في وقتِ الشدةِ والضَّنك ؛ أعطاهُ الشخصُ المسئولُ ألفَ جنيهٍ وقال له : " هذا المبلغ هو هِبتنا لك .. عِش منه وصرِّف به أمورك لمدة سنةٍ قادمة "
بعد سنة .. لاقاهُ الشخصُ المسئولُ وفوجئ به يمتلك سيارةً فاخرةً ، وقصراً منيفاً ، ومالاً وعِزاً .. انبهر في نفسه بعبقرية هذا الرجل الذي كان بائساً ، والذي استطاع بمهارته أن يدبر هذا كله بمائة بألف جنيهٍ لا غير .. ولما كلّمه في هذا الأمر قال :
" كنتُ مُعدماً بائساً .. وعندما أعطيتَني المبلغَ الحقيرَ كي أعيش منه لمدة سنة ؛ كرهتُك وأصابني الهم .. اعتقدتُ وقتها – اعتقاداً صحيحاً – أني لو ظللتُ أفكر في كيفية صرف هذا المبلغ اليسير بحكمة على مدار السنة ؛ ستكون النهاية في كل الأحوال واحدة : انتهاء المبلغ في أقل من ربع المدة مهما اقتصدتُ وكنتُ حكيماً . فأكون بذلك قد قضيت ربع المدة في إرهاق ذهني ، وباقي المدة في الموت جوعاً ببطء .. لذا قررتُ يوم أخذتُ المبلغ أن أصرفه في الحال فلا يكون أمامي أي خيار ، وأُجبرُ نفسي على التعامل مع حياتي القادمة كلص .. ولما فكرتُ – أنا الشخص السوي – على هذا النحو .. اسودّت الدنيا واكتأبتُ .. ولما اكتأبتُ يئستُ ، ولما يئستُ ذهبتُ إلى الحانة وصرفتُ نقودي في شرب الخمر .. والخمر قادني إلى أحضان عاهرة ، والعاهرة سلَّمَتني إلى الشيطان .. والشيطانُ كان كريماً معي – على عكسك – فسخَّرَ لي جنوده في الأرض .. وجنوده في الأرض هيّئوا لي سبل الجريمة .. وها أنا ذا أمامك كما ترى ! "
* * * *
أحمد صبري غباشي
من كتاب : حياتك الباقية (قصص) ، الصادر في 2011 عن دار المصري
بعد سنة .. لاقاهُ الشخصُ المسئولُ وفوجئ به يمتلك سيارةً فاخرةً ، وقصراً منيفاً ، ومالاً وعِزاً .. انبهر في نفسه بعبقرية هذا الرجل الذي كان بائساً ، والذي استطاع بمهارته أن يدبر هذا كله بمائة بألف جنيهٍ لا غير .. ولما كلّمه في هذا الأمر قال :
" كنتُ مُعدماً بائساً .. وعندما أعطيتَني المبلغَ الحقيرَ كي أعيش منه لمدة سنة ؛ كرهتُك وأصابني الهم .. اعتقدتُ وقتها – اعتقاداً صحيحاً – أني لو ظللتُ أفكر في كيفية صرف هذا المبلغ اليسير بحكمة على مدار السنة ؛ ستكون النهاية في كل الأحوال واحدة : انتهاء المبلغ في أقل من ربع المدة مهما اقتصدتُ وكنتُ حكيماً . فأكون بذلك قد قضيت ربع المدة في إرهاق ذهني ، وباقي المدة في الموت جوعاً ببطء .. لذا قررتُ يوم أخذتُ المبلغ أن أصرفه في الحال فلا يكون أمامي أي خيار ، وأُجبرُ نفسي على التعامل مع حياتي القادمة كلص .. ولما فكرتُ – أنا الشخص السوي – على هذا النحو .. اسودّت الدنيا واكتأبتُ .. ولما اكتأبتُ يئستُ ، ولما يئستُ ذهبتُ إلى الحانة وصرفتُ نقودي في شرب الخمر .. والخمر قادني إلى أحضان عاهرة ، والعاهرة سلَّمَتني إلى الشيطان .. والشيطانُ كان كريماً معي – على عكسك – فسخَّرَ لي جنوده في الأرض .. وجنوده في الأرض هيّئوا لي سبل الجريمة .. وها أنا ذا أمامك كما ترى ! "
* * * *
أحمد صبري غباشي
من كتاب : حياتك الباقية (قصص) ، الصادر في 2011 عن دار المصري
للتواصل :
https://www.facebook.com/a.s.ghobashy
إعلان الكتاب :
http://www.goodreads.com/videos/20208
http://www.goodreads.com/videos/20208