البنت ذات التسع سنوات، السمراء التي ترتدي الطرحة في آخر سرير في 418، لم تذهب إلى الحمام منذ أجريت لها استئصال حصوة من كليتها اليسرى في الصباح.
أمها تقول إن البنت لا تقوى على الحركة تأثرا بآلامٍ في مكان الجرح، وأنا لا وقت لدي لدلع البنات، وتفريغ المثانة مهم.
الممرضة ناولتني الكيان الأنبوبي السحري بمقاس مناسب. ثوانٍ ويتجمع كل السائل الأصفر المصبوغ قليلا بالدم في كيس وننتهي.
البنت ذات التسع سنوات، وبخجل فطري، وبإصرار غريب، ترفض أن يتم الأمر بسهولة. تضم فخذيها فتغلق الطريق، نباعد بين فخذيها فتضع يدها، نجذب يدها فتضم فخذيها من جديد.
بغضب، بتقطيب الحاجب، وببعض الصوت المرتفع:
- وبعدين؟
بدا أنها استجابت لكنها، وبما يبدو أنه أمر خارج عن إرادتها، عادت تمارس نفس الإصرار. عزمت أنا عندها على إتمام هذا الأمر بالطريقة العنيفة، قبل أن تلقي في وجهي جملتها المدهشة:
- لو لي خاطر عندك.. بلاش.
نظرت في عينيها مستغربا. لماذا تظن البنت ذات التسع سنوات في 418 أن خاطرا ما لها عندي؟
- لو لي خاطر!
قالتها باستعطاف حقيقي أصبح معه الكائن الأنبوبي في يدي حية تسعى، وأصبحت أتساءل أنا عن السبب الذي يجعلني أقتحم منطقتها الخاصة بكل هذا الصلف.
- طيب تتجدعني كده وتروحي الحمام؟
- طب تسنّدني؟
- أشيلك لحد هناك.
Published on June 21, 2011 11:20