نوال السعداوي > Quotes > Quote > Mahmoud liked it

نوال السعداوي
“و أعود إلى الوطن لأجد الداء قد تسرب إلى بلادنا عبر أجهزة الإعلام و الصحف، و المجلات النسائية الجديدة ذات الورق الثمين المصقول، و الإعلانات عن قصور الجمال الحديثة يسمونها " بيوتي بالاس" تحت عناوين من نوع : رحلة نجاح في عالم الجمال، و هي ليست إلا رحلة عذاب في عالم الخداع و الوهم. يلعب هذا الإعلام دورًا خطيرًا في تحول النساء إلى مخلوقات غبية تؤمن بما يسمى اللف للتخسيس أو التنحيف، تشتري بقوتها و قوت أطفالها المساحيق المستوردة، تلطخ بها وجهها، تشتري السوائل أو الأعشاب البحرية المستوردة أيضًا،
توزعها فوق جسدها و أعضائها و تلف بالأربطة الخاصة ، تحرك جسمها داخل أجهزة كهربية أو الكترونية مستوردة، بأمل إذابة الدهون، و يقول لها الإعلان: تنهضين من تحت الجهاز بعد ساعة واحدة رشيقة مثل غصن البان بعد أن كنتِ مثل كيس البطاطس!

و الأخطر من ذلك ما يسمونه "التاتو" أو المكياج الذي يحقن في وجه المرأة تحت الجلد و يعيش عشر سنوات!

انظروا معي جريدة الأهرام في 13 إبريل 1996 ص 24، صفحة الرشاقة و الجمال، إغراء للنساء لاستخدام "التاتو" إنه نوع من الوشم، تستخدم فيه أجهزة تعمل بأشعة الليزر، لقطع جفون المرأة أو الشفاه لتكون أصغر حجمًا، و حقن الجلد بمواد تلوين مصنوعة في المعامل الكيماوية تستخدم فيها صبغات و محاليل خطيرة، قد تسبب أنواعًا مختلفة من الأمراض الجلدية منها السرطان، مع الألم و العذاب و ضياع فلوس المرأة و وقتها الثمين ، حتى المرأة الفقيرة الكادحة تستدين لتشتري في أذنها قرطًا أو تعمل التاتو.

يحدث كل ذلك في بلادنا تحت اسم الحداثة و الجمال، و ما بعد الحداثة، و اللحاق بالعصر، و حرية المرأة، و السوق الحرة، و تشجيع البضائع المستوردة و الاستهلاك.”
نوال السعداوي, توأم السلطة والجنس

No comments have been added yet.