هواة الكتابة discussion

38 views

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by Heba (new)

Heba Alsayyad (finedaisy) | 1 comments لم تصدق حينما تحررت عن العملة الفضية في وثاقها، وارتفعت"البلونة" الملونة في الهواء تاركةً زميلاتها في أيدي البائع في يوم العيد. غمرتها السعادة وهي تطير في الهواء بعيداً عن الأخريات، ثم انتابها خوفاً من أن يتنبه أحدٌ لغيابها فيمسك بها ويوثقها مرة أخرى.. وارتفعت أكثر.. وأكثر حتى زال خوفها واستحال الإمساك بها. وقالت مرحى بالحرية التي ما شعرت بها منذ ميلادي عندما "نفخني" البائع أووثقني.



ولأول مرة فكرت البلونة الملونة تفكيرا عميقاً.



الخوف..الحرية...المصير.. كلمات لم تخطر على بال تلك التي كانت أقصى أمانيها أن يقبض زمام أمورها طفلُ وديعٌ فلا يسيء معاملتها فتزول ألوانها الزاهية ولا يثقبها فتنتهي حياتها.



ونظرت الى الأرض باحثةَ عن الأخريات اللاتي صغُر حجمهن كثيراً في عيني صديقتهن المُحلِقة.



- تُرى هل حزنتم لفراقي؟.. أم تحسدون حريتي الثمينة؟



وارتفعت أكثر.. وأكثر.



وكلما طارت محلِقةً زادت بهجتها وزاد معها هاجس أخر يزداد بابتعادها عن الأرض.



- ما هي الخطوة التالية؟.. وإلى أين المصير؟



فكرت لو أنها استطاعت أن تغير مسار رحلتها إلى بقعة ما في هذا العالم. لكنها اكتشفت حقيقةُ أحزنتها كثيراً، إنها لا تستطيع أن تقصد أي مكان، فليس لها ما يمكنها من تغيير مسارها إلى أي جهة أو مكان شرقاً أو غرباً، شمالاً أو جنوباً، وأن فضيلتها الوحيدة هي الصعود.



فقط.. الصعود.. إلى الأعلى.



الأن.. وقد وصلت إلى السحاب، جالت بخاطرها الهموم الثقال والخوف من مجهول ينتظرها، وهي لا تزال ترتفع وترتفع .. ماذا لو قضمها طائر جارح أو أوصلها ارتفاعها حتى أحرقتها أشعة الشمس.. ونظرت المُحلِقة إلى الأسفل، وهي غير قادرة على رؤيتهن، صديقاتها الملونات.



- ليتني ظللت معهن في أيدي البائع.. ليتني ما تركت وثاقي فربما قد تنعمت بصباح جديد مع الأطفال، ربما لعبوا بي أو ربما قطعوا شريطي، لكنني حينئذ كنت أعلم مصيري المحتوم. أو ربما زهدني اللاعبون فظللت مع البائع.. ومع الأخريات.. فيطول عمري.



الآن وأنا في الهواء تجرفني الرياح دون حولاً مني، فأسير على غير هدى مني أو رغبة. أتذكر يوم أفلتت بلونة هي الأخرى كانت في نفس الوثاق، وسافرَت بعيداً. حينها سألت في نقاش دار بيني وبين الأخريات.. ماذا رأت في رحلتها؟ وما كان مقصدها الذي استقرت فيه؟ هل جرفتها الرياح مثلي ام أنها إهتدت ورأت وعلمت ما لم نعلمه ؟



ومع ذلك الخاطرحاولت البلونة دفع جسدها الخفيف في جانب من الرياح ثم حاولت أن تخرج عن التيار محاولة ان تطير مع ريح ذات اتجاه مختلف.. حاولت مرات ومرات.



ثم مرات ومرات.



ثم..



ثم نجحت.. مرة.. مرتان.. لا أحد يعرف، لكنها ظلت تحاول



فإذا بها ترى جبال وتلال، وصحاري ومدن.. من بين غمام السحاب. ورأت أيضاً طيور تحلق مثلها فسرى بداخلها شئ من الطمأنينة. وبعد حين جعل المطر يغسل جلدها الخفيف , وشعرت بنشوة لم تذق مثلها من قبل.



- فهل رأت تلك التي أفلتت من الوثاق كل هذا الجمال؟


back to top