المؤلف فقيه أزهري وهو يريد أن يثبت أن الله تعالى قد بعث رسوله لتبليغ رسالته ولم يأمره بإقامة دولة وأن الدولة التي أقامها المسلمون فيما بعد هي اجتهاد بشري وشأن سياسي تحرك من أجله المسلمون بمحض اجتهادهم
في نهاية الثلث الأول من الكتاب توصل الكاتب غلى خلاصة مفادها أن الخلافة الإسلامية كانت مصدر شر وفساد ولم تكن مصدر خير وعدالة ورحمة ... ولأن الكاتب فقيه أزهري فقد استخدم النصوص لإقناع نفسه وقرائه بهذه الخلاصة ... غير أن النصوص لم تسعفه فانطلق يتوسع في تحويرها وتفسيرها ومد خطوطها نحو الاتجاه الذي يريد فلم يجد الامر نفعا
كان بإمكان المؤلف أن يعتمد على المنهج التاريخي الذي يربط نشأة الخلافة والفكر الفقهي الذي يتحدث عنها بالأحداث التاريخية المحيطة بها. لو أنه اعتمد هذا المنهج لتمكن وبسهولة من إقناع القارئ بأن لا حاجة لنا اليوم الى الحديث عن ضرورة العودة الى فكرة دولة الخلافة ... لكن المؤلف فقيه والفقيه لا تسكن نفسه الا بالدليل الشرعي
ثم قرأت كتابا للشيخ محمد خضر الحسين يحاول فيه أن ينقض كتاب علي عبدالرازق ... وقد لا حظت أنه يعتصم بالأدلة الشرعية وأقوال الفقهاء وهي فعلا تخدم ما يؤمن به، لكنه لم يكن يلقي بالا الى قابليتها للتطبيق ... إن أقوال الفقهاء وآراءهم الجميلة في حق الأمة على الخليفة بقيت مجرد حبر على ورق ولم يسأل فقهاؤنا أنفسهم إن كان بوسعنا حقا أن نطبق هذه الآراء على أرض الواقع بل اكتفوا بالدعاء الى الله أن يرزقنا بخليفة كعمر بن عبدالعزيز
بعبارة أدق لو أن محمد الخضر كان منصفا لنظر في كتب التاريخ جيدا ورأى مظالم دولة الخلافة التي يدافع عنها، ثم لسأل نفسه سؤالا وجيها: لماذا لم تتمكن الآراء الفقهية من بناء دولة خلافة اسلامية عادلة !! عندها سيكون لزاما عليه أن يراجع نفسه وينتقد قابليتها للتطبيق ويبتكر لنا آراء جديدة قابلة للتطبيق عندها سأكون أول من يقف الى جانبه في ضرورة العودة الى دولة الخلافة
لكن المشكلة في علماء الشريعة أنهم غير مطلعين على المناهج الحديثة في دراسة التاريخ وعلوم الاجتما
في نهاية الثلث الأول من الكتاب توصل الكاتب غلى خلاصة مفادها أن الخلافة الإسلامية كانت مصدر شر وفساد ولم تكن مصدر خير وعدالة ورحمة ... ولأن الكاتب فقيه أزهري فقد استخدم النصوص لإقناع نفسه وقرائه بهذه الخلاصة ... غير أن النصوص لم تسعفه فانطلق يتوسع في تحويرها وتفسيرها ومد خطوطها نحو الاتجاه الذي يريد فلم يجد الامر نفعا
كان بإمكان المؤلف أن يعتمد على المنهج التاريخي الذي يربط نشأة الخلافة والفكر الفقهي الذي يتحدث عنها بالأحداث التاريخية المحيطة بها. لو أنه اعتمد هذا المنهج لتمكن وبسهولة من إقناع القارئ بأن لا حاجة لنا اليوم الى الحديث عن ضرورة العودة الى فكرة دولة الخلافة ... لكن المؤلف فقيه والفقيه لا تسكن نفسه الا بالدليل الشرعي
ثم قرأت كتابا للشيخ محمد خضر الحسين يحاول فيه أن ينقض كتاب علي عبدالرازق ... وقد لا حظت أنه يعتصم بالأدلة الشرعية وأقوال الفقهاء وهي فعلا تخدم ما يؤمن به، لكنه لم يكن يلقي بالا الى قابليتها للتطبيق ... إن أقوال الفقهاء وآراءهم الجميلة في حق الأمة على الخليفة بقيت مجرد حبر على ورق ولم يسأل فقهاؤنا أنفسهم إن كان بوسعنا حقا أن نطبق هذه الآراء على أرض الواقع بل اكتفوا بالدعاء الى الله أن يرزقنا بخليفة كعمر بن عبدالعزيز
بعبارة أدق لو أن محمد الخضر كان منصفا لنظر في كتب التاريخ جيدا ورأى مظالم دولة الخلافة التي يدافع عنها، ثم لسأل نفسه سؤالا وجيها: لماذا لم تتمكن الآراء الفقهية من بناء دولة خلافة اسلامية عادلة !! عندها سيكون لزاما عليه أن يراجع نفسه وينتقد قابليتها للتطبيق ويبتكر لنا آراء جديدة قابلة للتطبيق عندها سأكون أول من يقف الى جانبه في ضرورة العودة الى دولة الخلافة
لكن المشكلة في علماء الشريعة أنهم غير مطلعين على المناهج الحديثة في دراسة التاريخ وعلوم الاجتما