اسرة جائعة اها و الاب لا يعمل اها والابناء جائعون وماذا بعد ، و الكثير من الاحداث تحدث هنا وهناك كأنها في نشرة أخبار تفصل المعاناة عن المشهد ، لذا كان السرد هو ربان الحكاية كان هو القائد والمحرك ، أو عظمة وجمال الكتابة هي ما منح الرواية متعتها ، البساطي دائما يمسكك بحبل طويل من الجمل المربوطة مع بعضها ، بانسجام يجعلك تسير معه بدون توقف ، كحاكي خبير يدرك ما يفعله ، هذا الأمر رغم أنه يجعلك تستدرك كل حين لفتة خارجة عن ما تعرف ، حكاية كانت تحتاج لتفصيل أكبر وهكذا ، بقولي أنه يعتمد على السرد لا أنكر الأفكار الداخلية التي يعالجها واللحظات المميزة التي يتلمس فيها حال المثقف في الريف وحال الشيوخ المحتكرين للدين و الدنيا و حال انسان الهامش همومه وتطلعاته والتي تجعل من أدبه مختلفا ، إضافة لعدم التكلف والبساطة في كتابته يجعلك تحبه ، رحمه الله
يااااه ما هذه التفاصيل الصغيرة، ما هذه الأنّات والهموم العابرة، ماهذه الحيوات المتواضعة، ما هذا التيه من أجل البحث عن سبل القوت، زغلول يبحث عن خبز، ماء، شاي، سيجارة، حتوته، سهرة متواضعة على رصيف منهك.. ** يأتي البيت منهكاً ومستاء لأن "الزباين" يشتمون أمه " يومان بليلتين يظل نائما. أخفت له رغيفين في هدمة بجوار الفرشة. تسمع قرقشة العيش حين يصحو ليأكل ثم يعاود النوم" جوع ** عمل يرتقي بالمحلية إلى العالمية، ينزع الرداء عن البسطاء والمهمشين ليكونوا فجأة عظماء العادة.. ينخر الجوع بطونهم لكنهم لا يستجدون او يتسولون، هناك كرامة في النفوس رغم شظف العيش وكفر الجوع، تفاصيل صغيرة مذهلة، تتبع لدقائق لا تلفت إلا أرباب الفن والدربة.. رواية لا أستطيع أن أنسى تفاصيلها بسهوله، والخبز يبقى هو القصد، وما دونه فضله.. ** اختطف زاهر نظرة إلى فوق السطح، ولمح عبدالله ما يزال منبطحاً-يبكي-يمسح عينيه بقبضتيه.. عمل عظيم..
سيمفونية رائعة من الالم ...حالة الفقر والجوع ...ليس الجوع بالمعنى الحرفى ولكن الجوع من كل اوجه ..الجوع للحب والجوع للجنس والجوع للطعام ....ارانا الكاتب كل تلك المشاهد فى عرض سريع لحياة فلاح بسيطه واسرته والمجيطين به ...بدات تتكون لى قناعه بان محمد البساطى هو افضل من كتب عن الفلاح والقرية من الداخل
الافراط في التبسيط يؤدي الي سذاجة النص و المعنى و الافراط في استخدام العامية قد يؤدي الي السوقية و التعرض لالفاظ غير اخلاقية ... قد يكون هذا حكم قاسي نسبيا و لكنة بالفعل ما وصلني من خلال رواية جوع حتي انها لواحدة من المرات النادرة تماما التي ابداء فيها بقراءة كتاب و لا اريد اكمالة بعد الوصول لقرب ثلاث ارباع الكتاب .. فمنذ الصفحة الاولي للراوية التي تدور في ثلاث فصول علي ثلاث محاور الزوج و الزوجة و الابن وصلني شعور بان فكرة ابطال الرواية الاساسين مبتذله و مستهلكة الي حد ما و تشعر و كانك قد قرأت عن هؤلا عشرات المرات بنفس الفكر الا ان الامر المختلف هو محاولة "حشر" بعض شخصيات و احداث فرعية لخلق جو قصصى بين صفحات الرواية القليلة ربما كانت بهدف احداث بعض التنشيط في احداث القصة او لزيادة عدد الصفحات التي لا تتعدي مائة و عشرون صفحة . اضافة الي خواء الرواية من اي فكرة جديدة قد تسترعي الانتباه اسلوب الحوار الذى استخدمه علي لسان شخصيات الرواية كان عامي الي حد الفظاظة و المبالغة الي حد بعيد .. لا اريد ان استرسل كثيرا في الكتاب فهي من المرات النادرة التي قد يبدو و كأني اهاجم الكتاب اضافة الي ظني الكامل باني قد اسأت فهم الرواية و الاسلوب خاصة بعد علمي بانها كانت الرواية المرشحة امام عزازيل لجائزة البوكر و شتان بين الاثنين الامر الذى يثير العجب و الدهشة كيف وصلت الي هذا الترشيح -- Ahmed Elmiligy http://reviewslibrary.blogspot.com/20...
منذ زمن لم اندمج بكلي في عمل أعيشه بجوارحي كلها وأتمنى لو يطول ولا أعود منه. يغوص بنا البساطي في أعماق الريف المصري بفقرائه وجياعه، بسطائه وميسوريه، لكل حكايته وأوجاعه، يسرد البساطي الحكايات ويرسم الشخصيات بصدق مبهر. رغم هذا القدر من البؤس والفقر والقهر لا تجد ذرة ميلودرامية أو مبالغة أو استدرار دموع وهنا تكمن -في رأيي- عظمة أسلوبه السهل الممتنع. تعاطفت مع الجميع ولم أبغض سوى شيخ الجامع المنافق. أغلقتها وبقلبي وجع لحالهم، وحنين لعالم البساطي حتى قبل أن أغادره. تركت بعضا من قلبي ونفسي بين دفتي الكتاب قبل أن أغلقه.
- قالوا كلام كتير. آه. الواحد عايش ليه؟. وأقول فى نفسى إلا عايش ليه؟ عايش وخلاص. ويقولوا يجوز ويخلف أولاد؟ طب وبعدين؟ وأسأل نفسى عايزين الواحد منا يعمل إيه أكتر من كده؟ كلام كتير. وبعد ما مشوا أنا مشيت. ودماغى فيها زيت بيغلى ويطرطش. وأقول ناس راضية، وناس موش راضية، آه. دنيـا غريبة.
كانت هذه الرواية إحدى روايات القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2009 م، والتي ضمت أيضا ً (الحفيدة الأمريكية) للكاتبة العراقية إنعام كجه جي، (المترجم الخائن) للسوري فواز حداد، (روائح ماري كلير) للجزائري الحبيب السالمي، (زمن الخيول البيضاء) للفلسطيني إبراهيم نصر الله، وبالطبع (عزازيل) زيدان التي فازت بالجائزة.
(جوع)رواية قصيرة جدا ً، تقع في 134 صفحة – للمقارنة روايتا (المترجم الخائن) و(زمن الخيول البيضاء) تقعان في 486 و 510 صفحات على التوالي -، تعرض سيرة جوع عائلة مصرية مطحونة، مكونة من زوج وزوجته وابنيهما، كل المرات التي وجدوا فيها عملا ً أو موردا ً يبعد عنهم شبح الجوع الهائم، ثم أيضا ً كل المرات التي عادوا فيها إلى حالتهم الأصلية، التضور جوعا ً، مع هذا كله الرواية لا تجرد أبطالها من إنسانيتهم، فرغم الجوع الذي يمكن أن يحولهم إلى مجرمين أو أذلاء، يطرد الأب من كل الأعمال التي يجدها بصعوبة، لأنه لا يسكت على شتم أمه، وهي عادة أرباب العمل كما يبدو، كما نرى الأم في عملها خادمة ذات مرة، تفكر بأنها ليست أقل شأنا ً من الخادمات اللواتي وفرن لها هذه الوظيفة، كما يرهبنا مشهد الابن الذي ضربه والد صديقه، ومزق ملابسه التي لا يملك سواها، ومع ذلك نراه يرفض الجلباب البديل الذي قدمه له.
الرواية دي دماغ :) بسيطة جداً في كل حاجة حتى في مجرد أفكار وكلام الشخصيات.. لكن عنوانها بيدلّ على مضمونها: عن الجوع يتحدث البساطي.. الجوع لكل شئ.. الأكل والشراب والسكن الآدمي والثياب النظيفة واللقمة الحلال والدفء البشري الإنساني والأنس بالزوجة، وصولاً لأرقى الحاجات الإنسانية: اكتساب العلم ومعرفة الله ومحاولة فهم حقيقة الكون، لتصدم تلك المحاولة بسقف كئيب من عنهجية أشباه علماء الدين الذين ليس بعضهم سوى قشرة زائفة..
بكلمات بسيطة، حكى البساطي عن الجوع.. سرد قصة قصيرة عن الجوع وحده، بكل شكل ممكن.. ونجح.. :)
سمعت كثيرا عن أولئك الذين يأكلون من القمامة ولم أكن لأصدق إلى أن رأيت ف أحد الأيام سيدة عجوز جالسة ع ركبتيها أمام صندوق القمامة تنبش فيه بيديها لتجد ماتأكله
تذكرت هذا الموقف وأنا أقرأ تلك القصة
هى تبدأ بالجوع وتنتهى بالجوع أيضا،والحق أنى إلى الآن لم أقرأ قصة قصيرة بهذه البساطة وبهذا الجمال ،وكذلك الروعة ف الوصف،تجربة أولى ل_محمد البساطى_أيضا،ولن تكون الأخيرة إن شاء الله
ما هذا الإبداع؟ عمل فذ. أذكر إني منذ أعوام طويلة قرأت رواية جوع لكنوت هامسون وأعجبت بها وقتها جدًا. للروايتين الموضوع ذاته تقريبًا، ولكن رواية بساطي تتفوق بمراحل على جوع هامسون. في "جوع" البساطي ينطلق الكاتب من الجوع المادي، لكنه ينجح في تصوير الكيان الإنساني لشخوص أبطاله بصورة مركبة غير سطحية، وإن كان العامل المادي يلعب دورًا مهمًا في تصوير الفقر، لكن الشخوص غير سطحية؛ ثمة عمق واضح في تشريح الشخصية. يوازن البساطي بصورة واضحة جدًا في تصوير العوامل النفسية والمادية والأخلاقية المختلفة لشخوصه. إن قرأنا مثلا فقراء دوستويفسكي سنجد نماذج يكاد يستحيل تواجدها في الواقع من حيث سيطرة العومل الروحية على المادية بصورة غير واقعية، أما فقراء جوركي فالنقيض لا نجد سوى العامل المادي، بينما هنا نجد حل الإشكالية. بالإضافة إلى ذلك ينجح البساطي في تصوير مجتمع القرية بصورة رائعة، حيث يقدم في عدد قليل من الصقحات نماذج مختلفة ومتعددة لأبطال القرية من طبقات ووظائف مختلفة. لغة البساطي ملفتة جدًا للنظر؛ تمتزج فيها الفصحى الرائعة بعامية ذكية تقترب كثيرًا من الفصحى. أيضًا أسلوبه السردي البسيط وتجنب التصريحات الفجة والميلودرامية في الحديث عن شخوصه مميز جدًا. هذا العمل أفضل من صخب البحيرة من وجهة نظري بمراحل. عمل فذ.