ملاحظات حول تعريف الثقافة. ت. س. إليوت. ترجمة شكري عياد. صدر حديثا عن دار التنوير.
عنوان هذا الكتاب يشعرنا بأنَّ صاحبه يلزم جانب الحذر في عرض آرائه، أو على الأقل يتظاهر بذلك. فهو لا يعدنا بنظرية عن الثقافة توضح علاقاتها وعوامل نموها أو تدهورها، بل لا يعدنا بمجرد تعريف لها، وإنما هي ملاحظات «نحو» تعريف الثقافة. على أننا سندرك من مقدمة الكتاب أن هدف الكاتب أكبر مما يدل عليه العنوان. فهو يُصرِّح أن السؤال الذي تضعه هذه المقالة هو: «هل هناك شروطٌ ثابتةٌ إذا تخلَّفت فليس لنا أن نتوقع قيام ثقافة راقية؟» ومعنى ذلك أنَّه يقدم لنا ـ بالفعل ـ نظرية، إن لم تكشف لنا عن عوامل نمو الثقافة فهي تكشف ـ على الأقل ـ عن بعض أسباب تدهورها. ولكننا نلاحظ أنَّه يتجنب استعمال تعبير مثل «العوامل الثقافية» أو «القوى الثقافية» في صدد الحديث عن قيام ثقافة راقية، مفضلًا على هذين التعبيرين تعبيرًا آخر، وهو «الشروط الثابتة». والفرق بين هذه التعبيرات الثلاثة واضح: فـ «شروط» قيام شيء ما، لا تستتبع بالضرورة قيام هذا الشيء، وإن كان امتناعها يستتبع امتناعه، بعكس «القوى» و«العوامل» التي يتحتم أن يترتب عليها أثرٌ ما.
الكتاب متوفر بجناح دار التنوير بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بصالة 19، وبقاعة ألمانيا ب
ت. س. إليوت.
ترجمة شكري عياد.
صدر حديثا عن دار التنوير.
عنوان هذا الكتاب يشعرنا بأنَّ صاحبه يلزم جانب الحذر في عرض آرائه، أو على الأقل يتظاهر بذلك. فهو لا يعدنا بنظرية عن الثقافة توضح علاقاتها وعوامل نموها أو تدهورها، بل لا يعدنا بمجرد تعريف لها، وإنما هي ملاحظات «نحو» تعريف الثقافة. على أننا سندرك من مقدمة الكتاب أن هدف الكاتب أكبر مما يدل عليه العنوان. فهو يُصرِّح أن السؤال الذي تضعه هذه المقالة هو: «هل هناك شروطٌ ثابتةٌ إذا تخلَّفت فليس لنا أن نتوقع قيام ثقافة راقية؟» ومعنى ذلك أنَّه يقدم لنا ـ بالفعل ـ نظرية، إن لم تكشف لنا عن عوامل نمو الثقافة فهي تكشف ـ على الأقل ـ عن بعض أسباب تدهورها. ولكننا نلاحظ أنَّه يتجنب استعمال تعبير مثل «العوامل الثقافية» أو «القوى الثقافية» في صدد الحديث عن قيام ثقافة راقية، مفضلًا على هذين التعبيرين تعبيرًا آخر، وهو «الشروط الثابتة». والفرق بين هذه التعبيرات الثلاثة واضح: فـ «شروط» قيام شيء ما، لا تستتبع بالضرورة قيام هذا الشيء، وإن كان امتناعها يستتبع امتناعه، بعكس «القوى» و«العوامل» التي يتحتم أن يترتب عليها أثرٌ ما.
الكتاب متوفر بجناح دار التنوير بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بصالة 19، وبقاعة ألمانيا ب