قصيدة غير مكتملة





لا أكف عن محاولة إصلاح القصائد المعطوبة..يزعجني أن تلك النصوص قد تخلت عنّي وخاضتْ عطلتها الخاصة وحدهافيما كنت أرتِّبُ روحي من ضجيج الاحتمالوصخب جنوني بتفاصيل الموتات القادمات..يوم انتبهتُ لخدش على جانب جفني الأيسر كسرتُ قصيدةً واحدةوفرقتُ بين أخواتها في العطايا،تركتُ واحدة على شاطئ الوادي الأيمن تبحث عن شجرتهاوواحدة أعلى بابل تهش بتقويمها على غنمهاأما الأخريات فقد هربْنَ في ليلة ماطرة دون أن يتركن رسالة وداع مثيرة للشفقة.
لستُ حزينة أو صدِئةلا ألقي بالا للحزانى على أعمارهمولا لراقصي الوداع الأخيرينكلهم مشفقون على أنفسهمونادمون على خيباتهم.أنا أحب خيباتي الكبيرات.. لأنهن يشبهنني بعنفويذكرنني بلَوْني
يوما تركتُ يدي على شجرة توتٍ وهربتُصفَّقتُ وطرتُ ورقصتُ على حبل ممدد من عينيْ وردةوعدتُ ومعي "شوال" من البهجة وأيادٍ تكفي العالم
سأحاول اختصار الأمر لاحقًامثلا لن أُصِرَّ على شرب القهوة في كوب زجاجي قديمولن أسِّرح شعري كله قبل أن أملأه بالورودولن أحمِّل  كتفي مزيدًا من التفاصيلفقط سأكتفي بقطعة سكر طازجةأضعها على قبور المحبين القدامىوقصيدة غير مكتملةوقُبَّرة..
النصوص غير المكتملةأقوى من كاتبهاتكره أن تموت بنهاياته السخيفةويكره أن يترك لها الحياة..كل نص اكتمل ماتبينما ظلت القصاصات لآلئ وجدٍ في شجرته..النصوص غير المكتملةهُنَّ حبات الكرز الهائجةومُعامل الثورة الأكبروبنات الحياة الأوفياء.
18-4-2014
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 17, 2014 19:05
No comments have been added yet.