خديجة > Recent Status Updates

هل عرفتم الآن ماحكمة القدر؟ هي أن نَجّد ونسعى ونبذل الجهد، ثم لانحزن إن فشلنا ولانيأس إن لم نصل إلى مانريد.

الإيمان بالقدر حياة لأنه يفتح لك في كل ظلمة شعاعَ ضياء، وفي كل عسرة بابَ رجاء، ولولا الرجاء لمات المريض من وهمه قبل أن يُميته المرض، ولقُتل الجندي في الحرب من خوفه قبل أن يقتله العدو، ولولا الرجاء ماكانت الحياة

ماذا تريدني أن أصدق حين أؤمن بالإنسان؟ أبكماله النسبي وسموّه وأنه مخلوق خَيِّر؟ إذا كان هذا هو المراد فأنا أؤمن، ولمن بالإنسان الذي أصلح إنسانيته بالإيمان والعمل الصالح، فإذا لم يفعل عادت هذه الإنسانية خُسراً لصاحبها و وَبالاً عليه، وكانت "حمارية" الحمار و"كلبية" الكلب خيراً من هذه "الإنسانية" في الدنيا وأنجى منها من العذاب في الآخرة!

( هذه الصفحة وما بعدها تتمة المقال بها الكثير من التشبيهات المدهشة! )

وقفت على القردة، وهي تعيش العمر كله مجلس لهو ولعب، تقلد كما يقلد "قِرَدة" البشر، ولكنها تقلد فيما ينفعها وهؤلاء يقلدون فيما يؤذيهم! وعلى الببغاء وهي تردد ما يقال بلا فهم، كهؤلاء الذين يعيدون علينا كل مايقول الغربيون! وعلى الحيات وهنّ ناعمات الملمس ناقعات السم، كالصديق المخادع، يخُالك ليخاتلك، ويسقيك من قوله العسل وفيه من قبح مقصده الحنظل

الجمال جمال الروح لا جمال الجسد ، فرُبَّ حسناء تنبو عنها القلوب، وغير ذات حسن تهواها الأفئدة وتعلق بها العيون (كتبها في وصف الدبين الأسود الصغير المرح والأبيض الكبير الغضبان برغم أن كليهما في نفس السجن وقد شبه حاليهما ببعض البشر)

وقفت عند الفيل، وقد تواضع حتى غرّ الناس منه لينه فنسوا شدته، وهان على أحدهم حتى أركبه صبيته، وصرّفه الفيالُ واتخذه لعبته، كما يطيع الرجل امرأته فيضيع رجولته ويفقد منزلته!

زرت الحديقة، ومشيت مع الناس أنظر كما ينظرون إلى أنواع الحيوان، وأرى فيهم أمثالها ولكنها قد تلفَّفَت بالثياب! ففيهم أسد له بطشته وإن لم تكن له لبدته، وفيهم ثعلب له حيلته وإن لم تكن فروته، ودب له غلظته، وحمار له غفلته، وطاووس له خيلته، وذئب له عدوته

إن الروح الراحلة تريد أن تتكئ قبل رحيلها على صدر محب، والعين المغمضة تحتاج قبل إغمائها إلى دموع الإخلاص، بل إن صراخ الحياة لينبعث من صميم القبر فيضرم نارَها في رمادنا البارد (هذا الاقتباس وماقبله من مرثية غراي)

إنّ فخرَ القواد وعظمةَ الأقوياء، وكل ما تمنحه الثروة ويأتي به الجمال، كل ذلك ينتظر الساعة التي لامفر منها والغاية التي لامَحيد عنها، لافرق في ذلك بين عظيم وحقير، لأن طريق المجد لا ينتهي إلا إلى القبر

إن الترام يكشف أخلاق الناس وطبائع البلدان، وهو مدرسة يرى المرء فيها القبيحَ من جاره فيتركه، والحسنَ فيتعلمه، ويستمتع الملاحِظِ المدقق بعد هذا كله بفصول "الفِلْم" البشري المعروض عليه

لايكون الحديث لذيذاً بلا نفع ولا نافعاً بلا لذة

أفَسدت الأخلاق وضاعت المروءات حتى لاننكر الأمر النُّكْر؟ أم خارت العزائم وانخلعت القلوب حتى لاتجرؤ على المجرم الظالم؟

كذلك نفس الأديب ياسادة ؛ تتفتح تفتُّح الينبوع الدفّاق ، ثم تشحّ شحّ الصخرة الصماء ماتبضّ بقطرة ماء

العلم دواء يؤخٓذ بمقدار الحاجة، ولكن الشعور غداء لا يُستغنى عنه

لا تحقروا العاطفة ولا تزدروا القلوب، فإن القلب منزل أقدس شيئين في الوجود: الإيمان والحب، وحسب العقل جموداً وعجزاً أنه لا يستطيع أن يفهم الحب ولا يدرك الإيمان . وحسب العاطفة كرما ونبلاً أنّ من ضروبها حب الوطن والوفاء والإحسان والرحمة، وذلك مايميز الإنسان من سائر الحيوان.

نحسب أننا إذا أطعمنا أطفال الفقراء الخبز فقد أدينا حق الله وحق المروءة والإنسانية علينا، ولكن الطفل لايكفيه الخير ولا يرضيه، وهو يرى أطفال الناس يمرون به كل ساعة وعليهم أبهى الثياب ومعهم أغلى اللعب... (كلام مؤلم بحق ورائع في نفس الوقت .. أنصحكم بإكمال المقال وقراءة الكتاب)

ليست قيمة الإحسان بكثرة المال؛ إن المال ينفع الفقير ولكنه لاينزع من قلبه النقمة على الحياة ولايستل منها بغض الأغنياء ولايملؤها بالحب. إن الذي يفعل هذا كله هو العطف، وأن تشعر الفقير بأنه مثلك، وأن تعيد إليه كرامته وعزة نفسه. ورب تحية صادقة تلقيها على سائل أحب إليه من درهم، ودرهم تعطيه فقيرا وأنت تصلحه يكون آثر عنده من دينار تدفعه إليه متكبرا مترفعا، يدك تمتد إليه بالمال ووجهك يجرعه كأس الإذلال.

إن الصحة والوقت والعقل، كا ذلك مال، وكل ذلك من أسباب السعادة لمن شاء أن يسعد. ومِلاك الأمر كله ورأسه الإيمان. الإيمان يشبع الجائع، ويدفئ المقرور، ويغني الفقير، ويسلي المحزون، ويقوي الضعيف، ويسخي الشحيح، ويجعل للإنسان من وحشته أنسا ومن خيبته نجحاً.

إنكم أغنياء ولكنكم لا تعرفون مقدار الثروة التي تملكونها، فترمونها زهداً فيها واحتقاراً لها. يصاب أحدكم بصداع أو مغص أو بوجع ضرس فيرى الدنيا سوداء مظلمة، فلماذا لم يرها -لما كان صحيحا- بيضاء مشرقة؟ ويحمى عن الطعام ويمنع فيشتهي لقمة الخبز ومضغة اللحم ويجسد من أكلها، فلماذا لم يعرف لها لذتها قبل المرض؟ لماذا لاتعرفون النعم إلا عند فقدها؟

يا ربنا اغفر لنا ماسلف و وفقنا فيما بقي. اللہم إذا كتبت لنا أن نعيش إلى مثل هذا اليوم من قابل، فاجعل مايأتي خيراً لنا وللمسلمين مما ذهب، وإلا فاكتب لنا بفضلك وكرمك حسن الخاتمة، واغفر لنا ذنوبنا، وكفِّر عنّا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار.

إن لذّات الدنيا مثل السراب. ألا تعرفون السراب؟ تراه من بعيد غديراً ، فإذا جئته لم تجد إلا الصحراء، فهو ماء ولكن من بعيد!

إننا نقطع الوقت من الصباح إلى المساء في مشاغل نخترعها لننسى بها أنفسنا وتبدّد أعمارنا؛ من أحاديث تافهة، ومجالس فارغة ومطالعات في كتب لا تنفع أو نظرات في مجلات لاتفيد، فإن خلا أحدنا بنفسه ثَقُلت عليہ صحبة نفسه وحاول الهرب منها، كأن نفسه عدوٌّ له لا يطيق مجالسته ، فهو يضيق بها ويفتّش عما يشغله عنها، وكأن عمره عبء عليہ ، فهو يحاول أن يلقيه عن عاتقه وأن يتخلص منه.

الحياة سفر، فكم من الناس يسأل نفسه: لِمٓ السفر؟ وإلى أين الرحيل؟ كم منا من يسأل: ما الحياة؟ ولماذا خُلقنا؟ وإلامٓ المصير؟

المستقبل في الدنيا شيء لا وجود له ؛ إنه يوم لن يأتي أبداً ، لأنه إن جاء صار حاضراً وطفق صاحبه يفتش عن مستقبل آخر يركض وراءه. إن المستقبل الحق في الآخرة، فأين منا من يعمل له؟ بل أين من يفكر فيه؟

نحن نوسع المستقبل بالأمل.

نحن نوسع المستقبل بالأمل.

نحن كلما ازداد عمر الواحد منا سنة في العٓدّ نقصت من عمره سنة في الحقيقة، حتى ينفذ العمر ويأتي الأجل، ونستقبل حياة أخرى تبدأ بالموت. (مصادفة أخرى اليوم أستاذة الإحصاء من ضمن الأحاديث أخبرتنا بأنها أكملت عاما جديدا من عمرها سبحان الله ! ، أطال الله في عمرها في رضاه ورزقنا وإياها حسن الحياة والختام)

ينقضي العام فتظن أنك عشته، وأنت في الحقيقةقٓدْ مِتّٓه !