د.عادل أبوالحسن محمد's Blog

https://youtu.be/ejV3M7xyWH4?si=5V94E...

يبدو مريض الفصام في عالمه ذلك العالم الخاص الذي وجد نفسه فيه وقد تلاشت الحدود بين ماهو ذاتي وداخلي وبين ماهو خارجي......يبدو غير مستبصر بحالته لايدرك ماأصابه وألم به ولايبحث عن علاج لحالته بل هو لايشعر بتلك الحاجة ولايعاني من ذلك الصراع الذي يقع فيه مريض اضطراب الوساوس القهرية !.

إن الانتحار هو أحد المشكلات الاجتماعية والصحية التي تواجه المجتمعات بصفة عامة وتهدد استقرار ونسيج الأسر رغم كونه فعلا فرديا ولكنه بالقطع يترك آثاراً سلبية على الآخرين من الأقارب والمعارف والأصدقاء بالإضافة إلى أثاره الاقتصادية والاجتماعية....... فبينما ينسحب المنتحر بعيدا وحيدا فانه يترك من حوله لألم الشعور بالذنب والتقصير في منعه من إتمام فعلته ولوم الذات على أي تقصير تجاهه أو تجاوز في حقه!!.

الاكتئاب ليس ذلك العرض الطارئ الذي يصيب غالبية الناس إن لم يكن جميعهم في مواجهة أزمات الحياة ومصاعبها وملماتها مثل فقد شخص عزيز أو الفشل في الوصول لهدف معين أو كنتيجة لخلافات أسرية أو مشكلات مرتبطة بالعمل أو كنتيجة لضائقة مالية وغيرها من الأسباب التي تعكر صفو الحياة وتفقد الإنسان ذلك الشعور بالهدؤ والطمأنينة وليس ذلك الإحساس الذي يعترينا في فترات بعينها من اليوم أصبحت كلمة (مكتئب ) مرادفا لذلك الإحساس بالحزن أو الضيق المؤقت والعارض عند غالبية الناس رغم كونه رد فعل طبيعي في مواجهة أشياء طارئة و لم ترق إلي شكل الاضطراب الذي يتطلب لتشخيصه أمورا أخري سيأتي ذكرها فيما بعد.

ان البعض يري سعادته في العمل وخدمة الأخرين والبعض يري سعادته فيما يمتلكه من مال وعقار والبعض يري تلك السعادة في الأولاد وتربيتهم تربية صالحة .....
وهناك من يري أن سعادته الحقيقية ليست علي الأرض !
اذن فالسعادة تبدو مسألة نسبية تختلف أسبابها من فرد الي أخر ومن مكان الي مكان..... وتتأثر بعوامل مختلفة منها طبيعة الشخصية ومكوناتها وقدراتها ونظرة الفرد لذاته وللأخرين وللمجتمع المحيط به وقدرته علي التأقلم مع كل ماهو متغير وجديد.

يتبادر الي ذهن القارئ والمهتم بالقضايا والأمور المرتبطة بالاضطرابات النفسية المختلفة سؤالا شديد الأهمية والالحاح بخصوص العنف والسلوك العدواني وممارسته من قبل المريض النفسي ؟. وهل المريض النفسي أكثرعنفا بصفة عامة؟. وهل السلوك العدواني هذا قد يؤدي الي عواقب وخيمة أو ضرر وشيك؟ والمؤكد ان هذا العنف قد يكون موجها تجاه الأخرين بطرق شتي أو قد يمارسه المريض تجاه ذاته ! .
(الفصام والعنف)

توقفت طويلا جدا أمام هذا الغريب القادم بلا عودة....أنه يتسلل إلي حياة الفرد ليسلبه اهم مايملك بل كل ما يملك.
يبدو أنه يرسم خطا فاصلا بين مرحلة مرت ومرحلة تالية يفقد خلالها الفرد تماسكه وقدرته على المقاومة والمواجهة مع ذلك العدو المجهول الذي استطاع أن ينفذ الي عقله فيجعله لا يتحكم بشكل كامل في دوائر تفكيره
ليس هذا فقط بل انه يرسم أفكارا وخطوطا لايستطيع الفرد رفضها.....قد يقاومها قليلا ولكنه لثم يضطر للاستسلام لها في النهاية والسير في غمارها.
تلك التحولات الغريبة وعلامات الاستفهام التي تلاحق الفرد وذلك السلوك العشوائي....علامات وعلامات تراها في دهشة الآخرين واستنكارهم احيانا لسلوك الفرد وغرابته.