“بالولادة تزدوج المرأة جسداً و نفسياً، و توسع آفاق كيانها الطبيعي و الروحي ، أما الرجل فالمولود الجديد يشد أزره و يدعم وضعه الاجتماعي و يحافظ على ممتلكه في مقابل ممتلك الآخرين ، و يتمرأى أمام ذاته. فالمبدأ الأمومي يجمع و يوحد ، و المبدأ الأبوي يفرق و يضع الحواجز و الحدود. المبدأ الأمومي مشاعة و عدالة و مساواة ، و المبدأ الأبوي تملك و تسلط و تمييز. الأمومية توحد مع الطبيعة و خضوع لقوانينها ، و الأبوية خروج عن مسارها و خضوع لقوانين مصنوعة.
في المجتمع الأمومي ، أسلم الرجل قياده للمرأة ، لا لتفوقها الجسدي بل لتقدير أصيل و عميق لخصائصها الإنسانية و قواها الروحية و قدراتها الخالقة و إيقاع جسدها المتوافق مع إيقاع الطبيعة. فإضافة إلى عجائب جسدها الذي بدا للإنسان القديم مرتبطاً بالقدرة الإلهية ، كانت بشفافية روحها أقدر على التوسط بين عالم البشر و عالم الآلهة ، فكانت الكاهنة الأولى و العرافة و الساحرة الأولى. بهذه الأسلحة غير الفتاكة ، مضى الجنس الأضعف قوة بدنية فتبوأ عرش الجماعة دينياً و سياسياً و اجتماعياً ، و أمام هذه الأسلحة أسلمت الجماعة قيادتها للأمهات. و لقد عزز الدور الاقتصادي للمرأة مكانتها هذه. فلقد كانت بحق المنتج الأول في الجماعة ، لكونها المسؤولة الأولى عن حياة الأطفال و تأمين سبل العيش لهم. كانت المرأة مسؤولة عن تحضير جلود الحيوانات و تحويلها إلى ملابس و مفارش و أغطية ، و كانت النساجة الأولى و الخياطة ، و أول من صنع الأواني الفخاري. و بسبب قضائها وقتاً طويلاً في البحث عن الجذور و الأعشاب الصالحة للأكل تعلمت خصائص الأعشاب السحرية في شفاء الأمراض ، فكانت الطبيبة الأولى. و كانت من يبني البيت و يصنع أثاثه ، و كانت تاجرة تقايض بمنتجاتها منتجات الآخرين. و من وجود شعلة النار المقدسة في معابد الحضارات المتأخرة و قيام عذراوات االمعبد بحراستها و إبقاءها مشتعلة ، نستطيع الاستنتاج أن شعلة النار الأولى قد أوقدتها المرأة و كانت أول حارس عليها حافظ لأسرارها. و أخيراً توجت المرأة دورها الإقتصادي الكبير باكتشاف الزراعة و نقل الإنسان من مجتمع الصيد إلى مجمع إنتاج الغذاء بينما حافظ الرجل طيلة هذه المرحلة على دوره التقليدي في الصيد و التنقل بحثاً عن الطرائد الكبيرة.”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
في المجتمع الأمومي ، أسلم الرجل قياده للمرأة ، لا لتفوقها الجسدي بل لتقدير أصيل و عميق لخصائصها الإنسانية و قواها الروحية و قدراتها الخالقة و إيقاع جسدها المتوافق مع إيقاع الطبيعة. فإضافة إلى عجائب جسدها الذي بدا للإنسان القديم مرتبطاً بالقدرة الإلهية ، كانت بشفافية روحها أقدر على التوسط بين عالم البشر و عالم الآلهة ، فكانت الكاهنة الأولى و العرافة و الساحرة الأولى. بهذه الأسلحة غير الفتاكة ، مضى الجنس الأضعف قوة بدنية فتبوأ عرش الجماعة دينياً و سياسياً و اجتماعياً ، و أمام هذه الأسلحة أسلمت الجماعة قيادتها للأمهات. و لقد عزز الدور الاقتصادي للمرأة مكانتها هذه. فلقد كانت بحق المنتج الأول في الجماعة ، لكونها المسؤولة الأولى عن حياة الأطفال و تأمين سبل العيش لهم. كانت المرأة مسؤولة عن تحضير جلود الحيوانات و تحويلها إلى ملابس و مفارش و أغطية ، و كانت النساجة الأولى و الخياطة ، و أول من صنع الأواني الفخاري. و بسبب قضائها وقتاً طويلاً في البحث عن الجذور و الأعشاب الصالحة للأكل تعلمت خصائص الأعشاب السحرية في شفاء الأمراض ، فكانت الطبيبة الأولى. و كانت من يبني البيت و يصنع أثاثه ، و كانت تاجرة تقايض بمنتجاتها منتجات الآخرين. و من وجود شعلة النار المقدسة في معابد الحضارات المتأخرة و قيام عذراوات االمعبد بحراستها و إبقاءها مشتعلة ، نستطيع الاستنتاج أن شعلة النار الأولى قد أوقدتها المرأة و كانت أول حارس عليها حافظ لأسرارها. و أخيراً توجت المرأة دورها الإقتصادي الكبير باكتشاف الزراعة و نقل الإنسان من مجتمع الصيد إلى مجمع إنتاج الغذاء بينما حافظ الرجل طيلة هذه المرحلة على دوره التقليدي في الصيد و التنقل بحثاً عن الطرائد الكبيرة.”
― لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Rewaida’s 2024 Year in Books
Take a look at Rewaida’s Year in Books, including some fun facts about their reading.
More friends…
Polls voted on by Rewaida
Lists liked by Rewaida









