(?)
Quotes are added by the Goodreads community and are not verified by Goodreads. (Learn more)
حسين فوزي

“حين اعتنق المصريون فى غالبيتهم الإسلام لم يحتفظوا لا بلغتهم القبطية ولا حتى بجنسهم تمام الإحتفاظ، فيما عدا القلة التى تمسكت بالمسيحية وجاهدت فى الإبقاء على لغتها حية حتى قرون متأخرة. ولكن هذه اللغة انتهت بعد القرن السادس عشر أو السابع عشر، إلى أن تكون لغة الطقوس الكنسية فحسب، بل آلت إلى أن تكتب بحروف عربية، ويتعلمها من يحرص على تعلمها فى كتب مؤلفة بالعربية.
أما المصريون المسلمون فقد اختلطوا بالعرب وبغير العرب من المسلمين الذين توافدوا على مصر فى مختلف العصور واستقروا بها.
مع أن الباحثين فى علم الأجناس يرون أن الشعب المصرى لم يتأثر فى غالبيته بذلك الاختلاط. وبرغم ما يقوله وهو على صواب - المؤرخ إرمان- من "أن الشعب الذى سكن مصر القديمة يعيش حتى الآن فى السكان الحاليين لهذه البلاد"، فإن الحقيقة الواقعة، وما نراه من إحساس المصريين بعروبتهم، تدل على تام بين مصر الإسلامية وما سبقها. فالمصرى المسلم ينظر إلى الإسلام كأساس لحضارته؛ ويعتبر العصور السابقة على الإسلام كأنها تاريخ شعب آخر انتهى أمره. والمصرى غير المسلم يعتبر اللغة العربية وما تحمله من ثقافة كأساس لحضارته. وإذا أردنا تقسيماً أدق، فإننا نرى المصريين عن بكرة أبيهم أحد اثنين : إما مسلم حس إحساساً شديداً بالجامعة الإسلامية، بحكم اقتصار دراسته وفهمه على التاريخ الإسلامى، والدور الذى أداه الإسلام الحضارة، وإما مسلم أو مسيحى يشعر بجامعة اللغة والتراث الحضارى، وهى التى تجمع شمله بالشعوب التى تتكلم اللغة العربية.”

حسين فوزي, سندباد مصري: جولة في رحاب التاريخ
Read more quotes from حسين فوزي


Share this quote:
Share on Twitter

Friends Who Liked This Quote

To see what your friends thought of this quote, please sign up!

1 like
All Members Who Liked This Quote



This Quote Is From


Browse By Tag