MAGUED INSAN’s Reviews > رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ > Status Update

الفن كمنطق الطبيعة هو الصراع والحركة والصيرورة. أما التسطيح فيفضي إلي الركود والجمود والثبات والسكونية. وحين يخلو النموذج من تناقض فإنه يفقد حيويته وسخونته ويصبح شيئا ميتا باردا كالثلج يفشل في أن يقنعك أو يؤثر فيك أو يجذبك إلي مشاركته.

مأساة أسرة برجوازية يخنقها إطار إقطاعي.
وفي هذه الاسرة نري ملامح المجتمع الكبير .. والقوي المصطرعه داخله.. ونري مقدمات المجتمع الجديد الذي سيخلف المجتمع الإقطاعي.. وهي مقدمات تبدأ صغيرة وغريرة عذبة حائرة مثل كمال عبد الجواد.. أو حزينة حالمة رومانسية مثل فهمي عبد الجواد.

أن - نجيب وبلزاك - يتفقان في أنهما لا يبدآن بتطوير أحداث الرواية إلا بعد أن يفرغا من تقديم الشخوص وتحديد أطرها وأجوائها.. وتفقان كذالك في التركيز علي النمط الأنساني لا علي العقدة والاحداث.. وفي الأعتماد علي التحليل النفسي والنقد الاجتماعي دون صراخ أو عنف أو ميلودرامية.

أما المسار الروائي فمقسم إلى مجموعة من اللوحات.. كل لوحة عبارة عن لحظة زمنية في حالة حضور.. أو لحظاتان متكاملتان أو أكثر من لحظتين.. وكل لحظة تتضمن تاريخها في داخلها. ثم هي لحظة نموذجية لشخصية واحدة وإما لعدد من الشخوص.

هذا هو الخط العريض : شخوص نموذجية تعيش مشكلة نموذجية. الشخوص تلخص الملاييين، والمشكلة تلخص الواقع في فترة تاريخية معينة.