نادي أصدقاء نوبل discussion
قراءات ٢٠١٦
>
طبل الصفيح - غونتر غراس 1999

مع ان من اعرفهم؛ حاولوا قراءتها ولم يستطيعوا المواصلة يرجع ربما ذلك لسرد المعقد؛ او كما يقولون سرد ما بعد حداثي...
قد يكون حديثي خارجًا عن الموضوع قليلاً ، وخارج عن سياسة النادي التي لا تحب الخوض في الموضوعات السياسية ،، ولكنه كلام لا بد أن أقوله بمناسبة اختيار غونتر غراس للقراءة هذا الشهر، وقد سبق أن قلته في تويتر.
قبل أيام نفق الحقير شيمون بيريز، أحد أقذر المجرمين الذين مروا على العالم، وفوجئنا جميعًا بقيام بعض القيادات العربية بالتباكي عليه وتقديم التعازي للإسرائيليين بمناسبة رحيله، وهي بالنسبة للعالم الذي لا يزال يحتفظ ببقايا كرامة وإنسانية مناسبة سعيدة تستحق أن نحتفل بها. لقد نقص عدد الأوغاد الذين يملأون العالم واحدًا!
إن من يستحق أن تذرف لرحيله الدموع، ونشعل من أجله الشموع هو هذا الرجل الألماني غونتر غراس الذي رحل عن العالم عام ٢٠١٥ بعد أن أثار غضب إسرائيل بسبب قصيدته "ما يجب أن أن يقال" ودفعها لوضعه على القائمة السوداء أي منعه من دخول أراضيها التي نهبتها من أصحابها.
ألف تحية وسلام لك يا غونتر غراس
الرحمة على روحك
واللعنة على كل المنافقين والجبناء
قبل أيام نفق الحقير شيمون بيريز، أحد أقذر المجرمين الذين مروا على العالم، وفوجئنا جميعًا بقيام بعض القيادات العربية بالتباكي عليه وتقديم التعازي للإسرائيليين بمناسبة رحيله، وهي بالنسبة للعالم الذي لا يزال يحتفظ ببقايا كرامة وإنسانية مناسبة سعيدة تستحق أن نحتفل بها. لقد نقص عدد الأوغاد الذين يملأون العالم واحدًا!
إن من يستحق أن تذرف لرحيله الدموع، ونشعل من أجله الشموع هو هذا الرجل الألماني غونتر غراس الذي رحل عن العالم عام ٢٠١٥ بعد أن أثار غضب إسرائيل بسبب قصيدته "ما يجب أن أن يقال" ودفعها لوضعه على القائمة السوداء أي منعه من دخول أراضيها التي نهبتها من أصحابها.
ألف تحية وسلام لك يا غونتر غراس
الرحمة على روحك
واللعنة على كل المنافقين والجبناء
تعليقًا على كلام الصديقة غادة أقول:
بالفعل، هذه الرواية على الرغم من أهميتها، إلا أنها صعبة جدًا، وقراءتها تجربة شاقة لجملة من الأسباب:
١- تنتمي الرواية إلى جنس الروايات الواقعية السحرية، وهذا الجنس الأدبي تحديدًا إما أن يحبه القارئ أو يكرهه، أي لا توجد منطقة وسط فيه. وهو في العالم العربي أصلً جنس يتيم سواء من ناحية الإنتاج أو من ناحية التلقي (أي قراءة الأعمال العالمية المترجمة إلى العربية منه)
٢- تمتاز الرواية بضخامتها حيث تمتد على مدى أكثر من ٧٠٠ صفحة من السرد. أي أنها تتطلب قارئًا يمتاز بطول البال والصبر، وهذه صفات أصبحت عزيزة ونادرة جدًا في يومنا هذا الذي غيرته ثورة المعلومات والإتصالات وحولته إلى عالم إستهلاكي يحيا اللحظات بسرعة دون أن يعيش فيها.
٣- أسلوب غراس يمتاز بالتعقيد، وسرده غني بالكثير من التفاصيل، وهذا ما شكل عائقًا لترجمة أعماله، ومن ثم قراءتها، ومع ذلك أجد أن المترجم قام بجهد جبار في هذه الرواية وحاول أن ينقلها بأمانة تامة.
لذلك لن أستغرب إذا توقف الكثير من القراء عن قراءتها في منتصف الرحلة. أنا وصلت إلى الصفحة ١٠٩ بشق الأنفس ولكنني مستمتع بها كثيرًا.
بالفعل، هذه الرواية على الرغم من أهميتها، إلا أنها صعبة جدًا، وقراءتها تجربة شاقة لجملة من الأسباب:
١- تنتمي الرواية إلى جنس الروايات الواقعية السحرية، وهذا الجنس الأدبي تحديدًا إما أن يحبه القارئ أو يكرهه، أي لا توجد منطقة وسط فيه. وهو في العالم العربي أصلً جنس يتيم سواء من ناحية الإنتاج أو من ناحية التلقي (أي قراءة الأعمال العالمية المترجمة إلى العربية منه)
٢- تمتاز الرواية بضخامتها حيث تمتد على مدى أكثر من ٧٠٠ صفحة من السرد. أي أنها تتطلب قارئًا يمتاز بطول البال والصبر، وهذه صفات أصبحت عزيزة ونادرة جدًا في يومنا هذا الذي غيرته ثورة المعلومات والإتصالات وحولته إلى عالم إستهلاكي يحيا اللحظات بسرعة دون أن يعيش فيها.
٣- أسلوب غراس يمتاز بالتعقيد، وسرده غني بالكثير من التفاصيل، وهذا ما شكل عائقًا لترجمة أعماله، ومن ثم قراءتها، ومع ذلك أجد أن المترجم قام بجهد جبار في هذه الرواية وحاول أن ينقلها بأمانة تامة.
لذلك لن أستغرب إذا توقف الكثير من القراء عن قراءتها في منتصف الرحلة. أنا وصلت إلى الصفحة ١٠٩ بشق الأنفس ولكنني مستمتع بها كثيرًا.
جدير بالذكر أن فكرة رواية طبل الصفيح نمت في ذهن غراس عندما رأى طفلا في الثالثة من عمره يحمل طبلاً، ويتجول ضائعاً بين الموائد متجاهلا عالم الكبار. هذا الطفل يحمل في الرواية اسم "أوسكار" الذي يرفض أن ينمو بعد عامه الثالث إحتجاجًا على عالم الكبار القذر، ويحمل بين يديه طبلاً يقرعه في وجه هذا العالم!

الروايات الضخمة . كغابة كثيفة او جبل شاهق لا تستهوي إلا المغامرون . لكنها تحمل داخلها جمالا لا يستمتع به إلا القليل . فطوبى لنا إن كنا منهم .
اظن ان تعريفك بالكتاب و بالقضية . سيكون عون لأعضاء المجموعة لخوض التجربة و مواصلة القراءة .
قراءة ممتعة

كلامك هنا والتحليل لاسلوب السرد للرواية؛ واعطانا فكرة عن سبب كتابة الرواية؛ بالنسبة لي يشكل دافعا للاستمرار '
وصلت لصفحة 30 وافكر أن أعيد ما قراته..
قراءت ذات مرة' 'أطفال منتصف الليل '' لسلمان رشدي كانت ايضا تنتمي للواقعية السحرية؛ وكتبها سلمان متاثرا بطبل الصفيح
كانت تجربة ممتعة :)
اظنني سا اقراءها با اكثر من شهر؛ ربما. ومع ذلك سا احاول جاهدة ان اتمها بشهر
اثراء النقاش هنا من قِبل الأعضاء؛ اظن سيشكل دافعا للاستمرار :)

قراءت القصيدة :)
لروحه السلام
أجمل تعليق قرأته حول هذه الرواية هو ما كتبته صحيفة الجارديان عنها :
إنها ليست رواية عن القرن العشرين .. بل هي القرن العشرين !
إنها ليست رواية عن القرن العشرين .. بل هي القرن العشرين !

ديسمبر من عام 1999 في مدينة ستوكهولم قال غراس في حفل توزيع جائزة نوبل:
ما الذي يجعل الكتب و الكتاب حطرا على الدولة والكنيسة إلى هذا الحد؟ يكفي في الغالب أن يقدم الكاتب بأدبه الدليل على أن الحقيقة لا وجود لها إلا في صيغة الجمع ... و أن الكتاب بحكم مهنتهم لا يدعون الماضي كي يرحل بسلام، و أنهم ينكأون الجراح التي غطتها الندبات سريعا، وينتشلون من القبو الموصد الجثث المطمورة، ويدخلون إلى الغرف الممنوعة، ويلتهمون الأبقار المقدسة ... أما أعظم جرائمهم غهي أنهم بطتبهم يرفضون التحالف مع المنتصرين ... بل ويتسكعون بسرور مع الذين خرجوا خاسرين من القضايا التاريخية الذين يستطيعون سرد أشياء كثيرة ، ولكن لا أحد يعطيهم الفرصة للكلام.
من يمنحم صوتا، يضع النصر موضع تساؤل. ومن يحط نفسه بالخاسرين غهو واحد منهم.
مقدمة لا بد منها
يجب أن يظهر لدى القارىء العربي وبشكل واضح أن غونتر غراس لم يكن صاحب موقف سياسي عظيم حول قضايا حقوق الإنسان والعالم الثالث وليس فقط وقوفه إلى جانب القضايا العربية كوقوفه مع القضية الفلسطينية ضد إسرائيل في أخر حياته ، وضد الحرب على العراق ، بل هو قبل كل شيء كاتبا وأديبا عظيما بحق، فقد ملأ دنيا الأدب في ألمانيا وخارجها وشغل الناس بأدبه تماما كما يفعل بمواقفه السياسية الجريئة، فهو كما يقول عنه ساراماغو : "ان غونتر غراس رجل مواقف بأتم معنى الكلمة. فقد انتقد بشدة الطريقة التي تم بها توحيد ألمانيا، الشيء الذي فجر ضده معارك حامية. وفي موقفه هذا، أظهر الشجاعة المعنوية التي تثير إعجابي شخصياً، ثم إن أدبه يبدو كما لو أنه امتداد لشخصيته".
على رغم ترجمة عدد من أعماله إلى العربية إلا أن غراس لم يقرأ على نطاق واسع وبأن كثير من الكتاب العرب لم يتأثروا به كواحد من أهم المراجع الأدبية العالمية كما فعل غيرهم من الكتاب العالميين كسلمان رشدي وغيره، بعكس الإنتشار الذي حققه الروس من قبل و ما يحققه الكتاب اللاتينين اليوم على مستوى القارىء العربي تحديداً. ولعل السبب يعود إلى ضخامة أعماله والتي تتصف بالتعقيد في بنيتها نوعا ما والتصاقها بالتاريخ المحلي واحتشادها بالتفاصيل، وما يؤكد على ذلك هو أرقام المبيعات المنخفضة لطبل الصفيح التي ظلت 15 عاما في الأسواق قبل أن تعيد دار الجمل طبعتها.
اعتقد أن نادي أصدقاء نوبل يبادل غراس الوفاء، ذلك الوفاء الذي حمله غراس في قلبه تجاه العرب و حضارتهم حين قال عن اليمن : لقد وقعت في غرام هذا البلد.
هنا بعض المعلومات عن زيارتها لليمن حيث قام بزيارتها مرتين كما زار مصر قبل ذلك:
http://www.grass-medienarchiv.de/inde...
ما الذي يجعل الكتب و الكتاب حطرا على الدولة والكنيسة إلى هذا الحد؟ يكفي في الغالب أن يقدم الكاتب بأدبه الدليل على أن الحقيقة لا وجود لها إلا في صيغة الجمع ... و أن الكتاب بحكم مهنتهم لا يدعون الماضي كي يرحل بسلام، و أنهم ينكأون الجراح التي غطتها الندبات سريعا، وينتشلون من القبو الموصد الجثث المطمورة، ويدخلون إلى الغرف الممنوعة، ويلتهمون الأبقار المقدسة ... أما أعظم جرائمهم غهي أنهم بطتبهم يرفضون التحالف مع المنتصرين ... بل ويتسكعون بسرور مع الذين خرجوا خاسرين من القضايا التاريخية الذين يستطيعون سرد أشياء كثيرة ، ولكن لا أحد يعطيهم الفرصة للكلام.
من يمنحم صوتا، يضع النصر موضع تساؤل. ومن يحط نفسه بالخاسرين غهو واحد منهم.
مقدمة لا بد منها
يجب أن يظهر لدى القارىء العربي وبشكل واضح أن غونتر غراس لم يكن صاحب موقف سياسي عظيم حول قضايا حقوق الإنسان والعالم الثالث وليس فقط وقوفه إلى جانب القضايا العربية كوقوفه مع القضية الفلسطينية ضد إسرائيل في أخر حياته ، وضد الحرب على العراق ، بل هو قبل كل شيء كاتبا وأديبا عظيما بحق، فقد ملأ دنيا الأدب في ألمانيا وخارجها وشغل الناس بأدبه تماما كما يفعل بمواقفه السياسية الجريئة، فهو كما يقول عنه ساراماغو : "ان غونتر غراس رجل مواقف بأتم معنى الكلمة. فقد انتقد بشدة الطريقة التي تم بها توحيد ألمانيا، الشيء الذي فجر ضده معارك حامية. وفي موقفه هذا، أظهر الشجاعة المعنوية التي تثير إعجابي شخصياً، ثم إن أدبه يبدو كما لو أنه امتداد لشخصيته".
على رغم ترجمة عدد من أعماله إلى العربية إلا أن غراس لم يقرأ على نطاق واسع وبأن كثير من الكتاب العرب لم يتأثروا به كواحد من أهم المراجع الأدبية العالمية كما فعل غيرهم من الكتاب العالميين كسلمان رشدي وغيره، بعكس الإنتشار الذي حققه الروس من قبل و ما يحققه الكتاب اللاتينين اليوم على مستوى القارىء العربي تحديداً. ولعل السبب يعود إلى ضخامة أعماله والتي تتصف بالتعقيد في بنيتها نوعا ما والتصاقها بالتاريخ المحلي واحتشادها بالتفاصيل، وما يؤكد على ذلك هو أرقام المبيعات المنخفضة لطبل الصفيح التي ظلت 15 عاما في الأسواق قبل أن تعيد دار الجمل طبعتها.
اعتقد أن نادي أصدقاء نوبل يبادل غراس الوفاء، ذلك الوفاء الذي حمله غراس في قلبه تجاه العرب و حضارتهم حين قال عن اليمن : لقد وقعت في غرام هذا البلد.
هنا بعض المعلومات عن زيارتها لليمن حيث قام بزيارتها مرتين كما زار مصر قبل ذلك:
http://www.grass-medienarchiv.de/inde...
يقول غراس عن نفسه:
من العبث محاولة تكوين صورة متكاملة عني
وقد كان في كلمته هذه مجانبا للصواب على أنه كان متعدد الأوجه فقد كان شاعرا وروائيا ونحاتا ورساما وكاتبا سياسي، فمعظم النقاد كونوا صورة ما عنه، كمخك من ررأى فيه كاتبا إباحيا ومستفزا لمشاعر المتدينين، ومنهم من يراه فارسا يمسك اللغة والخيال من لجامهما، ومنهم من رآه شخصا متعالما يدس أنفه في في كل شيء بداع أو من غير داع، وثمة من اعتبره الضمير الحي للامة الألمانية. ميزة يشترك فيها مع من كانوا في هذا العالم ببصمتهم المنفردة فهنو بين أن يكون قديسا أو إبليسا، أما أنا فاتفق مع الحزب الاول من ذلك.
لو لا ضيق الوقت لأحلتكم لقراءة العمل العربي الوحيد الذي تناول غونتر غراس عن كثب وكان نافذة على عالمه الأدبي و الإنساني، كتاب "جونتر جراس ومواجهة ماض لا يمضي" للكاتب المصري سمير جريس عن دار كتب خان، كما يذكر المؤلف معرفته الشخصية بصديقنا النوبلي الذي التقى به مرات عديدة.
جونتر جراس ومواجهة ماضٍ لا يمضي
من العبث محاولة تكوين صورة متكاملة عني
وقد كان في كلمته هذه مجانبا للصواب على أنه كان متعدد الأوجه فقد كان شاعرا وروائيا ونحاتا ورساما وكاتبا سياسي، فمعظم النقاد كونوا صورة ما عنه، كمخك من ررأى فيه كاتبا إباحيا ومستفزا لمشاعر المتدينين، ومنهم من يراه فارسا يمسك اللغة والخيال من لجامهما، ومنهم من رآه شخصا متعالما يدس أنفه في في كل شيء بداع أو من غير داع، وثمة من اعتبره الضمير الحي للامة الألمانية. ميزة يشترك فيها مع من كانوا في هذا العالم ببصمتهم المنفردة فهنو بين أن يكون قديسا أو إبليسا، أما أنا فاتفق مع الحزب الاول من ذلك.
لو لا ضيق الوقت لأحلتكم لقراءة العمل العربي الوحيد الذي تناول غونتر غراس عن كثب وكان نافذة على عالمه الأدبي و الإنساني، كتاب "جونتر جراس ومواجهة ماض لا يمضي" للكاتب المصري سمير جريس عن دار كتب خان، كما يذكر المؤلف معرفته الشخصية بصديقنا النوبلي الذي التقى به مرات عديدة.
جونتر جراس ومواجهة ماضٍ لا يمضي
أوسكار متحدثًا عن ألبوم صور العائلة
"هذه المقبرة العائلية التي تجعل كل شيء واضحًا ومكشوفًا تمامًا"
"هذه المقبرة العائلية التي تجعل كل شيء واضحًا ومكشوفًا تمامًا"
ما هو خطّ زوترلنغ الذي يشير إليه أوسكار في فصل راسبوتين والحروف الأبجدية؟ بحثت في قوقل ولم أجد شيئًا!

اليس اوسكار وهو نفس الشخص؟
ام انه لم يعد متأكدا من ان ذلك الطفل المدعو اوسكار هو نفسه القابع الان في مستشفى الامراض العقلية؟
غراس شخصية مثيرة للإهتمام فعلا
أمضى فترة شبابه بالقراءة فهو لم يكن قارىء مبكرا اذا صح التعبير رغم أن والدته كانت قارئة من الطراز الرفيع، فبعد انتهاء الحرب العالمية لجأ إلى الكتابة كنوع من تحرير الذات وقد نلاحظ ذلك من شخصية أوسكار.
عندما أصيب غراس في نهاية الحرب وجد نفسه أسيرا في المعسكرات الأميريكية وهناك عرضت عليه صور أفران الغاز والتصفية الوحشية التي قام بها الألمان، لم يصدق ذلك وكان يعتقد ويؤمن بنبل النازية حتى وقت متأخر، إلى أن سمع بأذنيه اعترافات القادة النازيون عن جرائم الهولوكوست وغيرها، عندئذ أدرك غراس حجم تورط وإجرام النظام الذي كان هو جزء منه بطريقة ما، فشكل هذا الأمر في وعيه الأدبي الذنب الكبير الذي لن يغفر لنفسه عليه، فمن هذا الشعور انبثقت أعماله الأدبية بعد الحرب و التي تمحورت حول قضية العدل والذنب والمسؤلية وظل كذلك فلفلاً في عيون الأنظمة الفاشية حتى أخر نفس.
أمضى فترة شبابه بالقراءة فهو لم يكن قارىء مبكرا اذا صح التعبير رغم أن والدته كانت قارئة من الطراز الرفيع، فبعد انتهاء الحرب العالمية لجأ إلى الكتابة كنوع من تحرير الذات وقد نلاحظ ذلك من شخصية أوسكار.
عندما أصيب غراس في نهاية الحرب وجد نفسه أسيرا في المعسكرات الأميريكية وهناك عرضت عليه صور أفران الغاز والتصفية الوحشية التي قام بها الألمان، لم يصدق ذلك وكان يعتقد ويؤمن بنبل النازية حتى وقت متأخر، إلى أن سمع بأذنيه اعترافات القادة النازيون عن جرائم الهولوكوست وغيرها، عندئذ أدرك غراس حجم تورط وإجرام النظام الذي كان هو جزء منه بطريقة ما، فشكل هذا الأمر في وعيه الأدبي الذنب الكبير الذي لن يغفر لنفسه عليه، فمن هذا الشعور انبثقت أعماله الأدبية بعد الحرب و التي تمحورت حول قضية العدل والذنب والمسؤلية وظل كذلك فلفلاً في عيون الأنظمة الفاشية حتى أخر نفس.
يقول الصحفي ميشائيل يورجس وهو متهم بسيرة غراس وهو يصف المشهد الرئيس لهذه الرواية على لسان غراس:
كانت الغرفة مزدحمة بأشخاص بالغين يتحدثون ويشربون القهوة ويأكلون الفطائر. وفجأة دخل صبي معه طبل من صفيح، ثم طاف في الحجرة وقرع الطبل دون أن يعير الكبار نظرة واحدة. طاف في الحجرة مرة ومرتين ثم اختفى.
يقول ميشائيل: هنا عثر غراس على البذرة الأولى لروايته طبل الصفيح فكان هذا المشهد حجر الأساس في شهرته اللاحقة !
كانت الغرفة مزدحمة بأشخاص بالغين يتحدثون ويشربون القهوة ويأكلون الفطائر. وفجأة دخل صبي معه طبل من صفيح، ثم طاف في الحجرة وقرع الطبل دون أن يعير الكبار نظرة واحدة. طاف في الحجرة مرة ومرتين ثم اختفى.
يقول ميشائيل: هنا عثر غراس على البذرة الأولى لروايته طبل الصفيح فكان هذا المشهد حجر الأساس في شهرته اللاحقة !

أمضى فترة شبابه بالقراءة فهو لم يكن قارىء مبكرا اذا صح التعبير رغم أن والدته كانت قارئة من الطراز الرفيع، فبعد انتهاء الحرب العالمية لجأ إلى الكتابة كنوع من تحرير ال..."
تحدث عن هذه التجربة بمرارة في مذكراته التي تحمل عنوان "تقشير البصلة" وهي بالمناسبة من أجمل ما قرأت وأوصي بها بشدة.
ظل يشعر بالذنب طيلة حياته وهو ما حاول التكفير عنه بالكتابة وذلك ما يلمسه القارئ في الكثير من أعماله.
تعليق الزميلة مريم سعدوني في محله
استغربت بداية لماذا يقوم غراس مرة باستخدام ضمير الغائب ومرة ضمير المتكلم، وأحيانًا في فقرة واحدة، ولكنني مع مواصلة القراءة اكتشفت ذكاء غراس.
عندما يقوم باستخدام ضمير المتكلم فهو يتحدث من خلال عقل الطفل ذو الثلاثة أعوام، السبعة أعوام، التسعة أعوام الذي لا يملك تفسيرًا لكل الغرائب التي يعايشها/يعيشها في عالم الكبار، ويكتفي بالدهشة!
أما عندما يتحدث بضمير الغائب، فهو هنا يتحدث بعقل أوسكار الثلاثيني القايع في المستشفى، ويملك الكثير من الوقت والتجربة لتفسير تلك الغرائب.
هذه الطريقة في السرد عدا عن كونها متقنة وذكية ، فهي مقنعة جدًا كذلك!
قاربت على الانتهاء من الكتاب الأول!
أحد أجمل المشاهد التي مررت عليها الآن ما قام به أوسكار عندما حول اجتماع الأحد الحزبي إلى حفلة فالس راقصة!
استغربت بداية لماذا يقوم غراس مرة باستخدام ضمير الغائب ومرة ضمير المتكلم، وأحيانًا في فقرة واحدة، ولكنني مع مواصلة القراءة اكتشفت ذكاء غراس.
عندما يقوم باستخدام ضمير المتكلم فهو يتحدث من خلال عقل الطفل ذو الثلاثة أعوام، السبعة أعوام، التسعة أعوام الذي لا يملك تفسيرًا لكل الغرائب التي يعايشها/يعيشها في عالم الكبار، ويكتفي بالدهشة!
أما عندما يتحدث بضمير الغائب، فهو هنا يتحدث بعقل أوسكار الثلاثيني القايع في المستشفى، ويملك الكثير من الوقت والتجربة لتفسير تلك الغرائب.
هذه الطريقة في السرد عدا عن كونها متقنة وذكية ، فهي مقنعة جدًا كذلك!
قاربت على الانتهاء من الكتاب الأول!
أحد أجمل المشاهد التي مررت عليها الآن ما قام به أوسكار عندما حول اجتماع الأحد الحزبي إلى حفلة فالس راقصة!
الأصدقاء الذين بدأوا بالقراءة ووجدوا صعوبة في المواصلة أنصحهم بمشاهدة الفيلم المبني على الرواية، وبالتحديد على الجزأين الأول والثاني، ثم مواصلة قراءة الجزء الثالث.
لا تفوتوا فرصة التعرف على هذا العمل ولو حتى مشاهدة؟
لا تفوتوا فرصة التعرف على هذا العمل ولو حتى مشاهدة؟
المرء يستطيع أن يبدأ القصة من الوسط، ثم يسير بها متقدما، أو متراجعا إلى الخلف، بجرأة، مخلفا وراءه الحيرة والارتباك.

الرواية قراءتها ثقيلة جدا لكن معناها عميق وطبيعي انه لايتضح بسهولة لكن في كل مرة عندما يردد اوسكار انا لاأهتم انا لاأصرخ الا اذا سحب احدهم طبل الصفيح مني/ هذه العبارة لوحدها كفيلة بتوضيح ان العمل عميق جدا يشير الى امور متمردة اخرى.. لذلك لازلت سأتابع القراءة رغم الثقل بها
للرواية شيء واحد قد يجعلنا نصرف النظر عن قراءتها هو حجمها الضخم، ولا أظن أن هذه الضخامة سبب مقنع لعدم قراءتها.
لا اتفق مع من يجدها ثقيلة، على العكس هي خفيفة و ما يميزها كثرة التفاصيل الصغيرة جدا، التفاصيل التي تجعل من هذه الرواية كلاسيكية بامتياز مذهّبة بالحداثة، ولوهلة أكاد أدرك وبشكل مبكّر قصد ماركيز حين قال: لو لا طبل الصفيح لا ما كتبت مئة عام من العزلة
أحب هذا النوع من أدب التفاصيل
لا اتفق مع من يجدها ثقيلة، على العكس هي خفيفة و ما يميزها كثرة التفاصيل الصغيرة جدا، التفاصيل التي تجعل من هذه الرواية كلاسيكية بامتياز مذهّبة بالحداثة، ولوهلة أكاد أدرك وبشكل مبكّر قصد ماركيز حين قال: لو لا طبل الصفيح لا ما كتبت مئة عام من العزلة
أحب هذا النوع من أدب التفاصيل
Books mentioned in this topic
جونتر جراس ومواجهة ماضٍ لا يمضي (other topics)طبل الصفيح (other topics)
غونتر غراس الكاتب الألماني أو الأديب المتمرد، تلك الصفة التي لازمته ككاتب وروائي، حاز جائزة نوبل للآداب عام 1999 ولد في مدينة دانتسيغ عام 1927 وهي المدينة التي ضمت إلى بولندا بعد الحرب العالمية الثانية، وترعرع في أسرة بسيطة، حيث كان والداه يعملان في البقالة، وكان زبائنهم من الفقراء، كما كان بيتهم صغيراً وضيقاً، في وسط كاثوليكي. شارك غراس سنة 1944 في الحرب العالمية الثانية كمساعد في سلاح الطيران الألماني. درس الفن والنحت والشعر والرسم، وكان يعزف مع فرقة للجاز، وفي عام 1956 استقر لوقت قصير في باريس، وعاش مع زوجته هناك حياة متواضعة. غير أن هذه الفترة كانت بداية لمسار كاتب عظيم، حيث كتب المسودة الأولى لروايته التي بين أيدينا "طبل الصفيح".
طبل الصفيح هي ردا على مقولة الفيلسوف أدوارنو الذي شكك في قدرة الألمان على كتابة عمل إبداعي بعد المحارق النازية، حيث كتبها غراس في أشد فترات الإنسانية إحراجا بعد الحرب العالمية الثانية، وما زالت إلى اليوم مثار جدل واسع. الرواية منذرة وجدية وعميقة الدلائل، وتميزت في تناولها للموضوعات المحرمة آن ذاك بكل سخرية وحيوية باستخدام تقنيات السرد العربي القديم حسبما أكد غراس في مناسبات كثيرة.
تستمر القراءة من
1اكتوبر
حتى
31 أكتوبر
النسخة الإلكترونية
http://www.books4arab.com/2015/04/pdf...