ملتقى الفكر التقدمي discussion
الملتقى الفلسفي
>
ماركس والماركسية في القرن الحادي والعشرين
date
newest »


فشل التجربة الماركسية كفشل مجموعة من التصورات القومية والاشتراكية والاسلامية والعلمانية وأول من يدوس عليها حاملوها وكل من يسعى لتطبيق أفكار معينة بحذافيرها يفاجئنا بترجمتها على ارض الواقع الى أضدادها
لماذا؟ لانه يتم التعامل مع الافكار كنماذج تامة وقواعد كلية جاهزة للتطبيق والنسخ في حين ان الافكار في جوهرها غير واقعيةبمعنى انها لا تتطابق مع الوقائع وبالتالي هي غير قابلة للتطبيق.
الافكار بنية"تنبني بقدر ماتبني" و تخضع للتحول والتحويل والخلق والابتكار وعن اي واقع نتكلم اذا كان مجال التطبيق يتعدى مايجري تصوره ويتجاوز التصنيفات والقوالب المتصورة. و لتصمد الافكار بهذا المعنى فهي تحتاج الى التطعيم والتلقيح بالمعطيات الاجتماعية والثقافية لبيئتها...
ومن جهة اخرى، اذا اردنا ان نخضع النظرية الماركسية للواقع التاريخي الحالي وتعديل التصور الأصلي فستتغير مفاهيمها على مستوى بنيتها المفاهيمية و على صعيد ممارستها السياسية، فإذن بنيتها النظرية ذاتها ستقوض...
بنظري التجربة الماركسية شهدت انحسارها ونفس سؤالك يفرض نفسه على الخطاب الاسلامي اليوم اكثر من ذي قبيل.
تقبل مروري الذي لا يجيب على تساؤلك
اهلا صديقتي
اوافقك تماما على ان الفكر الماركسي ليس منزها ومعصوما ولكن في نفس الوقت لا يمكن مقارنته بالفكر الديني او الفكر القومي ببعض اشكاله العنصرية فالماركسية فلسفة تجعل الانسان هو الاساس فهو من يقرر مصيره ويصعنعه عبر تاريخه.
الماركسية نشأت في مناخ ثوري حيث كانت الاضطرابات والثورات تجتاح اوروبا وكان صراع الافكار والايديولوجيات على اشده فكان لا بد للماركسية ان تتخذ صيغة ايديولوجية شمولية حتى تستطيع مواجهة القوى اليمينية وبقية الحركات اليسارية التي تنافسها مثل الفوضوية والاشتراكية الطوباوية وكان لا بد ماركس ان ينتقل من دور الفيلسوف النظري المنفتح الذي يتناول القضايا الفلسفية المجردة الى المفكر السياسي الذي يصوغ فلسفته على شكل فكر سياسي سوف يقود الاحركات الثورية في العالم فكما قال (لقد حاول الفلاسفة تفسير العالم بطرق مختلفة بينما المهم هو تغييره).
ثم استمر تسييس الفكر الماركسي وقولبته في قالب ايديولوجي شمولي مع انجلز الذي اصبح معلم اليسار العالمي بعد موت ماركس فقد فسر فكر ماركس ولخصه بطريقة ابعدته بشكل مستمر عن كونه فلسفة وكذلك فعل لينين مع استلامه الحكم.
ما اردت قوله باختصار هو ان الماركسية لظروف تاريخية معينة اتخذت شكلا ايديولوجيا شموليا بعيدا عن اصلها الفلسفي الانسانوي المتحرر وجوهرها الجدلي القائم على التطور المستمر.
...
تحياتي
اوافقك تماما على ان الفكر الماركسي ليس منزها ومعصوما ولكن في نفس الوقت لا يمكن مقارنته بالفكر الديني او الفكر القومي ببعض اشكاله العنصرية فالماركسية فلسفة تجعل الانسان هو الاساس فهو من يقرر مصيره ويصعنعه عبر تاريخه.
الماركسية نشأت في مناخ ثوري حيث كانت الاضطرابات والثورات تجتاح اوروبا وكان صراع الافكار والايديولوجيات على اشده فكان لا بد للماركسية ان تتخذ صيغة ايديولوجية شمولية حتى تستطيع مواجهة القوى اليمينية وبقية الحركات اليسارية التي تنافسها مثل الفوضوية والاشتراكية الطوباوية وكان لا بد ماركس ان ينتقل من دور الفيلسوف النظري المنفتح الذي يتناول القضايا الفلسفية المجردة الى المفكر السياسي الذي يصوغ فلسفته على شكل فكر سياسي سوف يقود الاحركات الثورية في العالم فكما قال (لقد حاول الفلاسفة تفسير العالم بطرق مختلفة بينما المهم هو تغييره).
ثم استمر تسييس الفكر الماركسي وقولبته في قالب ايديولوجي شمولي مع انجلز الذي اصبح معلم اليسار العالمي بعد موت ماركس فقد فسر فكر ماركس ولخصه بطريقة ابعدته بشكل مستمر عن كونه فلسفة وكذلك فعل لينين مع استلامه الحكم.
ما اردت قوله باختصار هو ان الماركسية لظروف تاريخية معينة اتخذت شكلا ايديولوجيا شموليا بعيدا عن اصلها الفلسفي الانسانوي المتحرر وجوهرها الجدلي القائم على التطور المستمر.
...
تحياتي

اجدني ابتعد اكثر فاكثر عن الاشتراكية ..
رغم اني اكره ان ينقلب العالم لمؤسساتيه كبيرة تعتقل رؤوس المال ..
الا يوجد حل ثالث ؟
صديقتي مجدلية اتمنى ان تراجعي نفسك.
ما ذكرتيه هو اكبر كذبة تستخدمها الرأسمالية لتبرير وجودهها الغير شرعي الذي تجاوزه التاريخ فالملكية الفردية نشأت في مراحل تاريخية معينة لها ظروف اقتصادية معينة فهي ليست شيء جوهري في الانسان وانما هي شيء عرضي تاريخي لم يكن موجودا اصلا وبالتالي فهو قابل للزوال كما انها تؤدي فعلا الى تغريب الانسان واستلابه من ذاته خاصة في المجتمعات الاستهلاكية الحديثة هذا عدا عن الاستغلال والظلم الذي ينتج عنها.
بصراحة لا ارى سببا للبتعاد عن الاشتراكية في الوقت الذي يوجد فيه الكثير من الاسباب للاستعانة بها خاصة في ظل الازمات الاقتصادية القاتلة التي تمر بها الرأسمالية العالمية، ربما تكون فكرتك مشوهة قليلا عن الاشتراكية.
ما ذكرتيه هو اكبر كذبة تستخدمها الرأسمالية لتبرير وجودهها الغير شرعي الذي تجاوزه التاريخ فالملكية الفردية نشأت في مراحل تاريخية معينة لها ظروف اقتصادية معينة فهي ليست شيء جوهري في الانسان وانما هي شيء عرضي تاريخي لم يكن موجودا اصلا وبالتالي فهو قابل للزوال كما انها تؤدي فعلا الى تغريب الانسان واستلابه من ذاته خاصة في المجتمعات الاستهلاكية الحديثة هذا عدا عن الاستغلال والظلم الذي ينتج عنها.
بصراحة لا ارى سببا للبتعاد عن الاشتراكية في الوقت الذي يوجد فيه الكثير من الاسباب للاستعانة بها خاصة في ظل الازمات الاقتصادية القاتلة التي تمر بها الرأسمالية العالمية، ربما تكون فكرتك مشوهة قليلا عن الاشتراكية.


السكك الحديدة في بريطانيا تم خصخصتها وهي الأسوأ في أوروبا حاليا مقارنة بنظيرتها في المانيا او فرنسا المدارة حكوميا.
الأمثلة الفردية لا تصنع قوانين.
اما "تقاعس موظفي الحكومة" فقد يعود ببساطة إلى عدم مكافاتهم بطريقة مرضية, و "حماس القطاع الخاص" ليس إلا خوفا من ضياع الوظيفة الغير محمية باي قوانين عمل منصفة.
وائل اهلا بك معنا
اوافقك تماما فالامثلة التي ذكرتها مجدلية لا توجب التعميم
.وان اردنا استحضار الامثلة على بشاعة الرأسمالية ولا عقلانيتها فنحتاج الى مجلدات لذلك
اريد ان اطرح عدة تساؤلات:
هل توفر العلاج والرعاية الصحية بمستوى عالي جدا لفئة قليلة من الناس بينما يوجد عدد كبير محرومين من ادنى مستويات الرعاية الصحية ويواجهون الموت هل هذا شيء عقلاني واخلاقي.
وكذلك بالنسبة للطعام والتعليم والمسكن والمواصلات المتوفرين لنسبة قليلة من الناس بمستوى رفاهية عالي بينما يوجد الكثيرين محرومين من كل ما ذكرنا بادنى حدوده التي تكفل لهم العيش بكرامة.
هناك ناس يعيشون في 3000 متر بينما يوجد اعداد هائلة من المشردين وسكان العشوائيات وهناك اعداد هائلة تستقل المواصلات في الوقت الذي يمتلك فيه بعض الناس العديد من السيارات الفارهة باثمان خيالية.هل هذا امر عقلاني او اخلاقي؟؟
لو وزعت المساكن بحيث يأخذ كل فرد حاجته فيسكن المتشرد في 300 متر ويسكن البرجوازي في مثلهم اليس ذلك اكثر اخلاقية وعقلانية وكذلك بالنبسبة لبقية الامور معظم مشاكل المجتمعات الحديثة ناتجة عن سوء توزيع الثروة وليس عن ندرة الموارد.في مصر مثلا سمعت ان هناك 7 ملايين شقة فارغة بينما يوجد 12 مليون فرد يعيشون في العشوائيات تفترسهم الامراض والجريمة.
ما فائدة تكوم الاموال والثروات مادام يستفيد منها عدد بمحدود من البشر بشكل ساذج وغبي بينما تعاني الاكثرية من الحرمان.؟؟؟؟
اوافقك تماما فالامثلة التي ذكرتها مجدلية لا توجب التعميم
.وان اردنا استحضار الامثلة على بشاعة الرأسمالية ولا عقلانيتها فنحتاج الى مجلدات لذلك
اريد ان اطرح عدة تساؤلات:
هل توفر العلاج والرعاية الصحية بمستوى عالي جدا لفئة قليلة من الناس بينما يوجد عدد كبير محرومين من ادنى مستويات الرعاية الصحية ويواجهون الموت هل هذا شيء عقلاني واخلاقي.
وكذلك بالنسبة للطعام والتعليم والمسكن والمواصلات المتوفرين لنسبة قليلة من الناس بمستوى رفاهية عالي بينما يوجد الكثيرين محرومين من كل ما ذكرنا بادنى حدوده التي تكفل لهم العيش بكرامة.
هناك ناس يعيشون في 3000 متر بينما يوجد اعداد هائلة من المشردين وسكان العشوائيات وهناك اعداد هائلة تستقل المواصلات في الوقت الذي يمتلك فيه بعض الناس العديد من السيارات الفارهة باثمان خيالية.هل هذا امر عقلاني او اخلاقي؟؟
لو وزعت المساكن بحيث يأخذ كل فرد حاجته فيسكن المتشرد في 300 متر ويسكن البرجوازي في مثلهم اليس ذلك اكثر اخلاقية وعقلانية وكذلك بالنبسبة لبقية الامور معظم مشاكل المجتمعات الحديثة ناتجة عن سوء توزيع الثروة وليس عن ندرة الموارد.في مصر مثلا سمعت ان هناك 7 ملايين شقة فارغة بينما يوجد 12 مليون فرد يعيشون في العشوائيات تفترسهم الامراض والجريمة.
ما فائدة تكوم الاموال والثروات مادام يستفيد منها عدد بمحدود من البشر بشكل ساذج وغبي بينما تعاني الاكثرية من الحرمان.؟؟؟؟
شهدت نهاية القرن العشرين زلزالا رهيبا هز العالم وهو انهيار المعسكر الشرقي فكان له تاثير كبير تمثل في تغير النظام العالمي وبروز نظام القطب الواحد وظهور الراسمالية كانها الطريق الوحيد الذي لا بد للبشرية من سلوكه (او كنهاية التاريخ).
لقد افلت شمس الماركسية ولم يعد لها ذلك الصدى المدوي فاصبحت هذه المدرسة الفكرية والفلسفية في نظر الكثير من المستفكرين والمتفلسفين جزاءا من الماضي انها ايديولوجيا-وهذا الوصف وحده يعتبر بالنسبة لهم سلبيا- سلطوية شمولية معادية للحرية.
ولكن في المقابل هناك الكثير من المفكرين والفلاسفة المرموقين ما زالوا مقتنعين باهمية هذه الفلسفة الغنية التي تمثل ارقى اشكال الفكر البشري وان بها عناصر هامة لا يمكن الاستغناء عنها عند النظر الى حاضر البشرية ومستقبلها.على الرغم من ذلك فقد اصبح من المستحيل استعادة الاشتراكية الماركسية بصيغتها اللينينية الستالينية فهذا الشكل من التطبيق المنبثق عن قراءة وتفسير معين للماركسية وهذا مرتبط بدوره بظروف تاريخية اقتصادية وسياسية معينة-وهي روسيا القيصرية ذات النظام الاقطاعي-اصبحت جزءا من الماضي وبالتالي فقد اصبحت هذه القراءات وهذا النظام المرتبط بها جزءا من الماضي وهذه هي النتيجة المنطقية التي يمكن التوصل اليها بسهولة عند النظر الى الوقائع بعين المادية التاريخية.
لا يمكن استثناء الفلسفة الماركسية ذاتها النقد الذي يتطلب وضعها في سياقها التاريخي,ولا بد من تحديد معالم المرحلة التاريخية الحالية وتحديد التغيرات والتطورات على مدى قرن ونصف منذ نشوء الفكر الماركسي الى الان.
حتى نستطيع الوصول الى المشكلة الاساسية لا بد لنا في البداية من تحديد الاخطاء القاتلة التي لازمت عملية قراءة وتاويل الماركسية من قبل من يمثلون الفكر الماركسي التقليدي كما لا بد من تحديد الاخطاء في نقل هذه النظرية الى واقع التطبيق العملي على شكل نظام سياسي اقتصادي.
ما هو توصيفكم للماركسية ودورها في عالمنا المعاصر وما هي اسباب انتكاس التجارب الماركسية في القرن الفائت؟