فرج فودة > Quotes > Quote > Aya liked it
“إنني أعلم أن الكثيرين صادقوا النوايا تماما في كل ما يدعون إليه، بل إن بعضهم مسلمون معتدلون، يرون أنه من الممكن أن يتواءم الإسلام مع العصر وأن دين الله السمح الذي يدعوا للخير والجمال، لا يمكن أن يعترض على الموسيقى والغناء، ولا يمكن أن يعترض على التماثيل المقامة في الميادين ( إلا إذا دمنا فيها جزءا حيويا لا تستطيع العيش بدونه؟؟)، لكني أؤكد أن أصواتهم سوف تكون أضعف الأصوات، بل إنني أدعوهم لأن يصرحوا بما يعانون الآن من الاتجاهات الإسلامية المتطرفة، لمجرد أن لهم رأيا مخالفا، وليس في ذلك بدعة أو مفاجأة، فقد حفل التاريخ الإسلامي كله بالمزايدة في التدين، ولن يوجد في عصرنا مسلم يفهم الإسلام كما فهمه علي بن أبي طالب، الذي لم يمنعه تفقه في الدين، وتمسكه به، من أن يخرج عليه من يزايدون عليه دينيا، بل وينتهي الأمر به إلى القتل على أيديهم، بينما كلمته العظيمة لا تزال تطرق الآان بعنف ( إنه حق يراد به باطل)، والحديث الشريف للرسول لا يزال يتردد في الأذهان مذكرا بأن الدين وعر، وأن علينا أن نوغل فيه برفق، ومثلي لا يعرف رفقا تأتي به منظمات الجهاد أو التكفير والهجرة أو نظائرها قديما في التنظيم السري للإخوان المسلمين، بل أقول غير مبالغ أنني لا أعرف غير الحوار بالكلمات سبيلا، ولا أطلب قيادة بل حسبي أن أُقاد إلى كيان واضح المعالم محدد القسمات وليس إلى مجهول يتعمد دعاة التجهيل أو ربما مناصرو لجهل، وأين؟ على صفحات الصحف القومية ذاتها، وحسبي أن اذكر منها جريدة اللواء الإسلامي، التي تضع نائب الحزب الوطني بمجلس الشعب في حرج بين دعوة التريث في تطبيق الشريعة، وهي دعوة عاقلة بل وتنبعث من رغبة في الحفاظ على الإسلام ذاته، وبين ما تعلنه الجريدة من أنها " في كل عدد من أعداد اللواء الإسلامي " نطالب الدولة بسرعة تطبيق الشريعة الإسلامية، وقلنا بأنه لا يمكن صلاح هذه الأمة إلا بتطبيق الشريعة الإسلامية. وهذا رأي واضح وصريح ولا ردة عنه إطلاقا،" ليس الأمر إذن قلة معارضة من الإخوان المسلمين في مجلس الشعب، أو قلة أكبر من الوفد، بل هو قبل ذلك تناقض واضح في سياسات الحزب الحاكم، ودعوة واضحة من إحدى صحفه لا تنقصها صراحة ولا يشوبها التواء...”
― قبل السقوط
― قبل السقوط
No comments have been added yet.
