الأخ العزيز د. أيمن العتوم الذي جمعتني به الكلمات ورجائي أن تلتقي روحانا يوماً والله على جمعنا إذا يشاء قدير .. فرغت من قراءة #حديث_الجنود .. فما كان حديثاً مفترى ولكن تصديقاً وتخليداً لتاريخ عظيم رواه أبطال عظام .. لقد كان حديثاً محشواً بالبارود يشبع جوعة الملتاعين شوقاً للثورة وزمن الثورة .. ما إن بدأت القراءة حتى حزمت الروح أمتعتها من غزة المحاصرة لترتحل إلى هناك .. إلى بقعة الثورة وثوار إربد.. التي حفظت تضاريسها وشوارعها وأزقتها وعماراتها دون أن أراها .. وتنسّمت في اليرموك عبير رجال مرّوا من هناك وسطّروا لنا أحلى زمن .. فما كاد يخلو شبر منها من قطرة دم لشهيد أو غبار فرس لمجاهد .. وهكذا فتحت اليرموك أبوابها لتحتضن كلّ الثائرين الذين رفضوا الخضوع والاستسلام تحت وطأة قرارات جهنّمية تجلد ظهورنا صباح مساء !
عشت تفاصيل الحكاية وحفظتها كواحد من أبطالها .. لقد كان حديثاً ممتعاً شائقاً .. امتزج بأسلوب أدبيّ رفيع .. وذائقة شاعرية عميقة .. وإحساس مرهف رقيق .. لن أسرح كثيراً في تفاصيل الحكاية لأنّ ولوجها والحديث عنها سيخلّد رواية وحكاية أخرى .. وسيزيح السد من أمام طوفان الكلمات الجارفة التي لا حدود لنهايتها .. لكنّي أكتفي بالقول أنّي كنت آمل أن تكون النهاية أعظم من ذلك .. لتكون متناسقة مع الروح الثورية التي حملها القرّاء قبل أي أحد .. لكن في النهاية تبقى الحقيقة المرّة خير ألف ألف مرّة من الوهم الجميل .. هكذا سطّر التاريخ أحداثه وهكذا استقبلناها بأرواحنا العطشى التي تتوق إلى الحرية والتخلّص من نير الاستعباد ومن كل من قال "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " !
لقد كتبت في الثورة قبل أن أصل لبؤرة الصراع في الرواية .. وخلصت إلى أن الثورات لا بد لها من إعادة صياغة .. لندرك جلياً على أي أرض نقف وفي أي وجهة نتجه .. ولنقوّم ما اعوج من الخطأ .. فإليك كتابي : الثورة في زمن ضاعت فيه الثورات !! ليس حلاً أن تفقأ عينك لتمنعها من التحديق في سوأة الواقع الفاضحة .. إذ لن ينفعك ذلك .. فما حيلتك إذا انقلبت الآذان تبصر .. واللسان يبصر .. والأنف يبصر .. والحواس مجتمعة تبصر ! تعرف ! وإن استطاعوا أن يلجموا حواسك جميعها لتتعامى عن حقيقة الواقع المريرة فإنهم لن يستطيعوا إلجام البصيرة المتقدة في قلبك ! فتحسس قلبك ! أي صديق : إنه ليس من المعقول أن تبصر النار مشتعلة تتحرك صوبك ولسانك يهتف وأنت تتحسس جنبك : لم تصبني النار بعد .. إذ إنها إن لم تصبك اليوم .. فإنها لا محالة ستحيلك رماداً ولو بعد حين ! إن للثورة جغرافيتها الخاصة .. حيث لا حدود تحدّها .. فهي وإن أضرمت نيرانها كانت كالبلاء يعمّ الجميع .. غير أن المفارقة بين الأول والآخر .. هو أن الثائرين هم الغالبون إن أحسنوا توجيه شعلة الثورة باتجاهها الصحيح .. بحيث تكون ناراً ونوراً .. ناراً تحرق جبروت الظالمين وعلوّهم واستكبارهم في الأرض بغير الحق .. ونوراً تضيء لجموع الثائرين الهادرة طريقها نحو حريتها المسلوبة التي لا يستطيع أعتى جبابرة الأرض أن ينازعهم إياها ! إن أكثر ما يخيف الظالمين هو السكون والأمان .. حيث يجلس الظالم خائفاً يترقب .. ولا عجب في أن يبقي قناديل قصره مضيئة ليلة اكتمال القمر .. فهنا يتحول الأمان إلى رعب يخيّم الأجواء .. فتتجاوز الكلمة حدود معناها لتنقلب إلى الضدّ تماماً لتصبح كلمة محشوة بالبارود والبنادق وأصوات الثائرين المجلجلة .. فارتقبوا أيها الظالمون ثورة بعد هدأة الليل وبزوغ الفجر وانفلاق الصبح .. إنه الهدوء الذي يسبق كل العواصف لو كانوا يفقهون ! وإلى جموع الثائرين .. إن أكثر ما يراهن عليه جلادوكم هو النفس الطويل .. يراهنون على انقطاعه لتتركوا ميادين ثوراتكم وتعودوا إلى بيوتكم مثقلين بالخيبة والمرارة إن سمح لكم بالرجوع أصلاً !! واحذروا من امتطاء ثوراتكم .. فالخيل الأصيلة لا ترضى أن يمتطيها غير فارسها الذي يحمل في يده اليمنى شعلة الثورة .. وفي الأخرى بوصلتها .. فاحذروا من زلل الأقدام بعد الثبوت .. واعلموا "أن الحياة مع الكرامة متعة .. لكن الموت من أجل الكرامة أمتع" .. واعلموا أيضاً أن الأهداف العظيمة لا تنجز إلا بتضحيات عظيمة تقدّم قرباناً لنصر ثورتكم المؤزر .. فادفعوا أطيب ما تملكون قرباناً لهذه الثورة حتى يتقبّلها الله نقية خالصة .. فلن تنالوا النصر حتى تقدّموا وتضحوا بأغلى ما تملكون ! إن الثورة الحق طوفان هادر .. فسر معه حيث سار واحذر الوقوف في وجهه لأنك ستكون أقرب إلى الجرف من أي شيء آخر .. واعلم أن الثائرين هم الغالبون ما أدركوا معالم طريقهم .. فلا غلبة للباطل إن كان الحق هدّاراً قوياً .. ثم اعلم أن من أشعل فتيل الثورة ليس كمن لحق بها بعد اشتعال .. فهما مع خيريتهما لا يستويان مثلاً ! "قف على ناصية الحلم وقاتل .. وإياك أن تقول أفلس بائع الأحلام" ! وحد صفك .. وحد صفك بالعالي سمّعني كفك .. وسلام عليك في أزلية صمودك وإصرارك ..
فرغت من قراءة #حديث_الجنود .. فما كان حديثاً مفترى ولكن تصديقاً وتخليداً لتاريخ عظيم رواه أبطال عظام .. لقد كان حديثاً محشواً بالبارود يشبع جوعة الملتاعين شوقاً للثورة وزمن الثورة .. ما إن بدأت القراءة حتى حزمت الروح أمتعتها من غزة المحاصرة لترتحل إلى هناك .. إلى بقعة الثورة وثوار إربد.. التي حفظت تضاريسها وشوارعها وأزقتها وعماراتها دون أن أراها .. وتنسّمت في اليرموك عبير رجال مرّوا من هناك وسطّروا لنا أحلى زمن .. فما كاد يخلو شبر منها من قطرة دم لشهيد أو غبار فرس لمجاهد .. وهكذا فتحت اليرموك أبوابها لتحتضن كلّ الثائرين الذين رفضوا الخضوع والاستسلام تحت وطأة قرارات جهنّمية تجلد ظهورنا صباح مساء !
عشت تفاصيل الحكاية وحفظتها كواحد من أبطالها .. لقد كان حديثاً ممتعاً شائقاً .. امتزج بأسلوب أدبيّ رفيع .. وذائقة شاعرية عميقة .. وإحساس مرهف رقيق .. لن أسرح كثيراً في تفاصيل الحكاية لأنّ ولوجها والحديث عنها سيخلّد رواية وحكاية أخرى .. وسيزيح السد من أمام طوفان الكلمات الجارفة التي لا حدود لنهايتها .. لكنّي أكتفي بالقول أنّي كنت آمل أن تكون النهاية أعظم من ذلك .. لتكون متناسقة مع الروح الثورية التي حملها القرّاء قبل أي أحد .. لكن في النهاية تبقى الحقيقة المرّة خير ألف ألف مرّة من الوهم الجميل .. هكذا سطّر التاريخ أحداثه وهكذا استقبلناها بأرواحنا العطشى التي تتوق إلى الحرية والتخلّص من نير الاستعباد ومن كل من قال "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " !
لقد كتبت في الثورة قبل أن أصل لبؤرة الصراع في الرواية .. وخلصت إلى أن الثورات لا بد لها من إعادة صياغة .. لندرك جلياً على أي أرض نقف وفي أي وجهة نتجه .. ولنقوّم ما اعوج من الخطأ .. فإليك كتابي :
الثورة في زمن ضاعت فيه الثورات !!
ليس حلاً أن تفقأ عينك لتمنعها من التحديق في سوأة الواقع الفاضحة .. إذ لن ينفعك ذلك .. فما حيلتك إذا انقلبت الآذان تبصر .. واللسان يبصر .. والأنف يبصر .. والحواس مجتمعة تبصر ! تعرف ! وإن استطاعوا أن يلجموا حواسك جميعها لتتعامى عن حقيقة الواقع المريرة فإنهم لن يستطيعوا إلجام البصيرة المتقدة في قلبك ! فتحسس قلبك !
أي صديق : إنه ليس من المعقول أن تبصر النار مشتعلة تتحرك صوبك ولسانك يهتف وأنت تتحسس جنبك : لم تصبني النار بعد .. إذ إنها إن لم تصبك اليوم .. فإنها لا محالة ستحيلك رماداً ولو بعد حين !
إن للثورة جغرافيتها الخاصة .. حيث لا حدود تحدّها .. فهي وإن أضرمت نيرانها كانت كالبلاء يعمّ الجميع .. غير أن المفارقة بين الأول والآخر .. هو أن الثائرين هم الغالبون إن أحسنوا توجيه شعلة الثورة باتجاهها الصحيح .. بحيث تكون ناراً ونوراً .. ناراً تحرق جبروت الظالمين وعلوّهم واستكبارهم في الأرض بغير الحق .. ونوراً تضيء لجموع الثائرين الهادرة طريقها نحو حريتها المسلوبة التي لا يستطيع أعتى جبابرة الأرض أن ينازعهم إياها !
إن أكثر ما يخيف الظالمين هو السكون والأمان .. حيث يجلس الظالم خائفاً يترقب .. ولا عجب في أن يبقي قناديل قصره مضيئة ليلة اكتمال القمر .. فهنا يتحول الأمان إلى رعب يخيّم الأجواء .. فتتجاوز الكلمة حدود معناها لتنقلب إلى الضدّ تماماً لتصبح كلمة محشوة بالبارود والبنادق وأصوات الثائرين المجلجلة .. فارتقبوا أيها الظالمون ثورة بعد هدأة الليل وبزوغ الفجر وانفلاق الصبح .. إنه الهدوء الذي يسبق كل العواصف لو كانوا يفقهون !
وإلى جموع الثائرين .. إن أكثر ما يراهن عليه جلادوكم هو النفس الطويل .. يراهنون على انقطاعه لتتركوا ميادين ثوراتكم وتعودوا إلى بيوتكم مثقلين بالخيبة والمرارة إن سمح لكم بالرجوع أصلاً !! واحذروا من امتطاء ثوراتكم .. فالخيل الأصيلة لا ترضى أن يمتطيها غير فارسها الذي يحمل في يده اليمنى شعلة الثورة .. وفي الأخرى بوصلتها .. فاحذروا من زلل الأقدام بعد الثبوت .. واعلموا "أن الحياة مع الكرامة متعة .. لكن الموت من أجل الكرامة أمتع" .. واعلموا أيضاً أن الأهداف العظيمة لا تنجز إلا بتضحيات عظيمة تقدّم قرباناً لنصر ثورتكم المؤزر .. فادفعوا أطيب ما تملكون قرباناً لهذه الثورة حتى يتقبّلها الله نقية خالصة .. فلن تنالوا النصر حتى تقدّموا وتضحوا بأغلى ما تملكون !
إن الثورة الحق طوفان هادر .. فسر معه حيث سار واحذر الوقوف في وجهه لأنك ستكون أقرب إلى الجرف من أي شيء آخر .. واعلم أن الثائرين هم الغالبون ما أدركوا معالم طريقهم .. فلا غلبة للباطل إن كان الحق هدّاراً قوياً .. ثم اعلم أن من أشعل فتيل الثورة ليس كمن لحق بها بعد اشتعال .. فهما مع خيريتهما لا يستويان مثلاً !
"قف على ناصية الحلم وقاتل .. وإياك أن تقول أفلس بائع الأحلام" !
وحد صفك .. وحد صفك بالعالي سمّعني كفك ..
وسلام عليك في أزلية صمودك وإصرارك ..