“إن أي نظام تسلطي استغلالي يحتاج إلى تبرير، إلى أيدلوجيا تبريرية تضفي عليه الشرعية. والرجل في تسلطه واستغلاله للمرأة، وامتيازاته بالتالي لم يخرج عن هذه القاعدة. فاخترع النظريات والقوانين والأعراف والتعاليم، التي تقول بالطبيعة المميزة للمرأة وبأفضلية الرجل عليها، وكلها أيدلوجيات تتجاهل أن جميع هذه المميزات والأفضليات ما هي إلا نواتج النظم الإجتماعية البطريركية -الأبوية أ. س-، ما هي إلا مميزات وامتيازات مكتسبة، وإن الفرق البيولوجي بين الرجل والمرأة لا يتعدى تميز الوظيفة الأنثوية باحتضان الجنين والولادة، وإن الفرق العقلي لم يكن موجوداً في الأصل، ولم يكن الفرق الفيزيائي يتعدى الشكلي بين العضو الذكري والعضو الأنثوي. هذا الفرق الصغير هو الاساس الاصلي الحقيقي لعلاقات السيطرة والاستغلال بين الجنسين للنظام البطريركي بأكمله، هو في الحقيقة ليس أساساً بل "ذريعة": مثل الأيدلوجيا البطريركية كمثل النظريات العرقية التي تفرق بين البشر وتبرر اضطهاد واستغلال الانسان الأسود والأسمر... وما من أساس لها سوى اختلاف ألوان البشرة لدى البشر. ضمن هذه الاعتبارات يجب أن نفهم صورة المرأة، طبيعتها، وخصائصها في مجتمع ألف ليلة وليلة”