نادي كلمة discussion

بجعات برية
This topic is about بجعات برية
29 views
كتاب كلمة 2018 > نقاش رواية | بجعات برية لـ يونغ تشانغ

Comments Showing 1-3 of 3 (3 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

نادي كلمة (word_club) | 138 comments Mod
تجمع "بجعات برّية" بين حميمية المذكرات وملحميّة الرواية، لتخبرنا قصة نساء ثلاث:



يونغ تشانغ، جدة الكاتبة، المولودة في 1909 أيام الإقطاع في الصين، والتي مُنحت لأحد أمراء الحرب وجنرالاتها لتكون خليلته، فلم تستطع الهرب من قدرها هذا حتى 1932، عندما أوشك الجنرال أن يموت.



ابنتها التي ترعرعت في منشوريا في ظل الاحتلالين الياباني فالروسي. وحين اندلعت الحرب الأهلية بين الكومنتانغ والشيوعيين، انضمت إلى المقاومة السرية وغامرت بحياتها كي تهرّب الأسرار إلى الشيوعيين فتم اعتقالها. وعندما أطلق سراحها اقترنت بشيوعي مثلها، وصار الاثنان من موظفي النظام الكبار ومن أهل ثورته.



الحفيدة التي تسمّت باسم جدتها يونغ تشانغ، قضت طفولتها في أوساط أصحاب الامتيازات والسلطة، لكن وحشية "الثورة الثقافية" حملتها على التساؤل والشكّ حتى في ماوتسي تونغ نفسه. أبواها تعرضا للقهر والنفي إلى معسكرات العمل البعيدة، فجنّ والدها، وانطفأ تدريجياً ومات. أما هي، ولما تبلغ العشرين، فنفيت إلى أطراف جبال هملايا.



"بجعات برّية" يجعلنا نتوغّل في الصين، في قصورها كما في سجونها، وفي مشاهدها الجماهيرية الحاشدة كما في مقصورات النساء والخليلات الهادئة.



إنه، في آن، عمل مهم من أعمال التاريخ المعاصر، وشهادة غير عاديّة على الروح الإنسانية.



لتحميل الرواية

https://drive.google.com/file/d/0B6Cy...


Munira (goodreadscommunirahatmi) | 7 comments سيرة روائية -أستطيع أن أقول- وربما تاريخ موثق لواحدة من أعظم الحضارات الاقتصادية في العالم. حضارة الصين التي ذكرتها الكاتبة لم يتخيلها عقلي أبدا بهذه الصورة قبل سبعين سنة فقط من يومنا هذا. صعقت حقا بما تحمله الكلمة من معنى من سير الأحداث التي جرت في الصين ف خمسينات القرن الماضي، وفقط!

قبل أن تقع هذه السيرة بين يدي كنت على اطلاع كاف بالفرق بين الشيوعية والرأسمالية؛ الأنظمة البشرية التي يحاول مؤسسوها تطبيقها قسرا على كتلة بشرية مستضعفة. لكن يونغ تشانغ هنا تحدثت بإسهاب وتفصيل أكثر عن الحزب الشيوعي في الصين، من خلال سيرة جدتها وأمها وسيرتها قبل سطوة الحزب وأثنائه وبعده. ولن أستطيع بالطبع احتواء الأحداث كلها فهي حياة إنسان، حصرها في مراجعة عابرة لن يوفي حق شقائها وسعادتها من الأمر شيئا.

الجدة حين قالت: *إذا كان لديك الحب يكون حتى الماء البارد العادي حلو المذاق*
ربما غفرت لأبيها الذي سلمها جارية لجنرال ليحظى هو بمنصب عال في الحزب، وهي ابنةٌ حرة. ربما بهذه العبارة حاولت أن تنسى الشقاء الذي مرت به بعد وفاة زوجها ولديها طفلة تحاول تنشئتها في بيت والدها الذي لم يرحب بها! ربما حين قالت هذه العبارة أشارت إلى عائلة زوجها الثاني الذي أحبها، بخلاف أبنائه ومجتمعه بأكمله. لم يكن وجودها مريحا لأقربائها سوى أمها. سيرة الجدة تأخذني قريبا هنا في مجتمعي، حين أسمع عن الكثير من النساء المضطهدات في بيوتهن، لا رأي لهن ولا مقام، تزوج الفتاة لمن لا ترغب، أو ربما تختار زوجا آخر فيقال لها: لم يزل رفات زوجك الأول رطبا! وحين تقدس العائلة كلها دون الزوجة. تشابه كبير لحظته في المجتمعين، احتقرت بسببه الأشخاص الذين ينعتون مجتمعنا بالتخلف دون المجتمعات الأخرى، في حين يُفتخر بعالم الغرب الذي نجهل ماضيه.

تلك الطفلة التي ترعرعت في بيت نشأ على نظام الشيوعية -بعد أن دحر جيش الكومنتانغ -النظام الذي يقدس مبادئ النزاهة والتواضع والبعد عن الترف والفخار. أصبح المجتمع بوجود هذا النظام تحت مراقبة علنية وذاتية. الحزب فوق كل شيء؛ فوق الأسرة والحب والرغبات. يسخر الإنسان نفسه من أجل الحزب، ولذلك صُبغت شخصية هذه الطفلة بصبغة سياسية مناضلة، ظهرت ملامحها بشدة في السيرة.

الملحمة اشتدت لما تولى "ماو" حكم الصين، واضطهد شعبه بأكلمه فقط لكي يبدو ذا سطوة. وضع القيود بدءا بالأنظمة والقيادات وانتهاء بالعلاقة بين الزوجين والأسرة. حاكم مستبد قهر شعبه حين أمرهم بصنع الفولاذ، وليس هناك أي سبب واضح لهذا الأمر! الشعب ترك أشغاله وأريافه وسخر نفسه وغذاءه من أجل الفولاذ. المدارس والمستشفيات فقدت أهميتها والتهت (بعبادة ) ماو وتنفيذ أوامره. حدثت مجاعة بسبب هذا التعسف وفقدت الصين ثلاثين مليون فرد لأجل ماو. لم يرضَ بتحديد النسل، وربما عزى هذا إلى ارتفاع نسبة السكان في الصين كما عُلمنا الآن. أصحاب الامتيازات السياسية (عائلة الكاتبة واحدة منهم) كان لهم حظ في الأفلام والسينما والمطاعم التي حرم منها باقي الشعب، وهنا ظهر تأثير الفكر الغربي في ثقافة الصين. الشيوعية لها أثر كبير في قصة الشعر ولباس الفتاة والشباب، والألوان الثورية التي كانوا يرتدونها. ربما هيئة الفرد الصيني نبعت من النهج الشيوعي.
ثم انتقل ماو من الإصلاح الزراعي إلى الإصلاح الفكري، وهو ما عرف لأول مرة بـ "الثورة الثقافية"، وبدأ بتحريض التلاميذ بالتعرض للمعلمين والمثقفين والفنانين والأدباء، حصل دمار عمّ الصين، أصبحت البلاد بحق خرابا لم يعهده السكان من قبل، وهذا فقط حتى لا يتفوه المثقفين بأي تأييد للرأسمالية في المسارح والكتب واللوحات والمناهج. وهنا أصدر ماو جُل عظمته في "الكتاب الأحمر"، هو الكتاب الوحيد الذي يُدرس للطلاب الثوريين، يتضمن أقوال ماو وأفعاله وفلسفته.

والد الكاتبة حين قال لأمها: *أرجوك أن تقبلي اعتذاراتي، التي تأتي متأخرة عمرا بطوله*
أحس بتقصيره اتجاه زوجته حين فضل الحزب عليها، وقضى حياته من أجله دون أن يقدم لها أي تهاون -كما يقتضي الحزب- في حملها وعسرتها بعد كل ولادة. رجل وزوجته سخرا روحيهما من أجل الحزب بنزاهة وليس كما حكم ماو، وانتهت به الحال إلى الفناء، جراء التعذيب الذي لحقه من الاجتماعات التنديدية، التي ألحقت بكل شخص اتهم بتأييده للرأسمالية.

الكاتبة أعتبِرها من الأشخاص "الذين يجب عليهم تفهم الوضع"، رغم أنها لم تكن الكبرى بين أخوانها إلا أنها حكت طفولة وشبابا أليمين، ومعاناة قاهرة. لا بد أنها بكت حين كتبت عن جدتها، عمتها، أصدقائها وأبيها، الذين ذهبوا ضحية الحزب. بكت حين حكت عن أمها حين عذبت في الاجتماعات الوحشية، بكت حين تحولت الأنوثة إلى جندية، وأرغمت على المساواة مع الرجل من أجل الثورة. الأنظمة البشرية تبقى ظالمة.

أعجبت بشخصية الأم، ما زالت على قيد الحياة، لها عقل مدبر وتسخر القوانين من أجل مصلحة زوجها وأبنائها، بعكس زوجها النزيه دائما. الأم لها الفضل في إيصال ابنتها إلى كرسي الدراسة في لندن، حين منعت البعثات خارج الصين. يحق لها أن يُحتفى بها في المطارات والدول كما ذكرت ابنتها في المقدمة.

السيرة حميمية، عجيبة، رائعة، مؤلمة، وغنية بما أخفاه الجهل عنا. الحكمة لم تُعدم من الأدب الصيني يوما.


Munira (goodreadscommunirahatmi) | 7 comments قرأتها قبل فترة
وهذه مراجعتي ..


back to top