لمن تاب وأناب بقلم الهام ابراهيم الباز هذه زيارتي أتت إلى بابكم محملة بشرارة برق تنير بصيرتي وبصيرتكم . إن اصطفاء الكلام من نور البصيرة فالكتاب إذا لم يكرر ؛ بقيت فوائده أسرارا ، ولم تزل علومه مخبآت !. ابن حزم شمس ؛ لكنها طلعت من المغرب ، ونجم لكنه بزغ في النهار قلنا له يا إمام : كف الملام عن الأئمة الأعلام ؛ فقال : (من تاب وأناب فلا عتاب ) .
الإعتراف بظلم النفس ، وقلة البضاعة ، ورداءة المحصول ، واتهام النية والإنكسار عند تذكر الخطيئة ، ومقت الذات غاية المقت ولوم النفس غاية اللوم على ما فرطت في جنب الله واكثرت من مخالفة أوامرالله ؛ عندها يحصل عفوالله ومغفرته ورضوانه ؛ فما هطلت سحائب الرضوان إلا برضا الرحمن ، والإنكسار بين يديه وتفويض الأمر إليه ، والتوكل عليه .
فما أسعد حال من داوم على لا إله إلا الله وأستغفر الله ، فغاية الكمال لرب العزة والجلال وافراده بالوحدانية وغاية كمال العبد التبرؤمن الحول والقوة والتطهر من الذنوب والسيئات . فالله لا ينظر إلى صورنا وأموالنا ؛ لكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا .
إن العالم لا يعرف بزيه وبهندامه ولكن بعلمه وفهمه وصدقه وزهده وخشيته ؛ لقد كانت الرزايا عند علماء السلف هي ما مس الدين أو العلم أو الدنيا ؛ فعلينا السلام ورحمة الله وبركاته... .
لاتثق بمدح الناس ولا تخشى ذمهم ؛ فكل يوم لهم مذهب يرضون لأغراضهم ويغضبون لها ؛ فعامل أنت واحدا أحدا فردا صمدا واترك غيره لأنه سوف يقبل لك بتقلبهم على رغم أنوفهم .
ولا تحقر رأي أحد مهما كان ؛ فإنني استفدت من أناس ليس عندهم علم كثير ، ولا يشار إليهم بالبنان ، وليسوا في أماكن مرموقة ، ولكن عندهم من سداد الرأي ما يفوق كبار الناس ، ولله في خلقه أسرار .
الصدق منجاة ، والرائد لا يكذب أهله ، والحقائق أقوى من الخيال ، وقد نصحت نفسي ونصحتك ، وما بقي من أعمارنا إلا كما ذهب أو أقل ، وهل اليوم إلا مثل أمس ؟!.
فاعلم أن اليسر مع العسر ، ومع الصبر النصر ، وأن الغنى بعد الفقر ، والعافية بعد الضر ، والدهر حلو ومر . واعلم أن فضول العيش أشغال ، وكثرة المال اغلال ، واقبال الدنيا هموم وأثقال ، وأن خير النعيم ؛ راحة البال . كوز ماء ورغيف على بساط نظيف مع كتاب شريف ؛ أفضل من ملك صنعاء إلى القطيف ، وأهنأ من سكنى القصر المنيف ، وأين الملوك والدول يالطيف ؟. والبس الملابس البيض النقية وعليك بالروائح الزكية ، ومارس الرياضة البدنية ،وقلل من شرب المنبهات الردية ، وأدمن الأوراد الشرعية . وردد دعوة ذي النون ، وأكثر ذكر المنون ، وهون الأمر يهون ، ولا ترضى في الدين الدنية ، وارض من الدنيا بالدون وسبحان ربك رب العزة عما يصفون .
وعليك بكثرة الدعاء والفال وحسن الرجاء ، ولا تيأس مهما عظم البلاء واشتدت الظلماء وكثر الاعداء ؛ فإن الأمر بيد رب الأرض والسماء .
ورب مكروه عندك نعمة نجاك الله به من نقمة ، وأحلك به صهوة القمة فلا تكره ما قدره الله وأتمه .
واجعل أفكارك فيما يفيد ، واجعل نصب عينيك كل أمر حميد ، وإن حسنت أفكارك ؛ فأنت سعيد ؛ لأنك من صنعها كما يصنع الحديد .
وانظرإلى ما هو دونك في المواهب من الصحة والعلم والمكاسب ، وكيف أنك فوقهم بفضل الواهب ، وأن عندك ما ليس عندهم من المطالب .
والعيش في حدود اليوم الحاضر ، ونسيان أمس الدابر ، وعدم الروغان مع من راغ ، ومجافاة كل طاغ وباغ .
ولا تؤخر عمل اليوم إلى غد ؛ فتتراكم عليك الأعمال وتجهد ؛ فلكل يوم عمل محدد ، وكن مع كل يوم مولود امجد .
بقلم الهام ابراهيم الباز
هذه زيارتي أتت إلى بابكم محملة بشرارة برق تنير بصيرتي وبصيرتكم .
إن اصطفاء الكلام من نور البصيرة فالكتاب إذا لم يكرر ؛ بقيت فوائده أسرارا ، ولم تزل علومه مخبآت !.
ابن حزم شمس ؛ لكنها طلعت من المغرب ، ونجم لكنه بزغ في النهار قلنا له يا إمام : كف الملام عن الأئمة الأعلام ؛ فقال : (من تاب وأناب فلا عتاب ) .
الإعتراف بظلم النفس ، وقلة البضاعة ، ورداءة المحصول ، واتهام النية والإنكسار عند تذكر الخطيئة ، ومقت الذات غاية المقت ولوم النفس غاية اللوم على ما فرطت في جنب الله واكثرت من مخالفة أوامرالله ؛ عندها يحصل عفوالله ومغفرته ورضوانه ؛ فما هطلت سحائب الرضوان إلا برضا الرحمن ، والإنكسار بين يديه وتفويض الأمر إليه ، والتوكل عليه .
فما أسعد حال من داوم على لا إله إلا الله وأستغفر الله ، فغاية الكمال لرب العزة والجلال وافراده بالوحدانية وغاية كمال العبد التبرؤمن الحول والقوة والتطهر من الذنوب والسيئات . فالله لا ينظر إلى صورنا وأموالنا ؛ لكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا .
إن العالم لا يعرف بزيه وبهندامه ولكن بعلمه وفهمه وصدقه وزهده وخشيته ؛ لقد كانت الرزايا عند علماء السلف هي ما مس الدين أو العلم أو الدنيا ؛ فعلينا السلام ورحمة الله وبركاته... .
لاتثق بمدح الناس ولا تخشى ذمهم ؛ فكل يوم لهم مذهب يرضون لأغراضهم ويغضبون لها ؛ فعامل أنت واحدا أحدا فردا صمدا واترك غيره لأنه سوف يقبل لك بتقلبهم على رغم أنوفهم .
ولا تحقر رأي أحد مهما كان ؛ فإنني استفدت من أناس ليس عندهم علم كثير ، ولا يشار إليهم بالبنان ، وليسوا في أماكن مرموقة ، ولكن عندهم من سداد الرأي ما يفوق كبار الناس ، ولله في خلقه أسرار .
الصدق منجاة ، والرائد لا يكذب أهله ، والحقائق أقوى من الخيال ، وقد نصحت نفسي ونصحتك ، وما بقي من أعمارنا إلا كما ذهب أو أقل ، وهل اليوم إلا مثل أمس ؟!.
فاعلم أن اليسر مع العسر ، ومع الصبر النصر ، وأن الغنى بعد الفقر ، والعافية بعد الضر ، والدهر حلو ومر .
واعلم أن فضول العيش أشغال ، وكثرة المال اغلال ، واقبال الدنيا هموم وأثقال ، وأن خير النعيم ؛ راحة البال .
كوز ماء ورغيف على بساط نظيف مع كتاب شريف ؛ أفضل من ملك صنعاء إلى القطيف ، وأهنأ من سكنى القصر المنيف ، وأين الملوك والدول يالطيف ؟.
والبس الملابس البيض النقية وعليك بالروائح الزكية ، ومارس الرياضة البدنية ،وقلل من شرب المنبهات الردية ، وأدمن الأوراد الشرعية .
وردد دعوة ذي النون ، وأكثر ذكر المنون ، وهون الأمر يهون ، ولا ترضى في الدين الدنية ، وارض من الدنيا بالدون وسبحان ربك رب العزة عما يصفون .
وعليك بكثرة الدعاء والفال وحسن الرجاء ، ولا تيأس مهما عظم البلاء واشتدت الظلماء وكثر الاعداء ؛ فإن الأمر بيد رب الأرض والسماء .
ورب مكروه عندك نعمة نجاك الله به من نقمة ، وأحلك به صهوة القمة فلا تكره ما قدره الله وأتمه .
واجعل أفكارك فيما يفيد ، واجعل نصب عينيك كل أمر حميد ، وإن حسنت أفكارك ؛ فأنت سعيد ؛ لأنك من صنعها كما يصنع الحديد .
وانظرإلى ما هو دونك في المواهب من الصحة والعلم والمكاسب ، وكيف أنك فوقهم بفضل الواهب ، وأن عندك ما ليس عندهم من المطالب .
والعيش في حدود اليوم الحاضر ، ونسيان أمس الدابر ، وعدم الروغان مع من راغ ، ومجافاة كل طاغ وباغ .
ولا تؤخر عمل اليوم إلى غد ؛ فتتراكم عليك الأعمال وتجهد ؛ فلكل يوم عمل محدد ، وكن مع كل يوم مولود امجد .