Goodreads helps you follow your favorite authors. Be the first to learn about new releases!
Start by following كامل مصطفى الشيبي.
Showing 1-4 of 4
“كتبتُ ولم أكتبْ إليكَ، وإنما --- كتبتُ إلى روحي بغير كتاب
وذلك أن الروح لا فرق بينها --- وبين محبيها بفصل خطاب
وكل كتاب صادر منك وارد --- إليكَ، بلا رد الجواب، جوابي
[...] فكأنه يريد أن يقول: سواء أتكاتبنا أم لا فإن ما بيننا من اتصال روحي يتيح لنا التفاهم دون كلام، والتراسل دون كتابة.
[...] وقد روى [أبو بكر] الشبلي نفسه قصة في هذا المعنى مؤداها أن "متحابين ركبا بعض البحار، فسقط أحدهما في البحر وغرق، فألقى الآخرُ نفسَه إلى البحر، (فأنقذا)... فقال الأول لصاحبه: أما أنا فقد سقطت في البحر، أنت لِمَ رميتَ نفسك في البحر؟ فقال له: أنا غائب بك عن نفسي، توهمتُ أني أنتَ!"
وذكر أيضًا أن الجنيد بن محمد البغدادي قال: "سمعت السري (السقطي) يقول: لا تصح المحبة بين اثنين حتى يقول أحدهما للآخر: يا أنا" [...].”
― شرح ديوان الحلاج
وذلك أن الروح لا فرق بينها --- وبين محبيها بفصل خطاب
وكل كتاب صادر منك وارد --- إليكَ، بلا رد الجواب، جوابي
[...] فكأنه يريد أن يقول: سواء أتكاتبنا أم لا فإن ما بيننا من اتصال روحي يتيح لنا التفاهم دون كلام، والتراسل دون كتابة.
[...] وقد روى [أبو بكر] الشبلي نفسه قصة في هذا المعنى مؤداها أن "متحابين ركبا بعض البحار، فسقط أحدهما في البحر وغرق، فألقى الآخرُ نفسَه إلى البحر، (فأنقذا)... فقال الأول لصاحبه: أما أنا فقد سقطت في البحر، أنت لِمَ رميتَ نفسك في البحر؟ فقال له: أنا غائب بك عن نفسي، توهمتُ أني أنتَ!"
وذكر أيضًا أن الجنيد بن محمد البغدادي قال: "سمعت السري (السقطي) يقول: لا تصح المحبة بين اثنين حتى يقول أحدهما للآخر: يا أنا" [...].”
― شرح ديوان الحلاج
“وكان للحلاج قسمه من الغزل الحسي، وقد عبر عنه تعبيرًا حمل النقاد غير المتبحرين على إضافته إلى التصوف والحب الإلهي ومن ذلك قوله:
أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا --- نحن روحانِ حللنا بدنا
فاذا أبصرتني أبصرته --- وإذا أبصرته أبصرتنا
والشاهد على حسية هذا الشعر قول السرّاج - مصنف كتاب اللمع، الذي هو من أمهات كتب التصوف،: "وهذه مخاطبة مخلوق لمخلوق في هواه..." ومِن هذه المقولة قول الحلاج:
تَجَنُّبُ الإثمِ فيكَ إثمٌ --- وخِيفةُ العارِ فيكَ عارُ”
― شرح ديوان الحلاج
أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا --- نحن روحانِ حللنا بدنا
فاذا أبصرتني أبصرته --- وإذا أبصرته أبصرتنا
والشاهد على حسية هذا الشعر قول السرّاج - مصنف كتاب اللمع، الذي هو من أمهات كتب التصوف،: "وهذه مخاطبة مخلوق لمخلوق في هواه..." ومِن هذه المقولة قول الحلاج:
تَجَنُّبُ الإثمِ فيكَ إثمٌ --- وخِيفةُ العارِ فيكَ عارُ”
― شرح ديوان الحلاج
“تاهَ الخلائق في عمياء مظلمةٍ --- قصدًا ولم يعرفوا غير الإشاراتِ
بالطنِ والوهمِ نحو الحقِ مطلبُهم --- نحو السماء يناجون السماوات
والربَُ بينهم في كل مُنْقَلَبٍ --- مُحِلُّ حالاتهم في كل ساعاتِ
وما خَلَوْا منه طَرْفَ العين لو علموا --- وما خلا منهم في كل أوقات
وفي ما ما يتصل بالصفات الإلهية، وبخاصة صفات الذات، لاحظ الحلاج أن الناسَ - في عبادتهم لله تعالى خوفًا وطمعًا فقط - يهدرون أسمى رابطة يمكن أن تجمع بين الخالق والمخلوق ألا وهي الحب. وإذا كان الله قد خُلِقَ ليعبدوه فإن هذا يعني أنه خلقهم ليعشقوه وهذا هو السبب في أنه خلق آدم على صورته. ولو لم تكن صورة آدم جميلة ومحبوبة لما ساغ للإنسان أن يتلبس بها بفعلٍ إلهي مباشر هو صفة من صفات الله. فكأن آدم هو الصورة المادية لله: الصورة التي تنطوي، تحت غلافها المادي الملموس المناسب للبيئة المحيطة بها، على ذات الله بجواهرها وصفاتها وأسمائها. فكأن ههنا وحدة تجمع الخالق والمخلوق أو المحب والمحبوب، ومتى ما اتصلا تحقق للوجود كماله وذهب عنه انقسامه وغدا العشق القانون الذي يسيّر دولاب العالم كله.”
― شرح ديوان الحلاج
بالطنِ والوهمِ نحو الحقِ مطلبُهم --- نحو السماء يناجون السماوات
والربَُ بينهم في كل مُنْقَلَبٍ --- مُحِلُّ حالاتهم في كل ساعاتِ
وما خَلَوْا منه طَرْفَ العين لو علموا --- وما خلا منهم في كل أوقات
وفي ما ما يتصل بالصفات الإلهية، وبخاصة صفات الذات، لاحظ الحلاج أن الناسَ - في عبادتهم لله تعالى خوفًا وطمعًا فقط - يهدرون أسمى رابطة يمكن أن تجمع بين الخالق والمخلوق ألا وهي الحب. وإذا كان الله قد خُلِقَ ليعبدوه فإن هذا يعني أنه خلقهم ليعشقوه وهذا هو السبب في أنه خلق آدم على صورته. ولو لم تكن صورة آدم جميلة ومحبوبة لما ساغ للإنسان أن يتلبس بها بفعلٍ إلهي مباشر هو صفة من صفات الله. فكأن آدم هو الصورة المادية لله: الصورة التي تنطوي، تحت غلافها المادي الملموس المناسب للبيئة المحيطة بها، على ذات الله بجواهرها وصفاتها وأسمائها. فكأن ههنا وحدة تجمع الخالق والمخلوق أو المحب والمحبوب، ومتى ما اتصلا تحقق للوجود كماله وذهب عنه انقسامه وغدا العشق القانون الذي يسيّر دولاب العالم كله.”
― شرح ديوان الحلاج
“فما حقيقة الأديان عنده [أي الحلاج]؟ هنا يتناهى إلينا قوله:
تفكرتُ في الأديان جِدَّ محقق --- فألفيتُها أصلًا له شعبٌ حَمّا
فالدين عنده هو التواصل بين المحب والمحبوب أو الرب والمربوب على طريق العشق، ومن هنا فالدين الحقيقي هو الطموح للوصول إلى المثل الأعلى حبًا. أما التفريعات الأخرى التي تنظم الطاعات والدعاء والنذور والصلوات وأداء الواجبات الشرعية الأخرى فما هي إلا شعب مِن هذا الأصل: كل شعبة منها تتسمى باسم وتستظل بنبي وتستريح إلى فقه وكلام ومنطق وإيمان. وهذا التحليل حمل الحلاج على أن يقول بعد:
لا تطلبنْ للمرء دينًا، فإنه --- يصدُّ عن الأصل الوثيق، وإنما
يطالبه أصْلٌ يعبّر عنده --- جميعَ المعالي والمعاني فيفهما
وإذا كان للدين أصل ينبغي التعلق به فما هو في رأي الحلاج؟ إنه التصوف باعتباره جوهر الدين وباعتبار هدفه السمو بالإنسان من النقص إلى الكمال في جانبيه النفسي والمادي، ويتم هذا بتجاوزه مضايق الإنسانية والشعور بالوجود الجزئي إلى الاندماج في العالم الروحي أو التلقي منه على الأقل بسريان الطابع الروحي إلى الإنسان [...].”
―
تفكرتُ في الأديان جِدَّ محقق --- فألفيتُها أصلًا له شعبٌ حَمّا
فالدين عنده هو التواصل بين المحب والمحبوب أو الرب والمربوب على طريق العشق، ومن هنا فالدين الحقيقي هو الطموح للوصول إلى المثل الأعلى حبًا. أما التفريعات الأخرى التي تنظم الطاعات والدعاء والنذور والصلوات وأداء الواجبات الشرعية الأخرى فما هي إلا شعب مِن هذا الأصل: كل شعبة منها تتسمى باسم وتستظل بنبي وتستريح إلى فقه وكلام ومنطق وإيمان. وهذا التحليل حمل الحلاج على أن يقول بعد:
لا تطلبنْ للمرء دينًا، فإنه --- يصدُّ عن الأصل الوثيق، وإنما
يطالبه أصْلٌ يعبّر عنده --- جميعَ المعالي والمعاني فيفهما
وإذا كان للدين أصل ينبغي التعلق به فما هو في رأي الحلاج؟ إنه التصوف باعتباره جوهر الدين وباعتبار هدفه السمو بالإنسان من النقص إلى الكمال في جانبيه النفسي والمادي، ويتم هذا بتجاوزه مضايق الإنسانية والشعور بالوجود الجزئي إلى الاندماج في العالم الروحي أو التلقي منه على الأقل بسريان الطابع الروحي إلى الإنسان [...].”
―




