كتاب : نادماً خرج القط - قصص discussion

ليس حسدًا

(تقديم للمجموعة القصصية : نادماً خرج القط! )

بقلم : د. أحمد خالد توفيق

ليس من المعتاد أن يقدم كاتب قصصي مجموعة قصصية لكاتب قصصي آخر، وإنما الأقرب للعرف أن يقدمها ناقد أدبي، غير أنني أعتبر (أحمد صبري غباشي) بمثابة ابن لي لا أقدر على رفض طلب له. وهذا لا يعني قطعًا أن هذه (الأبوة) أثرت على رأيي في هذه المجموعة القصصية، فهناك أعمال أدبية لأبناء أعزاء آخرين، لكني لا أجد القدرة على استكمالها ولا يمكن أن تقنعني قوة على وجه الأرض بكتابة مقدمة لها. فقط أبتسم وأقول متظاهرًا بالحكمة: "دعنا نر العمل التالي لك .. ". لكني مع أحمد وجدت نفسي أنهي المجموعة بسرعة البرق ثم أعيد قراءتها مرتين. إخراج القصص وعناوينها احترافي للغاية حتى أنه بوسعك أن تنسى كاتبها وتشعر بأنك تقرأ مجموعة قصصية لأديب راسخ من الستينات. كل قصة تحوي مغامرة تجريبية ما حتى تشعر بأنه ينهي القصة وقد خارت قواه تمامًا. من السهل والممتع على المرء أن يكون قاسيًا وأن يتصيد الأخطاء على غرار (لماذا نادمًا خرج القط ، وليس خرج القط نادمًا ؟.. إن هذا تحذلق .. الخ).. لكن من الصعب أن تتجرد وأن تنظر لهذه المجموعة كما هي فعلاً: مجموعة من القصص الممتعة المهمومة بالبشر ولا يكف صاحبها عن التجريب.

أحمد صبري لا يخفي إعجابه الشديد بيوسف إدريس، وفي هذا أجد أنه وضع إعجابه في المكان الصحيح تمامًا. ومن الغريب أنني ما زلت مصرًا على أنه يشبه يوسف إدريس في شبابه فعلاً حتى على مستوى ملامح الوجه. هل تأثر به حتى صار يشبهه أم تأثر به لأنه يشبهه ؟.. لا أعرف حقًا.

إن هذا الأديب الشاب يلعب بعدة أوراق رابحة لا شك فيها: الورقة الأولى هي حبه الشديد للأدب والكلمة المكتوبة. هذا الحب أوشك أن يصير هاجسًا وقد أقلقني عليه في فترة من الفترات. تأمل عنوان المجموعة (نادمًا خرج القط).. هذه التركيبة اللغوية التي تضع الحال في بداية الكلام، مع الغموض المتعمد في المعنى. إنها تحمل تلك الرائحة التي لا توصف ولا يمكن التعبير عنها بكلمات والتي تجعل الأدب يختلف عن كلام الصحف والمحاورات اليومية. الورقة الثانية هي سنه الصغيرة جدًا والتي تثير ذهول كل من يقرأ عملاً من أعماله. إن في انتظاره رصيدًا هائلاً من الأعوام والخبرات والوجوه التي سيقابلها.. سوف يصطدم بكثيرين ويحب كثيرين، ويسافر لأماكن لم نرها ويقرأ كتبًا لم نسمع عنها. هذا يعني أن الحكم عليه لم يكتمل بعد. الورقة الثالثة هي كمية هائلة من الأدينوسين ثلاثي الفوسفات في خلاياه .. أي أنه يملك الكثير من الحماس والاندفاع والطاقة وهي طاقة قادرة على تحريك الجبال لو خرجت كاملة. يبدو أنني أردد مقاطع كاملة من قصيدة (حسد) للشاعر السوفييتي العظيم (إيفتوشنكو)، لكني أحاول أن أضعك في الصورة لا أكثر.

في هذه المجموعة يلعب أحمد على السلم الموسيقي من أوله إلى آخره .. هناك خواطر منتحر في (وداعًا) وهناك مصير الرجل المتحضر في مجتمع غوغائي بطبعه.. ذلك الرجل الذي سوف ينتظر إلى الأبد في قصة (متحضر).. هناك اللعبة العبثية السيزيفية في (مسرح كبير)، وهناك الرعب الميتافيزيقي الذي أثار رجفتي أنا نفسي في (نادمًا خرج القط)، وهناك الجو الأسطوري الملحمي في (زنوبيا)، وهناك القصة القصيرة المدرسية محكمة التكوين مثل (أبيع الملابس). بل إن هناك قصة بدأتها أنا على سبيل المسابقة هي (يوم خاص) وتركتها مفتوحة على سبيل التحدي الصعب الذي لا أعرف أنا نفسي كيف استكمله، لكنه استكملها لتكون قصة جيدة جدًا. عامة سوف نجد أن الحياة تثير حيرة أحمد ورعبه.. أبطاله غرباء متفردون يعانون وحدة قاتلة وسط مجتمع لا يمكن فهمه ولغز كوني مفجع.

برغم صغر سنه فإن قراءاته العديدة منحته عمق تجربة لا بأس به، ولسوف تتدخل السنون لتعميق هذه التجربة أكثر فأكثر. أقول هذا وأعرف أن اسمه سيسطع بقوة في الحياة الأدبية بعد أعوام. لم أطلق هذه النبوءة من قبل إلا مع اثنين هما أحمد العايدي – ونجاحه لا يحتاج إلى كلمات - وأحمد عبد المولى الذي اختفى تمامًا فلا أعرف أرضًا له، والذنب ذنبه طبعًا وليس ذنب نبوءتي !

أرجو أن يبرهن أحمد صبري بعد أعوام على أنني بعيد النظر، وأن يحفظ ماء وجهي أمام من يقرءون هذه السطور الآن، وهو قادر على ذلك بالتأكيد !



د. أحمد خالد توفيق

شهادة رائعة من الدكتور أحمد خالد توفيق

تثير شهية أي قاريء


ولكن أين تعليقات المشتركين في المجموعة؟

هل هدا مدخل في إتجاه واحد فقط؟

فعلا هى شهادة يحسد عليها احمد صبرى وحمستنى اكثر لقراءة هذه المجموعة وان كنت اعتز بانضمامى لهذا الجروب
واتمنى كل التوفيق للموهوب أحمد صبرى غباشى

شهاده رائعه من دكتور احمد توفيق بتدل على موهبه اكيد هايله زى احمد صبرى

ألف شكر لأمل ، وأحمد ورينان ..
أتمنى فعلاًأن يعجبكم الكتاب ، وفي انتظار آرائكم

وصلني الكتاب من مصر المحروسة منذ نحو ثلاثة أشهر وكنت أحسب الكاتب أكبر سناً وأعمق خبرة في الحياة حتى عرفت مؤخراً أنه شاب، فزاد إعجابي به، وأتمنى أن يستمر في الكتابة فلا يكل ولا يتعب. وآخر المطاف أعتقد أن أحمد كمبدع حقق نبؤة الشاعر الفاجومي "ما دامت مصر ولادة".

يا له من فخر عظيم أن يكون كاتبك المفضل هو من يقدم كتابك الأول. كم أنا معجبة بأحمد خالد توفيق وأنا متأكدة أنه لن يكتب مقدمة مشوقة كهذه على سبيل المجاملة لذا سأبذل جهدي للبحث عن كتاب نادماً خرج القط لأني أتوقع انه سيكون جيدا فعلا.

متشوقة لقراءة الكتاب في أقرب فرصة..اتمنى ان يكون متواجدا في مكتباتنا في السعودية..

سأبحث عن الكتاب واقرأه وأعود ...
سؤال هل أجده في جرير والعبيكان في الرياض ؟
وشكرا أستاذ أحمد لدعوتي :)

ماشاء الله تبارك الله
المقدمه رائعه للكاتب وللكتاب
ان شاء الله يكون موجود في مكتباتنا في السعوديه

الى الامام

وصلنى الكتاب منذ شهر من مصر ولم اكن متحمسة لقراءته لان سن احمد صبرى كان يقف حائلا بينى و بين البدء بالقراءة لكن بعد قراءته اعتذر بشدة لشكى فى عمق فكره و فلا هو شديد الشبه بين كتابات يوسف ادريس ومن الواضح ان الكاتب بدء فى القراءة فى سن صعيرة جدا اهلته لتقديم عمل بهذا العمق ورشاقة اللغة شكرا احمد وعذرا لتاخرى فى القراءة

إلى الأمام دائما أحمد صبري داليا شوقتني أكثر لقراءة كتابك..مشتاقة فعلا لقراءة كتابك ومتفائلة بجيلك جدا ..هو فعلا جيل أفضل من جيلنا ومصر دائما ولادة

المقدمة كانت دافعي لقراءة بقية الكتاب

ولم يخب ظني في جمال ما قرأته فيما بعد

لكن لدي نقطة صغيرةأحب أن أوردها هنا

وأرجو تقبلها بصدر رحب وهي خاصة بقصة (توتر)

القصة في مجملها مميز لكن عابها بعض الشيء

أختلاط الفصحى بالعامية في لغة الحوار

حاول أتخاذ أحد الجانبين أما الفصحي أو العامية وإذا

أخترت أي منهما أكمل بقية النص بتلك اللغة

أما بالنسبة للقصص التي أعجبتني أكثر من غيرها فهي

متعددة منها وداعاً ، المتحضر ،

( لا شك إنه يمزح )

بصراحة كانت رائعة خاصة إنك تناولت الجانبين

الشاب الذي لم يكن يتعدى الأمر بالنسبة إليه

سوى محاولة لمجاراة أصحابه والرجل الذي

كان يعاني بداخله ولم يكن الكف الذي ناله

سوى الضربة القاضية التي

دفعته لإنهاء مأساة حياته.

أما زنوبيا فهذه إبداع أخر لا أملك أمامها

سوى الإعجاب باللغة ، بالأسلوب الذي

شعرت بكونه مختلف عن أسلوب بقية القصص.

أما طلاق فهي صورت جانبين قضى كل منهما

على الآخر دون علم بسبب ذلك الكبرياء

الذي أصبح الجاني الأول على أكثر زيجات مجتمعنا العربي.

أما يوم خاص فأنت وفقت في مجاراة أسلوب أستاذ خالد توفيق

حتى القاريء لا يستطيع أن يدرك عند أي قطعة

وقف الأستاذ أحمد خالد وأكملت أنت بسبب تشابه الأسلوبين
.

إلى هنا إنتهي تعليقي ولا أملك سوى قول

أنت رائع أكمل إبداعك

وفقك الله

شهادة الدكتور احمد خالد توفيق لك ليس حسداً
ولكنى ارى الحسد فى كتابة الدكتور لهذه الشهادة نفسها :D

بالتوفيق

اين اجد الكتاب؟