سمير محمد's Blog

April 13, 2013

رسالة لكل مُصاب بـ(فوبيا) الإحباط والخوف والقلق..!

أشفق وأنظر بعين العطف والشفقة لأناس أصبحوا يعيشون تحت وطأة وهاجس عبودية القلق والخوف، ليس بسبب مشكلاتهم فكل البشر والمجتمعات لديهم مشكلات مهما تفاوتت صعوبتها تظل مشكلات، لكن عطفي وشفقتي عليهم يأتيان نتيجة إحباطهم ويأسهم وقنوطهم وضعفهم أمام أنفسهم وأمام مشكلاتهم، وخوفهم من المستقبل ومن مواجهة المشكلات، وقد يتحول هذا الخوف والقنوط واليأس إلى مرض نفسي مزمن، ومن ثم يتحول إلى مرض عضوي إن هو ظل مسيطراً على الإنسان ولم يتخلص منه!

من هذا المنطلق أردت أن أكتب هذه المقالة التحفيزية التي أتمنى أن تصل قلوبكم وعقولكم، فكِّروا فيها بتمعن تام لعلها تكون سبباً في تفاؤلكم وفي تحرير أنفسكم من هاجس الإحباط، و«فوبيا» الخوف.

يجب عليكم الإيمان أنه مهما كانت ظروفكم مؤلمة فلا تكونوا ضعفاء فالضعف والإحباط هما بداية النهاية، فمهما كانت الظروف قاسية عليكم أن لا تيأسوا أو تضعفوا، بل عليكم التحلي بالشجاعة، والصبر، والمثابرة، فإن واجهتكم معاناة أو مشكلة في حياتكم فلا تستسلموا بل عليكم أن تتحدوا الظروف والمصاعب والأزمات بكل جسارة وشجاعة.

انظروا حولكم إلى كل الناجحين والمميزين في الحياة، نجاحهم لم يكن سهلاً، دفعوا من راحتهم ومن أعصابهم، غامروا بحياتهم، فقدوا صحتهم، شقوا وتعذبوا، وبعد ذلك وصلوا إلى ما وصلوا إليه من مجد ونجاح، فليكن الصبر والمواجهة والنجاح حليفكم وشعاركم الذي تحاربون به القلق والإحباط.

ثقوا أن الحياة لن تتوقف عند حد معين أو تجربة فاشلة، فالحياة أجمل عندما تنظرون إليها بتفاؤل وأمل، ولا تختزلوا الحياة في معاناة أو زاوية ضيقة، بل انظروا إليها نظرة إيجابية وتحدُّوا كل الصعاب، ولا تظنوا أن معاناتكم نهاية المطاف، عندها سوف تخسرون أنفسكم، وقيمتكم في نظر أنفسكم وفي نظر المحيطين بكم.

عليكم من الآن وصاعداً أن تنظروا للجوانب الإيجابية والمضيئة في حياتكم، ولا تنظروا للجوانب السلبية المظلمة مهما كانت مؤلمة فسوف تظل تاريخاً ماضياً، والأيام سوف تنسيكم آلامها مهما كانت مؤلمة أو قاسية، بل اعتبِروها كبوة جواد عابرة وواصلوا المسير (فالخيل المميزة هي التي تواصل الركض حتى نهاية المضمار)، وكما قيل (الشدائد تصنع الأقوياء).

همسة ختام:

ما أجمل التفاؤل والتحرر من عبودية ألوان سوداوية قاتمة طغت على حياتكم، رغم أن لديكم خيارات غير اللون الأسود، ألوان كثيرة، بإمكانكم تلوين حياتكم باللون الأبيض أو الوردي، وأنتم قادرون على ذلك إن أردتم ذلك، فلا تختزلوا حياتكم في زاوية معتمة مظلمة ولديكم غيرها زوايا أخرى مشرقة!

عليكم حماية وتحصين أنفسكم ضد «فوبيا» الخوف والقلق، ولا تستعيدوا أسطورة وقصة الطاعون الخيالية القديمة عندما ذهب لبغداد ليقتل خمسة آلاف إنسان، ولكن خمسين ألفاً ماتوا، وعندما سئل الطاعون لماذا قتل خمسين ألفاً..؟ أجاب.. (بأنه قتل خمسة آلاف فقط كما وعد أن يفعل.. لكن البقية ماتوا من الخوف)!

6 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 13, 2013 20:16

April 6, 2013

تحويل الجمعيات الخيرية إلى مصانع (2-2)

إكمالاً لمقالة الأسبوع الماضي التي طالبت فيها بتحويل الجمعيات الخيرية إلى مصانع وورش تدريب وتأهيل للأسر الفقيرة لكي تُسهم هذه الأسر في إعالة أنفسها والمشاركة في عملية التنمية، وتحسين ورفع المستوى الاقتصادي للأسر المحتاجة بعيداً عن الاستجداء والتسول أو طلب إعانات مقطوعة من الجمعيات الخيرية. ومما لا أشك فيه أن تأهيل الأسر الفقيرة سلوك احترافي ومهني واجتماعي جميل يُسهم في عملية البناء والإنتاج وزيادة مساهمتها في جميع مجالات التنمية وإيجاد مصدر دخل ثابت لتحسين الوضع الاقتصادي للأسر وبالأخص الأسر المعدمة ذات الدخل المحدود، وسيتيح المشروع بناء استراتيجية تمنح الأسر المنتجة التدريب والتأهيل المهني والحرفي وتقديم الدعم والمساعدة للأسر المنتجة من خلال تنظيم مجموعة من البرامج التدريبية والتأهيلية للأسر المحتاجة، بالإضافة إلى توفير فرص التدريب على صناعات منزلية ومهنية ويدوية متعددة ومتنوعة، مما يساعد على الارتقاء بجودة المنتج وتوسيع المنافذ التسويقية أمامهم لتحقيق مكاسب تخدم الأسرة المنتجة.

أتمنى أن يفعَّل هذا المشروع ليكون أحد المشاريع التنموية التي تحمي الأسر ذات الدخل المحدود من ذل الحاجة ومن ممارسة السلوكيات المقيتة الشاذة، كالبطالة، والتسول والسرقة وبيع الممنوعات والمخدرات، وستكون للمشروع إيجابيات جميلة تنعكس إيجاباً على الأسر الفقيرة وعلى الوطن والمجتمع عموماً، ومن تلك الإيجابيات:

• تشجيع الأسر الفقيرة على الإنتاج والعمل، وتعزيز الاعتماد على الذات في نفوسهم.

• إثراء سوق العمل بالكفاءات المتميزة والمبدعة من أبناء وبنات هذا الوطن.

• الإسهام في إيجاد فرص عمل أمام جميع أفراد الأسرة في المجتمع.

• الاستفادة من القدرات الفنية والمهنية لأفراد الأسرة.

• المحافظة على كرامة وإنسانية الأسر الفقيرة من ذل السؤال، ومرارة الحاجة.

كما أن الأسر المحتاجة والمعدمة عليها دور مهم في المبادرة بتحرير أنفسهم من ذل الحاجة والبحث عن فرص عمل تقيهم وطأة الحاجة، فوطننا فيه فرص تجارية وحرفية كثيرة، وهناك وافدون تم استقدامهم للعمل وهم فقراء معدمون وأصبحوا بعد فترة أثرياء يقومون بتحويل آلاف الدولارات لأسرهم وبلدانهم بصفة شهرية؟!ولكي أضرب لكم دليلاً حياً لنموذج إيجابي للأسر المنتجة: مازلت أتذكر قبل سنتين عندما زرت مدينة أبها في فصل الصيف، ذهبت لمتنزهات جبال السودة، ووجدت منتجعاً ومطعماً نظيفاً ورائعاً، وكل من يقوم بالخدمة فيه أفراد أسرة سعودية من مكة المكرمة اسمها أسرة «أبوحسين»، قاموا باستجار المطعم سنوياً ومن ثم يأتون من مكة في الصيف لمدينة أبها لفتح المطعم واستقبال المصطافين الذين يزورون منطقة عسير بكثافة في الصيف من جميع أنحاء المملكة ودول الخليج.

الجميل في الأمر أن الطاقم الذي يعمل في المطعم مكون من عائلة (أبوحسين) الأم وبناتها في مطبخ مغلق عليهم في المطعم يقومون بتحضير جميع أنواع الأكلات والمشروبات بنكهة سعودية لذيذة، والأولاد الذكور هم من يجلبون الأكل لطاولات الزبائن، ووالدهم من يشرف على العمل وعلى المحاسبة، وجميع من يزور ذلك المطعم يشيد بنظافته وروعته ولذة ما يُقدم من طعام، ويحظى بإقبال منقطع النظير من الزوار.

ما أجمل أن نرى أسراً سعودية منتجة كأسرة (أبوحسين) تجني قوتها من عمل أيديها ومن عرق جبينها بعيداً عن استجداء الآخرين، أو البقاء على أرصفة البطالة يتجرعون مرارة الحاجة وذل السؤال!

ومضة حقيقة:

«ليس خطؤك أن تولد فقيراً لكن خطأك أن تموت فقيراً»!

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 06, 2013 15:23

March 30, 2013

تحويل الجمعيات الخيرية إلى مصانع (1-2)..؟!

قمت بزيارة إحدى الجمعيات الخيرية لكي أدفع لهم مبلغ كفارة يمين، راغباً منهم أن يتصدقوا به إنابة عني، حينما وصلت للجمعية شاهدت بقرب أسوار الجمعية وأمام أبوابها عدداً من النساء يصطحبن عدداً من أطفالهن ويقمن باستجداء كل من يزور الجمعية طالبين مساعدتهن مادياً، في منظر يدل على الانكسار ووطأت الحاجة، أحزنني منظرهن ومنظر أطفالهن وهز وجداني حد الحزن.
واصلت المسير متجهاً لمكاتب الجمعية وسلمتهم مبلغ الكفارة، ثم انصرفت، أثناء خروجي من الجمعية سألني فضولي المأزوم بالأسئلة: ماذا لو تم تحويل تلك الجمعيات الخيرية في كل مدينة ومحافظة وقرية إلى مصنع ووقف خيري، والاستفادة من ملايين الريالات التي تدفعها الدولة سنوياً ورجال الأعمال لهذه الجمعيات في إنشاء مصانع ومراكز تدريب خيري، تكون مهمتها تأهيل وتدريب الأسر الفقيرة وأبنائها من الجنسين الذكور والإناث، وتصرف لهم أثناء التدريب مكافآت مالية لتحفيزهم ولتأمين احتياجاتهم أثناء فترة التدريب، ثم تأهيلهم للعمل وتوفير موارد بشرية منتجة منهم، بدلاً من منحهم كما هو حاصلاً حالياً حيث تمنحهم الجمعيات الخيرية مبالغ بسيطة مقطوعة غير مستمرة، وسيكون مفعولها وقتياً وليس دائماً، فالمنح والأموال المقطوعة التي تمنحها الجمعيات الخيرية للفقراء والمعدمين ليست فيها استمرارية ولا تفي بكل احتياجات الأسر المعدمة والفقيرة، بينما العمل سيكون فيه أمان وظيفي واستمرارية ودخل شهري ثابت.
من هذا المنطلق، يجب الاقتداء بما فعل رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- عندما «جاءه رجل فقير يتسول فأعطاه الرسول درهمين، قائلاً له: اشترِ بدرهم حبلاً، وبالدرهم الآخر فأساً واحتطب»، فمهنة باليد أمان من الفقر.
لا نشك بتاتاً فيما تقدمه الجمعيات الخيرية من عمل خيري وإنساني نبيل الجميع يجلّه ويقدره، لكن ما أجمل أن تخصص تلك الملايين التي تضخ سنوياً في حساب الجمعيات الخيرية لتكون سبباً في تدريب وتأهيل الأسر الفقيرة والمعدمة وعقد دورات لتدريبهم، ويكون ذلك تحت مظلة وإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية وبالتعاون مع معاهد التدريب المهني والتقني والغرف التجارية، وبعد تأهيلهم تتبناهم الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية، وذلك بعمل شراكة واتفاقيات مع القطاع الحكومي والقطاع الخاص لاستقطابهم وتوظيفهم بعد تأهيلهم.
أجزم أنه لو تم تفعيل هذه الاستراتجية وتم تحويل الجمعيات والمبرات وأموال الأوقاف الخيرية إلى معاهد ومصانع تأهيلية ومدارس مهنية تصنع عناصر بشرية منتجة تتحرر من الفقر والحاجة، مما سيكون لها انعكسات إيجابية على جميع الأصعدة سواء على صعيد حياة الأسر الفقيرة وأبنائها التي ستكون أسراً حرفية منتجة، أو على الصعيد الإنساني وحماية كرامة هؤلاء الفقراء من التسول ومن ذل السؤال، أو على الصعيد الأمني والاجتماعي والوطني، وستختفي كثير من الظواهر السلبية كالبطالة والتسول والسرقة وبيع المخدرات والممنوعات.
كم هو جميل أن نرى أسراً سعودية منتجة تنخرط في سوق العمل، الرجال منهم يعملون في المجالات التي تناسبهم وتتوافق مع قدراتهم وما يتلقونه من مؤهلات، والنساء منهم يعملن في المجالات التي تتوافق مع طبيعة المرأة وخصوصيتها ومع مؤهلاتها، ونرى منتجاتهم تُباع في الأسواق والمعارض والبازارات.


ومضة حقيقة:
هناك صيني يقول (لا تعطي فقيراً سمكة، إنما علمه كيف يصطاد السمكة)، فلماذا لا يتم تعليم الفقراء والمعدمين مهناً يدوية تجعل منهم موارد بشرية تفيد نفسها، وتفيد الوطن..؟!

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 30, 2013 15:38

March 23, 2013

من تكون أيها الأنسان ..؟!

في علم (الأنثر بيولوجيا) قاعدة أساسية تقول (كل البشر يطلق عليهم لقب إنسان مجازا، لكن هناك فرقا بين الإنسان المجازي، والإنسان الحقيقي، والفرق بينها وواضح وجلي، فالإنسان المجازي: هو من يحمل لقب إنسان مجردا من الخصائص الإنسانية الجميلة فهو مجرد كائن جامد لا تتحرك مشاعره أو أحاسيسه نحو مساعدة الآخرين، أو الإحساس بهم أو التفاعل معهم بأي شكل من الأشكال فهو أناني الذات وأحادي النظر (برجماتي) نفعي التوجه لايهمه إلا نفسه ومصالحه الشخصية، ولايمكن أن يبذل جهدا أو عطاء أو وقتا إلا بمقابل، هذا هو الإنسان المجازي الذي لا يحمل من صفات الإنسانية إلا الاسم مجردا من الإنسانية الحقيقية، فهو كالزجاجة الفارغة التي تحمل داخلها هواء فارغا لا يستفاد منه.

أما الإنسان الحقيقي: فهو ذلك الإنسان الذي يحس ويشعر بالآخرين مهما كان بعده عنهم، يتفاعل معهم، ومع همومهم وشجونهم وقضاياهم، ويبذل قصارى جهده في سبيل إدخال السرور على نفوس الآخرين، ويمنحهم مساحه من وقته، ومن جهده، ومن فكرة، ومن تفاعله، حتى لو لم يكن بينه وبينهم قرابة أو صلة بل يجسد الإنسانية في أنصع وأزهى صورها، ومدلولاتها المضيئة.

من هذا المنطلق: تحدد معالم الإنسانية الحقيقية التي تسمو وتصعد إلى مستوى الخصائص الإنسانية الأصيلة التي لن تغيرها عوامل الظروف، ولن تؤثر فيها المصالح فهي ثابتة في نفوس الأسوياء من البشر، تميزهم عن غيرهم من بني البشر، الذين يحملون صفات الإنسانية المجردة من تلك الصفات الجامدة جمود الجبال، ومشاعرهم وأحاسيسهم متخشبة لا تتعدى محيط أجسادهم الصغيرة، وقلوبهم الضيقة، وأرواحهم الكئيبة.

ومن خلال تجربتي التي عشتها وتعاملت من عدة أنماط من البشر مما وضح حقيقة مهمة في الفروق بين البشر، منهم من كان يمثل إنسانا مجازيا لا يحمل من صفات الإنسانية سوى الاسم، لا يتفاعل حتى في الحدود الدنيا التي قد لا تكلفه بضع دقائق من وقته، ويتصف بالصلافة والجفاء وسوء الأخلاق.

لكن عزائي الوحيد أن هناك نماذج إنسانية مضيئة يجسدون معنى الإنسانية الحقيقية بأنصع صورها المضيئة، أعطوني من وقتهم، ومن فكرهم، ومن اهتمامهم الشيء الكثير، غمروني بلطفهم، وتفاعلهم، وتحملوا من أجلي ومن أجل غيري أكثر مما نطلبه منهم، وهذا يدل على طيبة قلوبهم الطاهرة ونبل مشاعرهم التي تدل على إنسانيتهم الحقيقية، ومنهم تعلمت الوفاء، والإيثار على النفس، وعرفت عن طريقهم أن البشر أنواع ليس كبعض بل مختلفون، فهناك من تصحر قلبه وأصبح مثل الصحراء القاحلة التي لا يمكن أن يزرع فيها نبات طيب مهما جلبنا لها من مؤثرات طبيعية وبيئية فقد تحولت إلى أرض بور من الصعوبة أن تكون بيئة صالحة ومناسبة لنمو القيم والصفات الإنسانية.

وما يثلج الصدر أن المجتمع لا يزال زاخرا بنماذج إنسانية إيجابية جميلة، لم يتخلوا عن صفاتهم الجميلة التي أصبحت سمة في نفوسهم الطيبة وأرواحهم الزكية، مهما تعرضوا له من عوامل تعرية أو عوامل تغييرات فسيولوجية أو زمنية، لا تغير فيهم شيئاً، بل لازالت أصالة نفوسهم وتركيبتهم الطيبة كالجبال الشامخة لا تحركها الرياح ولا تؤثر فيهم العوامل الطبيعية والأحقاد الإنسانية مهما كانت قاسية ومؤلمة.

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 23, 2013 15:19

March 16, 2013

«تكلُّس» المشاعر..!

من أبرز ما يميز الجنس البشري عن الأجناس الأخرى المشاعر والأحاسيس الإنسانية الصادقة، وذلك بالتفاعل والتضامن مع من يحتاج لتلك المشاعر والأحاسيس الإنسانية، ونحن كمجتمع مسلم حثنا ديننا الحنيف على ممارسة خصائص إنسانية جميلة تميّزنا عن المجتمعات، والأديان والعقائد الأخرى، ومن ضمن هذه الخصائص الجميلة الحث على الترابط الأسري، والتضامن الاجتماعي، والإنساني والإحساس بآلام وأوجاع الآخرين، ومعاناتهم، وهذا ما صرح به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..».

لكن الحقيقة المُرة توضح لنا عكس ذلك، فهناك «تكلس» وذبول في مشاعرنا الإنسانية، فأصبحنا مجتمعاً متفككاً اجتماعيا، بل إن المتأمل في مجتمعنا يجد أننا مقصرون في المجالات، الإنسانية، والاجتماعية.. وبناء على ذلك أسوق لكم الأمثلة التالية:

• من منا يذهب لزيارة المرضى الذين ابتلاهم الله بأمراض مستعصية وهم الآن على الأسرة البيضاء؛ لكي يواسيهم ويرفه عنهم ويرفع من معنوياتهم ويدعو لهم بالشفاء وليس شرطاً أن يكون المريض قريباً، فزيارة المريض عامة مرضاة للرب، وواجب ديني، واجتماعي وإنساني..؟!

• من منا يذهب لزيارة دور العجزة، والمسنين، والمعاقين، ليخفف عنهم وحدتهم ويشاركهم أحزانهم ويحسسهم بوقوفه معهم معنوياً ونفسياً عندما تخلى عنهم أقاربهم، ورموهم في دور العجزة، أو دور النقاهة..؟!

• من منا يذهب لزيارة دور الرعاية ودور التربية الخاصة ممن يطلق عليهم «مجهولي الأبوين» فهم في حاجة ملحة جداً للتضامن معهم معنوياً، ونفسياً، واجتماعياً، فهؤلاء يعانون الأمرين من الوحدة القاتلة والعزلة الشعورية القاسية، وليس لهم ذنب فيما حصل لهم، لكنهم يعانون من نظرة المجتمع القاصرة تجاههم، رغم أنهم ضحايا يدفعون ضريبة فاتورة صرفهم واستمتع بهم غيرهم..؟!

•من منا يذهب لزيارة السجون لزيارة المساجين الذين حُرموا من نعمة الحرية، وأصبحوا محبوسين بين جدران يصارعون ظروفهم وهمومهم..؟!

• من منا يذهب لزيارة مستشفيات الأمل؛ لرفع معنويات من ابتلوا بآفة الإدمان، ورفع معنوياتهم وتحفيزهم وشحذ هممهم لمواصلة مشوار العلاج، والإقلاع عن هذه الآفات، وإعطائهم النصائح والإرشادات والوقوف بجانبهم رحمة بهم، وبأسرهم لعلهم يتوبون ويعودون نماذج صالحة تفيد أسرهم، يفيدون المجتمع ويبتعدون عن طريق الشر ويتوبون إلى الله توبة خالصة نصوح..؟!

• من منا يعوّد أولاده على زيارة المرضى بالمستشفيات، وزيارة دور العجزة ودور الرعاية والتربية الخاصة؛ وذلك ليزرع في نفوسهم حب التواصل الاجتماعي وتنمية الحس الإنساني، والاجتماعي ليصبح سمة طيبة من سماتهم، ولكي يشعروا بمآسي ومعاناة الآخرين والتضامن معهم معنوياً وأخذ العبر منهم؟!

هذه التساؤلات السابقة لا تخص الرجال دون النساء فالمخاطب بها الجنسين رجالاً ونساء، فنحن جميعا مقصرون، فلو تأملنا قليلاً وحاسبنا أنفسنا لوجدنا أنفسنا مقصرين تجاه الأبعاد الاجتماعية، والإنسانية ومسقطين هذه الجوانب من حساباتنا رغم أن فيها أجراً عظيماً من ناحية الأجر والثواب من الله، كذلك لها أبعاد إنسانية واجتماعية، كما أن زيارة الدور الاجتماعية فيها تنمية للمشاعر الإنسانية والاجتماعية وفيها تخفيف عن سكان هذه الدور شيء من آلامهم ومآسيهم وفيها عبر ودروس مفيدة لمن أراد أن يعتبر، وأن يشكر الله على أن الله منحه من النعم ما حُرم منها الآخرون..؟!

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 16, 2013 15:48

March 9, 2013

السلامة الوقائية

من أجمل الحكم والقواعد الوقائية عبارة (الوقاية خير من العلاج)، وهذه الحكمة تعبير بليغ يدل دلالة قاطعة على أن الوقاية، أو السلامة، سلوك ونمط مهم في حياة الفرد والمجتمع.
ومن وجهة نظري المتواضعة، فإن (مصطلح) الوقاية (مصطلح) مرادف لمصطلح السلامة، ولكن الوقاية أشمل وأبلغ، فلا يمكن أن تكون هناك سلامة دون وقاية.
والسلامة بمفهومها العام، هي التدابير الوقائية التي يكون الهدف منها المحافظة على الأرواح والممتلكات والبيئة، وتجنيبها أي أضرار أو أخطار محتملة، ويكون ذلك باتخاذ الاحتياطيات والتدابير الوقائية اللازمة لمنع الحوادث والأضرار والتلوث والدمار وكل ما يسبب ضرراً للإنسان، أو البيئة، أو المنشآت.
لذا ينبغي أن تطبق السلامة بمفهومها الشمولي ولا تُختزل في إطار أو جانب ضيق، فالسلامة الشاملة تشتمل على جوانب ومحاور كثيرة ومتشعبة، سواء كانت السلامة العامة في جميع مناحي الحياة المختلفة، أو السلامة المهنية التي يجب أن تتخذ لحماية الكوادر البشرية من مخاطر العمل والحد من خطر المعدات والآلات ومنع وقوع الحوادث والإصابات والتقليل من وقوعها، وتوفير البيئة العملية الآمنة، أو السلامة الصحية التي تقي الإنسان من الأمراض (لا سمح الله) أو السلامة البيئية، أو السلامة المرورية، أو السلامة الفكرية التي تقي المجتمع من الأفكار التكفيرية، أو الإرهابية، أو الأفكار الهدّامة بشكل عام.
ونظراً لأهمية السلامة فإن كثيراً من الدول المتقدمة، والشركات الكبرى، تتخذ من شعار (السلامة أولاً) مبدأ ومنهجاً لها، في سبيل حماية الكوادر البشرية، والموارد الاقتصادية من أي أضرار محتملة.
ولكننا مع الأسف كمجتمع مازلنا نفتقد لثقافة السلامة والوقاية على جميع الأصعدة، ولا نعير السلامة أي اهتمام سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى الجمعي أو على المستوى الوطني، فنسبة كبيرة من القطاعات الحكومية والقطاع الخاص لا تتخذ التدابير والوسائل الوقائية، وكثير من القطاعات لا توجد فيها وسائل للسلامة أو كوادر بشرية متخصصة في السلامة، وإن وُجدت فهي شكلية وغير مفعلة، ونستثني من ذلك شركتي (أرامكو، وسابك)، فهاتان الشركتان معروف عنهما أنهما تهتمان بالسلامة اهتماماً بالغاً وفق المعايير والمقاييس العالمية المتبعة.
علينا أن نعترف أن مجتمعنا ينقصه الوعي بأهمية السلامة الوقائية، ولا يوجد نشر لثقافة السلامة بشكل عام رغم أن نشر ثقافة السلامة سلوك جميل يكون سبباً في إرشاد المجتمع بأهمية السلامة الوقائية لما لها من انعكاسات إيجابية في سبيل حماية مواردنا البشرية ومكتسباتنا الاقتصادية من الضرر (فدرهم وقاية خير من قنطار علاج).

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 09, 2013 14:34

February 24, 2013

مشاهد سلبية في تربية الأيتام

يتعرض اليتيم (مجهول النسب) منذ نعومة أظفاره لطفولة بائسة مليئة بالوحدة، والحرمان، والشتات النفسي والمكاني، والجوع العاطفي، والازدواجية في التربية والتنوع في التربية والتنشئة الاجتماعية والتغيير المفاجئ للمرضعات والأمهات البديلات، وفريق العمل في مراحل متعددة من حياة الطفل وهذا الأمر يلعب دوراً كبيراً فى عدم استقرار الطفل فى دار الأيتام من الناحية النفسية والعاطفية وعدم شعوره بالاستقرار، فهو محاصر دائماً بإحساس الفقد وعدم الاستقرار الوجودي أو المكاني مما يشعره بعدم الأمان النفسي، فهو بشكل دائم معرض للفراق والبعد عن الآخرين كل ذلك الشتات يرسم شخصية مضطربة النفس، متذبذبة التفكير.

ولبناء شخصية «اليتيم» بناء إيجابيا أنصح كل المهتمين بالأيتام والأسر الحاضنة إن أرادوا أن يبنوا شخصيات الأطفال بناء سليماً أن يضعوا برامج تصقل شخصيات الأيتام مثل تعليمهم قيادة الذات، والاعتماد على النفس، رياضات الدفاع عن النفس (كالكاراتيه- التايكوندو- الجودو) كذلك رياضة الفروسية وبث حب القراءة والكتابة في نفوسهم، ومصارحته بخلفيته وبأنه «مجهول النسب» منذ وقت مبكر للتكيّف مع الوضع وفق طرق مدروسة متدرجة وتهيئته لتقبل الخبر بطريقة لاتصدمه، ومن ثم تحفيزه ورفع معنوياته لكي يشق طريقة معتمداً على نفسه مؤمنا بقدره، أفضل من إخفاء حقيقة وضعه وتركه يعيش على آمال تتحول إلى سراب من الوهم عندما تنكشف له الحقيقة المؤلمة يوما بطريقة فجائية قد تسبب له صدمة نفسية وعاطفية وقد تحطمه وتقضي عليه وعلى آماله وتسبب له انحرافا أو تحطيما.

كما يجب عدم العطف أو الدلال الزائد المبالغ فيه على اليتيم بل معاملته بطريقة طبيعية كأي طفل آخر، فالدلال الزائد يخلق عند اليتيم الكسل والاستكانة وعدم الاعتماد على الذات ويجعل منه شخصية اتكالية رخوة، وكذلك العطف والشفقة تخلق عنده انكساراً وضعفا وجرحا لكرامته بأنه أقل من غيره.

لا أسرد في السابق كلاما تنظيرياً، إن من أجمل ما أثر في بناء شخصيتي بناء إيجابيا هو انخراطي في رياضة الدفاع عن النفس «الكاراتيه – والتايكوندو» فقد تعلمت منها الاعتماد على الذات وزرعت في نفسي حب القيادة، وعززت في نفسي سمات جميلة منها على سبيل المثال لا الحصر، قيادية الذات، الثقة بالنفس، حسن التصرف، قوة التحمل، واجتياز المواقف والمعوقات التي تواجهني، كذلك علمتني الاعتماد على النفس، وعدم الاتكال على الغير، كذلك ألهمني الله أيام الجامعة أن أنخرط في رياضة الفروسية وهذه الرياضة بالذات تعلم الشخص الاعتزاز بالذات والشموخ والشجاعة والإقدام وحب التميز.

من هذا المنطلق يجب زرع خصائص ومعايير قيادة الذات والاعتماد على النفس في نفوس الأيتام منذ سن مبكرة جداً، حتى تكون تلك الصفات صفات مكتسبة وتكون سمة من سماتهم، فالصفات القيادية يحتاجها كل شخص في حياته إن هو أراد أن يكون شخصا بارزا، فالشخص الذي لايحسن قيادة ذاته هو في نظري شخص هلامي اتكالي ستكشف له الأيام أنه عبء على نفسه وعلى الآخرين.

ومضة حقيقة:

اليتيم لايحتاج من المجتمع نظرات عطف أو شفقة تكسر شخصيته وتجرح كرامته.. إنما يحتاج لاحترام كرامته وإنسانيته، وأنه لا فرق بينه وبين الآخرين، وأنه إنسان له مشاعر وأحاسيس وكرامة يجب أن تحترم، وأنه لا ذنب له فيما حدث له؟!

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 24, 2013 03:30

February 16, 2013

الجوع العاطفي..!

النفوس البشرية تختلف عن سائر نفوس الكائنات الأخرى، فهي تحتاج للعاطفة والاحتواء كحاجتها للطعام والشراب، بل أكثر من ذلك، فالجوع العاطفي سلوك ونمط مزعج يتسبب في عطش روحي وفراغ نفسي مؤلم.
مع الأسف، إن نسبة كبيرة من مجتمعنا يتّسمون (بالجفاف العاطفي) وعدم الاهتمام بالجوانب العاطفية والنفسية عند أبنائهم وزوجاتهم وأسرهم وعدم إشباعهم عاطفياً ونفسياً، بل يتعاملون معهم بجفاف عاطفي، وينصبّ اهتمامهم على توفير الطعام والشراب واللباس والمسكن والكماليات، وينسون أو يتناسون أن إشباع العاطفة والمشاعر والاحتواء أهمُ بكثير من الطعام والشراب واللباس، فتركيبة الإنسان (الفسيولوجية) تختلف عن سائر الكائنات الأخرى التي تحتاج فقط للأكل والشرب، فالإنسان بشكل عام كائن عاطفي يحتاج لإشباع عواطفه ومشاعره أكثر من حاجته لإشباع جسده، فالجوع والعطش العاطفي والنفسي والروحي هو الجوع الحقيقي عند الإنسان عامة وعند الأبناء والبنات والمرأة بشكل خاص، وهو أشد ألماً من الجوع الغذائي، لأن من جاع غذائياً يمكن أن يجد طعاماً في أي مكان أو يصنع لنفسه طعاماً، لكن من جاعت مشاعره وأحاسيسه فكيف يجد من يُشبع عواطفه ومشاعره ورغباته ويحتويه إن لم يجد من داخل أسرته؟!
إن الجوع العاطفي من وجهة نظري قد يكون سبباً في ظهور بعض الانحرافات السلوكية عند (قلة قليلة من البنات والأولاد والنساء) الذين تتغلب عليهم الرغبة والعاطفة الجائعة في البحث عن الحب والعطف والحنان خارج الإطار الأسري وخارج الإطار المشروع.
مع الأسف، إن مجتمعنا منقاد لعادات وأنماط وأفكار ومفاهيم متخلفة ممقوتة، وهي عدم إيمانهم بالعواطف الإنسانية، وأنها في نظرهم سوف تحط من قدرهم وهيبتهم، فأصبحت هذه المفاهيم تشكل مجتمعنا تشكيلاً بغيضاً وترسم ملامحه متفككة وترسم إنسانيتنا رسماً مشوّهاً وقبيحاً..!
على المجتمع إن أراد أن يشكل أسراً متحابة متجانسة أن يؤمن بالإشباع العاطفي لأسرهم وأبنائهم، ويكون ذلك بالكلام الجميل وبالتعامل الراقي وبالاحتواء وبسماع هموم وشجون الأبناء والبنات والأخوات والزوجات ومناقشتهم والحوار معهم والمساهمة في حل مشكلاتهم ورفع معنوياتهم وتشجيعهم والترفيه عنهم واحترام ميولهم وهواياتهم والقرب من نفوسهم وتحفيزهم وتلافي الأنماط والسلوكيات الجافة، ونشر ثقافة العواطف المباحة وثقافة الاحترام والتسامح والرقة واللين في التعامل، وعليهم أن يعوا أهمية (إشباع العاطفة)، فعدم إشباع العاطفة ستكون له آثار وانعكاسات سلبية في نفسية وتعامل الأبناء والزوجات، فمن أسس التربية النفسية السليمة الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية السليمة، والبعد عن الأعراف والسلوكيات الاجتماعية التي تكرّس الجفاف والتسلط والقمع، والتي جعلت كثيرين لا يهتمون بالجوانب العاطفية في محيطهم الأسري والاجتماعي.
ومضة حقيقة
إن العواطف الإنسانية الصادقة لا تُباع في محلات الهدايا مغلفة بورق السلوفان لنشتريها، بل سلوكيات وقيّم إنسانية تنبع من قلوب طاهرة سليمة، ومن روابط وجدانية عميقة، فتنتج عن تلك الروابط الوجدانية العميقة مشاعر إنسانية تعطي الفرد شعوراً متكاملاً بالأمان والدعم والرعاية، وتصبح سلوكاً محفزاً لنشوء المحبة، والألفة والترابط، والتكافل، مما ينعكس إيجاباً في ظهور أسر ناجحة، مستقرة نفسياً، وفكرياً، وروحياً، ومتماسكة اجتماعياً..!

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 16, 2013 14:47

February 9, 2013

التعليم والواقع المُر..؟!

تبني الأمم استراتيجياتها وخططها المستقبلية، بناء على ما تكتسبه أجيالها من علم تطبيقي تفاعلي، فالتعليم هو الترمومتر الذي يحدد مسارات الأمم وهو المقياس الذي تقاس به حضارة الأمم، وتقدمها.
من هذا المنطلق يتبادر إلى الأذهان تساؤل مُلح، هل مخارج التعليم لدينا، تناسب مستقبل أجيالنا وتتوافق مع طموحاتهم، وتؤهلهم للحصول على عمل؟
يجب أن نكون صريحين مع أنفسنا ولا ندفن رؤوسنا في الرمال وننكر الحقيقة المُرة التي تعاني منها مخارج التعليم لدينا، فالمتمعن في مناهجنا التعليمية يجد قصورا واضحا ومخلاً في مخرجات التعليم وعدم توافقها مع متطلبات العصر الحديث, مع أن هذا الخلل قد أشبعته وسائل الإعلام المختلفة نقدا وبحثا، ولكن للأسف الشديد ما زال القائمون على شؤون التعليم لا يحركون ساكنا، وكأن هذا الأمر لا يحدد مستقبل أمة، ومستقبل بلد، ومستقبل أجيال.
إن استراتيجية التعليم لدينا، تعتمد على التلقين، والحفظ مما يقتل الإبداع، ويحبط الطموح ويهدر الطاقات الموجودة في نفوس الطلاب، ويتحول الطالب إلى مجرد متلق ومستمع، وكأنه مجرد «كاسيت» تختزل فيه معلومات عامة لا قيمة لها على الصعيد التطبيقي التفاعلي، فمعظم مناهجنا مواد نظرية جامدة تستهلك في تدريسها كثيرا من الوقت، والجهد، والمال ولا تتعدى فائدتها محيط عقول من يتعلمها، أو محيط الفصل التي تدرس فيه، ولا تتوافق أبدا مع تقنيات العصر الحديث، ولا تتوافق مع متطلبات سوق العمل بتاتا.
علينا أن نسأل أنفسنا، ماذا نستفيد من طالب سعودي أو طالبة سعودية كل رأس مالهم المعرفي معرفة الطقس في موريتانيا، أو عاصمة جيبوتي، أو حفظ أبيات شعرية، أو مسرحية من مسرحيات شكسبير، أو تاريخ حروب التتار والمغول، ماذا يستفيد الفرد نفسه، والمجتمع على الصعيد العملي من هذه المعلومات العامة التي تستهلك وزارة التعليم في تدريسها آلاف الدقائق ومئات الساعات ..؟!
لا أعيب على هذه المواد كثقافة عامة ، لكن من المفترض أن تكون مواد (لا صفية، ولا منهجية) وتكون للمطالعة الحرة لمن يريد مطالعتها في وقت الفراغ أو تحول هذه المناهج إلى المكتبات المدرسية العامة، فمعظم المواطنين يريدون أبناءهم أن يتعلموا علما تطبيقياً، وتقنياً تفاعلياً لكي يكون التعليم سبباً في أن يجد المتخرج عملا يقيه ذل الحاجة، ومرارة السؤال على أرصفة البطالة.؟!
شيء مؤلم حقا، أن يكون مستقبل أبنائنا ضحية مناهج معلبة، انتهت صلاحيتها منذ عشرات السنين ولا تفيدنا في واقعنا المعاصر.
ومما يحز في النفس أن القائمين على التعليم اهتموا بتطوير القشور ، ولم يهتموا بتغيير الجذور، وانصب اهتمامهم على نظام التقييم المستمر، وهو مجرد استهلاك للوقت، وإهدار لجهد المدرس، دون فائدة تطببقية للطلاب.
يجب أن نسأل أنفسنا سؤالا مهما، هل المقصود من التعليم الثقافة العامة فحسب، أم المقصود هو العلم المعرفي التطبيقي المهني الذي يؤهل الطالب المتخرج، لكي يكون ذا قدرات مهنية تتماشى مع سوق العمل؟
ولكي لا يخرج علينا أحد مما يعشقون التنظير العاطفي, ويعتبرون كل نقد بناء للمناهج على أنه مطالبة بتغريب مناهجنا، عليهم أن يسألوا أنفسهم ما هو المانع الشرعي، أو المعرفي الذي يمنع أن ندخل التلمذة المهنية والتطبيقية التفاعلية في مدارسنا «فحرفة في اليد أمان من الفقر»؟!
ومضة حقيقة:
يقول المثل الصيني «لا تعطني سمكة كل يوم ، بل علمني كيف أصطاد السمكة».؟!

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 09, 2013 15:25

February 2, 2013

القيادة والإدارة بين الواقع والمأمول..؟!

القيادة والإدارة ليست مسمى وظيفياً أو «برستيج «اجتماعي وحسب ، إنما أمانة ومسؤولية ورسم استراتيجيات ورؤى وتحقيق أهداف وخلق كوادر «وموارد بشرية» منتجة تكون لها انعكاسات ذات مردود إيجابي على الموظف والمنشأة.

من هذا المنطلق يجب أن يكون القائد أو المدير يملك أسس ومعايير الإدارة والقيادة الناجحة والمأمولة. ومن أهم أسس ومعايير القيادة والإدارة الناجحة أن يكون القائد أو المدير ذا تأثير إيجابي على مرؤوسيه والعاملين تحت قيادته أو إدارته ، ولن يكون هناك تأثير إيجابي ما لم يكن القائد أو المدير يملك معايير وصفات القيادة والتأثير والتحفيز، ومن أهم صفات القائد أو المدير المؤثر أن يكون مثاليا، وقدوة لموظفيه (( وموارده البشرية)) في جميع تصرفاته ، وأن يكون أمينا ، صادقا ، منضبطاً في سلوكه ، وتصرفاته ، محترماً للوقت ، محباً للعمل ، وأن يكون مقنعا لمن هم تحت إدارته كي يحذوا حذوه .

إن سلوكيات وتصرفات القائد ، والمدير تنعكس سلبا أو إيجابا على موظفيه وعلى جودة العمل ، فلن يكون هناك اقتناع أو قبول من موظفين يرون أن قائدهم أو مديرهم يطالبهم بمثاليات لا يطبقها على نفسه ، فالتناقض في التصرفات يتنافى مع المنطق ومع فطرة الإنسان وتتنافى مع مبادئ القيادة والإدارة الناجحة ، وقبل ذلك يتنافى مع ديننا وعقيدتنا كمسلمين فقد قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) وقوله تعالى ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ..))

للأسف أن ( بعض ) القادة والمديرين يطلبون من موظفيهم مثاليات في وقت يقدم فيه هؤلاء القادة والمديرون على اقتراف أفعال وسلوكيات تتعارض مع ما يطلقونه من شعارات وما يطلبونه من مثاليات ، قمة التناقض بين القول والفعل أن يطلب القائد أو المدير مثاليات أو شعارات لا يؤمن بها ولا يطبقها على نفسه ، فليس من المنطق أو المعقول أن يطلب من موظفيه وموارده البشرية مثاليات هو لا يطبقها على نفسه أولا.؟!

إن القائد والمدير الناجح هو من يملك التأثير والتغيير والمبادرة ويملك معايير القيادة ، وسأسوق لكم حكمة رمزية من باب الاستدلال وليس من باب الإسقاط : فقد سأل أحد أباطرة الحروب أحد القادة والساسة من يخشى أثناء الحروب..؟ فأجاب هذا القائد « إنني لا أخشى من مائة أسد يقودهم خروف ، ولكنني أخشى من مائة خروف يقودهم أسد» ولتوضيح القصد من هذه الحكمة ، أن القائد عندما يكون أسداً فإنه بالتأكيد سيحول كل جنوده وأتباعه إلى أسود ، وعندما يكون القائد خروفاً فإنه سيحول كل جنوده وأتباعه إلى خراف..؟

ومضة حقيقة :

«يقول المدير: للقائد أنت تفسد النظام لتحقق الأهداف…رد القائد قائلا: وأنت من يفسد الأهداف لتحقق النظام «..؟!

هكذا الفرق بين القائد والمدير..فكم من مدير لا يملك من اسمه نصيبا بل حول نفسه إلى مجرد حارس يحرس المنشأة وممتلكاتها،وكل همه الحرص على الحضور والانصراف، لا يعرف من صفات القيادة شيئا بل يكون عبئا على المنشأة وكابوساً جاثماً على صدور الموظفين لا يؤمن بالإنتاج أو التطوير أو التحفيز أو التشجيع ، يقتل الابتكار والإبداع في العمل ، ويحبط جهود كل موظف بارز طموح..؟!

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 02, 2013 16:20

سمير محمد's Blog

سمير محمد
سمير محمد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow سمير محمد's blog with rss.