“أنا من ترنم خياله بالإلهام النهم
وأنا من تدثر بشجن الارامل واليتم
أنا من قيل لي تنح، فعلوت القمم
أنا من صببت دمي ودمعي حبرا حتى سحم
أنا من رسم الأبراج والمدن من عدم
أنا من رتق ثوب الرواية من قدم
أنا من كتبت قصص تحلم بها ولا تنم
أنا من خلقت شخوص فتيان وصبايا من وهم
أنا من نطّق الهرة رفيف من رحم
أنا من توبت حزام ناسف في الحرم
أنا من حلق صقر وحيدا مع النجم
وأنا من انحدر يائسا ثم بات بالقمم
أنا من التحف بالمعطف الأزرق ودق الجرس حتى احتدم
أنا من عشق يمسقط وسجن في سرداب عتم
وهناك قبلتي صارت وجسدي من الهم انهدم
ويومي استحال ليلة دهماء بالكلم ختم
ويح قلبي وتبت يدي إن لم تعانق القلم
أنا الفتاة التي نزلت من السماء فعرفها عرب وعجم
وأنا ماجد المحقق العبقري الذي يقضي على من ظلم
وخارق القوى والفكر، الفتى نجم
وهاشم المغوار امام شبق خوف صنم
وأنا الناقوس بكل أطياف البشر عزم
وأنا صوت مريم، جاب الافاق ثم صاح و صرم
أنا ورقة جافة في نهر خصم
أنا العملاق في فكري وفي مجتمعي قزم”