عزام حدبا > Quotes > Quote > Bayan liked it

“يومها صب الطرف الآخر حممه علينا وعلى اسواقنا على حين غرة.. حدثت مجازر في اماكن عديدة واستمر القصف المتبادل لايام متواصلة بحيث امتلأت الشوارع بالجثث حتى انتنت وانتشرت الامراض والاوبئة.. يومها كلفنا بمهمة يومية من قبل التنظيم وهي ان نلم الجثث من الشوارع تماما كما يلم شحن النفايات القاذورات عن الطريق.
لاول مرة يا حنين اشعر بمهانة الجنس البشري.. صدقيني كان زملائي في التنظيم قد تعودوا على هذه المناظر فاصبحوا يتعاملون مع الاشلاء البشرية وكأنها اكوام روث او نفايات بدون ادنى احترام.. فهذا يحمل الرأس المقطوع من شعره وهذا يركل الاطراف المقطوعة برجله وكانها كرة قدم.. ولكن المنظر الذي لا انساه هو منظر تلك العجوز المقعدة التي قتل زوجها امام عينيها ولبث في بيتها خمسة ايام حتى انتن وفاحت رائحته وهي لا تستطيع ان تدفنه.. يومها سمعناها تصرخ من نافذة منزلها ترجونا ان نأخذه.. فنزل "ابو العلاء" وهو المسؤول عن قيادة سيارة جمع الجثث يومها فاعتذر منها بلباقة وقال "امتلأت السيارة اليوم.. لا يوجد أي مكان لراكب اضافي.."
فنكشت المراة شعرها وشقت ثيابها وقالت ارجوكم "انه يتفسخ والدود بدأ يخرج منه..".
فرق قلبي لها واصررت على غسان ان نأخذه فرضخ للامر الا انه طلب من الشباب امرا غريبا.
قال لهم "خذوا هذه الجثة وابدلوها بجثة طازجة.. ثم انصرف وهو يودع المرأة المذهولة.."
لا تخافي غدا نعود لاخذها.. هذه ما زالت طازجة فلن تزعجك برائحتها كثيرا..".

"نعم يا حنين.. في كتابي احداث لم اقو على تسجيلها بمداد الحبر".”
عزام حدبا, عرسنا في الجنة

No comments have been added yet.