جزء من حياتي discussion

7 views
Matlagaituway > توازن مربك؟

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by Afraa (new)

Afraa | 596 comments Mod
وصلتني منذ مدة هذه الرسالة من أحد الأشخاص وهذا فحواها:
“تحية طيبة,
من أجمل ما في السفر والترحال هو تذوق الجمال في كل جوانبه سواء أنت بحثت عنه أم هو طبيعة المكان الذي قصدته سواء كان جمالاً مادياً أم بشرياً
لكن كيف تحقق توازن بين ما هو مسموح لك بتذوقه وبين ما هو مرفوض البتة؟
لماذا ينجذب بعض المسافرين إلى كل الأماكن ما سما منها وما هبط ؟
هل هي الحاجة؟ أم هي الاهتمامات؟ أم هي المغريات؟
أم طبيعة المكان يفرض عليك ذلك؟ أم طبيعة المرافقين وتوجهاتهم؟
من المستحيل أن يعكس المكان عليك تأثيراً ولا يترك لك انطباعاً أو حتى إحساساً, فكيف إذا كنت في قمة التغيرات الفسيولوجية والبيولوجية الجامحة المطالبة بإلحاح لإشباعات قد يفلت ذمامها منك وقد تسيطر عليها فتكبح جماحها
فتساءلت، لماذا يقصد البعض أماكن مخصصة للعري والخمور والتسكع والتمايل؟
أليست مضرة؟ أليست مخلة بالآداب؟ أليست مخدشة للفطرة؟ أليست مشوهة للعذارى من الرجال والنساء؟
تفاجأت بإجابة بل هي واقية للشاب من الاغترار! من الانزلاق! من الإقبال بإفراط!
كيف؟؟؟؟
ولماذا لا نربيه على أن هناك أماكن لا تليق بنا ولا بأخلاقنا؟ لماذا لا نربيه بأن يختار المكان الذي يناسبه ويناسب دينه؟ لماذا لا أثق في غرسي وفي رعايتي؟
لذلك لم أتفاجأ عند زيارتي لأحد العائدين من السفر؛ أن أجد أطفالاً ومراهقين يخصصون ملابس تتناسب مع هذا المكان ويترقبون هذه الزيارات!
أن يتحدث أحدهم بكل براءة عما شاهد وعن تمايل الراقصات عليه في تحرش فاضح!
لكن ما هو مربك هو أنك تحتاج أن تشوه هذا المكان لأبنائك ولنفسك قبلهم!
لكن تفاجأ بأن المقربين لك ولأبنائك يزينه لهم!!!
أليس توازن مربك؟؟”
تأملت الرسالة وما فيها من حيرة وقلق عميق ثم كتبت الرد التالي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أجد أي إرباك في القضية،
أولاد، هذا قريبكم لازم تحترموه وتقدروا قرابته! هذا أولاً.
لكن أفكاره وطريقته خطأ لأنه حتى الكبار تخطئ وتُخدَع!
عزيزي،
ضروري جداً أن يعرف الأطفال أننا نحن الكبار نخطئ كذلك وأننا لسنا معصومين …
من المفيد جدا أن نفتح معهم حوار حول ما نعلمهم …
هذا إن فعلاً أردنا التعليم لا التلقين!!
هذه الممارسات والأخطاء سيصطدمون بها إن عاجلاً أو آجلاً ومن الضروري أن يتعلموا الحوار والنقد العقلي والموضوعي.
في المقابل،
الكبير الذي يرتكب الخطأ لا بد أن يتعود على أن يسمع الانتقاد من الصغير مهما كان صغيراً!
لأن الحق بكل بساطة لا يعرف كبير.
التلقين بدون حوار قد ينفع للعقد الأول وربما للعقد الثاني لكن نتائجه ستكون في الغالب انفجار في ما وراء ذلك!
ما أجمل أن يسمع الطفل من والديه كلمات مثل “أخطأنا وأنت على صواب!” أو “الحق في ما قلته!”.
هذه الكلمات إن غرست في أعماق الطفل وضميره فحتماً ستكون أكبر حامي له بعد الله عز وجل.
هذه الكلمات هي ما سيحميه حتى وإن زلت به القدم مرة أو اثنتين لأنه دائما يكون لديه مخرج للرجوع….
أما من تربى على التلقين فربما ينجو طيلة حياته بما تلقنه …..
لكن إن زلت قدمه مرة، فإنه لا يعرف كيف يعود للوراء…


back to top