عن «الدار العربية للعلوم ناشرون»، بيروت 2015، رواية للكاتب فهد السيّابي، بعنوان «أن تُدفن حيّاً»، يضع فيها صاحبها، موضع اختبار، هواجسه، أفكاره، أمنياته ومفاهيمه، بشكل درامي ينحو منحى لا يخلو من التشويق.
تبدو شخصيات هذا العمل، مضطربة، قلقة ومتردّدة، وخائفة من المستقبل الذي لا يأتي. من أجل ذلك، يسعى الكاتب إلى تهدئتها وبث الأمل في نفوسها، علّها تتمكن من إعادة الاستقرار إلى حياتها التي تكاد تفلت من بين أيديها. ويستمر الكاتب في معالجة شخصياته، على هذا النحو، من دون أن يحقق نجاحاً يُذكر في طمأنتها إلى أنها وحدها بمستطاعها العثور على تسوية مرضية بينها وبين الواقع. اللافت أن المؤلف يرسم لنفسه حدوداً قلّما يتخطاها حتى لا يقتحم شخصياته في الصميم. يلقي بهم في قلب التجربة ليتعلّموا وحدهم الدفاع عن أفكارهم وحماية أنفسهم مما يتربّص بهم.