«أنا بهيمة، أنا زنجي، أنا من عرق فاسد، من أدنى عرق»
طالما تكلم رامبو هكذا
لم يكن أهريمان ولا أهورامزدا. ليس خالقا محوّلا ولا ساحرا ولا مدمرا، وحتى في فترة محبته اللامسيحسة لم يجد جامعا بين الناس سوى أواصر البؤس. مع ذلك فإن من اجلس الجمال على ركبتيه ووجده مرا، من لم يتمثل إلا بالموسيقي الذي عثر على مفتاح الحب، الموسيقي لا الساحر ولا النبي، ولا بطبيعة الحال البطل الملحمي، رامبو هكذا لم يكن على كل حالٍ مجرد هاذٍ ولا كاهن غموض. فهذا الذي كان ينتظر الله بنهم كما انتظر بالنهم كل حقيقة تعرض له
لم يكن مجرد لاعب إذن ولا مجانيا بالقدر الذي حسبناه ولا هاذيًا فحسب. كما أنه ليس قديسا مضادا ولا ثوريا فقط. إنه الوضوح الذي يجاور الأسرار والإبهام المفعم بالمعاني كما يقول، والحق أن الذين يستأذنون رامبو في نص بلا عقال ولعب بالكلام وكتابة آلية وهذيان بحت يسيئون فهمه. بعض الشعراء العرب الذين حسبوا دائما أن المعنى ليس سوى الوصايا الجاهزة، طالما فعلوا ذلك. الشعوذة الكلامية لم تكن أبدا رامبو. وشعره الذهاب في المعنى إلى حد تحويله إلى طاقة. أما تخليص الشعر من المعنى فكان بالتأكيد خارج غرضه
رابط تحميل مباشر
نقرأ بمتوسط يومي 50 صفحة ولمدة 14 أيام
اثروا الحوار باقتباساتكم، آرائكم، ملاحظاتكم وانطباعاتكم