“أخذ ينظر إلى النجوم يسامرها ويساهرها، قد أشرقت على نفسه شمس الحب فانتعشت ورفرفت بجناحيها في الفضاء الواسع، كانت فاطمة بالنسبة له الأفق الذي تشرق منه شمس سعادته فتنير ظلمة حياته، والنسيم البارد الذي يهبه الحياة، والزهرة البرية التي نبتت في تربته الظمأى، والمعراج الذي تعرج إليه نفسه المتعبة فترقى من الملأ الأدنى إلى الملأ الأعلى، لم يزل يفكر بهذه التصورات الشاعرية حتى انحدر برقع الليل وبدأت خيوط الفجر تشق سماء الكون، فلم يلحظ ظل شبح بشير أغا الذي سكن أسفل شجرة متربصاً، وكان قد وقف على كل ما جرى بين العشيقين بعيون تقدح شراً مستطيراً.”
―
رامي رأفت,
الياوران