“مهما حدث ومهما كان ما نحن مقدمون عليه، فقد انقضت حياة بداخلي وستبدأ أخرى. أشياء كثيرة تتغير ببطء، في صمت وعماء تامَّين، فلا نعرف تلك الصيرورة السرية التي جعلتنا نكبر، تولد لحى في ذقوننا، نتفطر كٱبة، غير أن الحياة تهبنا من حين لٱخر تلك التحولات الصاخبة التي نرى فيها حياتنا، وهي تتصدع أمامنا ويتسع الشق. أرى المدينة الحزينة التي تجلدها ريح قاسية على غير العادة في بداية مارس، وأرى تلك اليد التي كانت ترعى التحولات البطيئة الصامتة، اليد التي أوصلتني للثلاتين من العمر، وأنبتت في وجهي لحية فوضوية دون انتباه، أراها الٱن تفصح عن نفسها فتفصل وتباعد وترتب لي حياة جديدة
أنا الشاهد الوحيد على زلزال يرج أرض حياتي ويحدث فيها شرخا كبيرا، ما انفك يتسع وأنا ضائع متردد، أراوح بين شقيه، ولا وقت لي للإختيار بين ما يميد تحتي ويبتعد عني ويلفه الماضي، وبين ما عليَّ نحوه وأثبت فيه رجلي لأنتسب إلى المستقبل”
―
عبد الكريم جويطي,
ثورة الأيام الأربعة