تَبَصَّر discussion

فئران أمي حصة
This topic is about فئران أمي حصة
51 views
مناقشة رواية فئران أمي حصة

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by Tabasser (new) - added it

Tabasser | 1 comments Mod
رغم أنّ الرقابة في بلده كافأته بمنع روايته الجديدة "فئران أمي حِصّة" إلا أنّ الروائي الكويتي الشاب سعود السنعوسي، لا يأبه بقرار الرقيب الذي يصفه بأنه "مغلوب على أمرِه، ومهزوز الثقة، وأبعد ما يكون عن القراءة والثقافة".
وينتسب السنعوسي إلى جيل من الروائيين الذين يطمحون، من دون أن يكشفوا عن ذلك، إلى إعادة ميراث الكتابة الملحمية الكلاسيكية، كما تجلت لدى علمها الأبرز دويستوفسكي، ونظيريه العربيين نجيب محفوظ، وكذلك عبد الرحمن منيف الذي أرّخ لحقبة "مدن الملح" في الخليج العربي.
السنعوسي (35 عاماً) فاز بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية عن روايته "ساق البامبو" التي تطرح سؤال رعب الهوية من خلال قصّها حكاية شاب ولد لأب كويتي من أسرة عريقة، وأم فلبينية، لتتوزع الرواية على هذين التشظيين الملتبسين اللذين تكتنفهما عواصفُ الثقافات وهي تتغذى على الهامش وتهمل المتون الإنسانية الموّارة بقيم الحياة.
في روايته الجديدة "فئران أمي حِصّة" التي تدور على امتداد مساحة زمنية تقارب الأربعين عاماً، ينبش السنعوسي في التحولات السياسية التي عصفت بالكويت، وكان أضخمَها غزو صدام حسين لهذا البلد واحتلاله. وينشأ السرد من خلال روايات وأصوات متقطّعة تنجم عن صداقة 3 صِبية يسكنون مكاناً واحداً منذ صغرهم. ترصد الرواية تطور علاقاتهم، وفقاً لما يدور حولهم من أحداث حادة تتخذ طابعاً سياسياً ودينياً.
الرواية تتساءل كيف لمثل هذه الأمور، ومنها الحروب، أن تؤثر تأثيراً مباشراً في سلوكنا وأنماط تفكيرنا، وكيف لها أن تحدّد علاقاتنا وتؤطرها؟
ولئن كان السنعوسي في "ساق البامبو" عالج رعب الهوية والخوف الدائم على الاسم والنسب والانتماء القبلي، والأعراف العنصرية. وحاول أن ينشيء معايشة مؤقتة ما بين "هوزيه ميندورا" و "عيسى" الذي يحفظ النشيدين القوميين للكويت والفلبين، إلا أنّه في "فئران أمي حصة" يصطدم بالهويات القاتلة.
 فلم يعد السؤال حول المزيج الجيني بين الكويتي والفلبيني، بل أضحى الأمر أشدّ انشطاراً بين الناس أنفسهم أصحاب الأرض والوطن والأحلام. يندلع كالنّار سؤال الهوية الفتّاك: سني شيعي! بين النواصب والروافض!

كتب: الكاتب موسى برهومه


back to top