ملتقى الفكر التقدمي discussion

هل نعيش في كون جوهره العبث واللا جدوى اي عدم الاتساق مع الوجود الانساني ربما لن استطيع التعبير عن هذا الشعور بلغتي لذلك سانقل لكم نص لاهم شخص تناول هذا الموضوع بالدراسة والبحث وحاول التعبير عنه بشكل رائع على الرغم من استحالة تأطيره باللغة الانسانية لقد شبه البير كامو الانسان في معاناته اللامجدية في هذا الوجود بسيزيف بطل الاسطورة الاغريقية التي تروي كيف عاقبته الالهة بان قضت عليه بان يقوم برفع الصخرة الى اعلى الجبل وكلما وصل الى القمة هبطت فيرفعها مرة اخرى وهكذا الى الابد وقد سمى كتابه الذي تناول به هذا الموضوع بهذا الاسم "اسطورة سيزيف"
اليكم احد النصوص التي عرض بها البير كامو هذه الحالة الانسانية بلغة اقل ما توصف به انها في غاية الروعة:
"فما هو اذن هذا الشعور الذي لا يوصف والذي يحرم الذهن من النوم الضروري للعيش؟ ان العالم الذي يمكن تفسيره حتى ولو بالاسباب الرديئة هو عالم مالوف .ولكن من الناحية الاخرى نجد ان الانسان يحس بالغربة في كون يتجرد فجأة من الاوهام والضوضاء ونفيه هذا هو بلا علاج ما دام قد حرم من ذكريات وطن مضيع او من امل ارض موعودة. وهذا الطلاق بين الانسان وحياته الممثل ومشهده هو بالضبط الشعور باللاجدوى."
هناك نصوص اخرى كثيرة في هذا الكتاب تصف هذا الشعور او هذه الحالة الوجودية الانسانية ولكن هذا اول ما وقعت عليه عندما اعدت استعراض بعض من اجزاء هذا الكتاب
هذا ما يعتقده كامو فماذا عنكم؟؟؟

لا تستغرب أخي غريب أن أسأل ...
هل القضية المطروحة من باب الترف الفكري .. أم حقيقة هناك إمكانية لاثباتها في نظرك ...؟

اتابع مناقشاتك ومواضيعك ... ويعجبني ذاك الفكر المرن وتلك الثقافة الراقية التي تتمتع بها ...
لذا أستغرب هذا السؤال ..حقيقة

لا يعني تناول هذا الموضوع من قبل مفكر ما بالغ ما بلغ او حتى حقبة تاريخية بمفكريها قابلية مثل هذه القضية للطرح .. لربما بحكم النشأة والمكان حجب عن المفكر ما وصل لنا حتى وإن لم نكن بقدر سويته الفكرية

ببساطة شديدة .. إن كان هذا الوجود الذي نحن فيه عبث .. فالخوض في عبث وجوده هو منتهى العبث.

لذا فإما ان نؤمن ان لوجوده غاية وحكمة وقيمة، نقوم من خلالها بطرح وناقش الأفكار للوصول الى غاية وقيمة فيكون لعملنا قيمة

وإما ان نقول بالعبث ... وعندها من العبث مناقشة اي شيء

تقبل تحياتي

السؤال المطرح اقرب الى المجادله اكثر منه الى النقاش
يكفى اننا تعلم ان الله لم يوجِد شيئا عبثا

نعم الوجود عبث. لماذا؟ لانني مهما فعلت فانه لايهم..نحن
ننام نأكل نعمل نزور شخصا نمرض نتشافى ثم ماذا ؟؟
ماهو هذا الشيء المثري والمميز في كل فرد عن كل فرد اخر,,السنا كليشيه من بعضنا <اقصد كما آله طبع الجرائد كلنا نقوم بنفس الاشياء وعندنا نفس الاخبار ..
نعم هناك اناس مميزين مثل ليوناردو دافنشي "مثلا" والذي كان موسوعه متحركة.. ولكنى ما اراه حقق وجوده هذا الا بالقراءه..

حسنا ربما يكون للمعرفة وحدها شرف ان تضع ثقلها وتملأ الجوف وحيز الوجود..
وبغيرها اقصد بدونها لا شئ يستحق..
وكله عبث محض..

اتصور احياننا اننا كالفئران في تجربة ما ..وهناك من يراقبنا اي نعم ,
ولكن مالفائدة المرجوة من ذلك؟ ولم يحدث كل هذا؟؟

الحرية ايضا تعطي وزن للوجود وتحققه ولكننا لسنا احرار
مهما ادعينا ذلك,حتى في اكثر البلدان حرية او لنقل انفلات امني..

نحن محاصرون ونظن اننا احرار , كالماشية هناك من وضع لنا طريقا ومسارا ونحن نسير عليه..
نأكل ننام نعمل نصلي ,ونمارس الجنس ..هذا كل شئ..
هذا هو العبث بعينه ..

الوجود عبث , لان الفراغ قاتل . ولاننا نعاني من ازمة هوية
من نحن ؟ مجرد كؤوس تملؤها البيئة المجاورة بكل مافيها "الاهل المجتمع رجال الدين الاكاديميين "

كلنا "الغريب" في رواية البير كامو ..

اندروماخي wrote: "الوجود عبث , لان الفراغ قاتل . ولاننا نعاني من ازمة هوية
من نحن ؟ مجرد كؤوس تملؤها البيئة المجاورة بكل مافيها "الاهل المجتمع رجال الدين الاكاديميين "

كلنا "الغريب" في رواية البير كامو .."

صدقت الغربة او الاغتراب حالة وجودية انسانية بل هي ملازمة للوجود الانساني لا بد ان كل منا قد استشعرها في وقت من الاوقات
من هنا جاء اسمي المستعار

حسنا..سابدأ من حيث انتهت مروة.."المعرفه" ارسطو بيقول ان الانسان مركب من ماده فانية ووجود ازلي..الماده الفانية تتمثل ف الجانب الارضي المحب للتراب ورغبات و شهوات و نزعات النفس.والجانب الوجودي الازلي يتمثل ف وجود ما يهفو للخير والحق والجمال ..هذه هي الحياه حلبه صراع..بين ماده فانية ووجود ازلي يهفو لعالم اسماه افلاطون عالم المثل..الخير الحق الجمال.. و يضيف ارسطو أن التأمل العقلي أعظم فضيله ف الوجود وان ادراك غاية الكون ينبع من ادراكك لذاتك لنفسك..وده عشان يتحقق يجب اعمال العقل في ماهية الاشيا والذوات..واعمال النفس بممارسه الفضيله متمثله ف الحب والاحسان والانسانية

العبث هو أن تحكم بالعبث مع علمك بقصور عقلك عن ادراك ماهية الاشيا..فقط التأمل هو من يبث المعنى ف الحياه