أحمد فؤاد نجم > Quotes > Quote > Kholod liked it

أحمد فؤاد نجم
“هما مين واحنا مين

هما الامر والسلاطين

هما المال والحكم معاهم

واحنا فقرا ومحكومين

حزر فزر شغل مخك

شوف مين فينا بيحكم مين

احنا مين وهما مين

احنا الفعلا البنايين

احنا السنه واحنا الفرض

احنا الناس

بالطول والعرض

من عافيتنا تقوم الارض

وعرقنا يخضر بساتين

خزر فزر شغل مخك

شوف مين فينا

بيخدم مين

هما مين واحنا مين

هما الامرا والسلاطين

هما الفيلا والعربيه

والنساوين المتنقيه.. طبعاً

حيوانات استهلاكيه

شغلتهم حشو المصارين

حزر فزر شغل مخك

شوف مين فينا بياكل مين

احنا مين وهما مين

احنا قرنفل على ياسمين

احنا الحرب حطبها ونارها

احنا الجيش اللى يحررها

واحنا الشهدا ف كل مدارها

منتصرين او منكسرين

حزر فزر شغل مخك

شوف مين فينا بيقتل مين

هما مين واحنا مين

هما الامرا والسلاطين

هما مناظر بالمزيكه

والزفه وشغل البولوتيكا

ودماغهم طبعا استيكه

بس البركه فى النياشين

حزر فزر شغل مخك

شوف مين فينا بيخدع مين

هما مين واحنا مين

هما الامرا والسلاطين

هما بيلبسوا اخر موضه

واحنا بنسكن سبعه ف اوضه

هم بياكلوا حمام وفراخ

واحنا الفول دوّخنا وداخ

هم بيمشوا بطيارات

واحنا نموت في الأوتوبيسات

هم حياتهم تمضي جميلة

هم فصيلة واحنا فصيلة

حادي يا بادي يا عبد الهادي

راح تفهم قصد الغنوة دي

لمّا الشعب يقوم وينادي

يا احنا يا هم في الدنيا دي

حزر فزر شغل مخك

شوف مين فينا حيغلب مين!!!”
أحمد فؤاد نجم

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by Alaa (new)

Alaa ما هي توجهات أحمد فؤاد نجم؟ هذا الشاعر المصري العامي الذي أشغل الطبقات البائسة وأنعش روحها المٌستهلكة لدرجة أن اشتعلت بالتمرد مما دفع السلطات إلى القلق واعتقاله عدة مرات ؟ صعب جدا أن نصف أيدلوجيات روح متوقدة كروح نجم في سطور قليلة ، ولكن بما أن كلمات الإنسان غالبا ما تكون نافذة لروحه نستطيع أن تقف على جزء كبير من شخصية نجم من تحليل قصيدته (( هما مين واحنا مين)).
(( هما مين واحنا مين)) قصيدة تظهر التفاوت الكبير بين فئتين في المجتمع : الفئة المستغلة والفئة المستفيدة . يظهر نجم هذا التفاوت من خلال مقارنة دقيقة لما يحصل في الجهتين حيث يوجد البؤس والفاقة من ناحية وتوجد السعادة والرفاهية من جهة أخرى. ولكن ، هذا التفاوت ليس بسبب التقسيم الطبيعي للمجتمعات حيث تتفاوت الأرزاق بناء على المجهود المباشر الذي بذلته الفئة الأعلى ، بل يظهر هذا التفاوت نتيجة استغلال للعمالة من قبل من يملك رأس مال وهذا ما يسمى بالطبقية.
يستهل نجم قصيدته بالتعريف بالجهتين " الأمراء والسلاطين" مقابل "الفقرا المحكومين" التي يتكلم بلسان حالها، ثم يتساءل ساخرا عن المخرج السياسي الطبيعي لهذا الوضع " شوف مين فينا بيحكم مين" ، فمالك المال يحكم بلا شك ، وحكمه لا يتصف بالعدالة الاجتماعية أبدا لأنه يصف الفقراء "بالمحكومين" ، أي أن فقرهم باق ولا توجد أي نية لتغييره.
والدليل على ظلم هذا الوضع أن هؤلاء الفقراء ليسوا كسالى متبطلين بل هم من زرع الأرض وبناها ، فهم وحدهم المسؤولون عن جعل مصر حضارة لها ديناميكيتها بين الأمم في قوله " احنا الفعلا البنايين" ، أي انهم أصحاب الفعل والمبادرة وهم من عملوا لجعل مصر خضراء ببساتين لم تكن لتوجد لولاهم. ومع أنهم أصحاب الحق في جني ثمرات الأرض وخيراتها التي زرعوها بأيديهم مازالوا هم المستعبدين والخدم للطبقة المرفهة المتبطلة كما يظهر في تساؤل نجم المرير " شوف مين فينا بيخدم مين".
ثم يذكر نجم مستوى معيشة طبقة المستبدين بالمال فيقول أنهم يملكون خيرات الحياة من فلل وسيارات ونساء جميلات ، ولا يستغرب من ذلك ففئة الأغنياء لا تهتم إلا بالماديات مما يجعلهم " حيوانات استهلاكية" وهو تعبير جرئ ينفي فيه نجم إنسانية هذه الطبقة ، لأنه يرى أن الإنسانية في الإنتاج والعطاء وليس في التمتع الأناني بملذات الجسد كما وضح حرفيا " شغلتهم حشو المصارين" ، فهذه العبارة تصلح مجازيا أيضا لوصف طبقة الأغنياء فهم يعملون على تكديس المال وتخزينه ولا هم لهم سوى زيادة رأس المال ، وهو تعبير عن كره للسياسات الرأس مالية الذي عرف نجم بتحديها طوال حياته. و يتساءل نجم ، في هذه الحالة من في هذه الحالة يستغل الآخر أسوأ استغلال لدرجة أنه وصفه بأكل الآخر " شوف مين فينا بياكل مين".
يصل هذا الاستغلال لطبقة العمال لدرجة أنهم هم المشاركون في الحروب وهم قوام الجيش ، فالطبقة الغنية لا تخدم في الجيش وتتهرب من هذه المسؤولية الثقيلة لأن لديها ما يكفي من أناس تستطيع التضحية بهم " واحنا الشهدا في كل مدارها" ، والمضحك أن مرد هذه التضحيات يصب في مصلحتهم فقط ولا يتنفع من ضحى بأقل مردود ويتسائل نجم بعد دفع الطبقة العليا للطبقة السفلى للحرب عن من الذي ذهبت إنسانيته فقدم روح أخيه الإنسان " شوف مين فينا بيقتل مين".
ثم يقول أن الأغنياء لا يهتمون إلا بالمظاهر الزائفة والضجة الفارغة وأنهم خفيفي العقول " ودماغهم طبعا استيكة" لا يعلمون كيفية إدراة الأمور والتصرف من دون طبقة العمال ، الذين يعملون من أجلهم كل شيء ويديرون أموالهم ويجنون لهم الأرباح ، وكل الشافع لخفة العقل هذه هي الرتب التي يترقونها والمنزلة الرفيعة التي ولدوا فيها " بس البركة في النياشين". ثم يتسائل منتظرا ردا صريحا من الذي يخدع الآخر ، لأن الكل يعلم أن طبقة العمال هي المحرك الوحيد للبلد وهي التي بيدها التطور والتقدم.
يعود نجم ليصف الفرق المعيشي بين الطبقتين ليؤكد الفجوة الواسعة بينهم فيقول أن كل هم الطبقة العليا أن تجاري الموضة أما الطبقة الفقيرة فتعيش في ضنك شديد لدرجة أن يسكنون " سبعة في أوضة" وهذا شعار ما زال مستخدما في الكثير من المظاهرات المصرية التي تشجب الشجع الاقتصادي للفئة الرأس مالية. ويعود فيقول أن حياة الطبقة الغنية تمضي بلا تعب ولا إرهاق لأنهم فصيلة مختلفة عن فصيلة الطبقة الفقيرة " هما فصيلة واحنا فصيلة"، وبرأيي هذه الجملة هي من أكثر العبارات حزنا في كامل القصيدة لأنها توحي بأن الفروقات الناتجة عن تقسيم الطبقات تجعل كل فئة مختلفة تماما عن الأخرى حتى في الإنسانية ، وكأن الجنس البشري تظور لفرز فصائل مختلفة تكون الغلبة في للأثقل جيبا ، معيار أخلاقي وضيع مؤسف.
ثم يتوعد نجم الفئة المستغلة بأن الشعب سوف يفهم وضعه ويعيه ليتمرد على الفئة المستغلة ، نازعا منها كل امتيازاتها و معاقبا لها على ظلمها وجورها ، وربما يصل الانتقام إلى درجة أكثر تطرفا ورعبا . فينهي أحمد فؤاد نجم قصيدته وهو واثق أن الغلبة ستكون للمظلومين " شوف مين فينا هيغلب مين".


back to top