حديث الجنود حديث الجنود discussion


56 views
حديث الجنود.. كتابة على جدران الزمن بمداد الروح

Comments Showing 1-6 of 6 (6 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

أسامة الدراويش حديث الجنود
قرأتها قبل أسبوعين.. ومنذ ذلك الوقت وأنا أخشى من الكتابة عنها خشية ألا أوفيها حقّها، أو أتجرّأ على فكرتها، فهي وجبة دسمة لايمكنك إلا تناولها مرة واحدة، دون انقطاع، لتُفاجأ بعدها بالتخمة الروائية التي نالت منك، والحقن الفكرية التي تسري في أوردتك، وتلك التراكيب الجزلة التي يدندنها لسانك، وتلهب عقلك.
أيمن العتوم صاحب الخلفية الإسلامية ينصب نفسه من جديد كاتبا وروائيا كما هو شاعر، يدق بحرفية عالية على أوتار نفسك، وكم يسعدني وأنا صاحب الفكر الإسلامي أن أجد بين يدي روايات وقراءات تعبر عن هويتي وهوية أمتي بعيداً عن الابتذال والثقافات المستوردة وثنائية الجنس والنساء التي تغمر الكتب والروايات وتسهم بحطّ الأنفس وقرع الشهوات.
الرواية خرجت عن محور السجن ومعاناته كما عودنا ايمن في رواياته الأخر، وإن ذكرت هذه الرواية السجن كمحطة عابرة دون وصف بالغ أو حدث رئيسي، وابتعدت عن الموت كفاجعة لازمت أيمن في روايته الأخيرة " ذائقة الموت"، وحافظت على ثنائية أيمن المعهودة: الحب، والحريّة.
الحب في حديث الجنود هو حبّ الوطن، حبّ نعيمة للوطن الذي شَخُصَ في ناصر، حبّ ورد لجامعته، ووطنه. والتوق نحو الحريّة، والإنعتاق من أغلال الجبروت والغطرسة والقمع والظلم.
من ناحية أدبية: أبدع أيمن في استعارة التراكيب القرآنية وتوظيفها في نصه بجزالة لا نظير لها، وأبدع في الوصف بدقة جعلت الصورة تسبق الكلمة إلى ذهنك، وبرع في توظيف بعض الشخوص وأدوراهم في القصة، واستثمار الزمان والمكان في بناء المحتوى القصصي، ولعلّ بعض الجمل والفقرات احتلّت مكاناً في قلبي لا ينزعه نسيان، ولا ينازعه إلا المزيد من قراءتها وحفظها.
وإن كان لا بد من ملاحظات فهي: المبالغة في التوصيف مبالغة يملّ القاريء منها، وكثرة الحشو في أول 200 صفحة من الرواية وغيابها غيابا تاما في ال100 صفحة الأخيرة، وكأن الكاتب ملّ منها قبل القاريء، حتّى أني اضطررت إلى ترك بعض الفصول و"النطّ" إلى الأخرى لأبقى في قلب القصة وحبكتها.
بعض الشخصيات ظهرت بشكل مفاجيء مثل" سهى" و"كندة" مع أني كنت أفضل أن يترك الكاتب لكل شخصية فصلا يروي فيه عنه وعن خلفياته قبل الغوص في الحبكة الرئيسية وإفزاع القاريء بشخصيات دورها رئيس لكنها تظهر له للمرة الأولى دون توطئة أو تقديم فبدت شخصيات سطحية، وأخلّت بالبناء الوظيفي للرواية وشخصياتها وأحالت الشخصيات المانحة إلى شخصيات مانعة في سياق الرواية.
الرواية لا يمكن اعتبارها نص تاريخي، ولا وثيقة تاريخية، وبنفس الوقت هي كذلك، وهذه الإشكالية الكبيرة لم ينجح أيمن بها كثيرا والسبب ليس هو، ولكن الأحداث نفسها، فهذه الأحداث لم يتم التطرق لها من قبل ولا نجد إلا القليل من يعرف تفاصيلها أو كينونتها، لذا نجد أن هذه الرواية هي الكتاب الأول الذي يتحدث عن أحداث اليرموك بهذا التفصيل وإن كانت رواية الإغواء الأخير للكاتبة عفاف البطاينة تحدذت عنها ولكن بشكل مقتضب وضمن رواية لم تكن الأحداث موضوعها ناهيك عن وجهة النظر اليسارية التي فرضتها طبيعة الشخصيات في تلك الرواية، لذا فلن تجد اسماء الشخوص حقيقية، وستجد بعض المعلومات غائبة والتوطئة التاريخية لوضع الأردن في ذلك الوقت حاضر سطحية جدا، وبعض القصص تم إضافتها لمعالجة بعض الأفكار وإضفاء بعض الأحداث والتشويق وهي لا أصل لها من الحقيقة.

هنا سأضع بعض الحقائق حتى تتضح القصة أكثر
ورد شاهر هو البروفيسور سعد الطاهر الذي غادر الأردن ودرس في أمريكا وأصبح دكتورا في الهندسة واعتزل الحياة العامة والسياسية، ما حدث مع سعد الطاهر يحدث يوميا مع قيادات الحركة الطلابية في الاردن الذين يتركون كل شيء بعد تخرجهم لاسباب كثيرة أهمها، سوء احتضان الجماعة لهم، وضعف توظيفهم في الكوادر العاملة، وعدم تلبية الجماعة لطموحاتهم ونشاطهم، بل والأنكى أن يتبوأ المقاعد الأولى في المؤسسات المختلفة التي تسيطر عليها الجماعة - إلا ما رحم ربي- أشخاص لم يكونوا في الجامعات سوى أحجار شطرنج ولم يكلفوا أنفسهم سهم تضحية أو قوس نضال.

سراج سلهب رفيق ورد هو فرج شلهوب الكاتب في صحيفة السبيل قيادي في جماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس شورى حزب جبهة العمل الاسلامي من مخيم غزة في جرش.
وصفي طلب هو رمزي الخبّ الشيوعي الماركسي من الرمثا الذي أعتقل في الجامعة وبعدها.
نائل ابو صبحة هو وائل أبو سمحة مهندس ميكانيك يقال أنه في السعودية الآن.
مدير المخابرات وقتها كان طارق علاء الدين ومدير الامن العام عبد الهادي المجالي ورئيس الوزراء زيد الرفاعي ورئيس الجامعة عدنان بدران ومدير شرطة اربد عبدالرحمن العدوان.
الدكتور أحمد هو القيادي الإخواني الدكتور أحمد الكوفحي وكان نائبا في البرلمان وقتها وبالمناسبة لم يوفق الكاتب في توضيح دوره حيث أنه لم يكن وسيطا مغلوبا على أمره بل كان مناصرا للطلبة وقد كلفه هذا ضربة على رأسه كادت تودي بحياته ليلة الفضّ وفصله من الجامعة.
الشهداء هم : ابراهيم العجارمة، مها القاسم، و مروة الشيخ.
"نعيمة" قصة وهمية اخترعها الكاتب لاضفاء أحداث أخرى للقصة وللتدليل على بعض المعاني والأفكار وإن كانت هذه القصة شبيهة إلى حد كبير لفكرة قصة سارة "الكبرى" في الاغواء الأخير لعفاف البطاينة.
نجح أيمن العتوم في اظهار انصهار المجتمع الأردني بشتى أصوله وكان هذا التوظيف الرائع ليظهر أن الفكر حين يتلاقى وحين تتوحد الهموم والأشخاص تنصهر الفوارق والمنابت وهذا يسجل للكاتب.
الحركة الطلابية الأردنية بحاجة إلى حركة توثيق وتأريخ لأنها صفحات ناصعة البياض وشامة عز نحو الحرية والتميز، وقد قادت الدولة بعد أحداث اليرموك هجمة شرسة على الحركة الطلابية تمثلت في الملاحقات الامنية، والاتحادات الموقعية ثم تغيير قوانين الانتخاب واستحداث تيار "وطن" تيار المخابرات وتغيير اسس القبول، وغيرها الكثير مما أدى إلى تراجع الحركة الطلابية وتراجع مستوى مخرجاتها من القيادات والنتاج الفكري والحركي والنقابي.
بالمناسبة "أبو أسيد" ارحيل الغرايبة كان مسؤولا في التنظيم الإخواني للجامعات في حينها، وقد أعتقل ستة أشهر بعدها !!!


Ahmed Gamal كنت أحتاج وبشده الخقائق الموجوده بنهاية تعليقك .. لكن سؤال .. هل من طريقه للتواصل مع هؤلاء الذين ذكرتهم !


Ahmed Gamal كنت أحتاج وبشده الخقائق الموجوده بنهاية تعليقك .. لكن سؤال .. هل من طريقه للتواصل مع هؤلاء الذين ذكرتهم !


أسامة الدراويش اهلا بك صديقي
بطل القصة غائب لم أعثر له على أثر
ورمزي ايضا لم استطع التواصل معه
أما البقية فبعضهم موجود وتواصلت معه عبر الفيسبوك
منهم فرج شلهوب"سراج سلهب"
https://www.facebook.com/farajsh.assa...
نائل ابو صبحة.. "وائل ابو سمحة
https://www.facebook.com/wail.abusamh...


Ahmed Gamal جزيت خيرا يا صديقي :)


back to top