Abobkr Rabiaa

“بعد عشرة أعوام أو أكثر من موت نايف،أصبحت أعرف أن الشر يبدأ من حيث يتعالى الإنسان على ما يحتاجه:أن ترفض الشفقة وأنت تستحقها أو تتمرّغ في الفشل وأنت تتحرّق إلى النجاح،أن تُحيِّد رغبتك لمصلحة مشروع اجتماعي أو أن ترى الرغبة معادية للتحقق.لعل التعالي من السمات الكونيّة للشعراء،مع أن عبارة كهذه كانت كفيلة بأن تُخرج من أفواهنا سخرية نابية وكنا نغضب بصدق من التصوّرات التقليدية عن الشاعر.ظللنا نُحارب أفكارنا الدفينة عن ذواتنا،ولم يخطر لنا لحظة أننا إنما نقتل أجزاء من هذه الذوات ولا كم هي ضعيفة ويائسة،معرّضة للقفز من شرفة في الدور الحادي أو الثاني عشر.بطرق شديدة التعقيد قلقلنا الأعراف التي تربيّنا على أنها ثابتة ورفضنا أن تكون لنا صلة بمءسسات لم يكن من شأنها أن تعطينا دخلاً كبيراً بما يرضينا او بيتاً كما يجب أن يكون البيت،ولا نسق حياة يمكننّا من إنتاج أشياء خارقة للعادة.صدقاً أو كذباً ظللنا نسمّي علاقاتنا صداقات -أيتها الصداقة،كم من الجرائم تُرتَكب باسمك! - ولعل الثوابت نفسها هي التي جعلتنا نتشبّث ببعضنا أكثر مما كنا لنفعل في ظروف أكثر اتساقاً”
― يوسف رخا, التماسيح