Arabic readers in Karlsruhe discussion

رواية رائعة تجعلنا نتعرف على أفغانستان الجميلة قبل الحرب وكيف شوهتها الحرب
وكيف نتج التطرف من ظروف الحرب
كذلك تناقش بعض المشاكل الاجتماعية في المجتمع الأفغاني كالكثير من مجتمعاتنا.. كالعنصرية والطبقية

بدأت للتو في قراءة هذه الرواية وأعجبني جداً طريقة الكاتب في سرد ذكريات طفولة بطل الرواية (أمير) وصديقه (حسن).
أمير ابن عائلة مرموقة في كابول أبوه أحد أشهر التجار هناك على خلاف حسن الذي ينحدر من إحدى الطوائف التي تم اضطهادها في الماضي. الطفلان الصديقان يتميان الأم، توفيت والدة أمير ،أميرة كما يحلو لوالد أمير مناداتها، أثناء ولادته، والتي كانت تنحدر من إحدى سلالات الملوك.
بينما هربت والدة حسن من ابنها وأبيه بعد أن وضعته بأسبوع لتعيش الحياة التي تحلو لها بعيدا ً عن طفل بشفة أرنب وأب برجل عاجزة.

يكمل الكاتب المئة الأولى من صفحات الرواية بسرد المزيد من التفاصيل عن علاقة أمير وأبوه من جهة وأمير وصديقه حسن من جهة أخرى.
كما يروي على لسان بطل الرواية أمير تفاصيل مسابقة الطائرات الورقية بطريقة سلسة وممتعة.
سياسياً، تنتقل أفغانستان من الملكية إلى الجمهورية

يفوز أمير بمسابقة الطائرات الورقية ويسرع حسن ليجلب له طائرة آخر الخصوم فهو الأقدر على مثل هذه المهام، يعترضه آصف ورفيقيه وهم من أطفال الحي المزعجين يريدون أخذ الطائرة منه. يرفض حسن تسليمهم الطائرة مقدماً وفاؤه لصديقه أمير على نفسه. يوقع آصف وصديقيه بحسن مالم يكن بالحسبان من تعذيب، يرى أمير كل هذا أمام عينيه ويبق ساكتاً مختبئاً.
بعد هذه الخيانة من أمير تدخل علاقته بحسن مرحلة فتور إذ لم يعد باستطاعته النظر في عينيه واللعب معه ويبرر خيانته بأنه يجب أن يضحي بشيء حتى يفوز بقلب أبيه وحسن كان هذه التضحية.

يترك حسن وأبوه المنزل بعد أن دبر أمير لحسن مكيدة تم اتهامه على إثرها بالسرقة ويحتل الروس أفغانستان فيلجأ أمير وأبوه إلى الولايات المتحدة بعد معاناة مع مهربي البشر.
بينما يمثل أبو أمير الجيل القديم الذي لم يستطع التأقلم في البلاد الجديدة يستطيع أمير إنهاء دراسته الثانوية والبدء في دراسة الأدب الإنكليزي في الجامعة حيث يرغب أن يصبح كاتباً

لم يكن أمير يعلم أن مكيدته هذه التي حاكها لحسن ستكون سبباًَ في عودته إلى أفعانستان بعد عشرين عاماً، حين حكمت طالبان البلاد.
ولم يكن يعلم أيضاً أن آصف ذلك الطفل الذي أساء لحسن أمام عينيه ودون أن تتحرك شجاعته ويتدخل سيركب موجة سيطرة طالبان على الحكم ويفعل الأفاعيل في البلاد والعباد.
لم يخطر على باله أن كسر مخاوفه وخوضه معركته الأولى بعد هذا العمر ستكون في سبيل ابن حسن.
لم يكن من الممكن أن يعرف أن حسن ليس مجرد صديق طفولة بل هو اخيه غير الشرعي من أبيه.
الكثير من الأحداث انتهت بأن يلعب أمير مع ابن أخيه حسن في أمريكا لعبة الطائرات الورقية.