الأسود يليق بك
discussion
جريمة أحلام مستغانمي
date
newest »


لكن احلام قالت *سُلطة المال ، كما سلطة الحُكم ، لا تعرف الأمان العاطفيّ .
يحتاج صاحبها إلى أن يُفلس ليختبر قلوب من حوله . أن تنقلب عليه الأيّام ، ليستقيم حكمه على الناس .
من رواية " الأسود يليق بكِ "


تعمدت الكاتبة الخارجة من حد..."
هذه حقيقة ولكن العربي قديما قال :
تشبهوا ان لم تكونوا مثلهم
all discussions on this book
|
post a new topic
تعمدت الكاتبة الخارجة من حدود الفتنة إلى عمق الحكمة أن تؤصد أبواب قلوب نساء العرب أمام ملايين من الشباب غير القادر على تجاوز عقبات إقتصادية، و أخرى عقائدية تضع فكرة الحب كنوع من الفسق الموجود ، أو الرزق المفقود .
أتت بنت مستغانمي إلى كوكبنا من أجل غاية واحدة و هي ( هندرة الحب) ، و إعادة ( هندمته)، تعلمنا على يد حرفها كيف ننحني للعشق، و على أطراف قلبها كيف ننزلق نحو الحب، لكن ممارستها الأخيرة لم تجعل الأسود يليق ببطلة روايتها فحسب، بل حتى بالقلوب البيضاء غير الداخلة في تجربة، أو الحمراء الخارجة للتو بجرح و دمع
كانت جملة ( ليتني هو) أول ما جال في خاطري بعد قراءة الرواية، و هذه جريمة في حق من أعشق الآن، لأنني لم أك لها بذات الجنون، و جريمة بحق كل مترقبةٍ للعشق ، فليس بيننا من يعتقد إن لغة الوان الورد ليس لها علاقة بما نريد قوله، بل لمنع إلتباس ما نود قوله، دوماً يكون التباس الفهم حطب إشتعال مشروع حب
تفسر مستغانمي الخيانة بطريقتها ( إقبال رجل على امرأة دون شهوة ) ليس كما كنا نفهمه ( دون قلب) ، هنا تكون الخيانة أكثر إنتشاراً من معدلات البطالة في الوطن العربي، و هو مقياس مماثل لمعدلات بطالة الحب وفق معايير مستغانمي فكل فقراء روايتها أنتهوا إلى كسر في قلب، وفقد للحب، كانت جريمتها هنا أكثر وضوحاً لإنها سكبت السم في القدح بهدوء قاتل محترف ( المال الوافر على خطف كل قلب قادر)
يغيضيني في أحلام تربصها بالعشق ، و كأنه أحد أطراف فستان فاخر ، تلملمه بيدها قبل خروجها من حفلة صاخبة، كانت الحفلة تاريخها الروائي الكبير، صور متنوعة للعشق لغة و تطبيقاً، و بينما لا تزال الحفلة قابلة لمزيد من الصخب، تمد يدها و تسحب مكبس تيار الكهرباء، فليس لها من جريمة أكبر من تأطير صورة العاشق بمن يتكلم جيبه أكثر من قلبه، و ليس لها غفران إلا برواية لعاشق تقول له حبيبته - حتى و إن كانت ثرية - الفقر يليق بك
تندرج ( الأسود يليق بك) ضمن سياق أدبي يبني صوراً ذهنية تسكن العقل الباطن، و تؤسس إلى قناعات جديدة، بعضها يمنح حياتنا صعوبة ، الحديث هنا ليس عن الحب وحده، بل عن ثقافة التلقين المضاد لتبسيط الحب، و تحويله من كسرة خبز للقلوب الجوعاء إلى قطعة شوكلاته فاخرة تذوب فقط في أفواه الأثرياء، و كأن جيوش القبيلة، و التشدد الديني، غير كافيين للإجهاز على ذبيح يتألم بعنف منذ ثورة العرب ضد العثمانيين، و زادت جراحه مع ربيع عربي يدس فكر الأخوان في جلبابه،كفكر يوجد في أسمه اشتقاق أخر و هو وجوب أن يكون الرجال و النساء أزواج ، أو أخوان، مما يخفض العشق إلى منزلة زنا محارم
كان العشق في أمتنا شقيق الفروسية، مكارم الأخلاق، و ينابيع الشعر، جفاف العشق يصيب أوراق الشعر العربي و أغصانه بإصفرار باهت، تم إخراجنا قصراً من وراثة المتنبي، امرؤ القيس، كل مجانين الصحراء و صعاليكها، و كأن الحب مجرد ( سوفت وير) لا يوجد له تحديثات
تأتي جريمتها المجاورة بتلقين الرجل العربي أن الأنثى تستحق العشق فقط حينما تمتلك صفة نادرة ( تنام قطوة و تصحو لبوة )، و أن ( أجمل ما في امرأة شديدة الأنوثة هو نفحة الذكورة) ، تلك صفات لا تتوافر في بيئات ترتكز ثقافة تربية البنات فيها على تكسير ضلوع الروح و أغتيال الأحاسيس قبل نموها، هنا تمنح مستغانمي مزيداً من الخنق لإحتمالات العشق
فججت الدراما ، التركية منها تحديداً، فكرة العشق، و نقلته الى ضفاف الفجور، و قبلها تشاركت المنابر الخشبية و المنهجية بتحويله إلى درب نحو جهنم ، و بتنا شعوب لا زاد لأحشاء، و لا حب في الوعاء، ثم تأتي أحلام مستغانمي- ورغم يقيني أن شطر الحب في الأرض كان مخلوقاً من أجلها ، و الشطر الأخر لبقية نساء الأرض- و تغرس في قلب كل أنثى ثمار حب لا يستطيع سقايتها إلا ثري، ثم تطلب منا معشر الفقراء شراء روايتها حتى و إن كان بثمن وجبة العشاء، لكي تصفعنا بقوة ( و كأنه عز عليها أن يعشق رجل أنثى بعدها ) : ناموا جياع بطن و حب .
مقال : خالد الفاضلي ، تم نشره في صحيفة الحياة
جريمة احلام مستغانمي
http://alhayat.com/OpinionsDetails/47...
خالد الفاضلي #الحياة
@jeddah9000