(?)
Quotes are added by the Goodreads community and are not verified by Goodreads. (Learn more)
مصطفى صادق الرافعي

“ولعمري ما الذي يجعل المرء جبانًا في لقاء الحوادث حتى يخاف الحياة فيعوذ بالموت، ويضرب ما أقبل من دنياه بالذي هو مُدبِر، أو يخشى الموت فيتعذب بالحياة ما أدبر منها وما أقبل؟ أما إن ذلك ليس من فقر ولا غنى، ولكنه حرص على الحياة يخالط بعض الأنفس ويستمكن منها حالة بعد حالة، فإذا هو قد انقلب في آخِرة الأمر خوفًا من الموت، ثم لا يزال يحور وينمِي وهو في ذلك يخلع القلب من الإيمان الذي يربط عليه،١٣ واليقين الذي يُثبَّت به، حتى يبلغ بعد حين أن يكون خوفًا من الحياة نفسها، ومتى كان الحرص على الحياة قد صار خوفًا من الموت، ورجع الخوف من الموت مع ذلك البلاء خوفًا من الحياة؛ فهذه — أصلحك الله — حالةٌ من الجنون تستلب العقل، وسواء مَن أصيب بها ومَن خولط في عقله، وليس معها لهؤلاء الضعفاء كما يشهدون على أنفسهم إلا موت الجبن الذي يسمى انتحارًا، أو حياة الجبن التي تسمى ذلًّا، ولخيرٌ للمرء أن يكون حمارًا من صنعة الله وتعرفه الحمير، من أن يكون حمارًا من صنعة نفسه وتنكره الناس!”

مصطفى صادق الرافعي, ‫كتاب المساكين‬
Read more quotes from مصطفى صادق الرافعي


Share this quote:
Share on Twitter

Friends Who Liked This Quote

To see what your friends thought of this quote, please sign up!

0 likes
All Members Who Liked This Quote

None yet!


This Quote Is From

‫كتاب المساكين‬ (Arabic Edition) ‫كتاب المساكين‬ by مصطفى صادق الرافعي
1,718 ratings, average rating, 282 reviews

Browse By Tag