“ومن أجلِّ ما يذكر في هذا الباب وأعذبه ما ذكره الشطيبي في "أذكاره" قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الصفة رضي الله عنهم ومعه ابن عباس فوجدهم يناشدون الشعر فيما بينهم، فلما رأوه أمسكوا إجلالاً له صلى الله عليه وسلم، فلما استقر جالساً قال صلى الله عليه وسلم: هل فيكم من ينشدنا شيئاً من الشعر؟ قالوا: نعم يا رسول الله صلى الله عليك، ثم أنشأ بعضهم:
في كل صبح وكل إشراق تبكي جفوني بدمع مشتاق
قد لسعت حية الهوى كبدي فلا طبيب لهـا ولا راق
إلاّ الحبيب الذي شغفت به فعنده رؤيتي ودرياقـي
فتواجد صلى الله عليه وسلم حتى سقط رداؤه عن جسده فأعطاه أهل الصفة وكانوا أربعين رجلاً فقطعه عليهم أربعين قطعة صلى الله عليه وسلم".”
―
الحسن اليوسي,
المحاضرات في الأدب واللغة