شاعر وكاتب مصري من مواليد مدينة المنصورة شمال مصر، انتقل في طفولته مع أبيه إلى القاهرة، والتي تعلم، عاش وتوفي فيها. عمل في وزارة المعارف، وأشرف على دار الأوبرا وعين وكيلاً فمديراً لها مدة عشرين سنة، كما كان من أعضاء مجلس الفنون.
بأسلوب أدبي فاخر وسرد متقن بحرفية عالية، يعرض الكاتب "عبدالرحمن صدقي" السيرة الذاتية لحياة الشاعر الفرنسي "شارل بودلير" ودراسة نقدية لشعره.. الشاعر الرجيم، فارس الظلمات المستهتر بالأقداس والحرمات، الناقم على الأرض الساخر بالسمٰوات، النادم على ما فات. . حقيقة لا يمكن نكرانها في حق هذا الشاعر، أن الفكرة السائدة عند النقاد وعند القراء على السواء، أن الشعر الفرنسي في جملته يمكن تقسيمه إلى قسمين: ما قبل بودلير، وما بعد بودلير.. وهي الغاية للتعبير عما أصبح للشاعر من المكانة والتأثير الذي امتد إلى الأدب العالمي عبر العصور.
سيرة حياة الشاعر الفرنسي شارل بيير بودلير اللغة رصينة بديعة تشجع على الاستمرار في القراءة في قصة حياة شاعر كمأساة إغريقية قديمة روح معذبة وحياة مضطربة ونفس مأفونة وموهبة متألقة .
قصة حياة الشاعر الفرنسي .. مختصر ولغته قوية شجعني على قراءة أعماله ولكني أستثقل قراءة الشعر المترجم ولا أعتبره شعرا أصلا، في الحقيقة وجهة نظري أنه لا شعر إلا بالعربية، والباقي نثر وإن اتزن.
يُعتبَر كتاب سيرة لكنه مكتوب بلُغة أدبية من الطراز القديم الأنيق المُفتَخر وأسلوب سردي يكاد يكون أقرب للقصة والرواية. الكتاب متوفر في أكثر من طبعة، وأنا قرأته من طبعة مكتبة الأسرة 2017، وأظنه مدخلًا جيدًا لعالَم بودلير عمومًا والتعرُّف على طبيعة تجربته كشاعر وتكوينه النفسي شديد التعقيد وطبعًا نشأته الاجتماعية وسياقه التاريخي (منتصف القرن التاسع عشر تقريبًا). عبد الرحمن صدقي كان من الذكاء بحيث لا يتورّط في إدانة صريحة لبعض أخلاق وممارسات بودلير، لكنه فضَّل تحليلها إلى عناصرها الأولى وإيضاح كيف انعكست على شِعره بعد ذلك، وترجمَ بعض أبيات من قصائد بودلير في سياق الكتاب، ترجمة جزلة وأنيقة جدًا من الممكن مقارنتها بالترجمات التالية لنفس القصائد عند رفعت سلّام وآخرين، من باب الفضول والاستكشاف. الكتاب صغير ومُسلّي جدًا، وكتابته رائقة وعميقة، وبودلير كأنه نموذج للشاعر الأوروبي على مدى قرنين على الأقل والشِعر كله تغيَّر مِن بعده حتَّى باعتراف ألد خصومه.
كتاب رائع موجز عن الشاعر الكبير بودلير ، جمع في صفحات قصيرة لُب معاناته في أدب جم إن جاز التعبير ، فهو يستهجن ما آل إليه دون إمتهان موهبته الأدبية او الإقلال من إبداعه في فصلٍ و تحليل بين مأساته و إبداعه و مفاسده الشخصية ، و هو خير منهج يُتبع مع أدب الغرب أو الشرق على حد سواء ، فإبداع الكاتب و إعلاء جماله او تميزه لا يقتضي بالضرورة التوافق معه في تجربته أو تفكيره بالجملة ، بل يجب تفهم كليهما على حدة و بالتبعية الاستمتاع بفنيات و جماليات شعره بمعزلٍ عن التأثر بالأفكار ذاتها ، و ذلك أمر عسير في الأدب و يقتضي الفهم و الحكمة و النضج و هو نهج الأستاذ عبدالرحمن صدقي العظيم الخبرة. في تشوق لقراءة مزيد من التراجم لنفس الكاتب.
يسرد حياة بودلير بايجاز، وباسلوب ادبي رفيع، ويعد مدخلا جيدا لفهم بعض ما جاء به نبي الرمزية، لما لشعره من ارتباط وثيق اشبه بالزواج الكاثوليكي بحياته الخاصة. كشف لي بعض مما استعصى علي فهمه من شعر بودلير، خصوصا ما لم افهمه في رائعته "سأم باريس".
يقول النقاد أن الشعر الفرنسي مر بمرحلتين: ماقبل بودلير ، ومابعد بودلير ، نزهة قصيرة مع شارل بودلير الشاعر الفرنسي الشهير فى حياته الغامضة والصاخبة والمجنونة .