صالح عبدالله الهزاع's Blog

March 6, 2021

كنت طالبًا في عمان

[image error]

صدر هذا العام 1442هـ كتاب جديد بعنوان “كنت طالبا في عمان: شيء من ذكريات الطفولة” للمؤلف عبدالعزيز بن عبدالله الفالح عن دار الثلوثية بالرياض في 297 صفحة بمقاس 21 × 14 سم، والكتاب -كما ذكر على غلافه الخلفي- يحكي تجربة طفل في العاشرة من عمره انتقل مع أسرته الصغيرة إلى سلطنة عمان بعدما أوفد والده من المملكة العربية السعودية ليعمل معلما في المدراس العمانية لمدة أربع سنوات، من عام 1400 هـ الموافق 1980م، حتى عام 1403هـ الموافق 1983م.

عمد المؤلف في مقدمة الكتاب إلى التمهيد للقارئ بالحديث عن الفرصة التي سمحت له بالكتابة عن ذكريات الطفولة، وهي فرصة الفراغ من العمل الوظيفي، والتأمل في مراحل الحياة بعد تقاعده المبكر، ولا سيما مرحلة الطفولة؛ فذكرياتها لا تنسى، ومواقفها تتراءى، وغرس المؤلف بذرة التشويق في نفس القارئ بتقديم وصف مجمل للتجربة قبل التفضيل فيها، فهي تجربة اغتراب أولى لأسرة صغيرة، مليئة بالأحداث والمواقف، موازية لتجربة السفر لبلد غربي، قبل عصر القنوات الفضائية، ووسائل التواصل الحديثة.

والكتاب بالجملة حسن التأليف والإخراج، فقد قسم المؤلف ذكرياته على ستة فصول، وجعل لكل فصل عنوانا معبرا؛ ليلفت نظر القارئ إلى مفاصل ذكرياته، وجزأ الفصول إلى حصص متقاربة الطول، ليسهل على القارئ تناولها في جلسة، وجعل لكل حصة عنونا مميزا؛ ليسهل على الباحث العثور عليها في الفهرس، والذكريات التي احتفظ بها المؤلف أو استرجعها مستعينا بالآخرين مدعومة بالوثائق الشخصية والأسرية، مطرزة بالصور القديمة للأشخاص والأماكن، مما يدل على عنايته بالتسجيل والتوثيق والتأريخ.

وكنت قد عرفت المؤلف قبل سنوات طويلة شاعرا مجيدا، فألفيته بعد قراءة تفاصيل تجربته قاصا بارعا، متمكنا من زمام السرد عامة، متفننا في التنويع بين أساليبه، يتضح هذا جليا في نسج خيوط أحداثه، وتصوير ملامح شخصياته، بالإضافة إلى فعل ما يمكن أن يمارسه سارد المذكرات خاصة من إيجاد تقابل بين الماضي والحاضر، وبناء المفارقات بواسطته، والتطرق إلى بعض الشخصيات التاريخية مع الواقعية، والمزج بين الذكريات الشخصية والأحداث التاريخية، وإعلان الشهادة، وإبداء الرأي، وإطلاق الأحكام.

وكم تبسمت لموقف طريف، وطفرت دمعتي لحادث حزين، وعجبت من الأثر العميق الذي تركته هذه التجربة في نفس المؤلف رغم قصرها، وصغر سن صاحبها، أتراها العلاقة الحميمة بين المؤلف وأسرته الصغيرة، ولا سيما والديه، فقد ظهر ذكرهما مع صفحة الإهداء في بداية الكتاب، ولم يغب ذكر والده رحمه الله عن سائر صفحاته، حتى ختم بالحديث عن وفاته، وبقصيدة في رثائه، وهي علاقة لا يعرف قيمتها إلا من حظي بمثلها، أم هي طبيعة الابن البار الذي لا يرى نفسه إلا من خلال علاقته بوالديه ومحبة لأسرته.

إن آثار تجارب الحياة لا تنطبع انطباعا غائرا إلا في نفوس صافية، نقية، مرهفة الحس، جياشة العواطف، تألف، وتؤلف، يأسرها الود، ويطوقها الوفاء، وتهيجها الذكرى، يقول المؤلف بعدما عثر على صورة قديمة بين أوراقه: “لكنها الصدفة الجميلة التي أحيت ذكريات امتدت أربعين عاما، فما كان من عينيّ إلا أن أسبلت دموعهما”، ويقول بعد العودة إلى الأماكن القديمة: “تزاحمت في نفسي ذكريات ممزوجة بحنين أرجعني كل تلك السنين، وكأنه شريط طيف في حلم جميل، لكني لا أخفي القارئ الكريم أنني لم أتمالك دموعي حينها”.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 06, 2021 02:47

April 29, 2020

علماء نجد خلال ثمانية قرون

[image error]

طبع كتاب علماء نجد للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام رحمه الله (ت1423هـ) ثلاث طبعات، فقد صدرت الطبعة الأولى عن مكتبة النهضة الحديثة بمكة المكرمة عام 1398هـ في ثلاثة مجلدات تحتوي على 338 ترجمة، وصدرت الطبعة الثانية عن دار العاصمة بالرياض عام 1419هـ في ستة مجلدات تحتوي على 830 ترجمة، وصدرت الطبعة الثالثة عن دار الميمان بالرياض عام 1441هـ في ستة مجلدات تحتوي على 828 ترجمة، وهي أفضل طبعات الكتاب لعدة أمور أوجزتها دار الميمان في قولها:

“أما هذه الطبعة فهي تمتاز بأمور أخر، فقد جعلنا نسخة المؤلف الخاصة عدتنا في تصويب ما في الطبعة السابقة من أخطاء، حيث أتيح لنا في دار الميمان للنشر والتوزيع النظر والإفادة من هذه النسخة التي صوب فيها المؤلف، وزاد ونقص، وقدم وأخر، فكان نص طبعتنا موافقا لما في نسخة المؤلف الخاصة التي لم تمهله المنية لإتمام التعليق عليها كلها، فكلما وجدنا تعليقا له دوناه في الحاشية وذكرنا نص الطبعة السابقة، طبعة دار العاصمة، توفيرا لوقت القارئ عن معارضة الطبعات لمعرفة الفرق بينها.

وأضفنا إلى هذا -أيضا- خدمات كثيرة للنص، منها:

1- ضبط المشكل من الكلمات بالشكل.

2- ضبط الأحاديث النبوية بالشكل التام، وتخريجها تخريجا موجزا.

3- ضبط الأبيات الشعرية بالشكل التام، عدا القصائد العامية، مع بيان ما في الأبيات من تصحيف وخطأ، وإشارة إلى ما في بعضها من اختلال في النظم العروضي.

4- عزو الآيات القرآنية، مع إثبات النص القرآني برسم المصحف العثماني.

5- نسبة الأبيات الشعرية إلى قائليها بقدر الاستطاعة.

6- عزو النقول إلى أصحابها، وقد كان المؤلف راغبا في هذا، لولا مشقة الأمر عليه، كما ذكر في مقدمته، وكذلك كان هذا من الأمور التي رجا الشيخ حمد الجاسر من المؤلف العناية بها في الطبعات اللاحقة.

7- كما أننا حين يشير المؤلف في ثنايا ترجمة ما إلى شخص له ترجمة مستقلة في كتاب، فإننا نذكر موضع تلك الترجمة في الحاشية؛ تسهيلا في الوصول إليها.

8- الموازنة بين التواريخ التي ذكرها الشيخ عبدالله البسام هنا في تأريخ مواليد ووفيات المترجمين مع كتاب (الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرنا)، للأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الطريقي، مع إثبات الفرق في الحاشية إن وجد.

9- إضافة ملاحظات العلامة الشيخ حمد الجاسر على هذا الكتاب بعد مراجعته لطبعته الثانية التي كانت (خلال ثمانية قرون)، وكان قد كتب سلسلة مقالات في جريدة الرياض في 29 عددا وحين اطلع المؤلف العلامة البسام على هذه السلسلة، كتب كلمة يشكر فيها العلام الجاسر على ملاحظاته الثمينة مستحسنا لها، راجيا أن يراعيها في الطبعة القادمة، فأدرجنا هذه الملاحظات في الحواشي، كل ملاحظة في موضعها المناسب لها دون المساس بنص كلام المؤلف البسام رحمه الله.

10- صناعة عدد من الفهارس العلمية والفنية، التي تيسر للمطالع الوصول إلى بعض فوائد الكتاب، وقد بلغت هذه الفهارس العلمية 31 نوعا”

وهذا العمل الذي أنجزته الدار مشابه لعمل محققي التراث، والجهد المبذول في خدمة الكتاب كبير، ولا سيما في صناعة الفهارس التي أعجبتني كثيرا، وتمنيت لو أفردت، وأخرجت مستقلة عن الجزء السادس؛ لأنه تضخم بالموازنة مع بقية الأجزاء بعد ضم الفهارس إليه، وقد بلغ مجموع صفحات الفهارس وحدها 242 صفحة، بالإضافة إلى موقعها الخاطئ بين تراجم الجزء السادس وفهرسه، والموقع الصحيح للفهارس الشاملة لجميع أجزاء الكتاب هو بعد نهاية الجزء الأخير من الكتاب.

أما الكتاب ذاته فهو كتاب نفيس فريد في بابه؛ لأن تراجم علماء نجد وأخبارهم وآثارهم مهملة، لم يعتن بها أحد في كتاب شامل قبل هذا الكتاب الذي يقول عنه مؤلفه: “هو أشمل كتاب ظهر عن علماء نجد حيث لم يقتصر على طائفة خاصة، بل ترجم لعلماء الدعوة السلفية وخصومهم، وأنصف المحق، وسجل خطأ المخطئ، وجمع الكلمة تحت راية الحق”، فملأ هذا الكتاب بعد نشره فراغا كبيرا في مجال التراجم للعلماء في القرون الأخيرة بالجزيرة العربية.

أما المؤلف فهو عالم، ومؤرخ، ونسابة، تيسرت له كما يقول: “مراجع خطية من مجاميع ودفاتر وإجازات ووثائق وفتاوى وأحكام، غالبها بأقلام العلماء المترجم لهم، أو منقولة عنهم نقلا أمينا عن أقلامهم؛ فشجعني ذلك على تدوين هذه التراجم؛ لئلا تضيع كما ضاعت أخبار من قبلهم. والفضل الأول لله تعالى على تيسيره، ثم لعمي الشيخ سليمان بن صالح البسام رحمه الله الذي أطلعني على مجاميع أوراق تعب في جمعها وكتابتها المؤرخ الشيخ صالح ابن عيسى رحمه الله الذي وقف عمره على جمع هذه الفوائد في التاريخ والأنساب”.

أما القراء السابقين فأعجبوا بالكتاب، وحظي بالشهرة الواسعة، وقرظه الأمراء والعلماء والوجهاء، ولما تأخرت إعادة طباعته أصبح من الكتب النادرة التي تباع بأغلى الأثمان،  وفرح القراء اللاحقين بالطبعة الجديدة، فاقتنيتها فور صدورها، وقرأتها مستمتعا بها، كيف لا وأنا مغرم بتراث الجزيرة العربية، ولا سيما قلبها الكبير نجد، ووجدت في الكتاب تصويرا للحياة العلمية والاجتماعية والسياسية في القرون السالفة بنجد، وسجلت بعض الملحوظات اليسيرة، ولعلها تكون مفيدة.

الجزء الأول

ص9 جاء في تقديم الدار للكتاب أن عنوان الكتاب في طبعته الأولى هو “تاريخ نجد خلال ستة قرون” والصحيح أن عنوانه كان “علماء نجد خلال ستة قرون”، وجاء في التقديم أيضا أن عنوان الكتاب في طبعته الثانية هو “تاريخ نجد خلال ثمانية قرون”، والصحيح أن عنوانه كان “علماء نجد خلال ثمانية قرون”.

ص175 ورد كلمة “ابن” بالألف في قوله “عبدالله ابن الشيخ”، وتكرر ذلك في الكتاب، والصحيح حذف الألف من كلمة “ابن” لأنها وقعت بين علمين، وإن كان أحدهما اسما والآخر لقبا.

الجزء الثاني

ص88 كلمة البلاغة مكررة في المتن

الجزء الثالث

ص110 وردت كلمة “صلطان” والصحيح أنها تكتب “سلطان”، ولو نطقتها العامة بالصاد بدلا من السين، وقد تكررت في الكتاب أكثر من مرة.

ص180 وردت كلمة “ابن” بين اسمين علمين دون حذف ألفها، وقد تكرر ذلك في الكتاب، ولعل الشيخ رحمه الله أراد من إثبات الألف في هذه المواضع الإشارة إلى أن الاسم الثاني لقب لأسرة صاحب الاسم الأول، والإشارة إلى وجود آباء وأجداد بين الاسمين لم يذكروا، وهذا كله لا يسوغ إثبات الألف، فقد اصطلح على حذفها إذا وقعت كلمة “ابن” بين علمين، سواء كانا اسمين، أو لقبين، أو اسم ولقب، دون اعتبار لما لم يذكر من الآباء والأجداد بينهما.

الجزء الرابع

ص171 في الحاشية يقول الجاسر : “فنشرت هذا في مجلة العرب سنة 408هـ”، ولعل الصواب 1408ه.

ص304 سقطت كلمة في نقل البسام عن الجبرتي، يقول الجبرتي في تاريخه “فإنه أطلق لهما الإذن ..”، وينقلها البسام “فإنه لهما الإذن ..”.

الجزء الخامس

ص195 وردت كلمة “ابتداؤه” كذا “ابتدا ؤه” بمسافة زائدة وسطها.

ص356 ورد فيها اسم “الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله عيفان”، ويبدو أن كلمة “ابن” سقطت بين العلمين الأخيرين؛ لأنها موجودة في الطبعة الثانية.

ص391 ذكر في الحاشية تعرف الخطأين، ولم يعرف به عندما ذكر أول مرة في صفحة 55 من الجزء نفسه.

ص397 يقول البسام “وقد ترجمه كمال الدين ..”، والصحيح أن يقال: ترجم له.

ص421 وردت كلمة “الملك” كذا “ال ملك” بمسافة زائدة وسطها.

الجزء السادس

ص322 ورد بالحاشية “ذكره ابن جرير الطبري رحمه الله في حوادث سنة 1100هـ”، ولعل الصواب: سنة 100هـ أو 110هـ.

ص341هـ ترجم البسام للشيخ محمد بن يوسف، وذكر أن تاريخه لا يزال مخطوطا، وقد طبع تاريخه عام 1419هـ/1999م، طبعته دارة الملك عبدالعزيز.

ص360 يوجد زيادة اسم في رسم تسلسل النسب على ما ذكر قبل الرسم، وهو “عبدالله”، ويبدو أنه خطأ.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 29, 2020 04:38

March 28, 2020

حين تصبح الأيام أصعب

[image error]

نحن نعيش الآن أياما صعبة بالفعل، فالبشرية تخوض معركة وجودية مع عدو خفي لا يرى بالعين المجردة، هو فيروس كورونا المستجد COVID-19 الذي اجتاح العالم، واضطرت بعض الدول إلى فرض حظر التجول على سكانها، فشعر كثير من الأفراد بالضجر من الحجر المنزلي، وفي هذه الأثناء تنبه محبو القراءة إلى الفرصة السانحة، ونبهوا الآخرين إلى استغلال أوقات العزلة بالقراءة، فطلب بعضهم توصيات قرائية، وبادر بعض المؤلفين بعرض مؤلفاتهم على القراء.

ومن هؤلاء المؤلفين الكاتبة الموهوبة وفاء بنت خالد المهوس مؤلفة كتاب: حين تصبح الأيام أصعب، حيل تعلمتها للتعايش مع الاكتئاب بشكل يومي. فقد خاضت المؤلفة وحدها حربا استنزافية طويلة مع عدو متوحش جائع، وجربت حلاوة الانتصارات ومرارة الهزائم والنكسات، وتعلمت من تجاربها أن الاكتئاب جزء منها، وأن القضاء عليه يعني القضاء عليها، ولهذا قررت أن تغير مخططاتها، وأن تتخذ من العدو صديقا حتى تسطيع أن تتعايش معه، وتواصل مسيرة الحياة دون معوقات.

الكتاب في أصله سلسلة مقالات شديدة الاختصار عن بعض طرائق التعامل مع جوانب من الاكتئاب من وجهة نظر المصاب، كتبتها المؤلفة في مدونتها الشخصية بعثرات، ثم جمعتها، ورتبتها، ونشرتها، ويضم الكتاب مقدمة قصيرة، وسبعة وخمسين مقالا قصيرا، تحدثت فيها المؤلفة بكل شجاعة، موجهة حديثها إلى القارئ السليم، والمصاب بالاكتئاب، ومن يتعامل معه، سواء كان من الأقرباء، أو الأصدقاء، أو المعالجين، والأطباء، وتتمحور موضوعات المقالات حول طبيعة المرض، والمريض، والعلاج.

شخصيا استفدت كثيرا بقراءة ما سجلته المؤلفة من المشاعر والأحاسيس التي تحيط بالمصاب، وما رصدته من الأفكار التي تدور في عقله، فقد سبق لي التعامل مع شخص عزيز مصاب بالاكتئاب، ولكنه لم يكن يتحدث كثيرا مع أحد عما يشعر به، ويفكر فيه، بالرغم من عدم اختصاص بعض هذه المشاعر والأحاسيس والأفكار بالمصابين، فمن منا لم تمر به سحابة حزن، ولم يدخل في حالة مؤقتة مشابهة لحالة المصابين بالاكتئاب، ومن هنا ندرك أهمية التفريق بين الحالتين.

الكتاب متوفر في موقع أمازون، والنسخة التي قرأتها نسخة إلكترونية عدد صفحاتها 106 صفحة، قرأتها بتمهل في جوالي (آيفون 11 موديل إكس آر)، ابتداء من يوم الأحد 20 / 7 / 1441هـ، وفرغت من قراءتها يوم الخميس 2 / 8 / 1441هـ، ولحظت أنها بحاجة إلى تدقيق لغوي، وعناية بالإخراج، ولعل النسخة الورقية التي ستصدر قريبا عن دار أثر بالسعودية تكون أفضل من الإلكترونية، أشكر المؤلفة الكريمة جزيل الشكر؛ لأنها قدمت لنا خلاصة تجربتها رغبة منها في مساعدة الآخرين.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 28, 2020 01:20

March 3, 2020

تراث الحكايات الشعبية العسيرية مع الدكتور شاهر النهاري

[image error]سعدت بحضور المحاضرة التي أقامتها جمعية الثقافة والفنون بالرياض ضمن البرنامج الثقافي بعنوان : تراث الحكايات الشعبية (العسيرية أنموذجا)، للدكتور شاهر النهاري يوم الإثنين 7 /7 / 1441هـ الموافق 2 / 3 / 2020م في الساعة الثامنة مساء في مقر الجمعية بحي المعذر بالرياض، فشكرا لهم على اهتمامهم بالتراث الثقافي السعودي، المادي وغير المادي.

خرجت من البيت في الساعة السابعة ونصف، ووصلت الجمعية في الساعة الثامنة تقريبا، فوجدت الدكتور شاهر، وبعض الحضور، منهم الفنان التشكيلي صالح الخليفة، سلمت، وجلست، فشرع الدكتور شاهر في حديث ودي مع الحضور عن فيروس كورونا حتى تحضر مقدمة المحاضرة الإعلامية ميسون أبو بكر، فلما حضرت المقدمة برفقة مدير البرنامج الثقافي الدكتور فهد بن مطلق العتيبي قدمت الدكتور شاهر تقديما حسنا.

ثم تحدث الدكتور شاهر عن الحكايات الشعبية في عسير عامة، وفي أبها خاصة، وعن الاسم الذي تسمى به الحكايات فيها، وعن أنواعها، وموضوعاتها، وعن ساردها، والمسرود له، وتقاليد سردها، وعن علاقتها بالبيئة العسيرية، وبالقرية الجبلية في عسير، وعن لغة الحكايات الشعبية العسيرية، وعن اللهجة المحلية في عسير، والكلمات التي تبدو غريبة لغير أهل المنطقة، والكلمات التي انقرضت، أو توشك على الانقراض، وختم بقصيدة شعبية فيها كثير من هذه الكلمات.

استخدم الدكتور شاهر جهاز العرض، وعرض بواسطته بعض الصور عن تراث المنطقة أثناء المحاضرة، وأجرى سحبا على نسخ من مؤلفاته المتنوعة بعد المحاضرة، وقدمها للفائزين، وحظيت بنسخة كنت قد طلبتها قبل مدة من كتابه (حنادي ونقوش من عبق أبها القديمة)، فشكرا جزيلا له على كرمه، ولطفه، وروحه المرحة، ثم قدم له مدير البرنامج الثقافي درعا تذكاريا، والتقطت الصور الذكارية، وخرجت من الجمعية في الساعة التاسعة وأربعين دقيقة تقريبا.

[image error] [image error]

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 03, 2020 00:23

February 13, 2020

تجربة الأستاذ حسين بافقيه في القراءة

[image error]

شرفت بحضور هذا اللقاء مع الأستاذ حسين بافقيه يوم الثلاثاء الماضي في المقر الرئيسي لمكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض، وصلت المكتبة في الساعة السابعة تقريبا، وخرجت منها في الساعة الثامنة وربع، واللقاء حلقة ضمن سلسلة رائعة تستضيف فيها المكتبة كبار القراء ليتحدثوا للجمهور عن تجاربهم في القراءة، وهو حديث ذو شجون عند محبي القراءة والكتب.

تحدث الأستاذ حسين بافقيه عن تجربته في القراءة، وتضمن الحديث عدة محاور مثل: علاقته بالكتاب والقراءة عامة، وبكتب الأدب والنقد، وما قرأه منها خاصة، وعلاقته بأستاذته الذين درسوه، وعلاقته بالمؤلفين الذين التقى بهم، والذين لم يلتق بهم، وعن الوقت التي يقضيه في مكتبته، وطقوسه في القراءة، كما تحدث عن عزلته من أجل القراءة والتأليف، وتبعه حديث عن بعض مؤلفاته، وتخلل هذا كله التعريف ببعض الكتب والمؤلفين، وتأثيرهم في تكوينه الفكري والعلمي.

أدار اللقاء الدكتور فهد العليان، وحضره الدكاترة محمد البقاعي، ونورة القحطاني، وهيا السمهري، كل الشكر والتقدير لمكتبة الملك عبدالعزيز، وللقائمين عليها عامة، وعلى البرنامج الثقافي فيها خاصة، ومنهم الأستاذ عادل القاسم.[image error]

[image error]

 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 13, 2020 23:30

November 30, 2019

مناقشة رسالة الدكتوراه

[image error]


الحمد لله حمد الشاكرين، حمد الذاكرين، حمدا يليق بجلاله، وعظمته، الحمد لله على تمام فضله، وإكرامه، الحمد لله على سابغ إحسانه، وإنعامه. بفضل من الله وتوفيقه، ثم بدعوات المحبين، وتشجيع المقربين، نوقشت صباح يوم الخميس الماضي 1 / 4 / 1441هـ الموافق 28 / 11 / 2019م في القاعة الكبرى بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الرسالة العالمية العالية التي تقدمت بها إلى قسم الأدب لنيل درجة الدكتوراه في الأدب والنقد، وكان عنوانها:



الحكايات الشعبية السعودية المكتوبة بالفصحى
دراسة إنشائية
وكانت لجنة المناقشة مكونة من:
د. محمد كمال سرحان
الأستاذ المشارك في القسم المشرف على الرسالة بصفته مقررا
أ.د ماهر بن مهل الرحيلي
عميد كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بصفته عضوا
أ.د جميل عبدالغني محمد علي
الأستاذ بالقسم بصفته عضوا



وقد أجيزت الرسالة وأوصت اللجنة بمنحي درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، أقدم شكري وتقديري لأعضاء اللجنة الكريمة، فقد أفاضوا علي من علمهم، وأحاطوني برعايتهم، وأخذوني بحلمهم، وعاملوني بعدلهم، وإنصافهم.


استغرقت مني الرسالة سنة تقريبا لجمع المصادر والقراءة فيها وكتابة الخطة والتسجيل، وبعد التسجيل استغرقت كتابتها ثلاث سنوات تقريبا وبعد الانتهاء منها انتظرت المناقشة سنة تقريبا.


وتتكون الرسالة من تمهيد، وأربعة فصول، ويتضمن التمهيد فقرتين: الأولى عن مفهوم الحكاية الشعبية، والثانية عن مصادر الحكايات الشعبية السعودية، أما فصول الرسالة فالأول عن أجناسية الحكايات الشعبية السعودية، والثاني عن تحليل العناصر الحكائية، والثالث عن تحليل العناصر الخطابية، والرابع عن دلالات الحكايات الشعبية السعدية، وهي أول رسالة دكتوراه عن الحكايات الشعبية السعودية حسب علمي.









[image error]



[image error]



[image error]



[image error]



[image error]





 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 30, 2019 02:00

November 27, 2019

دعوة عامة لحضور مناقشة علمية

[image error]


يشرفني حضوركم حسب الإعلان أدناه 🙂



[image error]

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 27, 2019 11:28

November 25, 2015

كيف تصنع محركا في جوالك للبحث في مكتبتك الشخصية؟

[image error]

عندما أرى كتابا يعجبني وأفكر في شرائه أثناء وجودي في مكتبة تجارية أو في معرض للكتاب يحدث لي كثيرا الشك في أني قد اشتريته من قبل، وأنه موجود في مكتبتي، فأقع في الحيرة والتردد، وأعجز عن ترجيح ظن على ظن، هل أتركه لأتأكد ثم أعود لشرائه إن لم أجده، ربما تنفد نسخه، ربما لا يتيسر لي الرجوع، وإذا رجحت عدم وجوده واشتريته تفاجأت بعد الرجوع للبيت بوجوده.

وهكذا ظلت هذه المشكلة تزعجني حتى عزمت مرة على إحصاء الكتب التي لدي؛ لمعرفتها، وفرز الكتب المكررة، ففتحت ملف وورد ورسمت جدولا، فيه عمود لاسم الكتاب، وعمود لاسم المؤلف، وعمود للناشر، وعمود لرقم الطبعة، إلخ …، وبدأت في التدوين على فترات متقطعة استمرت بضعة أشهر، كلما وجدت فسحة من الوقت ونشاطا للتدوين استأنفت عملي، حتى سجلت أسماء الكتب في مكتبتي كلها في ملف واحد، ثم رتبت أسماء الكتب ترتيبا ألفبائيا بتظليل الجدول، وضغط رز الترتيب الألفبائي.

ثم حفظت الملف بصيغة بي دي اف، ونقلته لهاتفي الجوال، وصرت أفتح الملف وأبحث عن اسم الكتاب بالحرف الأول من اسمه إذا شككت في وجوده في مكتبتي، ثم اكتشفت بعد مدة أن برنامج الآي بوك على الآي فون (وهو من البرامج الأساسية) يبحث في ملف البي دي اف بالكلمة فصار البحث في الملف عن أسماء الكتب أو المؤلفين أو دور النشر سهلا جدا، هذا ما أحببت مشاركتكم إياه عسى أن يكون مفيدًا لكم.

[image error]

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 25, 2015 01:58

August 31, 2014

النزوع الأسطوري في الرواية العربية المعاصرة. للدكتور نضال الصالح

[image error]

جذبني إلى هذا الكتاب عنوانه، فأنا مهتم بالأساطير والسرد، وله صلة ببحثي المكمل في مرحلة الماجستير عن العجائبي في الرواية، فالأسطورة أحد روافد السرد العجائبي، وقد استمتعت بقراءته في الأيام الماضية، وخاصة الباب الأول، ودونت بعض التعليقات، وأستأذنك قبل أن أعرضها عليك في ذكر معلومات النسخة التي بين يدي، فهي من منشورات اتحاد الكتاب العرب في دمشق، دون رقم طبعة، ومؤرخة بعام 2001م، في 255 صفحة من الحجم المتوسط.

في ص٧ انتقد المؤلف الدراسات السابقة بأن حيزها الزماني والجغرافي ضيق، وهذا صحيح إذا نظرنا إلى كل دراسة منفردة، ولكنه انتقاد لا يصدق عليها إلى نظرنا إليها مجتمعة، فهل هذا مسوغ للدراسة والبحث؟. ثم انتقدها بأنها وصفية وذكر بأن دراسته ستكون استقرائية، فهل يمكن الوصف دون الاستقراء؟.

في ص١٤ صاغ المؤلف المغامرات في نسقين إبداعيين أساسين دون تسمية للنسقين وجعل الأول ينتمي إلى حقل الأدب، وجعل الثاني مرتبطا بما هو شفاهي أو جمعي، فهل يصح أن نجعل هذا قسيما لهذا؟!.

في ص٢٠ جعل المؤلف العجائبي مرادفا للفانتازيا والفانتاستيك، وقد بينت خطأ ذلك في بحث الماجستير، انظر: العجائبي في رواية الجنية لغازي القصيبي. صالح الهزَّاع، مطبوعات كرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود، عام 1435هـ/2014م، ص12-16.

في ص٢٢ يقول المؤلف : (وغير خاف أن كلا من العجائبي والغرائبي ينجزه القارئ أحيانا، أو شخصية في النص أحيانا ثانية، بينما الأسطوري ينجزه مبدع النص. وبهذا المعنى فإن “النزوع الأسطوري” ينتمي إلى الطرف الأول من أطراف الفعالية الإبداعية، أي المرسل بتعبير اللسانيات، على حين ينتمي العجائبي والغزائبي إلى طرفيها الثاني والثالث: الرسالة والمتلقي)، ولا أدري لماذا قصر الأسطوري على مبدع النص دون النص أو الرسالة بتعبير اللسانيات. وبالمناسبة استعمال كلمة بينما وسط الجملة خطأ لغوي شائع؛ لأن الصدارة لها في الجملة.

في ص٢٧ يقول المؤلف بعد عنوان “إرهاصات النزوع الأسطوري في الرواية العربية” (ترتد بدايات النزوع الأسطوري في العربية إلى نهاية عقد الأربعينيات من القرن العشرين)، وكان الأولى أن يتحدث عن النزوع الأسطوري في الرواية عالميا بإيجاز على الأقل قبل الحديث عن النزوع في الرواية العربية، لأن تناول هذه الظاهرة والبحث عن بواعثها داخل المحيط العربي فقط وعزل الرواية العربية عن الرواية العالمية خلل منهجي من وجهة نظري، فقد بدأ النزوع إلى الأسطورة في الرواية عالميا بدأ في القرن التاسع عشر عندما وظف المحير (الفانتاستيكي) والعجائبي والغرائبي الأسطورة في الرواية واستلهمها، فالأسطورة رافد من روافد هذه الأجناس في الرواية، ولم تكن الرواية العربية رائدة في توظيف الأسطورة في الرواية.

في ص٥١-٩٧ أسهب المؤلف في الحديث عن علاقة النزوع الأسطوري بالمعتقدات والاتجاهات الفكرية (الإيديولوجيا)، فتحدث عن مرجعيات ثقافية، وشواغل سياسية واجتماعية، ولم يبد اهتماما بالشاغل الجمالي الفني الإنشائي عند الروائيين العرب.

في ص ١٣٩ استعمل المؤلف مصطلح “موتيف” معربة تعريبا لفظيا مرة، واستعمل مصطلح “محفز” مقابلا لمصطلح “الموتيف” مرة أخرى!.

في ص١٤٤ تحت عنوان “الشخصية الأسطورية” المندرج تحت “أشكال النزوع الأسطوري وتجلياته” تحدث المؤلف عن رأي لوكاش في علاقة الرواية بالملحمة، والعلاقة بين البطل الأسطوري والبطل الروائي، وأعتقد أن العلاقة بين الأسطورة والرواية أعمق من ذلك، ولو توسع المؤلف في مناقشة هذه العلاقة وتعمق ربما يصل إلى تفسير لنزوع الرواية بصفتها جنسًا إلى الأسطورة؛ لأنني أعتقد أن ثمة أسبابا أدت إلى هذا النزوع على المستوى الأجناسي العالمي، ثم على المستوى الروائي العربي والروائيين العرب، وربما يجد أسبابا تخص كل روائي على حدة، أو كل رواية على حدة.

في ص١٧٠ تحت عنوان مظاهر السرد ذكر عدد من المصطلحات المستعملة للدلالة على أسلوب تقديم الحكاية، ولا ادري لماذا تركها كلها واختار (مظاهر السرد) عنوانًا.

في ص 232 لفت انتباهي عدم وجود خاتمة للبحث فيها ذكر لنتائج البحث وتوصياته!!.

ختاما: أرى في الكتاب تكرارًا مملاً في الباب الثاني والثالث، وهو تكرار يمكن تجنبه لو كانت خطة البحث أكثر إحكامًا، كما توسع المؤلف في الحديث عن البناء الروائي للروايات المدروسة، ولو اقتصر في حديثه عن البناء في الروايات المدروسة على الجزء الذي نزعت فيه الرواية إلى الأسطورة، وعلاقة التقنيات التي استعملها الروائي في ذلك الجزء بالنزوع الأسطوري، لكان ذلك على المؤلف أسهل، وللبحث أجدى وأنفع.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 31, 2014 10:00

August 24, 2014

نظر في الشعر القديم. للدكتور حسين الواد

[image error]

أثارت آراء عدد من الأدباء والنقاد العرب في العصر الحديث تجاه الشعر العربي القديم مثل طه حسين والعقاد والمازني في قضايا معينة مثل الوحدة والبناء، أثارت عددًا من النقاد الآخرين أمثال مصطفى ناصف وحسن فتح الباب الذين يرون أننا بحاجة إلى قراءة ثانية للشعر العربي القديم أو إعادة النظر فيه، ويمكن أن نضع كتاب الدكتور حسين الواد “نظر في الشعر القديم” بين هذه الكتب، إلا أنه بحكم تأخره عمن سبقه يبدو أقل انفعالاً، وأكثر روية، وإفادة من المناهج الأدبية والنقدية الحديثة.

يتألف الكتاب من مقدمة وسبع مقالات في موضوعات وقضايا متنوعة عن الشعر العربي القديم، والنسخة التي بين يدي من إصدارات كرسي الدكتور عبدالعزيز المانع لدراسات اللغة العربية وآدابها، بجامعة الملك سعود، دون رقم طبعة، بتاريخ 1431هـ، في 195 صفحة من الحجم المتوسط، وقد قرأت الكتاب مرتين، ولخصت أفكاره تلخيصًا حاولت فيه أن أوجز الفكرة بعبارة صاحبها، يمكنك الاطلاع عليه بالضغط هنا، ودونت ملحوظات، يسرني اطلاعك عليها، وإبداء رأيك فيها.

تقريض القريظ

1- يقول المؤلف في هذه المقالة: “عن الإشكاليتين السابقتين تتولد إشكالية ثالثة تتمثل فيما عمدت إليه المعاجم من تسوية بين القريض والقريظ”ص13. لم يحل المؤلف إلى واحد منها، فبحثت في خمسة معاجم مشهورة، ولم أجد فيها أن القريظ يأتي بمعنى الشعر.

2- ويقول أيضًا: “وبنية الخبر تختلف عن بنية حديث المثل لانتمائهما إلى جنسين من التخاطب مختلفين. ففي الخبر مثلا تكون الشخصيات تاريخية والزمان والمكان قابلين للتحديد، وتكون الأحداث ميالة للتفصيل من خلال ذكر الجزئيات وإيراد الأقوال ووصف الأحوال، والتوسع لإرجاء حصول الفعل”ص17. ثمة أخبار كثيرة لا تتميز بذلك، وفي الحقيقة تستعمل كلمة “حديث” مرادفة لكلمة “خبر” في القص القديم، انظر كتاب”الخبر في الأدب العربي” للدكتور محمد القاضي، ص73-76.

3- ويقول أيضًا: “فالمثل كالحكمة، يصرف في غير زمانه وغير مكانه من المواقف المشابهة لتلك التي كانت في نشأته”، لفتت نظري هذه العبارة، يبدو لي أن بين الحكمة والمثل فروقًا في الاستعمال (التداول)، ولكني لم أجد بحوثًا أو دراسات في هذه المسألة، فهي فكرة بحثية جيدة للباحثين والدراسين.

تحولات الخطاب الأدبي في ضوء علاقاته بالخطاب الديني

١- يقول المؤلف في هذه المقالة: “فالمعروف أن عرب الجاهلية لم تكن لهم دولة” ص٣٧. لو رجع المؤلف إلى أي كتاب عن تاريخ العرب قبل الإسلام لوجد فيه حديثا عن الممالك العربية في العصر الجاهلي، فقد انهارت قبيل الإسلام ثلاث دول عربية قديمة، هي مملكة حمير 525 م، ومملكة الغساسنة 583 م، ومملكة المناذرة 609 م.

٢- ويقول أيضا: “وفي الحقيقة فإنه يعسر أن نعثر في ما وصلنا من كتابات المعري شعرا ونثرا على تشكيك في الدين أو تطاول على مقامه” ص٥٨. أشعار المعري في ذلك مشهورة، وقد تكلم في زندقته عدد من العلماء السابقين منهم شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى، فقال: “والقسم الثالث القدرية الإبليسية الذين صدقوا بأن الله صدر عنه الأمران لكن عندهم هذا تناقض، و هم خصماء الله كما جاء في الحديث، و هؤلاء كثير في أهل الأقوال و الأفعال من سفهاء الشعراء، و نحوهم من الزنادقة، كقول إبي العلاء المعري: أنهيت عن قتل النفوس تعمدا، و زعمت أن لها معادا آتيا، وما كان أغناها عن الحالين” ج8، ص260.

٣- ويقول أيضا: “سارت الرومنسية العربية على خطى سابقتها الأوربية واحتذت حذوها في أغلب ما دانت به حتى في الهجوم على الاستعارة رغم استعمالها لها” ص٦٢. لا أعرف من قال إن الرومنسية العربية أو الأوربية هاجمت الاستعارة، هكذا بعمومها، فأقل ما يقال في هذه العبارة أنها غير دقيقة.

الانفراط والانتظام في القصيدة العربية

1- يقول في هذه المقالة: “فهي تبدو مفككة فاقدة للوحدة لأنها تحول إيقاع الأحداث المتسلسل المتعاقب المتجسم في الأفعال النامية في الزمن إلى إيقاع داخل فضاء معين هو فضاء القصيدة. وهذا الفضاء يلزم الشاعر باتباع ترتيب يختاره لانتظام الإيقاعات” ص84. لا يلزم فضاء القصيدة الشاعر على ترتيب غير متسلسل ومتعاقب للأحداث حتى تنتظم الإيقاعات في القصيدة، بدليل وجود قصائد عمودية في العصر الحديث ذات أحداث متسلسلة ومتعاقبة، مثل قصيدة التينة الحمقاء لإيليا أبي ماضي.

2- ويقول أيضًا: “وهي تبدو مفككة فاقدة للوحدة لأنها تعبر فنيًا عن علاقة غير منسجمة بين الذات الفردية والجماعية والبيئة أو الوسط” ص84. انظر ما ذكره ابن قتيبة في مقدمة الشعر والشعراء عن اختيار النسيب في مطالع المدحيات ص75-76، فهو يوضح جانبًا من العلاقة المنسجمة بين الذات الفردية “ذات الشاعر” والذات الجماعية.

3- ويقول أيضًا: “إن ما اعتبره الدارسون تفككا في القصيدة إنما يتمثل في تعدد المقاطع، واستقلال كل مقطع بذاته من المعجم إلى التركيب والدلالة والوقع. وهذا الاستقلال يجعل كل مقطع قائما بذاته قابلاً للانفصال عن المقاطع الأخرى، فإذا انتزعناها منها لم يختل البناء ولم تفقد القصيدة كيانها أو تضطرب جماليتها” ص92. ماذا عن مقطع الحديث عن الأطلال ثم مقطع الحديث الرحلة ثم مقطع الحديث عن الممدوح، ألا يربط بينها تعاقب زمني يجعل منها بنية واحدة ارتسمت في ذهن المتلقي، فإذا لم يجد مقطعًا منها في القصيدة المدحية القديمة اضطربت جماليتها لديه.

انتحاء “الحياة اليومية” في شعر القرن الثاني

1- يقول في هذه المقالة: “ولعله يتعين هنا أن نذكر بأن الشعر العربي القديم قد أصبح شعر مواقف بعد أن كان قد مر بأطوار من التهذيب لا نعرف عنها شيئًا، ولكنه لا يمتنع أن يكون قد تعلق فيها بالحياة اليومية قبل أن يجنح إلى التسامي عليها” ص160. أشار ابن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء إلى تعلق الشعر العربي القديم باحتياجات الحياة اليومية لما قال: “ولم يكن لأوائل العرب من الشعر إلا الأبيات يقولها الرجل في حاجته” ص26. مثل الإنشاد عند متح الماء من البئر، وحداء الإبل، وهدهدة الأطفال، إلخ.

ختاما، لحظت ملحوظات يسيرة على أسلوب الكاتب في الكتاب عامة، مثل عدم استقرار الكاتب على طريقة لكتابة حرف الجر “في” قبل “ما”، فمرة يفصلها “في ما” ص104، ومرة يصلها “فيما” ص110، واستعمال “بينما” في وسط الجملة وحقها الصدارة ص162، ووجود بعض الجمل الركيكة مثل قوله: “ففي هذه الفترة الثرية جدًا -والتي لم تزل في تقديرنا في حاجة متأكدة إلى عميق التدبر والتأمل رغم كثرة ما كتب ويكتب عنها- كان الخطاب الأدبي …” ص34، وقوله: “أليس أن تيمة الموت والتلاشي هي التيمة الطاغية في الشعر الحديث عالميًا وعربيًا”ص191.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 24, 2014 00:31

صالح عبدالله الهزاع's Blog

صالح عبدالله الهزاع
صالح عبدالله الهزاع isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow صالح عبدالله الهزاع's blog with rss.