Jump to ratings and reviews
Rate this book

الأدب والغرابة: دراسات بنيوية في الأدب العربي

Rate this book
الوفاء لعالم الألفة لا يعني الإنفصال الكلي عن عالم الغرابة. وإلا فلماذا يشعر السندباد بحاجة ملحة لرواية تجاربه ولماذا "صار كل من سمع بقدومه يجئ إليه ويسأله عن حال السفر وأحوال البلاد فيخبره ويحكي له ما لقيه وما قاساه".
حكاية السندباد بمثابة حوار، أو جدل، بين الإنغلاق والانفتاح، تماما كالثقافة العربية المعاصرة لها (الجاحظ مثلا) التي تتميز بالالتحام بين عناصر مألوفة وأخرى غريبة، بين البر والبحر.
واليوم من ينكر أن السندباد لا يزال يخاطبنا عبر القرون ويسألنا عن علاقتنا بالعالم المألوف وبالعالم الغريب (الغربي)؟ لقد كثر حفدته على الخصوص منذ عصر النهضة (انظر على سبيل المثال الساق على الساق لأحمد فارس الشدياق وحديث عيسى بن هشام للمويلحي) وليس في الأفق ما ينبئ بأن عهد "السنادبة" قد انتهى. بصفة أو بأخرى كلنا اليوم، في العالم العربي، سندباد.

130 pages, Paperback

First published January 1, 2006

19 people are currently reading
930 people want to read

About the author

Abdelfattah Kilito

49 books527 followers
See also عبد الفتاح كيليطو

Abdelfattah Kilito is a well known Moroccan writer. He was born in Rabat in 1945. He is the author of several books in Arabic and in French. He has also written articles for magazines like Poétique and Studia Islamica. Some of the awards Kilito has won are the Great Moroccan Award (1989), the Atlas Award (1996), the French Academy Award (le prix du Rayonnement de la langue française) (1996) and Sultan Al Owais Prize for Criticism and Literature Studies (2006).

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
92 (28%)
4 stars
127 (39%)
3 stars
73 (22%)
2 stars
24 (7%)
1 star
5 (1%)
Displaying 1 - 30 of 53 reviews
Profile Image for Heba.
1,241 reviews3,084 followers
February 19, 2022
هيا لا تضيعين الوقت ...إلى أين يا سيد "كيليطو"..؟؟
وإذ بي أنزلق في هوة سحرية تفضي إلى بوابة شاهقة تفتح على مصرعيها لتكشف عن مملكة بديعة...عريقة تطوقها هالة من القداسة لا تملك إزاءها سوى الصمت في حرم الجمال...
يغمرك شذى أصالتها وهى تزهو بأعلامها في الأدب العربي القديم من أصحاب المقامات، الشعر، والخطابة والحكايات ....
تناول القسم الأول من الكتاب محاولة لتقصي معنى للنص، الأدب والتعرف على قواعد السرد...
بينما جاء القسم الثاني مهتماً بتحليل عدد من المؤلفات الكلاسيكية امثال مقامات الحريري والزمخشري وحكايات السندباد والكشف عن أسرار البلاغة في الأدب العربي القديم...
رؤية "كيليطو" النقدية والتحليلية تقودك إلى فضاءات شاسعة من الدلالات والمقارنات مع الأدب الحديث...يتناول ادوات نقدية متميزة وفريدة ، لا يتحدث عن معنى إلا وقد استدعى نقيضه للحضور ...
هنا تسمع اصوات عديدة ومتنوعة ومع ذلك كلها تنبثق من بوتقة واحدة لا تختلط على مسامعك بل تشعر حيالها بألفة غامضة وأنس حميم...
وماذا عن الغرابة ؟!!!
هنا انت في عالم غريب عن عالمك ، يختلف عن لغتك اليومية أو حتى قراءاتك العادية ...هل ستشعر بالغرابة ؟!!
مهلاً...هل فكرت يوماً ماذا تعني الاستعارات؟
أن كلمة ما تستعير أخرى ترتديها كصفة لها لينجلي معناها وتتبين خفاياها....
لن تكتفي بموقعها من اسمها ، ستبلى لامحال ،لذا ستبدل مقامها دون التسليم لضياعها ...هى ستنتقل فحسب إلى مكان جديد غير مألوف...إنه الاغتراب ...
بالنهاية تتساءل
هل كل ما يتمسك بعالم المألوف يسلم من عدوى الغرابة ...؟ !!....
Profile Image for عبدالرحمن عقاب.
802 reviews1,017 followers
December 18, 2022
القراءة لعبد الفتاح كيليطو متعة فكرية محضة. وكيليطو كاتب من طراز خاص.

يأخذنا "كيليطو" في فصول الكتاب إلى جوانب متعددة من الثقافة الكلاسيكية. وهو لا يلقي لنا بالنتائج بل كأنّه يُشهدنا رحلة تفكّره فيها خطوة خطوة، من الانتباه إلى الإدراك . نقرأ في هذا الكتاب "كيليطو" متفكراً في السرد والنصّ، وفي البلاغة، والمجاز، وفي قصة السندباد ولقاء البحري بالبري، وفي الشعر والنثر، وفي قواعد السرد، وتصنيف النصوص.. وغير ذلك.
في كل ذلك يرى كيليطو خيطًا من "الغرابة" تنتظم به تلك المتفرقات وتلتقي. وأجمل ما عند "كيليطو" موسوعيته النقدية، و"حرثه" للكلاسيكيات العربية.
Profile Image for Omar Kassem.
606 reviews190 followers
October 17, 2025
ينقسم الكتاب لقسمين، الاول يهتم بتوضيح بعض المصطلحات مثل النص والسرد والنوع والادب وتاريخه وهذا القسم الأفضل برأيي، والثاني يهتم بتحليل بعض المؤلفات الكلاسيكية مثل مقامات الحريري والزمخشري وحكاية السندباد ووجدت هذا القسم مملاً بعض الشيء.
الكتاب بالمجمل جيد ولا يوجد بين المقالات أي رابط ويمكن قراءة كل واحدة منها على انفراد.
Profile Image for الوجـــد.
108 reviews51 followers
June 11, 2013

مازلتُ في الصفحة 55 من 130
وأستطيع أن أقول بأنّه جميل جدًا
في البداية يتحدّث عن النص واللانص ويفرّق بينها وكيف نقول عن هذا نصًا وهذا ليس إلا " اللانص "
هنا مقالة مقتطفة من الكتاب
http://www.laghoo.com/2012/01/في-معنى...

ثم يحدّثنا عن الأدب ونطلق الأدب على ماذا ؟ وفروق في النصّ الأدبي من ناحية كيف يجدها المتلقي أو المتكلّم نفسه
أو صيغة الخطاب
وأنواع الخطابات وأمور عدّة
وكيف ينحدر الباحث الناقد من رؤية الكتابة بكونها نصًّا إلى نفسية الكاتب ..

..

في صفحتي ٦٦ و ٦٧ حديث عن " الاستغراب " جميلٌ جدًا
..

الآن أنهيت الكتاب كاملًا رائع بالفعل
مما كتب
هناك قارئ ضمني وقارئ فعلي .. الضمني ذلك الذي يكتب الكاتب وهو يعرفه .. يعي أن هذا الجزء سيؤلم وهذا الآخر سيتعجب منه
ولكن القارئ الضمني ذاك الذي لن يخمّن الكاتب ردود أفعاله .. يقرأ بشكل مختلف ولن يعرف الكاتب فيما سيقف بالضبط

وفي ختام الكتاب ذكَر قصص وكان يربطها مع الأساليب وطرائقها
السندباد البحري والسندباد البري
وبينهما الإصغاء .. وأين تجد القدم نفسها في المألوف أو الغريب ؟
وكذلك السندباد البرّي والسندباد الجوي
وإنّ البري قد يكون وسطًا
ثم سأل سؤال أخير : من ينكر أن السندباد مازال يخاطبنا لليوم ويسألنا عن عالمنا المألوف وتأثرنا بالعالم الغريب " الغربي " ؟

..
أنصح به جدًا
Profile Image for إيمان عبد المنعم.
469 reviews460 followers
November 26, 2018

***
عنوان الكتاب الفرعي هو "دراسات بنيوية في الأدب العربي"، هذه الدراسات كما يوضح الكاتب تنقسم إلى قسمين:القسم الأول يهتم بتوضيح بعض الكلمات مثل: النص، النوع، الأدب، السرد، تاريخ الأدب، والقسم الثاني يهتم بتحليل بعض المؤلفات الكلاسيكية مثل: أسرار البلاغة، مقامات الحريري، مقامات الزمخشري، ملحة الإعراب، حكاية السندباد، وهذا لا يعني أن القسم الثاني يطبق ما تم شرحه في القسم الأول وإنما كل دراسة مستقلة بذاتها وإنما يجمع بينها مفهوم الغرابة كما أشار الكاتب.
حسنا، لا بد أن أوضح أنه من العسير كتابة مراجعة عن كتاب كثيف كهذا، الكتاب مليء بالملاحظات العميقة اللماحة شديدة الذكاء والتفرد وهو يعالج موضوعات جديدة عليّ ويتناول مؤلفات تراثية بطريقة أظن أنها متفردة تماما، لذلك سأكتفي بمراجعة سريعة جدا وببعض الاقتباسات لأن كتابا كهذا لن تغني أي مراجعة عن قراءته شيئا،
بدأ الكاتب بمحاولة لتعريف النص الأدبي وقد أراد أولا أن يوضح لنا أولا معنى "النص" ومعنى "الأدب" كلا على حده، وإجمالا فقد وضح أن أهم ما يميز النص هو ارتباطه بالثقافة وبقابليته لأن يخضع للتعليم والتأويل والشرح المتكرر، أما الأدب فهو يفرق في معناه بين النظرة القديمة التراثية وبين النظريات الحديثة وفي النهاية لا يحدد تعريفا معينا للنص الأدبي.
ثم يتحدث الكاتب في المجمل عن تصنيف الأنواع ما بين شعر ونثر، وجد وهزل، وأنواع سوقية وأنواع نبيلة، وما بين أنواع من الشعر كالمدح والهجاء والنسيب، وأنواع من النثر ما بين مأساة وملهاة وغير ذلك، ثم ينطلق في ملاحظات مطردة حول أمثلة معينة يوضح من خلالها مقصده.
ثم يتحدث عن قواعد السرد وهي من أمتع أجزاء الكتاب بالنسبة لي، ويمكنني القول بإيجاز مخل بالطبع "لأن أي إيجاز لملاحظات جميلة كتلك هو مخل" أنه حدد هذه القواعد بثلاثة قواعد: تعلق السابق باللاحق، ارتباط تسلسل الأحداث بنوع الحكاية، تسلسل الأفعال السردية رهين باعتقادات القاريء حول مجرى الأمور .
ثم يعرض الكاتب بعض الملاحظات المنهجية حول الأدب الكلاسيكي "وهو يعني به أدب التراث العربي القديم" :
مفهوم الفرد المبدع، مفهوم التعبير، مفهوم تلاحم أجزاء النص.
وينهي الكاتب هذا القسم بحديث حول تاريخ الشاعر حيث يحاول أن يفهم لماذا كان يقول الشاعر القديم الشعر وماذا كان يمثل الشعر للشاعر وقبيلته، وكيف تغير هذا المفهوم بعد الإسلام، وكيف تطور حتى أصبح قول الشعر سبة في العصور المتأخرة.
ثم في القسم الثاني: يعقد الكاتب مقارنة بين معنى البلاغة عند اليونان ومعناها عند العرب ويمثل على ذلك بأرسطو والجرجاني في كتابه "أسرار البلاغة" مركزا على مفهومي الغرابة والألفة عند كليهما،
ثم يحاول تحليل مقامات الحريري في جزء بعنوان "الحريري والكتابة الكلاسيكية"،
ثم يتحدث في جزء عن الزمخشري والأدب عن مقامات الزمخشري ،
ثم في جزء المُلح والنحو يتناول أرجوزة الحريري "ملحة الإعراب " ويشرح معنى الأرجوزة ودورها في تعليم النحو والفقه والبلاغة،
ثم يختم الكتاب بجزء "نحن والسندباد" وتحليل ممتع لرحلات السندباد البحري وما تعنيه في الثقافة العربية حينذاك.
الكتاب كما قلت _وأكرر_ بديع للغاية ويجبرك على مصاحبته، ويخلق مناقشات ذهنية ممتعة حول ما يطرحه من ملاحظات وآراء وأمثلة، ويعيد وصلنا بتراثنا العربي الأدبي العريق بطريقة شيقة وذكية ومتفردة.
Profile Image for Shaimaa.
253 reviews103 followers
February 27, 2023
"الأدب والغرابة" يهتمّ بالنقد المنهجي للموروث السردي، مُعتنيًا بموضوع الغرابة الّذي بدا غامضًا قليلًا على مستوى التحليل. تعريف كيليطو للغرابة مغاير للمفهموم الضمني للكلمة، ولذلك سيتطلّب منك النصّ أن تعمل ذهنك حتى آخر صفحة في سبيل خلق صورة للغرابة الّتي يحفر فيها الكاتب.

خصّص الكاتب القسم الأوّل لتحليل مصطلحات أدبيّة (منها ما نعتبره بديهيّ)، مثل النصّ، الأدب، الشاعر، قواعد السرد، والأجناس الأدبية. أمّا القسم الثاني فقد خصّصه لتأويل بعض النصوص التراثيّة بنيويًّا، ونقديًّا - الزمخشري، مقامات الحريري، ألف ليلة وليلة، الجرجاني، السندباد البحري، وغيرها.

جاءت الكتابة صعبة بعض الشيء، ليس على المستوي اللغوي أو التركيبي، ولكن لأنّ "موضوعيّة" الكتاب لم تكن مفهومة؛ ما هو السؤال الرئيس الذي يطرحه الكتاب؟ أم أنّ الفصول كانت مجرّد شظايا مقالات ما يفرّق بينها أكثر ممّا يجمّع؟

أحببت اخضاعه أعمال تراثية للنقد من خلال مناهج بنيوية حديثة، ما لم أحبّه هو اخفاقي في تكوين سؤال الكتاب، أو موضوعه الأساسيّ الذي لا يعكسه العنوان.

٣.٥/٥
Profile Image for Halah Baqer.
222 reviews108 followers
December 20, 2016
واحدة من افضل ما قرأت للمبدع القارئ المتلذذ بالادب العربي كيليطو اذ اصطحبني في دراسة توضيحية لمعاني الكثير من المفردادت التي تُكَون المُتن الادبي كالنص والسرد والنوع الادبي و الادب نفسه وبعدها اطل بخفته المعهودة ونقده المحبب للنفس بمناقشة بعض الكلاسيكيات العربية مقارناً مرة و مفسراً الخام�� الادبية في اخرى

لو كانت وزارة التربية قد ادخلت هذا الكتاب في بلدي ضمن المنهج المقرر لكان فهم الادب والمصطلحات والافكار وتنصنيفات وتعاريف ادوات البلاغة اصبحت ممتعة جددا لم اكن اتصور انني ساستمتع بكتاب كل حديثه عن السجع و التضمين والطباق ...الخ لكنه العبقري كيليطو الذي يخاطب القارئ ويعرض كل هذه الامور بطريقة فنية يجبرك على اقتباس بعض شرحياته كاقوال مفضلة

Profile Image for زهير قرطيطة.
289 reviews
March 12, 2018
مراجعة للنقد الأدبي المغربي 💡
"بصفة أو بأخرى ، كلنا اليوم في العالم العربي سندباد"
-آخر جملة في الكتاب.
*الأدب والغرابة: دراسات بنيوية في الأدب العربي لعبد الفتاح كيليطو.
كيليطو ، ناقد وروائي مغربي ، له كتب عديدة باللغة الفرنسية واللغة العربية العربية على حد سواء ، وكتابه هذا كتبه لأول مرة باللغة العربية ؛ ما جعله يحتفظ ببعض مادته الأدبية والنقدية الخالصة.
طبعت معظم كتب كيليطو أو كلها عند دار توبقال للنشر والتوزيع ، مما جعل الغلاف يبدو جذابا ومعبرا إلى حد كبير عن مضمون الكتاب.
قرأت المؤلف للمرة الثانية كي أستوعب بعض الدروس المقررة الخاصة بالمنهج البنيوي ، فأردت استباق الركب والانفتاح على الدراسات البنيوية التي قام بها الأستاذ كيليطو.
ينقسم المؤلف إلى قسمين ، يمكن إجمالهما في الآتي:
-القسم الأول: يحاول كيليطو هنا مقاربة مفاهيم أدبية أساسية في دراسة أي ظاهرة أدبية ك "الأدب ، النص الأدبي ، اللأدب ، اللاثقافة ، اللانص..." ، وفي هذا الصدد يوضح الناقد أن النص الأدبي لا يعتبر نصا حقا إلا إذا تم نقله عن "كاتب حجة" ، أي بمعنى أن يكون كاتبا حقيقيا يستوفي شروط "الثقافة" التي يجسدها عصره...وهنا يجعل عنصر الثقافة مرادفا للنص واللانص مرادف للاثقافة ، كما يؤكد على كون الأدب كل كلام له وزن وقيمة ثقافية أو عاطفية وخارج عن لغة الحديث اليومي ، فهو لا يعتبر المحادثة الهاتفية مثلا أدب ، بل يصنفها في خانة اللأدب...
-القسم الثاني: وفيه يتطرق الأستاذ كيليطو لدراسة بعض الأشكال الأدبية القديمة في الأدب العربي ك "المقامة ، الأرجوزة ، الملحة" ، لكنه يركز بالأساس على المقامة ، وخصوصا على مقامة الزمخشري والحريري في حين كان قد تطرق لمقامة بديع الزمان الهمذاني في القسم الأول لتبيان أنواع الخطاب فيها...
تمتاز لغة الكتاب بالبساطة شيئا ما ، إلا أنها تظل لغة نقدية أدبية.
أسلوب الكاتب راائع جدا.
أقيمه ب ٤ من ٥.
#مراجعاتي
Profile Image for أحمد فؤاد.
Author 8 books815 followers
June 15, 2021


في كل مرة أقرأ لعبد الفتاح كيليطو، أشعر بأنني أقرأ بعين ثالثة

لقراءة المُراجعة على موقع عالم موازٍ - اضغط على هذا الرابط


اختيار الكُتب التي نرغب في قراءتها قد لا يكون أمرًا سهلًا. تعترينا الحيرة ونحاول أن نوازن بين رغبتنا في المُتعة وتعطّشنا للمعرفة. وإن اخترنا مجالًا ما للقراءة فيه، فسنجد أن التردد يُصعّب من قرارنا. القراءة الأدبية مُمتعة لكن الأكثر متعة هو عملية تفكيك نصوصها والغوص في معانيها وإدراك جمالياتها. لكن من أي حقبة زمنية سنختار الكتاب أو الكاتب الذي سيصحبنا معه في تلك الرحلة؟ الزمن الكلاسيكي أم الحديث أم المُعاصر؟

ماذا إن كان هناك من يجمع لك كل ذلك في كتاب واحد!

هذا ما وجدته في كتابات عبد الفتاح كيليطو في كتبه التي تتحدث عن الأدب العربي واللغة العربية. وعليه فقد أصبحت أقرأ أي كتاب له يتحدث عن الأدب دون النظر المُسبق إلى مضمونه أو مدى رضا القُرّاء عنه، ذلك لأن القراءة لهذا الكاتب هي مُتعة في حد ذاتها. كل كتاب له هو مغامرة في عالم الأدب. مغامرة مثيرة نرى فيها الكُتب التي قرأناها من قبل بشكل مُختلف غير الذي ألفناها به. يُعلّمنا كيفية إعادة النظر في النصّ، بل وفي كل كلمة. أن نربط بين الكُتب وبعضها، وبين الكُتّاب وبعضهم. أن نوازن بين أن نعتبر الكتاب أو النصّ كعمل أدبي مُستقل دون أن نغفل مكانه في وسط نسيج الأدب العربي الكامل!
وهكذا نستطيع أن نتبيّن المدلولات المُهمَلة في الكلمات التي قرأناها مئات المرات. نُجرّب الدلالات ونُركّب مضمونًا تلو آخر في سياقات النص التاريخي والاجتماعي؛ مع من أجل الوصول لمعنى أعمق قد يكون قد خفي علينا أثناء قراءاتنا السابقة


سأل أحد الطلبة في المغرب رولان بارت "ما فائدة البنيوية بالنسبة لبلد من العالم الثالث؟" قد يبدو السؤال مشاكسًا مُستفزًا، ولكنه مع ذلك في محله لأنه يضع ظاهرة فكرية في سياق تاريخي معين وحيز مُحدّد. سؤال يختلف عن السؤال الساذج الذي كنا نتداوله في الماضي "ما فائدة الأدب؟"

أخذت تطفو داخلي فكرة إعادة النظر في المقررات المناهج وطرق التدريس، ومع مرور الأيام تغيّرت نظرتي إلى الأدب: لم أعد أقرأ كما كنت أفعل في السابق، وعندما تتغيّر القراءة؛ تتغيّر الكتابة لا محالة.



الكتاب ينقسم لقسمين: الأول يهتم بتوضيح بعض المفاهيم: النص، الأدب، النوع، السرد، تاريخ الأدب. أما القسم الثاني فيهتم بتحليل بعض المؤلفات الكلاسيكية: أسرار البلاغة، مقامات الحريري، مقامات الزمخشري، مُلحة الإعراب، حكاية السندباد. ثم عرض لنا لكاتب الكثير من المُلاحظات المنهجية على الأدب الكلاسيكي، ومقارنات البلاغة عبر العصور والثقافات.

يعتقد عبد الفتاح كيليطو أن دراسة الأدب الكلاسيكي ليس مسألة تقنية أو موضة منهجية، لكن السؤال يندرج تحت سؤال آخر وهو "ما هي علاقتنا بالأدب الكلاسيكي؟" فالطريقة التي نتناول بها النصوص القديمة ترتكز على نمط وعلى تعريفات تختلف درجة وضوحها بحسب الباحثين، والباحث يعتمد -شاء أم أبى- على تعريفات دارجة للأدب، وعلى مفاهيم سائدة في الدراسات الأدبية العربية، مثل مفهوم الفرد المُبدع – مفهوم التعبير – مفهوم تلاحم أجزاء النص.

إننا نتخيّل أحيانًا أنه تكفي معرفة العربية لكي نفهم النصوص الكلاسيكية. هذا التخيل ليس صحيحًا كل الصحة. القاموس وحده لا ينفع في تقريب المسافة بين شاعر كالوأواء وابن سُكرة وقارئ القرن العشرين. لا بُد من معرفة شيء آخر ليتم اللقاء، ذلك لأن هناك مجموعة عناصر (المُتكلّم – الخطاب – المُخاطَب – النَّسق) يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لفهم النصوص الكلاسيكية، لأن المؤلِّف الكلاسيكي بالأساس يُخاطب مُعاصريه




يحدث سوء التفاهم عندما نعتمد على نسق حديث أثناء حكمنا على نصوص قديمة ترتكز على نسق مخالف. وهذا يؤدي إلى أحكام لا نقول إنها خاطئة، ولكن في غير محلها. لا ينبغي أن نتوهم أن النسق الكلاسيكي ماثل أمامنا بوضوح بحيث يكفي أن نمد يدنا لاقتناصه. لا بُد من تركيبه وتنظيمه من جديد، وهذا يتطلب منا ألا ننسى المسافة التي تفصلنا عنه، فالسؤال الذي وضعه أبو نواس في الشعر الجاهلي ليس هو وضعه جرير. وسؤال شوقي ليس هو السؤال الذي قد يتبادر إلى ذهن أحدنا اليوم.




لم يكن السرد مقبولًا في الثقافة الكلاسيكية إلا عندما يشتمل على حكمة (كليلة ودمنة) أو عِبرة (السرد التاريخي) أو صورة بلاغية ترفع من قدره (المقامات). إذا تعرّى السرد من الحكمة ومن العِبرة ومن البديع فإنه يُرفَض باحتقار. لهذا السبب أُهملت حكايات ألف ليلة وليلة في الثقافة الكلاسيكية




وفي عرض جذّاب، يقارن الكاتب بين البلاغة اليونانية والعربية (المجاز) بين كتابات أرسطو والجرجاني، وكيف أثر تبلور اللغة والبلاغة في جو الديموقراطية في اليونان في كيفية ضرورة إقناع الجمهور وانتزاع موافقته (فن الخطابة). واختلافها عن نشأتها عند العرب، حيث أن أغلب دراسات البلاغة العربية لجأت إلى نماذج من الشعر القديم ونماذج من القرآن الكريم والتي كان فيها أبلغ البيان. كما يتوسّع في الحديث عن الفرق بين العلاقة الأفقية بين العناصر المكونة للنص، وبين العلاقة العمودية بين العناصر والمُتلقي، وهو الأمر الذي اهتم به الجرجاني في كتاب أسرار البلاغة، حيث لم يكتف بالكلام عن المجاز والتشبيه والتمثيل بل اعتنى كذلك بتحليل التأثير الذي تُحققه هذه الصور لدى المُتلقي.

إننا عادة نتكلم عن البلاغة وكأنها شيء واضح المعالم معروض أمامنا ببساطة وما علينا إلا أن نقتطف ثماره. هذا التصور ينبغي تصحيحه. ذلك أن ما يُسمى البلاغة مغروس في غابة من المعارف والعلوم وليس من الصواب المنهجي دراسة أحد هذه العلوم بمعزل عن العلوم الأخرى. البلاغة لها ارتباطات بالنحو والتفسير وعلم الإعجاز والمنطق وعلم الكلام.




كما يُقارن بين البلاغة بين اليوم والأمس، فيتحدث عن أهمية تبسيط المصطلحات مثل الاستعارة، والكناية، الاستعارة المكنية، مراعاة التنظير، الإرصاد، التجريد، والقول بالموجب. مع إبداء ملاحظته بأن على الرغم من استخدام بعض القراء الحاليين لهذه المصطلحات إلا أنه لا يخفى علينا غروب الدراسات البلاغية في العالم العربي.

كما يُنبّهنا إلى أمر هام، ألا وهو أنه إذ اتفقنا على أن البلاغة قد تغمدها الإهمال، فإنه يتعيّن علينا أن نبحث عن "العلم" الذي عوّض البلاغة في العالم العربي، لأن علمًا لا يندثر إلا عندما يعوضه علم آخر.

المعاني المُبتذلة تثير في نفوسنا نوعًا من التقزز، أما في العصر الكلاسيكي فقد كان لها شأن آخر. ذلك أن المعنى المُبتذل يلعب دورًا سلبيًا في الأدب الحديث ودورًا إيجابيًا في الأدب القديم. ويرجع ذلك الاختلاف لكون الأدب الحديث يتغيّر بسرعة بينما لم يكن الأدب القديم يتغيّر إلا ببطء شديد




التقييم النهائي

لا يُعلّمنا عبد الفتاح كيليطو كيفية القراءة المُتمعّنة فقط، بل تبلغ المُتعة مداها مع الثراء المعرفي الذي يُقدّمه الكاتب من خلال الإحالات لعشرات الكُتب والمراجع العربية والأجنبية.

يكشف لنا الكاتب في هذا الكتاب "الأدب والغرابة" المُحرّك الذي يدفعنا إلى قراءة الأدب والاستمرار في قراءته، ألا وهو الغرابة. والغرابة هنا تختلف عن مفهوم الدهشة وإن كانت جزء من نشأتها وسببًا في وجودها. إلا أن الاغتراب هو عكس الألفة، وفي الاغتراب دومًا معنى جديد لما قد ألفناه ورُبّما مللناه!
في الواقع. فإن كُل شيء غريب يثير فضولنا، والأدب بلا شك ليس استثناء!

تقييمي النهائي
5 نجوم

أحمد فؤاد
الثالث عشر من حزيران يونيو 2021
Profile Image for Raed وحش.
Author 7 books142 followers
March 9, 2018
يقدّم عبد الفتاح كيليطو، في كتابه "الأدب والغرابة"، تأويلاتٍ مدهشةٍ لدوافع الحكي في "ألف ليلة وليلة":

1- الحكاية قربان:
في حالة شهرزاد وشهريار، الحكاية قربانٌ لأجل تهدئة غضبة ملكٍ متسلّط.

2- الحكاية مقايضة:
إذا كانت شهرزاد الضعيفة تلتمس الرحمة من المستمع القوي شهريار، فإنّ السندباد البحريّ الغنيّ يروي للسندباد البريّ الفقير لقاء مبلغ لاستماعه.

3- الحكاية سلعة:
حين تأخذ الأهوال كلّ ما جمعه السندباد في أسفاره، فإنه يبدأ بقص حكايته للناس في البلاد الغريبة، من أجل أن يستدرّ عطفهم ليساعدوه على العودة إلى وطنه. "إنه يتّجر بالخطوب" يقول كيليطو.

4- الحكاية حوار حضاري:
حكايات السندباد البحريّ للسندباد البري إنما هي جدلٌ حول الانفتاح والانغلاق.
Profile Image for Mohammed Asiri.
251 reviews63 followers
March 22, 2013
كتاب متميز في رصد علاقة الغرابة بين انواع الادب العربي شعره ونثره، واثارة الاسئلة المنهجية في البحث الادبي مع التطبيق على بعض النماذج والامثلة.
يتميز الكتاب ايضا بموائمة فريدة بين أبحاث التراث العربي والغربي وقراءة جديدة للادب العربي من منظور متخصص مع حسن تنظيم واستشهاد، يحسن بالباحث في هذا المجال ان يطلع عليه.

من نقاط الكتاب:
الشخصية والمعنى
دورة الاتصال من المنشيء الى المتلقي
الاحتماء بالتراث
في البلاغة العربية في عصر النهضة
جينة الادب وطبيعته وتكوينه
النص واللانص
علاقة البلاغة بالعلوم الاخرى
تحولات دور الشعر
النسق وتاثيره لدى المتلقي والباحث الدارس
Profile Image for Wisal.
16 reviews20 followers
September 25, 2013
كتاب يأخذك إلى فلسفة عميقة في دراسة الأدب العربي , تتيقن من خلالها غزارة المخزون المعرفي و الثقافي لدى الكاتب في الأدب العربي و الفرنسي و الروسي , و وصوله إلى استنتاجات منطقية جدا , ما يؤاخذ عليه من وجهة نظري هو عدم ترابط أقسام القسم الثاني من الكتاب , و أعتقد ان كل قسم منه يصلح عنوانا لكتاب مختلف ببحث اوسع يمتعنا به الكاتب , و ايضا عنوان الكتاب فرغم عدم تعمقي العلمي في الأدب إلا بالإطلاع , فإني أؤمن بأن الأدب متوقع منه الغرابة و الإختلاف فلم يصدمني الكتاب كثيرا في هذا الجانب


كتاب يستحق القراءة
Profile Image for mr x85.
217 reviews15 followers
October 27, 2022
كتاب مجهد جداً اخذ مني وقتاً وتركيزاً هل كان كيليطو يتحدث للقارئ العادي ام الاكاديمي كثير من النصوص لم افهم سبب وجودها او استسخفته مع احترامي الشديد له لم افهم ماذا يريد
Profile Image for Ahmed Almawali.
630 reviews440 followers
December 9, 2016
كيليطو بأسلوبِه المتفردِ يسعى لنقدِ المألوفِ، والبحثِ خلفَ ما قد تعنيه بعضُ المصطلحات "نقد، نص. أدب ... التي استسلمَ القارئُ لها وكأنها واقعٌ عليه، وهو يسعى كذلكَ هنا لردِّ النصوصِ إلى غربتِها فهي تبقى وظيفتُها التمردُ على المألوفِ. لا أدري السببَ ولكني لم أستمتعْ كثيرًا بصحبةِ كيليطو هنا وتولدَ هذا الشعورُ كثيرا بعد رائعتِه "لنْ تتكلمَ لغتي"
Profile Image for أروى الشاهين.
44 reviews77 followers
July 11, 2015
ما الذي يشدّنا نحو الأدب؟ ما الذي يجعلنا مسحورين بعالمه؟ لمَ لم يعش الإنسان زمنًا واحدًا بغير الأدب بينما تحقق له ذلك بغير العلم..

ما هي حدود عالم الأدب؟ وما هو النص الأدبي؟
وما الفرق بين حدود التعريف العربي القديم عند علمائنا الأوائل للنص الأدبي، وبين التعريف الحداثي الغربي له؟

يقرر كيليطو من خلال كتيّبه هذا وهو عبارة عن دراسات بنيويّة في الأدب العربي، التي تناولها بطريقة مخترعة وبديعة، أنّ الذي يربطنا بعالم الأدب هو منطق ( الغرابة)..

والغرابة هي الخيط الناظم للعنوانات التي تضمّنها كتابه، وهي العالم السحري الخلّاب الذي يجعلنا ننقاد ونهفو ونتهافت لضوئه كما يتهافت الفراش نحو المصباح!.

والحديث عن الغرابة يستدعي الحديث عن الألفة، وبينهما يكمن عالم الأدب، فنحن نُعجب بالعمل الأدبي للغته وعالمه الذي لا نألفه كل الألفة، وليس هو العالم المستغرق في الغرابة، بل هو عالمٌ نعرفه ونستغربه في آن، ولا يُغفل كيليطو دور الثقافة في تحديد النص الأدبي وحكمها الذي يمنح بعض النصوص صفة الأدب، وتنزعها عن نصوص أدنى مرتبة من أن تُمنح مزيّة النصّ الأدبي؛ إذ إنّ النصّ الأدبي هو ما له تنظيم لغويّ مختلف عن ( اللا نصّ) إضافةً إلى إمكانية استشفاف المدلول الثقافي الذي ينتمي إليه، وهي العلامة الفارقة بينه وبين اللا نصّ الذي لا نفيد منه أية دلالة ثقافية.

منهج الكتاب:
قسّم كيليطو الكتاب إلى قسمين رئيسين، تناول في الأول مصطلحات شائعة في الدراسة الأدبية: النصّ، الأدب، النوع، السرد، تاريخ الأدب..
تناول تلك التعريفات من خلال علاقتها بالغرابة.. واختصر التعريف بمعادلة موجزة:
النص = الثقافة.
اللا نصّ = اللا ثقافة.

هذه التعريفات والمفردات التي يطرحها ليضع لها حدودها، مقتحمًا بك وقافزًا من موضوع لموضوع بطريقة لا تشعرك بذلك ولا تشتتك رغم تباعد الأجزاء التي يربط بينها ليحلل ويستنبط ( وتلك خصيصة لكيليطو وقدرته الفذّة في تكوين العلاقات بين الأمور المتباعدة التي لا تربطها وشيجة، في مؤلفاته عامّةً ليس في هذا الكتاب وحده)

أما القسم الثاني من الكتاب فعبارة عن دراسات مختصرة في الأدب العربي القديم، يقول كيليطو عنها: وليست هذه الدراسات تطبيقًا للعموميات والمصطلحات الواردة في القسم الأول من الكتاب، ولا رابطة بينها سوى العنوان العام للكتاب ( أي الغرابة) وإلا فكل واحدة منها دراسة مستقلة قائمة بذاتها.

والدراسات التي تناولها هي:
- بين أرسطو والجرجاني ( الغرابة والألفة)
- الحريري والكتابة الكلاسيكية.
- الزمخشري والأدب.
- المُلَح والنحو.
- نحنُ والسندباد.

والحديث مفصّلًا عن هذه العناوين مما لا يسعني ذكره؛ لأن في ذلك إفسادًا لمتعة الكتاب لدى الراغب في قراءته، فالغرابة التي تحدث عنها كيليطو تنطبق على كتابه، والزاوية التي يرتئي منها لها سحر الغرابة الذي يحدثنا عنه.

لم يكدّر صفو قراءتي سوى تلك الهنات والأخطاء التي امتلأ بها كتابه، من أخطاء لغوية، وإملائية، واستخدامه للتعبير عن الأدب العربي القديم مصطلح ( الكلاسيكية) وهو تعبير منتشر بين الدارسين مع وجود بديل عنه من لغته، بلا استجداء تعابير ليس لها امتداد في ثقافة الأدب العربي.

أخيرًا، يبقى كيليطو لدي هو الناقد الذي حوّل النقد من مصطلحاته الجامدة، ولغته الصارمة، إلى عملٍ أدبيٍّ يهبك متعة توازي متعة قراءتك لقصيدة، أو رواية.. ولن ترى الأدب بعد قراءتك لكيليطو كما كنت تراه قبله، فله قدرة فائقة على القفز على المألوف.
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for Driss El bouki.
448 reviews14 followers
April 24, 2017
هذا الكتاب يحاول أن يلبس الأدب لباسا جديدا من خلال ركيزة أساسية،تستجل من خلال التحليل البنيوي والنقد..،حيث نجده
يقول أن مفهوم الأدب يثير التباسا وإشكالا عويصا ما دام لا يوجد تاريخ حقيقي للأدب العربي مدون انطلاقا من مقوماته البنيوية وثوابته الشكلية
ومرتكزاته الثابتة والمتغيرة...رغم التعريفات الكثيرة الموجودة التي اعتبرها ناقصة..
ويرى أن:الأدب يقوم على الإغراب والإبعاد والتغريب والإبهام والإيهام والتخريب لما هو سائد ومنطقي ومألوف. ويعني هذا أن الأدب هو الغرابة والخروج عن الألفة وماهو سائد...
كما قام بشرح عدة مفاهيم أدبية ونقدية:
لا بالمفهوم الكلاسيكي العربي للأدب.
كلمة الأدب- حسب الكاتب- فنستعملها بمفهوم الأدب الغربي(لايطيغاتيغ) لا بالمفهوم الكلاسيكي العربي للأدب. فالأدب الكبير والصغير لابن المقفع يصدران عن تصور أخلاقي تعليمي للأدب يتمثل في التحلي بالأخلاق الفاضلة و السلوكيات الحميدة، لذلك يكثر في هذين الكتابين الوعظ والنصح من خلال صيغتي الترغيب (الأمر) والترهيب (النهي). ويعني هذا ان الدارسين العرب المحدثين درسوا الأدب القديم والحديث بمقياس الأدب الغربي دون أن يبحثوا عن الخصائص البنيوية للكتابة الأدبية القديمة في شتى أنواعها وأجناسها الأدبية المتنوعة والمتعددة.
كما بيّن مجموعة من المفاهيم الأخرى كالنص واللانص والقواعد السردية من خلال استجلاء النصوص الكلاسيكية كماقامات الحرير والسندباد والزمخشري...
وغيرها من المواقف الفنية الجميلة
على العمومكتاب غني وجميل وممتع ونافع جداااا...

Profile Image for محمد نجيب.
78 reviews3 followers
October 12, 2021
أول مغامرة لي في عالم عبد الفتاح كيليطو
لقد  صرت سندبادا عن علم بعد أن كنت سندباد عن جهل قبل قراءتي لهذا الكتاب
قسم الدكتور عبد الفتاح كتيبه إلى قسمين، في القسم الأول اهتم بتوضيح النص، الأدب، النوع، السرد...
و في القسم الثاني قام بتحليل بعد الأعمال الكلاسيكية
اكتشفتُ مقامات الهمذاني و مقامات الحريري،و دفعني الكاتب إلى البحث عن الزمخشري و الجرجاني و أعمالهما  حتى استوعب  ما كتب كيليطو عنهما و مقصده من توظيفهما في هذا العمل الفكري
لازلت أشعر أني بحاجة إلى قراءة هذا الكتاب مرة أخرى حتى استوعبه جيدا، فأنا متيقن أن الكثير قد فاتني لضعف مني أثناء قراءتي رغم تركيزي الشديد   و أني بحاجة إلى قراءة أخرى
بعد سنوات طويلة في عالم الألفة و الرتابة، اكتشفت عالم الغرابة و صرت أتوق إلى الغوص فيه و لكن بعناية فائقة.

بعض الاقتباسات :

إن عدم العناية بالانواع الأدبية و بمنطقها يجعل الباحث ينتقل دون احتراس من نص إلى نفسية.
ص48

إننا نتخيل احيانا أنه تكفي معرفة العربية لكي  نفهم النصوص الكلاسيكية، هذا التخيل ليس صحيحا كل الصحة، القاموس وحده لا ينفع لتقريب المسافة بين شاعر كابن سُكَّرة و قارئ القرن العشرين، لابد من معرفة شيء آخر ليتم اللقاء
ص49
Profile Image for زهرة منصور.
202 reviews120 followers
July 5, 2017
هنا هذا الكتاب لمن يحب الأدب وخاصة القديم الكلاسيكي.. المقامات والشعر! واللغة هنا لها مذاق مختلف
عبد الفتاح كيليطو دائما بدهشنا ويتحفنا بجمال لغته وعلمه ونقده..كتاب لذيذ وممتع
Profile Image for Ruba Alzoubi.
311 reviews8 followers
May 10, 2024
" في الأدب يكون بين الراوي والمتلقي نوع من المقايضة إن كلا الطرفين ينتظر من الآخر شيئاً: المستمع ينتظر من الراوي حكاية شيقة والراوي ينتظر من المستمع أن يعفو عنه أو ينقله من حال سيئة إلى حالة محمودة. للسرد سلطة عجيبة لا تُقاوم وكلما يتقدم السرد يهدأ المستمع."
- كتاب يلتقط تجربة عبد الفتاح كيليطو في تحليل النصوص بين الطريقة التقليدية والطريقة البنيوية، وأهم ما قاله في مقدمته "لم أكن أتصور بأن الأسطورة الخرافة والقصة المصورة ممكن أن تصير موضوعاً لدراسة جادة!".
- يوضح كيليطو في هذا الكتاب مفهوم (النص، الأدب، الأنواع الأدبية، والصوت الثقافي) ويناقش قواعد السرد، وفي القسم الثاني من الكتاب فيجمع الشتات ويهتم بتحليل بعض المؤلفات الكلاسيكية العربية مثل: المقامات عندما يتحدث عن الحريري وعن الجرجاني، وعن الزمخشري، أسرار البلاغة وألف ليلة وليلة، وقصة السندباد البري والبحري.
- يسأل في مطلع كتابه ما الدوافع التي تؤدي بنا إلى اختيار نصوص معينة وإلى دراستها على أساس أنها نصوص أدبية؟ وكيف السبيل إلى مغادرة التعريف النمطي التقليدي الذي يخبر أن الأدب هو الأدب؟ فيدعو الى التركيز على إجراء تحقيق أعمق في علاقتنا بالأدب الكلاسيكي بدلاً من مجرد الاعتبارات الفنية أو المنهجية.
- يعجبني كيليطو وهو يقدم لنا قراءات بديعة لكتب التراث ويخرج درره، فأبرز تفرده في تطبيق المناهج النقدية الحديثة على الأدب العربي القديم، إلا أنه بالغ في الفرنسة.
- وأخيراً "إذا أراد المرء أن يتجدد فما عليه إلا أن يغترب، أن يبدل مقامه، أن يغرب، كما تفعل الشمس."
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for محمّد أبوريّان.
Author 4 books259 followers
April 22, 2020
الكتاب الثاني الذي أقرؤه لعبد الفتاح كيليطو وأنهيه في جلسة واحدة بلا مقاطَعة.
وكما فعل معي الكتاب الأول "لن تتكلم لغتي"، فعل معي هذا الكتاب "الأدب والغرابة"، ويبدو أنّها خاصيةٌ ملازِمة لكتابات كيليطو، إنه يُعيدُ تنظيم المتناثر من مكوّنات القارئ الثقافية، ويُنشئ روابط وعلاقات جديدة بين هذه المتناثرات، ليخرج بعدها القارئ موقنًا كلّ اليقين - ومعترفًا- بأنّه بعد ما مرّ بالكتاب ليس هوَ مَن كان قبل قراءته، لكن ما الذي تغيّر تحديدًا وكيف؟ ستظلّ الإجابة مبهَمةً هائمةً لوقتٍ غير محدود، ينتهي باختمار هذا التغيّر واكتماله، وعندها فقط يمكن للقارئ أن يتعرّف على ما جرى.
يحذّر عبد الكبير الخطيبي في مقدّمته على الكتاب، من الورطة الماكرة التي يجيدُها كيليطو مع قارئه دائمًا، إنه يستدرجه إلى مخاطرةٍ أبديّة يظلّ فيها القارئ بمنزلة الطالب حبيس رؤية أستاذه.
على كلٍ، الكتابُ، شيّقٌ، ينطلقُ من وعيٍ ثقافيٍ بالنتاجِ الأدبيّ العربيّ وملابساته، وبالنتاج الأدبيّ الغربيّ ومفارقاته، يخاطب التكوين الثقافيّ للقارئ بطريقةٍ غير مباشرة، ويتدرّج معه ويستدرجه عبر انتقالاتٍ تحليلية "بنيوية" استخلاصيّة، لحقيقة مفهوم النصّ والأدب والثقافة، وأسُس الممارسة السردية وممكناتها في العالَم العربيّ الكلاسيكي، والعالَم الغربيّ الكلاسيكيّ والمعاصِر، دون الوقوع في فخّ إضفاء المركزيّة على أحدهما دون الآخَر.
يبدو أنني سأبدأ في تتبّع باقي منتَج كيليطو التحليلي بنفس التقدير والحذر والشغف.
Profile Image for Ahmed Nasr أحمد نصر.
87 reviews15 followers
August 4, 2020
إنه يكتب الأدب فى صورة النقد الأدبى، وهذا وحده كفيل بأن يكون كتاب مفيد وممتع فى الوقت نفسه. لكن أفضل ما فى النص هو محاولته جمع شتات مفهوم الغرابة فى اللغة. بإختصار وحسب ما فهمت فهو يقول بأن المتعة اللغوية التى نحصل عليها من الأدب هى قرينة الغرابة، والغرابة قرينة المجاز والإستعارات التى تخلق الغرابة فى نفوسنا، ومن هنا تأتى متعة النص الأدبى. تلك هى الغرابة نفسها التى نشعر بها حين نسافر بلدًا جديدًا او نرى من الأشياء(حكايات السندباد) ما استجد على عقولنا. على نفس المنوال صنعة الحكاء هدفها الأساسى إزالة الغربة (شهرزاد تحكى لشهريار).من لحظة الغرابة تلك تأتى المتعة اللغوية و صنعة الأدب.

كتاب ذكى ومتقن عز نظيره.
Profile Image for ريما إبراهيم.
72 reviews7 followers
January 28, 2025
كما هي عادة كيليطو، يستحيل أن يجزم أحد بما يقصده على وجه اليقين؛ فيغوص كل قارئ بمعنى مختلف. لكن يستحيل أيضًا أن يقرأ له قارئ بعقل يقظ وروح ناقدة دون أن يذهله ما يجده بين السطور.

فكرة الاحتفاظ بدفتر تدوين الافكار والمعلومات أثناء القراءة ترافقني منذ زمن، خاصة مع الكتب التي تتجاوز 400 صفحة وتكون من عُمق البحوث، لكنها ظلت فكرة مؤجلة. الغريب أنني وجدت نفسي أطبقها أخيرًا مع كتاب لم يتعدَّ 150 صفحة، لكنه بما يحويه من أفكار جعل العقل عاجزًا عن البقاء ساكنًا.
Profile Image for Gnawi Ahmed.
196 reviews21 followers
May 3, 2020
ما الدوافع التي تؤدي بنا إلى اختيار نصوص معينة وإلى دراستها على أساس أنّها نصوص أدبية؟
كيف السبيل إلى مغادرة التعريف النمطي التقليدي الذي يُخبر أن ( "الأدب هو الأدب ")؟.
سؤالين يطرحهما الأستاذ عبد الفتاح كيليطو في مطلع كتابه الأدب والغرابة دراسات بنيوية في الأدب العربي يريد بهما توضيح القرار الضمني الذي يجعلنا نَصف نص ما بأنه نص أدبي.
إلا أننا وعندما نحاول الجواب والسير في طريق التوضيح يضيف كيليطو نصطدم بسؤال النص، إذ وقُبيل الحديث عن الأدب وجَب توجيه الجهد لتعريف النص، فما معنى النص؟
أول ما نلاحظ وحسب الكاتب عبد الفتاح كيليطو أن كلاما ما لا يصير نصا إلا داخل ثقافة معينة. بحيث تتطلب عملية تحديد النص إحترام وجهة نظر المنتمين إلى ثقافة خاصة، لأن الكلام الذي تعتبره ثقافة ما نصا قد لا يُعتبر نصا من طرف ثقافة أخرى. وبقبول هذه الفكرة وجب رسم الجدول التالي:
ثقافة # لاثقافة
نظام # لا نظام
نص # لا نص
وهنا تجدر الإشارة إلى أننا عندما نتكلم عن النص فإننا نفترض عادة وجود اللانّص ، وانطلاقاً من هذا وجب توضيح الفرق بين النص وضده أو اللانّص. فمثلاً هل نعتبر المكالمات الهاتفية نصاً؟ هل يمكن اعتبار الحوار اليومي نصاً؟ قد يقال بأن النص هو ماهو مكتوب. لكن هل نعتبر الإعلانات المكتوبة على واجهات المتاجر نصاً؟
في تعريفه للنص يشير الأستاذ عبد الفتاح كيليطو إلى الثقافة المعنية التي ترفع جملة ما أو مجموعة من الجمل إلى مرتبة النص وضخها بمدلول ثقافي إلى جانب المدلول اللغوي، ورَبط كيليطو كل هذا بالتعليم مشيراً إلى أن هذا الأخير هو الذي يُحقق الهدف الذي يرمي اليه النص وهذا الهدف هو التكرار والإجترار.
بعد هذا التوضيح لكلمة نص، يعود عبد الفتاح كيليطو لينظر في كلمة أدب التي لا نكاد نستعملها بالمدلول الذي كان لها في الثقافة الكلاسيكية، وإنما نستعملها بمدلول كلمة "Littérature" التي لا تعني أدب والملاحظ أننا عندما نكتب تاريخ الأدب العربي إنطلاقا من مدلول كلمة "Littératture" أي أننا نسقط التصورات المعاصرة على ما أُلف في القرون السالفة بحيث أن المفهوم الذي تؤديه الكلمة حديث الميلاد ولا يتعدى القرنين من الزمن.
بعد كل هذا يتساءل كيليطو: هل يوجد تعريف بنيوي للنص الأدبي، وأي تعريف يعتمد على بنية النص الأدبي؟
وكجواب يخبرنا عبد الفتاح عن وجود عدة تعريفات لكنها لا تشمل إلا قسماً واحداً من الأدب وتبقى عاجزة عن الإحاطة بأقسام أخرى. وكمثال حَصرنا الكاتب بين تعريفين شائعين حسب قوله. تعريف أول يرى في النص الأدبي إحالة على عالم أشياء وشخصيات وأحداث خيالية وهذا ينطبق على المسرحية والرواية، وتعريف ثانٍ ينطلق من الوظيفة الشعرية كما حددها [١]ياكوبسون الذي يرى أن النص الأدبي يتميز بتقييم الإمكانيات اللغوية بحيث أن وظائف الكلام الأخرى تكاد تنمحي لتترك المجال لنظام من العلاقات الدقيقة بين عناصر النص تتجلى مثلاً في القافية والوزن و [٢]الجناس و[٣]الطباق.

إن كل نوع أدبي يفتح أفق انتظار خاصاً به. يقول عبد الفتاح كيليطو في كتابه الأدب والغرابة. والنوع حسب الكاتب نفسه يتكون عندما تشترك مجموعة من النصوص في إبراز العناصر نفسها.
ويضيف: هناك عناصر أساسية وأخرى ثانوية. وإذا لم يحترم النص العناصر الثانوية، فإن انتماءه إلى النوع لا يتضرر. أما إذا لم يحترم العناصر الأساسية "المسيطرة" فإنه يخرج من دائرة النوع ويندرج تحت نوع آخر، أو في الحالات القصوى يؤسّس لنوع جديد.
وعندما نتحدث عن نوع من الأنواع الأدبية فإننا لا محالة نستند بصفة صريحة أو ضمنية إلى نظرية في الأنواع. بحيث أن خصائص نوع لا تبرز إلا بتعارضها مع خصائص أنواع أخرى. وتعريف النوع يقترب من تعريف العلامة اللغوية عند [١]سُوسير: النوع يتحدّد قبل كل شيء بما ليس وارداً في الأنواع الأخرى.
ويقترح عبد الفتاح كيليطو تصنيفاً يعتمد على تحليل لعلاقة المتكلم بالخطاب ويعنى على الخصوص بمسألة إسناد الخطاب وبما يترتب عن الإسناد من أنماط خطابية التي لا تتعدى من وجهة النظر هذه أربعة أنماط:
١ المتكلم يتحدث باسمه: الرسائل، الخطب، العديد من الأنواع ا��شعرية التقليدية
٢ المتكلم يروي لغيره: الحديث، كتب الأخبار....
٣ المتكلم ينسب لنفسه خطابا لغيره.
٤ المتكلم ينسب لغيره خطابا يكون هو مُنشئه
ولتبسيط الأنماط الأربعة قزّم صاحب كتاب الأدب والغرابة تصنيفاته من أربعة إلى إثنين
١ الخطاب الشخصي
٢ الخطاب المروي.
بعد توضيحه لكلمة أدب، نص، وتصنيفه للأنواع، يعرج بنا عبد الفتاح كيليطو إلى قواعد السرد، التي يبدو الكلام عنها غريباً كونه يذكرنا بمرحلة ثقافية سالفة كان الناقد إبّانها يلعب دور الموجّه فيعرض للكاتب النماذج التي يجب اتباعها تحت ضغط أكتب حسب مشيئتي وإلّا قطعت يدك.
لكن الكاتب لا يعني هذا البتّة، بل ويتعدى ذلك إلى إمكانية التمرّد على القواعد شريطة عدم نفيها خصوصا تلك الثابتة منها.
وفي هذا الصّدد يخبرنا الأستاذ والكاتب كيليطو فيقول: إذا سلّمنا بأن السرد كالسياسة والصدفة ، لعبة، فإنه يحب علينا أن نبحث عن القواعد التي يخضع لها. ذلك أن اللاعب والمتفرج يعرفان قواعد اللعبة بصور جلية وصريحة، بينما يكاد القائم بالسرد والقارئ يجهلان قواعد السرد أو لا يعرفانها إلا بصفة ضمنية غامضة لا تتعدى مرحلة الإحساس المبهم. وفرق بين أن تحس بوجود قاعدة وبين أن تعلن عنها بكيفية واضحة.
لم يقف أستاذنا كيليطو عند هذا الحدّ في كتابه الأدب والغرابة، بل إمتطى صهوة التراث العربي، ليقتفي أثر الأدب الكلاسيكي،فسافر رفقة السندباد البحري تارة، ورفقة الزمخشري والحريري تارة أخرى، وهدفه من هذا تِبيان مفاهيم أدبية عِدّة وتحليل بنية النحو والمقامة.

الأدب والغرابة دراسات بنيوية في الأدب العربي، كتاب وإن خُطّ بأسلوب أستاذي محض، يظل مرجعا لا يمكن الإستغناء عنه.
Profile Image for سلمان الحربيّ.
75 reviews
May 26, 2023
كشخص غير متخصص في نقد الأدب، ولا يفقه كثيرًا المعاني خلف عبارات مثل البنيوية، التفكيكية، التداوليِّة، وجدت في هذا الكتاب متعة، بالأخص في الفصل الثاني حيث تطرق لنماذج من كلاسيكيات الادب العربي، كالحريري، والزمخشري، وملحة الاعراب، ليختم بالسندباد، هل يحاول كليطو أن يقول بأنَّ حاجة إلى الأدب بإعتباره اغتراب في ما هو مألوف (البخلاء للجاحظ حيث يتحدث البخلاء عن الكرم)، ضرورية وماسة، بل وجوهرية؟ حيث أن الأدب -كما يتضح من هذا الكتاب- يلزم من أراد الخروج منه الوقوع في براثينه كما نرى حين تاب الزمخشري، وكتب المقامات، حين خضع لحكم المقامة وجدَ نفسه يشير في توبته إلى النسيب، ليحذِّر منه؛ يؤكِّد كيليطو مستخدمًا العمدة لابن رشيق ومفكِّري الغرب أن هنالك محددات تجاوز الأديب تلحّ بالضغط على هذا الأخير بحيث يكتب على منوالها، فلا يستقيم لأدب جنسه بوليسي أن لا يدخل محدِّدات معينة، بل وحتى أن لا ينهيه على منوال معيِّن..الكتاب استبحار خفيف لطيف ماتع، فحتى لو لم تكن ضليع في موضوعه، حجم الكتاب يدفع بك إلى انهائه.
Profile Image for Mostafa.
221 reviews84 followers
December 2, 2024
بعد سنتين تقريبا أعود لنفس الكتاب بحماس، أقرأه بحذر خوفَ انتهاء الكتاب، وغياب صفحة تالية أذهب إليها.

مما كتبت في ملاحظاتي حول فصل قواعد السرد:

قواعد السرد
الحكاية مجموعةُ أحداثٍ تتوق إلى نهاية. ولسرد قواعد: الارتباط بين السابق واللاحق من الأحداث، وارتباطها بنوع الحكاية، ومراعاة أفق الاحتمال العُرفي.
والأخير يعني أن جزءًا من السرد منطقيّتُه للمخاطَب أو القارئ؛ بأن يدور وفقا لعُرف يعرفُه. ولكن ههنا نوعان من القرّاء: القارئ المعلوم وهو الحاضر في ذهن فاعل السرد، وهو من يجب مراعاته، وغير المعلوم، وهو من قبيل قراءتي للأدب الروسي في حقبة ستالين، أنا المولود في بغداد.

❞ وبعبارة أخرى فإن النهاية تتحكَّم في كلِّ ما يسبقها، وإن حُرِّيَّة القائم بالسرد لا تتجلَّى إلَّا في اختيار النهاية، إذ بمجرَّد هذا الاختيار يَفلِتُ الزِّمَام من يده، ويصبح أسير هذا الاختيار. ❝

وطالما أن الحكاية أحداثٌ تتوق إلى نهاية، يرى كيليطو القراءةَ نوعَيْن: قراءةٌ عادية، وقراءة عالمة. ما وراء هذه التسميات المبتكرة هو جهلُ وعِلمُ القارئ بالنهاية. فلما كان فاعلُ السرد مخيَّرا في تحديد النهاية، ومجبراً فيما يسبقها، كان البناء السردي عائدا من النهاية. والقراءة العادية تجهل هذه النهاية، فتسير مع الأحداث بمشاركة وجدانية واهتمام عاطفي. إنها قراءةٌ تتوق إلى النهاية هي الأخرى. أما القراءة العالمة، فإنها مدركةٌ لتلك النهاية، فلا تسير مع الأحداث سيرا وجدانيا متأثّرا، وإنما تسير مع الساردِ نفسِه، واختياراتِه المقسورة. يشارك القارئُ شخصياتِ الحكاية في قراءته الأولى، بينما يشارك ساردَ الحكاية في الثانية. يعيشُ القارئ في القراءة العادية "فترة استلاب"، حيث يكون ضحيةَ التأرجح المستمر بين احتمالات السرد. أما العالمة فإنها قراءةٌ "تحت حكم منطق الضرورة". القراءة الأولى قراءة كَمّيّة -دالّة موجية-، والقراءة المكررة قراءة نيوتونية -حتمية-

إنني حينما أقرأ تحليلات كيليطو والتحليلات الأدبية عموما، لا أكاد أهتم بقيمتها المعرفية، وينصبّ كل احتمامي حول حلاوتها اللُغوية ووقعها. هل هذا تعريف جامع مانع للحكايات؟ لا يهمني. هل هذه قواعد مهمّة حقا أم أنها ثلاثةٌ من ألفٍ وهي آخرها في قائمة الأهمية؟ لا يهمني. يهمني الحلاوة في "الحكاية أحداث تتوق إلى النهاية". لا يهمني نقد الأدب بقدر ما تهمني رمسنته.



----
المراجعة القديمة: 26-12-2022

بينما أعجبني الأسلوب الحواري والاستفهامي خلال الكتاب في "لن تتكلم لغتي"، إلا أنني وجدت وعورة فيه ههنا. أظنني معتادا/متوقعا نصًا مباشرا أكثر في أسلوبه. ثمّة فقرات خرجت منها بخمس كلمات مفيدة تطلعني على تحليل ما للنص، بينما فقرات وفقرات أخرى تمر رأيتها حشوًا وكل ما في ذهني خلال قراءتها: أيوة، أيش الفكرة إلي حاب توصلها؟

هذا أول نقد أدبي عربي أقرأها، فقد يكون هذا الأسلوب المتعارف عليه وأنا الغريب.
Profile Image for Mariam .
54 reviews7 followers
Read
September 2, 2025
اكاديمي أكتر من اللازم. لكن أكيد هرجع له لاحقًا
Profile Image for Rania كتب رانية  Aboulaich.
66 reviews17 followers
October 20, 2017
يحمل هذا الكتاب في طياته مجموعة دراسات فيما يسمى النقد الأدبي وهذا الكتاب يعد نقد ادبي جديد. يحلل هذا الكتاب النص الادبي ومقارنة الكاتب بين النص والانص وابراز الفرق بينهما،  فالنص له مدلول ثقافي وهو لا يدون فقط بل يحرص على تعليمه،  وكذا يحلل الكاتب كلمة ادب وباننا لم نعد نستعملها بمدلولها الرئيسي وكذا بان هناك فرق بين كلمة ادب و كلمة littérature,  فعندما نكتب تاريخ الادب العربي انطلاقا  من التصورات المعاصرة فاننا نسقط في الخطأ.
وكذا يتطرق الكاتب الى القواعد السردية لان الكلام عنها يذكرنا بتلك المرحلة القديمة عندما كان الناقد يلعب دور الموجه.

كما يتحدث الكاتب حول البلاغة اليونانية التي تبلورت في جو 9 كان المقصود منها التحكم في الخطاب.كما يقارن كيليطو بين البلاغة في الامس وبين البلاغة في اليوم .
Displaying 1 - 30 of 53 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.