المثقف العربي discussion

عملا بنصيحة أحد أفراد المجموعة، سأنشر قصة قصيرة كتبتها، أرجو أن تتركوا آراءكم لأستفيد منها ، وشكرا.

تمام

قصة قصيرة بعنوان: " كسرة خبز."

استيقظت اليوم صباحا كالعادة على صوت القصف الذي امتزج بالصراخ، لم أفزع فقد اعتدت هذا الأمر، الحال هكذا منذ ما يقارب العامين، بحثت عن أمي فلم أجدها، وفتشت عن بقايا خبز لكي آكله، والطبع لم أجد ، حقا أنا أعبث فحسب، منذ متى وأنا آكل فطور الصباح؟! نعم منذ شهور وشهور ، خرجت أمشي حافي القدمين كباقي الأطفال أبحث عن لقمة طعام تسد جوعي، مشيت لساعات طويلة أعبر جبالا من الأشلاء وأسبح في أنهار من الدماء، مررت بجانب مبنى قد قصف فدمر، ودمرت الخيام التي بجانبه، وحوله تجمهر المنقذون لينتشلوا جثث الضحايا وأجسام المصابين، كالعادة قصف جديد على مخيمات اللاجئين، هذا لم يعد غريبا علي، أو على أي أحد آخر، لقد أصبح كل هذا الدمار أشبه بروتين يومي، وأمام ركام المبنى، وجدت فردتي حذاء مختلفتين، وفي إحداهما وجدت بعض أجزاء من أصابع أقدام طفل صغير، لم أرتعب فقد رأيت في هذه الحرب ما هو أقسى ما جعل مثل هذه الأشلاء الصغيرة لا تخيفني، نزعت تلك الأصابع، حفرت حفرة صغيرة ودفنتها فيها، وضعت فوق الحفرة حجرا وكتبت فوقها بدماء تلك الأصابع " قبر لأصابع طفل مفقود" لم أبك ، فقد جفت عيناي من فرط الدموع، اكتفيت فقط بقراءة الفاتحة على روح ذلك الطفل ، كنت متيقنا أنه قد مات، وحتى أن لم يمت، سيموت غدا أو بعد غد، كانا سنموت في هته الحرب، هذا ما كنت أومن به، حملت فردتي الحذاء ووضعتهما في جيب سروالي المهترئ، مقاساتها وإن كان لا يناسبني فسيناسب واحد مقاسه والثاني قد يكون أكبر بقليل، مسحت الغبار عن يدي وأكملت طريقي......
مررت أثناء سيري بطابور لتوزيع المياه، ولم أكن قد تخطيته ببضع خطوات لما بدأت المسيرات بإطلاق نيرانها واستهداف المدنيين، بدأت في ردة فعل لاإرادية بالجري، كان جسدي وحده من يهرب، أما روحي فلم تهرب، فقط تعلقت بدلو الماء الذي امتزج بدماء فتاة صغيرة كانت تحمله، روحي ملت من الهروب ، فقط رجلاي تتشبثان، بهذه الأرض التي عما منها وإليها، وكذلك فعل جسدي عيناي تتراقصان من الهلع وصدري يعلو ويربط وكأنه في سباق مارثون، وأثناء جريي تعثرت بجثة رجل طاعن في السن كانت ملقاة على الأرض، لم ألتفت إليها، فقط واصلت الركض متجاهلا الجرح الذي في رجلي، والذي لم أشعر به إلا بعد توقفي عن الركض بعدما ابتعدت عن المكان، ومع توقفي شعرت بألم فظيع في ساقي، لكني لم أطل التوقف،فعلي أن أسرع إذا كنت أريد الحصول على الطعام بعد أن ضيعت ما فيه الكفاية من الوقت، بدأت أمشي وأنا أجر قدمي المصابة، وبعد أن وصلت إلى الطابور تفاجأت بطول الطابور، 'يا الله' نادية خالقي بصوت خافت لم يسمعه غيري وهو، ورددت ' يا الله، والله نحن جياع يا الله، أعني على الحصول على الطعام لآكل وياكل معي إخوتي و أمي، ما لنا معين غيرك يا الله" كررت دعائي ودخلت في طابور طويل طويل، وقد كنت بحجمي الضئيل وجسمي النحيل كنملة صغيرة وسط عشيرة من الدبابير ، تتلاطمني أجسامهم يمنة ويسرة، وبعد ساعة أو ساعتين من الانتظار لمحني جندي إسرائيلي فأشار إلي وناداني ثم أشار إلى كسرة خبز كانت في يده، نسيت ساقي المصابة وجريت نحوه بكل ما سمحت لي به طاقتي التي خارت من التعب، كدت أطير من الفرح، على الأقل وحتى وإن لم أحصل على طعام فلن أعود فارغ اليدين إلى المنزل، قبلت يد ذلك الجندي والأرض لا تستني من السعادة، من أجل ماذا؟ من أجل كسرة خبز كفي شخصين أو ثلاثة على أكبر تقدير، هممت بالعودة إلى المنزل كي لا تغرب علي الشمس في الخارج ويشتد جوع إخوتي، كنت قد سرعت في السير عندما شعرت بشيء حاد يخترق حنجرتي، شعرت بالاختناق أكثر من أي شيء آخر، أكثر من الألم أو التعب، بدأت أمشي مترنحا وصوت مخنوق يخرج من حنجرتي بصعوبة وكأن شيئا يحاول سجنه أسفل في الداخل، همس كان يخرج مني :"مش قادر أتنفس، مش قادر أتنفس" هويت على الأرض ثم لاشيء، كل شيء أسود في أسود، فقدت الشعور لمدة ثم فجأت ظهر ضوء ساطع من الأعلى و الأسفل، بل من كل الجهات، نظرت للأسفل فلم أر أقدامي، رأيت أمي واخوتي دايرين حولي يبكون، لحظة لم أكن أنا، بل كانوا حائيمين على جثتي التي كانت ممسكة بكسرة الخبز ذاتها غير أنها كانت ملطخة بالدماء، ملطخة بدمائي، نظرت حولي فرأيت عشرات من الأرواح تتسابق للصعود نحو السماء ، تلفظت حولي في غير استيعاب لما يحدث، لمحتي روح رجل فقال لي بعجلة :"أسرع يا بني أسرع، أبواب الجنة قد فتحت وهي تنتظرنا ........."

للقراءة المزيد من قصصي:https://www.facebook.com/profile.php?...

جميلة جدا !!!! سرد رائع .. تجنبي النقاد وقومي بتنقيح نصك في هدوء دون قلق .. واصلي الكتابة .. (:

موهوبة بدون مجاملة. حقيقة كنت اعتقد اني سأقرأ قصة متواضعة لكني تأثرت مع قصتك وخصوصا ان قصتك واقعية. اعجبني وصفك الدقيق للمكان وكيف ان رحلة الطفل اصبحت روتينية في وضع ابعد ما يكون لبيئة تصنع روتينية لكن تكرار الامور الفظيعة والاهوال الغير روتينية جعلها روتينية . تحسست كآبة الرحلة وتمنيت قبل النهاية ان لا يلمس الطفل قطعة الخبز التي اصبحت نجسة. لكن النهاية اشبه باحساس ارخاء شيء كان يقبض عليك بشدة ويشعرك بالم شديد ثم يرتخي وتحس بالراحة.

ملاحظتي الوحيدة مع اني لست اهل لها فأنا اجهل في الكتابة، لكن اعتقد انك استخدمت فواصل في حالات تحتاج الى نقطة. وقد اكون غلطان وتكونين تعمدتي هذا ليكون السرد سريع ومتصل.

نصيحتي لك ان تستمري في الكتابة وان تتقبلي النقد ((لكن))
لكن: ليس كل نقد يكون في محله واعتقد انك انت الوحيدة التي يجب عليك قراءة النقد وتقييمه. اي تمعني فيما النقد وفكري فيه واستفيدي منه

انصحك ايضا انت تستري قواميس المترادفات وقواميس عربي عربي وتكون كأدوات تستخدميها

عمرك الان ١٤. وانت بهذا المستوى المتقدم ، ما شاء الله تبارك الله، فوالله لا اجامل ، لك مستقبل رائع في الكتابة
والله يوفقك


-/-/-/-/- )()()()()( &$&$&$&$& @&@&@&@& !(!(!(!( //// ——

MORSLI ASMA wrote: "قصة قصيرة بعنوان: " كسرة خبز."

استيقظت اليوم صباحا كالعادة على صوت القصف الذي امتزج بالصراخ، لم أفزع فقد اعتدت هذا الأمر، الحال هكذا منذ ما يقارب العامين، بحثت عن أمي فلم أجدها، وفتشت عن بقايا خبز..."

----------
سرد حلو كثير وممتاز مقارنة بسنك 14 يعني ماشاءالله هذه بداية طريق وانشاءالله تكبري وتصيري مؤلفة لان طريقة سردك حلوة مقارنة بسنك.
وهذا يدل على تراكم المصطلحات والتعابير يالي عم تقرأيها وهذا خلاك تحبي الكتابة اكثر.
كلما تكبر تاخذي على حسب وقتك واستمري في الكتابة هذه خطوة جميلة ولاتنسي ضروري يكون خلف كلامك شيء جميل, يعني مش كلام ملىء بالمعنى والرمزية لكنه ركيك وليس كلام مليان لغة جميلة لكن دون معنى.
اما علامات الترقيم وترتيب الجمل هذه امور سهلة اولا ركزي على النص بعدين حط علامات ترقيم للكلام.