Riman Hatab

Add friend
Sign in to Goodreads to learn more about Riman.


Loading...
علي الوردي
“ولو درسنا أي مجتمع يتحرك لوجدنا فيه جماعتين تتنازعان على السيطرة فيه. فهناك جماعة المحافظين الذين يريدون إبقاء كل قديم على قدمه وهم يؤمنون أن ليس في الامكان أبدع ممّا كان. ونجد إزاء هذه الجماعة جماعة أخرى معاكسة لها هي تلك التي تدعو إلى التغيير والتجديد وتؤمن أنها تستطيع أن تأتي بما لم يأت به الأوائل.
من الضروري وجود هاتين الجماعتين في كل مجتمع، فالمجددون يسبقون الزمن ويهيئون المجتمع له. وخلوّ المجتمع منهم قد يؤدي إلى انهياره تحن وطأة الظروف المستجدة. أما المحافظون فدأبهم تجميد المجتمع، وهم بذلك يؤدّون للمجتمع خدمة كبرى من حيث لا يشعرون، إنّهم حماة الأمن والنظام العام، ولولاهم لانهار المجتمع تحت وطأة الضربات التي يكيلها له المجددون الثائرون.
قدم تثبت المجتمع وأخرى تدفعه، والسير لا يتم إلاّ إذا تفاعلت فيه قوى السكون والحركة معاً.
والمجتمع الذي تسوده قوى المحافظين يتعفن كالماء الراكد. أما المجتمع الذي تسوده قوى المجددين فيتمرّد كالطوفان حيث يجتاز الحدود والسدود ويهلك الحرث والنسل.
والمجتمع الصالح ذلك الذي يتحرك بهدوء فلا يتعفن ولا يطغى، إذ تتوازن فيه قوى المحافظة والتجديد فلا تطغى إحداهما على الأخرى.”
علي الوردي, مهزلة العقل البشري

علي الوردي
“قيل أن شخصاً علم القطط أن تحمل الشموع له على مائدة الطعام. فجاء أحد ضيوفه وهو يحمل في جيبه فأراً ثم أطلقه على المائدة. وسرعان ما إنطلقت القطط وراءه ورمت الشموع على المائدة لتحرقها وتحرق من كان يأكل منها.
إن الذي يريد أن يغيّر طبيعة الإنسان بواسطة الموعظة والكلام المجرد لا يختلف عن هذا الذي علّم القطط حمل الشموع. فالناس يستمعون له ويتأدبون أمامه ويسيرون بين يديه بوقار كأنهم أنبياء. ولا تكاد ترمي إليهم بشيء ثمين حتى ينطلقوا وراءه متكالبين، إذ ينسون ماذا قال لهم الواعظ وبماذا أجابوه. ص71”
علي الوردي, مهزلة العقل البشري

علي الوردي
“فنحن لا نزال متأثرين بقيم البداوة. ومعنى هذا أنّنا بدو بلباس الحضر. والقيم البدوية ملائمة لحياة الصحراء. لكنّها لا تلائم حياة المدنية الجديدة. فالبدوي يحب السمعة الحسنة كثيراً. والسمعة لا تتأتى له إلاّ إذا كان نهاباً وهاباً: يغزو القبائل الأخرى ليرجع إلى قبيلته يوزع فيها ما غنم من غيرها.
ومشكلتنا اليوم أنّنا نتشدق بأفكار الحضارة ثم نجري في حياتنا العملية على عادات البداوة. فنحن نريد أن ننهب من جانب لنتمشيخ من الجانب الآخر.
إنّ المتمدنين يتكالبون كما نتكالب. ولكن تكالبهم يتجه في معظم أمره نحو ناحية الإنتاج الفكري أو المادي، إذ يريد أحدهم أن يبرهن أنّه أولى من غيره بالمكانة. أما نحن فنتكالب في سبيل "التمشيخ" ويود أحدنا أن يكون نهاباً وهاباً بدلاً من أن يكون منتجاً أو مبدعاً.
ولهذا صار كثير منّا ينهبون المال لكي يقيموا به الولائم والحفلات أو يشيدوا به القصور التي تزيد عن حاجتهم عشرات المرات. وحين يفعلون ذلك يقدرهم الناس ولسان حالهم: جيب نقش وكل عوافي.”
علي الوردي, مهزلة العقل البشري

year in books
Aya Abu...
1 book | 108 friends

Rola Saad
4 books | 7 friends

Ghaith ...
1 book | 38 friends

Rula Juma
17 books | 74 friends

Shosho ...
1 book | 12 friends

Rand Ma...
1 book | 20 friends

Nada Al...
7 books | 35 friends

Rama Lutfi
1 book | 29 friends

More friends…

Favorite Genres



Polls voted on by Riman

Lists liked by Riman