مقطورة الشعراء discussion

32 views
(3) قصائد أعجبتني > رثاء أبو الحسن التهامي لابنه

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by Ahmad (new)

Ahmad Al-Rabeah (arabeah) | 1 comments يقول الشاعر : أبو الحسن التهامي وهو يرثي ابنه:

حكْمُ المنية في البرية جار =ماهذه الدنيا بدار قرار

بينا يُرَي الإنسانُ فيها مخبراً =حتى يُرَى خبراً من الأخبار

طُبِعت على كدَرٍ وأنت تريدها =صفواً من الأقذار والاكدار

ومكلّف الأيام ضد طباعها = مُتَطلِّب في الماء جذوة نار

واذا رجوت المستحيل فإنما = تَبْني الرَّجاءَ على شفير هار

فالعيش نوم والمنية يقظةٌ = والمرء بينهما خيَالٌ سار

فاقضوا مآربكم عجالا إنما = أعماركم سفرٌ من الأسفار

وتراكضوا خيل الشباب وبادروا = أن تُستَرد فإنهنّ عَوَار

فالدهر يخدع بالمنى ويغص إن = هنّا ويهدم ما بنى ببوار

ليس الزمان وان حَرَصت مسالماً =خُلُقُ الزمان عداوة الأحرار

إني وترت بصارم ذي رونق = أعددته لطلابة الأوتار

والنفس إن رضيت بذلك أو أبت = مُنقادةٌ بأزمة المقدار

أثني عليه بإثره ولو إنه = لم يغتبط أثنيت بالآثار

يا كوكباً ما كان أقصر عمره = وكذاك عمر كواكب الأسحار

وهلال أيام مضى لم يستدر = بدراً ولم يمهل لوقت سرار

عَجَل الخسوف عليه قبل أوانه = فمحاه قبل مظِنة الإبدار

واستُل من أترابه ولداته = كالمقلة استُلَّت من الأشفار

فكأن قلبي قبرُه وكأنه = في طيِّه سر من الأسرار

إن الكواكب في علو محلها = لتُرى صغارا وهي غير صغار

أبكيه ثم أقول معتذراً له = وفّقت حين تركت أَلَأَم دار

جاورت أعدائي وجاور ربه = شتان بين جواره وجواري

ثوب الرثاء يشف عما تحته = وإذا التحفت به فإنك عار

قصرت جفوني أم تباعد بينها = أم صورت عيني بلا أشفار

جفت الكرى حتى كأن غراره = عند اغتماض العين وخز غرار

أحيي الليالي التِّمِّ وهي تميتني = ويميتهن تبلج الأسحار

وتلهّب الأحشاء شيب مفرقي = هذا الضياء شواظ تلك النار

شاب القذال وكل غصن صائر = فينانه الأحوى إلى الإزهار

شيئان ينقشعان أول وهلة = ظل الشباب وخلة الأشرار

لا حبذا الشيب الوفيّ وحبذا = ظِلٌّ الشباب الخائن الغدار

نزداد هماً كلما ازددنا غِنى = والفقر كلُّ الفقر في الإكثار

ما زاد فوق الزاد خُلُف ضائعاً = في حادث أو وارث أو عار

ومن الرجال معالم ٌ ومجاهل = ومن النجوم غوامض ودراري

والناس مشتبهون في إيرادهم = وتفاضل الأقوام في الإصدار

لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا = وعمى البصائر من عمى الأبصار

هلا سعوا سعي الكرام فأدركوا = أو سلموا لمواقع الأقدار

ولربما اعتضد الحليم بجاهل = لاخير في يُمنى بغير يسار


back to top