همسات كاتب discussion
حكايات مُرعبة
>
حكايات جدي
date
newest »

حكايات جدي
الجزء الثاني
مرت بعض الأعوام حيث إحتفظت بإنطباعتي تلك وتخطي عمري العاشرة حيث ذهبت إلي قرية جدي لزيارة جدي وجدتي ولكن في تلك الزيارة أخبرتني جدتي أن جدي في المنزل المقابل وتعجبت لماذا يقضي معظم وقته في هذا المنزل القديم حيث كنا نسمع عنه الكثير من الحكايات عن أشباح تسكن ذلك البيت وأن من يملكون هذا البيت قد تركوه منذ فترة طويلة وتركوا مفاتيح هذا البيت مع الجد الذي أصبح يقضي معظم وقته داخل هذا المنزل فالكثير من أهلي كانوا يخشون أن يدخلوا هذا المنزل خوفاً من هذا المنزل والحكايات التي كانت تروي عنه.
بطبعي فأنا أشعر دائماً أن الفضول يقتلني والرغبة بداخلي تدفعني أن أكتشف وأري وأشاهد هذا المنزل من الداخل فجدتي أخبرتني أن هذا البيت يعود بنائة إلي أكثر من مائة عام وكان لشخص ذو مكانة في الماضي البعيد وهجره أولاده لكي يعيشوا في القاهرة بعد موت أبيهم.
وعندما سألت جدتي لماذا هذا المنزل تدور حولة كل تلك الحكايات؟!! ..... أخبرتني أن كان بالمنزل شجرة عنب قديمة كانت تظلل بأوراقها علي المنزل كله وعندما ماتت مات من كان يملك هذا البيت.
ولاتعلم جدتي الكثير عن موت مالك المنزل أو ماذا حدث بعد ذلك ولكنة أصبح مهجور بسبب تلك الشجرة الموجودة بداخل فناء هذا المنزل.
فالأساطير الشعبية تخبرنا أن المنزل عندما تنبت بداخله شجرة عنب وتزدهر ثم تموت يموت معها أحد قاطني المنزل أو يهجره أصحابه لأي سبب ما وهذا ماحدث في منزل مجاور لي في مدينتي فعندما ماتت الشجرة هجره من يسكنون به وأصبح الآن مهجور معظم الوقت.
قررت أن أعبر الطريق الذي يفصل منزل جدي عن هذا المنزل حيث وقفت أتأمل ذلك السور العالي الذي يحيط به مما يجعلك من الصعب أن تري ملامح المنزل الخارجية من خارج هذا السور وبعض أفرع شجرة العنب الجافة الممتدة فوق ذلك السور مثل أزرع ممتدة وقد ماتت منذ فترة طويلة حتي تلك البوابة الكبيرة الصدأة منذ فترة طويلة حيث لم يجدد أحد هذا المنزل منذ فترة طويلة.
عندما تخطيت تلك البوابة وجد أمامي ذلك الممر القديم حيث يعلوه تلك الألواح الخشبية التي كانت تحمل تلك الشجرة عندما كانت خضراء ويتدلي منها عناقيد العنب ولكنها الآن تحمل بقايا تلك الشجرة, فقط سيقان وفروع ممتدة كأنها مثل الأموات التي تستغيث من آلام الموت.
تقدمت أكثر داخل هذا الممر الذي يؤدي إلي مدخل هذا المنزل وجد أنه مكون من طابقين حيث الجدران الضخمة وقضبان الحديد التي تشبة قضبان السكة الحديد تحمل سقف المنزل وتلك الشرفات أيضاً وهذا يدل أن هذا المنزل يعود إلي أكثر من مائة وخمسون عاماً لأن هذة الطريقة في البناء كانت منتشرة في ذلك الوقت حيث أن معظم تلك البيوت قد بُنيت علي الطريقة الإنجليزية في البناء.
النوافذ في الدور الثاني كبيرة جداً حيث كانت مقسمة لجزء سفلي ثابت لايفتح وجزء أعلي متحرك ولكن تلك النوافذ أصبحت ألوانها مختفية ربما تشعرك أنها كان في يوم ما كانت باللون الأخضر في يوم ما وبعضها محطم وبعضها لم يكن مغلقاً.
كنت في الفناء أتلفت حولي وأنا في حالة من الفزع والجزع أحاول أن أستطنبت شيء ما, أنظر من حولي لكي أتلمس شيء ما من تاريخ وذكريات هذا المنزل لكي أري أو أشاهد ماكان يحدث في هذا المنزل.
كانت أول مرة في حياتي أستطيع أن أشعر بما يحدث من حولي في مكان ما
الجزء الثاني
مرت بعض الأعوام حيث إحتفظت بإنطباعتي تلك وتخطي عمري العاشرة حيث ذهبت إلي قرية جدي لزيارة جدي وجدتي ولكن في تلك الزيارة أخبرتني جدتي أن جدي في المنزل المقابل وتعجبت لماذا يقضي معظم وقته في هذا المنزل القديم حيث كنا نسمع عنه الكثير من الحكايات عن أشباح تسكن ذلك البيت وأن من يملكون هذا البيت قد تركوه منذ فترة طويلة وتركوا مفاتيح هذا البيت مع الجد الذي أصبح يقضي معظم وقته داخل هذا المنزل فالكثير من أهلي كانوا يخشون أن يدخلوا هذا المنزل خوفاً من هذا المنزل والحكايات التي كانت تروي عنه.
بطبعي فأنا أشعر دائماً أن الفضول يقتلني والرغبة بداخلي تدفعني أن أكتشف وأري وأشاهد هذا المنزل من الداخل فجدتي أخبرتني أن هذا البيت يعود بنائة إلي أكثر من مائة عام وكان لشخص ذو مكانة في الماضي البعيد وهجره أولاده لكي يعيشوا في القاهرة بعد موت أبيهم.
وعندما سألت جدتي لماذا هذا المنزل تدور حولة كل تلك الحكايات؟!! ..... أخبرتني أن كان بالمنزل شجرة عنب قديمة كانت تظلل بأوراقها علي المنزل كله وعندما ماتت مات من كان يملك هذا البيت.
ولاتعلم جدتي الكثير عن موت مالك المنزل أو ماذا حدث بعد ذلك ولكنة أصبح مهجور بسبب تلك الشجرة الموجودة بداخل فناء هذا المنزل.
فالأساطير الشعبية تخبرنا أن المنزل عندما تنبت بداخله شجرة عنب وتزدهر ثم تموت يموت معها أحد قاطني المنزل أو يهجره أصحابه لأي سبب ما وهذا ماحدث في منزل مجاور لي في مدينتي فعندما ماتت الشجرة هجره من يسكنون به وأصبح الآن مهجور معظم الوقت.
قررت أن أعبر الطريق الذي يفصل منزل جدي عن هذا المنزل حيث وقفت أتأمل ذلك السور العالي الذي يحيط به مما يجعلك من الصعب أن تري ملامح المنزل الخارجية من خارج هذا السور وبعض أفرع شجرة العنب الجافة الممتدة فوق ذلك السور مثل أزرع ممتدة وقد ماتت منذ فترة طويلة حتي تلك البوابة الكبيرة الصدأة منذ فترة طويلة حيث لم يجدد أحد هذا المنزل منذ فترة طويلة.
عندما تخطيت تلك البوابة وجد أمامي ذلك الممر القديم حيث يعلوه تلك الألواح الخشبية التي كانت تحمل تلك الشجرة عندما كانت خضراء ويتدلي منها عناقيد العنب ولكنها الآن تحمل بقايا تلك الشجرة, فقط سيقان وفروع ممتدة كأنها مثل الأموات التي تستغيث من آلام الموت.
تقدمت أكثر داخل هذا الممر الذي يؤدي إلي مدخل هذا المنزل وجد أنه مكون من طابقين حيث الجدران الضخمة وقضبان الحديد التي تشبة قضبان السكة الحديد تحمل سقف المنزل وتلك الشرفات أيضاً وهذا يدل أن هذا المنزل يعود إلي أكثر من مائة وخمسون عاماً لأن هذة الطريقة في البناء كانت منتشرة في ذلك الوقت حيث أن معظم تلك البيوت قد بُنيت علي الطريقة الإنجليزية في البناء.
النوافذ في الدور الثاني كبيرة جداً حيث كانت مقسمة لجزء سفلي ثابت لايفتح وجزء أعلي متحرك ولكن تلك النوافذ أصبحت ألوانها مختفية ربما تشعرك أنها كان في يوم ما كانت باللون الأخضر في يوم ما وبعضها محطم وبعضها لم يكن مغلقاً.
كنت في الفناء أتلفت حولي وأنا في حالة من الفزع والجزع أحاول أن أستطنبت شيء ما, أنظر من حولي لكي أتلمس شيء ما من تاريخ وذكريات هذا المنزل لكي أري أو أشاهد ماكان يحدث في هذا المنزل.
كانت أول مرة في حياتي أستطيع أن أشعر بما يحدث من حولي في مكان ما
حكايات جدي
الجزء الأخير
كنت في تلك اللحظة مثل الذي يتبع تلك الريشة التي تتطاير في الهواء كنت أحدق في كل إتجاه أتأمل كل شيء وأعود بالخلف مع كل الأشياء التي بقت مع هذا المنزل فشعرت أن هنالك شيء ما خلف تلك النوافذ ربما ينظر إلي ربما يشعر بما يحدث بداخلي حاولت أن أحدد ماذا أشعر به والذي يقبع خلف تلك النوافذ ولكنني لم أستطع.
كنت أسمع في أذني ضحكات أطفال تمر في ذلك الفناء أكاد أراهم بثيابهم البيضاء, تلك القمصان البيضاء الصيفية وتلك الشورتات القصيرة بلونها الرصاصي القاتم حيث كان هنالك أرجوحة في مكان ما ولكن الآن ليست موجودة ,فقط أشاهدهم ألمح أطيافهم وهم يركضون ويلهون ويضحكون خلف بعضهم البعض, هنالك طفل صغير لا يتعدي عٌمره الثامنة ووجهه الصغير بلونه الخمري وشعره القصير المٌجعد وأذنيه الصغيرتين أشعر أنه يتطلع إلي يراني يتعجب من وجودي في تلك البقعة كانه يتسائل كيف ولجت إلي منزلهم وصرت أقف هكذا أٌتابعهم ولا أحد يراني سوي هو, جزعت وشعرت بالخوف والفزع هل هم مٌجرد أطياف تسكن المكان أم أن الزمن قد جذبني من خلال بوتقة مُظلمة حالكة لكي أتجاوزها, في خضم ذلك أدركت أن هنالك صوت قادم من أعلي ينادي عليهم بصوت أنثوي لكي يصعدوا.
لم أستطع الشعور أو رؤية أكثر من هذا, ربما من حالة الجزع التي إنتابتني فجأة والشعوري بالزمن دون أدرك ذلك بالرغم من حالة الفضول التي إنتابتني لكي أتأمل تلك المرأة التي كان صوتها يأتي من الطابق العلوي ولكن لم أشاهد سوي الأطفال وهم يسرعون داخل المنزل وأنا خلفهم أُتابعهم عن كثب, قررت الدخول لكي أري جدي وأخبره أنني سوف أقضي بعض الوقت معه ومع جدتي .
البيت من الداخل لم يكن به شيء من الأثاث, فقط تلك الغرفة التي تقع علي يمين من يدخل المنزل فربما كانت مهيئة للإستقبال الضيوف في ما مضي والآن أصبحت مكان جدي المفضل حيث وجدت جدي يجلس علي تلك الكنبة أو الأريكة التي ينام عليها أيضاً أثناء القيلولة وأمامه طاولة وبعض الكتب القديمة في أحد الأركان وبعض الصور القديمة المعلقة علي الحائط حيث أنها صور قديمة جداً ولكني شاهد شيئاً ما غريب بالنسبة لي في صورة صغيرة معلقة في الركن القصي, ذلك الطفلين مع سيدة ترتدي تلك البيشة التي تغطي وجها.
فالواقع لم أهتم بجدي حيث كنت أنظر في تلك الحوائط العالية أشعر بأشياء تمر حولي, أكاد أري أثاث المنزل المٌتناثر في كل جانب وهذا الدولاب الزجاجي الشفاف وبعض الفضيات والصيني الذي كان مٌرتباً بشكل جيد بلونه البني الداكن, أري ضوء الشمس يسطع في المكان وأشعة الشمس التي تخترق المكان مقجسمة علي هيئة خطوط متوازية والطفل الصغير الذي يراني يقف ينظر إلي ثم يكمل مسيرته في اللعب مع أخيه, أشياء ربما يشعر بها جدي حيث نظرت إلية لأخبره بأنني أشعر بهم حولي فهم اكثر من شيء واحد, لم أستطع أن أصف له مابداخلي من إحساس بالمكان, أبتسم جدي لي ولم يتكلم كأنه لا يريد أن يتحدث معي عنهم بل يريد أن يعيش معهم, فقط من خلال تلك الصور المتناثرة علي تلك الحوائط حيث تركها من ترك هذا البيت لجدي, تلك الصور ذات الطابع القديم والذي بلاشك يعود إلي أوائل القرن الماضي من خلال طريقة التصوير والثياب.
تقدمت نحو داخل البيت حتي وجد ذلك الدرج الذي يؤدي إلي الطابق العلوي فقررت الصعود لأشاهد وأشعر بذكريات هذا المكان ولكنني عند منتصف الدرج لم أستطع وهربت من هذا المنزل مسرعاً حتي لا أكون أسيراً له مثل جدي.
الجزء الأخير
كنت في تلك اللحظة مثل الذي يتبع تلك الريشة التي تتطاير في الهواء كنت أحدق في كل إتجاه أتأمل كل شيء وأعود بالخلف مع كل الأشياء التي بقت مع هذا المنزل فشعرت أن هنالك شيء ما خلف تلك النوافذ ربما ينظر إلي ربما يشعر بما يحدث بداخلي حاولت أن أحدد ماذا أشعر به والذي يقبع خلف تلك النوافذ ولكنني لم أستطع.
كنت أسمع في أذني ضحكات أطفال تمر في ذلك الفناء أكاد أراهم بثيابهم البيضاء, تلك القمصان البيضاء الصيفية وتلك الشورتات القصيرة بلونها الرصاصي القاتم حيث كان هنالك أرجوحة في مكان ما ولكن الآن ليست موجودة ,فقط أشاهدهم ألمح أطيافهم وهم يركضون ويلهون ويضحكون خلف بعضهم البعض, هنالك طفل صغير لا يتعدي عٌمره الثامنة ووجهه الصغير بلونه الخمري وشعره القصير المٌجعد وأذنيه الصغيرتين أشعر أنه يتطلع إلي يراني يتعجب من وجودي في تلك البقعة كانه يتسائل كيف ولجت إلي منزلهم وصرت أقف هكذا أٌتابعهم ولا أحد يراني سوي هو, جزعت وشعرت بالخوف والفزع هل هم مٌجرد أطياف تسكن المكان أم أن الزمن قد جذبني من خلال بوتقة مُظلمة حالكة لكي أتجاوزها, في خضم ذلك أدركت أن هنالك صوت قادم من أعلي ينادي عليهم بصوت أنثوي لكي يصعدوا.
لم أستطع الشعور أو رؤية أكثر من هذا, ربما من حالة الجزع التي إنتابتني فجأة والشعوري بالزمن دون أدرك ذلك بالرغم من حالة الفضول التي إنتابتني لكي أتأمل تلك المرأة التي كان صوتها يأتي من الطابق العلوي ولكن لم أشاهد سوي الأطفال وهم يسرعون داخل المنزل وأنا خلفهم أُتابعهم عن كثب, قررت الدخول لكي أري جدي وأخبره أنني سوف أقضي بعض الوقت معه ومع جدتي .
البيت من الداخل لم يكن به شيء من الأثاث, فقط تلك الغرفة التي تقع علي يمين من يدخل المنزل فربما كانت مهيئة للإستقبال الضيوف في ما مضي والآن أصبحت مكان جدي المفضل حيث وجدت جدي يجلس علي تلك الكنبة أو الأريكة التي ينام عليها أيضاً أثناء القيلولة وأمامه طاولة وبعض الكتب القديمة في أحد الأركان وبعض الصور القديمة المعلقة علي الحائط حيث أنها صور قديمة جداً ولكني شاهد شيئاً ما غريب بالنسبة لي في صورة صغيرة معلقة في الركن القصي, ذلك الطفلين مع سيدة ترتدي تلك البيشة التي تغطي وجها.
فالواقع لم أهتم بجدي حيث كنت أنظر في تلك الحوائط العالية أشعر بأشياء تمر حولي, أكاد أري أثاث المنزل المٌتناثر في كل جانب وهذا الدولاب الزجاجي الشفاف وبعض الفضيات والصيني الذي كان مٌرتباً بشكل جيد بلونه البني الداكن, أري ضوء الشمس يسطع في المكان وأشعة الشمس التي تخترق المكان مقجسمة علي هيئة خطوط متوازية والطفل الصغير الذي يراني يقف ينظر إلي ثم يكمل مسيرته في اللعب مع أخيه, أشياء ربما يشعر بها جدي حيث نظرت إلية لأخبره بأنني أشعر بهم حولي فهم اكثر من شيء واحد, لم أستطع أن أصف له مابداخلي من إحساس بالمكان, أبتسم جدي لي ولم يتكلم كأنه لا يريد أن يتحدث معي عنهم بل يريد أن يعيش معهم, فقط من خلال تلك الصور المتناثرة علي تلك الحوائط حيث تركها من ترك هذا البيت لجدي, تلك الصور ذات الطابع القديم والذي بلاشك يعود إلي أوائل القرن الماضي من خلال طريقة التصوير والثياب.
تقدمت نحو داخل البيت حتي وجد ذلك الدرج الذي يؤدي إلي الطابق العلوي فقررت الصعود لأشاهد وأشعر بذكريات هذا المكان ولكنني عند منتصف الدرج لم أستطع وهربت من هذا المنزل مسرعاً حتي لا أكون أسيراً له مثل جدي.
الجزء الأول
جدي هذا كان بالنسبة لي عبارة عن صندوق مغلق من الحكايات والألغاز والأسرار والتي مازلت أجمع عنها الكثير من التفاصيل لكي أفهم أشياء قد رأيتها أو سمعتها من خلال أمي وخالاتي عما شاهده أو صادفه أو مر به في حياته فهو شخصية مختلفة كثيراً عما قابلتهم في حياتي فحياته كانت كلها ترحال وأماكن جديدة كل عام.
توفي جدي هذا تقريباً عام ألف وتسعمائة وسبعة وثمانون حيث كان عمري في ذلك الوقت لم يتخطي الرابعة عشر حيث رحل في صمت مثل حياته التي كان يعيشها في صمت أيضاً ولكي نعرف الكثير عنه دعونا نعود في آلة الزمان إلي الخلف حيث كان عمري مازال في السابعة عندما كنت أذهب مع والدتي لزيارة جدي وجدتي في تلك القرية والتي كانت ليست قرية بسيطة مكونة من بعض البيوت التي بُنيت من الطوب اللبن ولكنها كانت قرية لها تاريخ ممتد عبر الكثير من العصور حيث شاهدت بعض المنازل المبنية بطريقة تدل أن من كان يسكن فيها في وقت ما له قدر من العلم والوجاهة الإجتماعية في ذلك الوقت.
وعندما حاولت أن أبحث أو أجد عنها بعض المعلومات وجدها أنها كانت مذكورة في كتاب وصف مصر والذي كان يشرح تقسيم مصر الجغرافي وهذا دليل لي أنها قرية قديمة ولها تاريخ حيث ذكروا لي حكاية مسجد قديم يعود تاريخه إلي فترة فتح مصر أو في عهد أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب ولكنه تهدم لربما للإهمال , لكن العجيب في ذلك الجامع أنهم أرادوا أن يقيموا بعض الإصلاحات في المئذنة القديمة والتي كانت تحمل في أعلاها حجر من الصوان مخروطي الشكل وعندما أراد أن يعيدوا بناء تلك المئذنة لم يستطع أحد أن يتعامل مع ذلك الحجر الضخم سوي واحد فقط تبرع للصعود ومحاولة تكسير قاعدة تلك الصخرة حتي سقطت من إرتفاع
عالي ويذكر لي زوج خالتي أن هذا حدث وشاهد تلك الواقعة وهو صغير,عندما سقطت تلك الصخرة سبب في حفرة عميقة في الأرض وقد ذكر لي أنه شاهد عظام ضخمة في قلب الأرض للبشر كانوا عمالقة ربما إرتفاع الهيكل يتخدي الثلاثة أمتار, بالطبع لا أعلم أي مصدر آخر قد أكد لي هذه الرواية فربما تكون صحيحة أو غير ذلك لكنها منحنتي في وقتها الرغبة في رؤية ذلك.
تلك القرية ممتلئة بالمباني القديمة المشيدة من الطوب الأحمر والحديد, منازل مكونة من عدة طوابق تشعر أن من سكنوها كان لهم جاه ومُلك في الماضي, كذلك القصر المهجور بجوار النيل حيث تسكنه الثعابين فكان ملك لعائلة ثرية إقطاعية في الماضي حتي عندما زرت مقابر القرية وجد بها مدفن عظيم به الكثير من النوافذ الزجاجية الملونة والتي تحطم منها الكثير وعندما قرأت مانُقش علي اللوح الرخامي وجد أن هذا المدفن يعود تاريخه إلي أكثر من مائة وخمسون عاماً تقريباً علي ما أتذكر عام ألف وثمانية وخمسة عشر وهذا لم أشاهده في أي مكان آخر.
كان جدي قد عمل في البوليس منذ بداية الأربعينات حتي نهاية الخمسينات من القرن الماضي وفي تلك فترة قضي حياته في حالة ترحال من مدينة إلي آخري نتيجة لتنقله بسبب ظروف عمله في البوليس.
أتذكر في زياراتي الأولي أن جدي كان يسكن تلك الغرفة القريبة من باب المنزل حيث كان قليل الكلام دائماً مغلق باب غرفته حيث يجلس منفرداً بداخلها دون الحديث مع أحد .
وعندما كنت في سن السابعة كنت أشعر أنني أقتحم غرفته حيث أنها كانت غرفة بسيطة للغاية حيث كان بها مخدع صغير وطاولة ودولاب صغير وواجهته من الزجاج بلونه الأزرق وزجاجة المعتم ,كان هذا الدولاب الصغير به كل شيء يخصه ولا يستطيع أحد أن يجرؤ أن يقترب منه, فقط فقد كان يمنحني بعض الحلوي من هذا الدولاب لكي أتركه يجلس في صمته مرة آخري وهذا جعلني أرسم صورة من الغموض حول جدي هذا أكثر
لا تنسوا قراءة رواية لعنة الجبل و بقايا رجل