ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين discussion


53 views
تغيير العادات

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by Maha (new) - added it

Maha أقتبس من الكتاب :

ولكن نفسية الإنسان معقدة التركيب دقيقة النسج كثيرة المنافذ والأبواب ،خفية التخلص والتنصل ، وإنها إذا زاغت أو اعوجت لا يؤثر فيها إصلاح عيب من عيوبها وتغيير عادة من عاداتها ، حتى يغير اتجاهها من الشر إلى الخير ومن الفساد إلى الصلاح ، وتقتلع جرثومة الفساد من النفس البشرية التي قد تنبت بفساد المجتمع واختلال التربية كما تنبت الحشائش الشيطانية في أرض كريمة ، وتحسم مادة الشر ويغرس فيها حب الخير والفضيلة ومخافة الله عز وجل .
وكل داء من أدواء المجتمع الإنساني وكل عيب من عيوب الجيل الحاضر يتطلب إصلاحه حياة كاملة ، ويستغرق عمر إنسان بطوله ، وقد يستغرق أعمار طائفة من المصلحين ولا يزول ، فإذا ذهب أحد يطارد الخمر في بلاد قد نشأت على حياة الترف والبذخ ودانت باللهو واللذة أعياه أمرها وحبطت جهوده ، لأن شرب الخمر ليس إلا نتيجة نفسية تعشق اللذة حتى في السم ، وتبتغي النشوة حتى في الإثم ، فلا تهجره بمجرد الدعاية والنشر والكتب الخطب وبيان مضاره الطبية ومفاسده الخلقية ، وبسن القوانين الشديدة والعقوبات الصارمة(134) لا تهجره إلا بتغيير نفس عميق ، وإذا أرغمت على تركه بغير هذا التغيير تسللت إلى غيره من أنواع الجريمة واستباحته بتغيير الأسماء والصور .

--------------------------------------------

(134) منعت حكومة أمريكا الخمر ، وطاردتها في بلادها واستعملت جميع وسائل المدينة الحاضرة كالمجلات والجرائد والمحاضرات والصور والسينما لتهجين شربها وبيان مضارها ومفاسدها ويقدرون ما أنفقته الدولة في الدعاية ضد الخمر بما يزيد على 60 مليون دولار ، وأن ما نشرته من الكتب والنشرات يشتمل على 10 بلايين صفحة ، وما تحملته في سبيل تنفيذ قانون التحريم في مدة أربعة عشر عاماً لا يقل عن 250 مليون جنيه ، وقد أعدم فيها 300 نفس ؛ وسجن 532335 نفس ، وبلغت الغرامات إلى 16 مليون جنيه ، وصادرت من الأملاك ما يبلغ 400 مليون وأربعة ملايين جنيه ، ولكن كل ذلك لم يزد الأمة الأمريكية إلا غراما بالخمر وعناداً في تعاطيها ، حتى اضطرت الحكومة سنة 1933 م إلى سحب القانون وإباحة الخمر في مملكتها إباحة مطلقة (( من كتاب تنقيحات للأستاذ أبي الاعلى المودودي ))

*********************************************

تعقيب بقلمي : مها سامي

فعلا .. العادات التي تتأصل في الإنسان تحتاج لتغيير نمط حياة .. إنها تضرب الأساس .. وإذا كان الأساس خاطئا هدم البنيان وأعيد بناؤه من جديد.

ولهذا مثلا ينصح خبراء التغذية ذوي الأوزان الثقيلة ممن يريدون أن يخفض من وزنهم بشكل جدي أن يغيروا نظام حياتهم (اختياراتهم في الطعام وكمياته ونشاطهم البدني وحالتهم النفسية).

إذا نستنتج : لا تعالج الأعراض بل انظر إلى المرض ككل وعالجه .. لا تعالج ميل البنيان بل انظر إلى الأساس فإن كان خاطئا أعد وضعه بشكل صحيح.


back to top